بسم الله الرحمن الرحيم
قصص أركان الدين عند العلويين
لكل ركن من فروع الدين المحمدي الحنيف من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد وإمامة وغير ذلك عند النصييرين الذين عرفوا بالعلويين في سوريا ولبنان وتركيا قصة تحتاج الى تقويم كبير لتصح نسبتها الى الإسلام في الحد الأدنى ولما رأيت قصة الزكاة هي الأولى أولا لما فيها من تباين في القول والعمل عن شريعة القرآن والسنة ولإحتكارها من قبل عصابة انتهازية لا يهمها الدين بشيءولا أبناؤه بتاتا جعلتها أول قصة في هذا المشروع أسأل الله أن يعينني على إتمامه .
قصة الزكاة
قال الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه(الزكاة نقص في الصورة وزيادة في المعنى ). وبعد:
ان الاطلاع على اهم المواقف المتعارضة في مسألة معينة يرتبط مع تطور الفكر البشري ومتابعة القرائن الملازمة لهذه المسألة ,
ومن الضرورة الجدية في الموضوع ليعد اساسا لكل عمل حر خالص أن يلتزم بحالتي النمو الأفضل الروحي. والمادي. للمجتمعات بما تتطلبه اللياقة  من حيث المظهر والجوهر  ,فان من دواعي النقد الهادف الصلاح في الممارسات السلوكية للجماعة من الناس ولنخبة هذه الجماعة على ان يكون الانسان هو الحافز للحقيقة والاستقامة ليتمكن من المواجهة امام النوازع التي تعمل  على  شطب الهوية والوجود احيانا ,ومهما كان حجم المتضررين من فائدة غير مشروعة اتاحها لهم العرف القديم والسلوك العقيم اللذين ما بنيا يوماعلى قاعدة الجوهر والثبات ولو بصباغ الشرف والبشرى والهدى على ما يزعمون  .فالذي يرث المغتصب لم يكن المغصوب حقه وما ركز الصراط المستقيم يوما  على الزور والباطل مهما استمر ذلك وطال.
 وبما ان جوانب الحياة كثيرة فكانت برامج العمل أكثر وخير الأعمال ما صلحت به الأحوال والرجال , وقناعتي من عملي هذا /تصحيح مسيرة الزكاة في الطائفة العلوية اليوم / والذي ماقصدت به إلا خيرها والغيرة عليها ولا يخاف المرء إلا على أهله ونحن في عصر تستفحل فيه الأخطار التي تتجه بنا الى متاهات النفور والتخمين .
 وعملي هذا يستند على الشريعة الاسلامية الغراء المطهرة كتاب الله والسنة النبوية الجامعة غير المفرقة  وما روي صحيحا عن الأئمة المعصومين /ع/ والعقل والاجماع, ولشعوري ان كل عمل مناط بتأثيره العام على العاملين به في مختلف مجالات الحياة .
ومن هذا كله رغبت في تبيان احد أركان الدين الإسلامي القويم ومدى تطبيقه في الطائفة العلوية وهو ركن الزكاة , وجعلت من هذا البحث التوضيح والمقارنة لكشف المفارقة بين ما هوسائد في هذه الأيام وما هو واجب ان يسود حسب نصوص القرآن الكريم والسنة والعترة التي بنى أتباع هذه الطائفة سبيلهم عليها و هذين الثقلين مع بعض الإجتهادات التي كانت مناسبة في حينها جداً وتطلبتها ضرورة الحياة والبقاء وعندما سقطت مقوماتها فمن المحتم أن تزول فالعظماء في مذهب  الامامية عاشوا وماتوا فقراء وعلى ما يجري في ايامنا هذه كانت الفرص تتيح لهم الثراء الوفير إذا اعتمدت المقاييس  السائدة اليوم .
 فجانب الزكاة بكل توابعه ومتحولاته المفروضة والمفسرة جرى ثوابها على كل أركانها واستبدال لفظها بالقرآن الكريم لا يغير من جوهرها ./فاسم الزكاة ورد لزمن استحقاقها الدوري في كل حول مرة واحدة .  وبدون توقيت لها وعلى العموم هي الصدقة التي تجوز في كل حين فكانت الزكاة خاصة والصدقة عامة ولا يعني ان العبارة تدل على احتواء الزكاة بالصدقة إذ لاتختلف وسائل ومفاهيم الجزء عن كله والكل حدده الله وحدد نوعه ومساره فالجزء داخل فيه وفاعل منه وعند اتفاقهما الموضوعي يسموا العظماء في كل الأوقات بمحمولهما .
أما عندما يكون حديث القرآن الكريم عن صورة الزكاة أي مادتها تأتي بألفاظ أخرى في سياق الآيات  كالنفقة او المال او سواهما من الألفاظ المشابهة .
وسألتزم بطرحي هذا اسلوب الحب والمواساة وضمن شريحة معتنقي الطريقة الخصيبية مشيراً حيناً وتاركاً للقارئ الإستنتاج حيناً آخر ولا أقصد به الا اصلاحاً شاملاً عاماً تذوب فيه الأنانية الفردية والمصلحة الشخصية وان لم يجد عيناً ناظرة وإذناً سامعة وقلبا صافياً وعقلاً متميزاً فحتماً سيجد العكس. وفي هذه فأنا وحدي ووحدي فقط المسؤول الأول والأخير فيه ومتحمل ما يجري عنه واليه وحسبي الله ونعم الوكيل .
اذن بالمقارنة الفعلية بين معطيات الماضي والحاضر وأعمال السابق واللاحق وموضوعية الزكاة النظرية الواقعية والتعلق بالتنزيل والتأويل وبدون التطرق لآراء القائلين إلا من حيث المرحلة التاريخية أوالعبرة الجانبية لأسباب العيش والاستمرار أجد لزاما الحديث بهذا الموضوع وانهض بالمتطلع فوق حجاب الخوف والرهبة الذين طمسا انوار الحكمة والعقلانية ليتسنى لهذا الناهض تذوق البحث بجدية وبدون هوى يهوي به مشدودا بالقيود الى الصغر المميت داخل حفر الأشواك المغطاة بخيوط العنكبوت فالعاطفة المزعنة لحسب او نسب هي قتل فظيع للحب والإخلاص وكل سبب يوقع في النفس اضطرابايكون المسبب غير ثابت ومهدد للزوال .
ولا يعني ذلك انه سنصل بالبحث لكل مراميه  لا ولكنه نظرة اولية ومبدأ انطلاق ومنتدى حوار ربما يحقق الغاية المرجوة لما فيه خير الملة والدين وتدعيما لهذا الركن العظيم الزكاة المؤثر جدا في حياتنا فإذا صحح سائد اليوم الهدام يتحول المجتمع الى حالة حضارية راقية لأن المنطلق في أي تطور العامل الإقتصادي فإذا لم يكن للصالح العام فهو لحفنة انتفاعية تهيمن على الجميع وتعيق أي اصلاح خوفا على منافعها المخالفة لله ولرسوله .
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105
وليس لدى النصيريين  أي رسالة عملية او مسائل فقهية كاملة تتناول موضوع الزكاة لأنهم يعتمدون فقه الامامية مدرسة آل البيت /ع/من حيث المبدأ اما من حيث الواقعية  فجانب الزكاة يرتبط بمزاجية النفع المادي البحت للمشائخ النصيريين وبدون حدود وضوابط , ووجود بعض نتف فقهية زكواتية في كتبهم غير كاملة وغير منظمة هي من باب الاشارات الباطنية التي لا يعمل بها ومن هذا فقد خلت المساءلة لأي شيخ عن كيفية صرفه للزكاة او من يستحقها او كيف تؤدى فلا يستفيد منها محتاج اطلاقا بل يتحصل عليها الشيخ الجابي بلا مقابل سوى انه شيخ ولا يتحمل أية مسؤولية تجاه الشعب بل يداهن الأقوى في سبيل حماية مصالحه , من هذا الواقع الذي اهمل تشريع الزكاة في الطائفة بقصد او بغير قصد خلال عقود طويلة من الزمن ولم يهتم به احد يضاف اليه الاهمال الناجم عن عدم ذكر البحث الوافي لهذا الركن في كافة الوثائق النصيرية السابقة واللاحقة والتي هي في طور الإنقراض لاضطرابها وعدم قبول العقل والعلم لها لأنها بالأساس خالفت القرآن والسنة واتفقت مع الفكر النصراني اليهودي الأموي العباسي العثماني فهي غريبة بمسانيدها وجباتها عن الدين والمجتمع .
واعتقد ومن وجهة نظري فقط ومن خلال مطالعاتي الدينية العامة والخاصة تبين لي ان أسباب إهمال خط مسار صرف هذه الزكاة من قبل جباتها يعود لاحتمالين:
1- لعدم وجود الحاجة في حينها للتطرق لهذا الموقف حيث أكتفي بالمرجعية الشيعية على المذهب الجعفري المعتمدة في كثير من وثائقهم التي تنص على أن ظاهرهم ظاهر الشيعة الإمامية  كتزكية النفس وحقائق اسرار الدين وغيرهما الكثير .  
 2-أو لأن التصرف فيها كان على الوجه الأمثل في الاقتضاء وحسب حاجة الطائفةلها بكل زمان ومكان واعتماد تحقيق المواساة في العيش والايمان حيث تصرف للمسكن والغذاء أيام الفاقة والإملاق والجوع والفقر المرتب على مجموع الطائفة ويجب أن تصرف فيما بعد حسب الاكتفاء والاقتضاء بما يفيد المجموع العام بعيدا عن الإستغلال الذي يولد النفور والاشمئزاز عند القادمين العاملين.
إن الاحتمال الأول هو الأقوى للإقناع والاحتمال الثاني يصبح حقيقة نصدق بها ونقف عندها جميعا وقفة المتأمل المتبصر وخاصة عندما نبادر أولا  بآيات كتاب الله المتعلقة بهذا الشأن فنرى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة174
فهذه الآية تشير الى ستة اشياء هي الثراء-الثمن –الاكل-البطون-الزكاة-الوعيد.  فدلت واضحة البيان على العقاب  في غير محلها .فكتمان ما انزل الله بالكتاب بغية الابتياع بالأثمان البخسة ومهما عظمت بأي جهة كان اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار في الدنيا ويخصمهم الله بالآخرة ولا رفعة لهم ولا مكانة وإن ظنوا بانفسهم ذلك في دنياهم هم خائبون ويوم القيامة لهم عذاب أليم.
فالذي تنطبق عليه هذه الآية في أيامنا الذين يكتمون الحق  وحتما هم عارفون كما قال الله تعالى : {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة42  {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة43{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44
اذن فمن يستطيع أن يلبس الحق باطلا ويكتمه الا القادر على معرفة الحق والباطل ووراء هذا القول اشارة بليغة وحكمة قوية للمتبصرين عندما ذكر( وآتوا الزكاة)-بين الصلاة وركوعها ليفيدناأن انفسنا الخاشعة بهذه الصلاة وقلوبنا المتلهفة للاتصال ركوعا وطاعة وحسبانا بحضرة الله وعقولنا المتلالئة بأنوار الله هي زكاتنا التي نجازى عليها من الله وبما نقدم امتثالا لأمر الله والله ورسوله هما فقط من يزكي وإلا لما كانت الصلاة هنا لكبيرة إلا على الخاشعين وكيف نقبل أو نستطيع القبول؟ والتلاعب بالدراهم ونحن في الصلاة بين إحرامها وركوعها ونعلم مانعلم من معنى لتكبيرة الاحرام بالصلاة .وفي هذه الآية نشاهد أن البر إذا وجد يجب أن يكون من الجميع وليس مالا من جانب وكلاما من آخر وهل نقبل أن نبتاع الدعاء والصلاة بالمال حاشا لله أن يكون ذلك عند العقلاء /أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم /أم هو بر الناس المال والطعام وبرهم الكلام والجباية لأنهم نصبوا أنفسهم وكلاء الله في ارضه وطرقه إليه !!!اين العقل ؟؟
فأي فائدة من تبادلها بينهم ويحرم منها البائس الفقير ففي كل نادي يجتمعون ويتبادلون ويتفرج عليهم العوام بل ويشاركونهم في بذل المال فقط دون أخذه  خوفا من ألسنتهم وما أدراك ما ألسنتهم فسل عنها من كان بهاخبيرا فلا حرمة ولا ذمة لديهم إذا ما خالفهم أحد لصغيرة أو كبيرة وإن كانت في طاعة الله ..المهم ينتهي كل هذا النادي  بسلعة متبادلة لا يستفيد منها من يجب أن يستفيد بشكل أو بآخر,وانقضاؤها لمصلحة ذاتية ممتعة وعندما ينالها شخص ادخاري غير استهلاكي يؤدي الى عدم الحاجة لها .
إذن الزكاة تقدم من المؤمن الغني للمؤمن المحتاج فرضا محددا ( وعن ابي جعفر عليه السلام قال : ان الصدقة لا تحل لمحترف ولا لذي مرة قوي )ولا يستحق من يكون مرتديا لباس الشيخة ونسبها ويحفظ الفاتحة ولباقة الهندام ولياقة الكلام الزكاة التي تعني الصدقة في الميقات وليس لها الامعنى الرفعة والسمو في غير المال مفروضة للضعفاء من الأغنياء وليست عليهم وإن تطلب الأمر جباة وجهاء فهي أمانة بجيوبهم لتوزيعها لأصحابها الثمانية المعوزين من هذا الشعب الطاهر وليست للعلماء الاغنياء فلم تكن مفروضة من أجل العلم بل هي مفروضة من أجل العيش وكلنا عالمون بشكل أو بآخر وعلى درجات ونتساوى بالأيمان والأقرار وذلك ما يميز شخصنا التقواتي عن الاشخاص الآخرين وبأي طريقة توزع خاصة أو عامة لنصرة الطائفة ولصيانة جدارها وانشاء عمارها وما أكثر المتطلبات لمن يتامل ويختار ولنتابع مع الله سبحانه قوله عزوجل: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }البقرة270
ووقفة متأنية مع المياقيت المصطنعة في الطائفة النصيريةويسهم فيها اصحاب الدعاية والادعاء بتكاليف باهظة تدهش التجار الكبار وأقل ما يتبادر للذهن السؤال المخجل الذي يسأل به اللصوص الدوليون وهو . من اين لك هذا ؟. مع الأسف لايأتي لاصحاب الحاجة منها شيء يذكر وما أكثرهم في الطائفة هؤلاء المشردين في بيوتهم والمحرومين بين أهليهم والمتغربين في ربوعهم الذين يعيشون الفقر الجماعي  وهم الجميع في الحقيقة ما عدا حفنة من لصوص الدين فعن ابي بصير قال : قلت لأبي عبدالله الصادق /ع/ الرجل يموت ويترك العيال أيعطون من الزكاة ؟قال نعم حتى ينتشوا ويبلغوا ويسألوا من أين كانوا يعيشون اذا قطع ذلك عنهم/نعم لأن سؤالهم دافعا لهم يوما ما ليبروا على من كانوا ذات يوم بحالتهم أما اليوم فتؤخذ زكاة العيال للشيوخ في النفقة ويتباهى اهل الميت بتزلفهم للشيوخ من حق العيال !!!يرجى أخذ العلم أبا بصير ؟؟؟ واجراء المقتضى في إعلام الصادق /ع/ بمن يدعي موالاته بما يحصل لأهل الميت .
ان الألاف المؤلفة من الأموال كافية لقضاء كل ما يحتاجه هذا الشعب الفقير المعوز توزع سنويا في ولائم ما انزل الله بها من سلطان وليست الا رأسمال لتجارة القائمين بها ولا يدخل الأجر والثواب بشيء منها اذ بالأساس هي لم تكن في الحقيقة لذلك الجانب الايماني واغرب ما فيها طابع العلانية المفرط فعنوان الفخر والرياء واضح بجلاء للجميع .{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ }الرعد22
المال هو الذي سنقف معه من موضوع الزكاة الآن الذي يمثله قول امير المؤمنين علي /ع/ /الزكاة نقص في الصورة وزيادة في المعنى ./
ولما كان القادر يعطي المحتاج هو القاعدة العامة ينبغي ان يعطى المحتاج علما او مالا من القادرين ويبدو هذا الكلام بديهيا لكن عندما تتعرف على السائد من ما يسمى التوزيع الذكواتي النصيري اليوم لعلمت كم هي هذه البديهية معقدة جدا وتحتاج لكثير من الجهد الحواري والبحثي وعليه منذ البدء فالواجب الضروري نازل للمستضعفين وليس صاعدا للموسرين والمعيار في القوة والضعف الحاجات الأساسية وليس الكماليات , فالزكاة سمو بالخلق البشري والمعنى الرباني تطهر النفوس ومادة تديم المحبة والعبادة وتقتل الحسد والقهر والحرمان .
 عن ابي عبد الله الصادق /ع/ قال : قد تحل الزكاة لصاحب السبعمائة وتحرم على صاحب الخمسين درهما فقلت له وكيف يكون هذا فقال : اذا كان صاحب السبعمئة له عيال كثير فلو قسمها بينهم لم تكفه فليعف عنها نفسه وليأخذها لعياله وأما صاحب الخمسين فإنه يحرم عليه اذا كان وحده وهو محترف يعمل بها وهو يصيب منها ما يكفيه ان شاء الله / هذا هو التوزيع الإلهي الحضاري الرائع فتدبروه بدون تشخيص وحيص و ليص!!!! .
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الروم9
 وبعد فلو شئت تعديد حفلات الولائم الراقية ماليا بطرابيشها الجميلة وجبابها الخميلة والقباب التي تشاد سنويا لقاربت عشرات الألوف بالعد وعشرات الملايين بالنقد وقيامها لمن هم بالغنى عنها ولا يدري بها الا الموسرون المعروفون أما الضعفاء والمستورون المستحقون فقد غفلت عنهم العيون إذهم أحق بالمهابة والخشية والاستذكار من الأولين وكم سمعنا عن السالفين الصادقين كم من فقير ذي ثياب رثة ولعثمة باللسان هشة ومنظر ليس فيه من بزة سقطت بخطيئة معه قصور وهدمت دور وقصفت عمور فاعتبروا يا أصحاب الحسنات  والنذور فظواهر الأشياء لا تدل على حقيقة بواطنها فالذين لا يستفيدون من الحفلات والقباب أجدى نفعا من المستفيدين وكيف تجهلون وتتجاهلون وانتم الأعلمون بالحقيقة والحق.
 ولا أجد بدا من تفسير معنى الغنيمة والغنائم إذ تدعو الضرورة لهما جدا فالمعنى اللغوي هو ( وغنم يغنم غنما وغنيمة وغنمانا أصاب فيئا وفاز به بلا مشقة وناله بلا بدل من نوعه مادة بمادة ومعنى بمعنى ) وليس مادة بمعنى ومعنى بمادة كما يحدث في خلواتنا (وكان في عهد رسول الله (ص) اصطلاحا بمعنى الفيء الذي يكسبه المسلمون خلال غزواتهم مع المشركين) فتتسايرمفاهيم الأصطلاح حاجات المعنى إذ الغنم بدون مشقة وجهد من جنسه يصلح في كل زمان ومكان فلماذا لا تصرف هذه الزكاة الغنيمة بهذا المنحى والمعنى بوجهها الذي وضحه كتاب الله وسيرة الرسول/ص/ والائمة /ع/من بعدهم لثمانيتهما وبتخميسها وخمس الله ورسوله لمن يريد الله اكتفاءهم عندما اراد امتحانهم وفي طائفة مثل طائفتناالتي ابتلاها الله بالجفاء والبلاء,و على الأقل هل يوافقون على قبول الخمس ليتبقى اربعة أخماس للمحتاجين أم هو حلم فكل ما  دخل جيوبهم لا يخرج إلا لبناتهم السافرات وابنائهم في الكازيونات مع الخمور والسفور والملذات!!!! .
 ألم يكن من الأقوى والأصلح العمل بجدية للاكتفاء العام وليس الخاص والى الاستمرار في الحياة بدون لهو وكمالية ورفاهية فالقلوب خير من البطون والبطون خير من الجيوب والجيوب خير من الشهوات والخير في فعله والشر في فعله فالمنازل الجميلة والقباب الفخمة السلطانية العثمانية التي نراهاالآن دارسة كالاطلال خير والف خير منها مسجد ومنتدى عرفاني وحسينيات وبيوت حكمة ومدارس ورياض اطفال وما نشاهده من قباب شيدهااحفاد واولادليست الا نوعا من الاهرامات المصغرة  فكيف وإذا كان المشيد هو نفس المقبور فيها وكلها من اموال الفقراء ألايطابق ذلك ما قام به الفراعنة من تجهيز الأهرامات قبورا لهم من أجل الخلود ففي ذلك وبكل وضوح فقدان الثقة بالله وبالنفس وبالدين ففي حياة هؤلاء الجباة بيوت عديدة لكل ابنائهم حتى الذين لم يولدوا بعد ولرفاتهم قباب فخمة عثمانية ومن يعطيهم هذه الجباية باسم الزكاة لا مأوى لهم ولا دار في حياتهم فهم وابناؤهم وعيالهم يستأجرون وعلى الغالب عند هؤلاء الجباة استأجارهم اليس هذا ما يمقت الله ؟.
{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ }الحجر80 {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }الحجر81 {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ }الحجر82 {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ }الحجر83 {فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الحجر84
ولقد أنشأ الرسول الكريم /ص/ بيت مال للمسلمين تودع فيه كل اموالهم ومكتسباتهم لتنفق في حاجات المسلمين ولكن الحاصل اليوم ان كل من يسمى شيخ هو بيت مال لنفسه يتاجر فيه او يفتتن فيه  ونسي الله فحق عليه قول الله :{وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ }الأعراف48
ومن المؤكد ان الزكاة هي صدقة العيد والأموال والأبدان والأنعام في مادتها وينبغي ان تصرف في الوجوه التي بينها الله في كتابه سبحانه فكل زكاة هي من الصدقات وكل صدقة هي زكاة.ومن يتقول متفيهقا على البسطاء ان الزكاة شيء والصدقة شيء آخر ويقر ان الزكاة له والصدقة للفقراء لأنه عارف بالله فاي معرفة هذه التي تخول صاحبها ان ياكل اموال الفقراء واليتامى والمساكين.
 وابو ذر الغفاري رضوان الله عليه يقول:/لاينبغي لمن ادى الزكاة ان يقنع حتى يطعم الجائع ويعطي السائل ويبر الجيران /
واقتصرالنصيريون بكل الفروض والواجبات الإسلامية على المعارف الخاصة لها من صلاة وحج وصوم وجهاد إلا الزكاة تمسكوا بوجهها المالي الصرف فاين التصوف والزهد اللذان يدعونهما عن سائر الشعوب تقريبا حيث السعادة على الروح وليست على الجسد فقط فتصبح التعاليم الفقهية الدينية شواهد مغايرة للواقع العملي .
وإن للزكاة بشكلها السائد حاليا ما يوجب بالضرورة معالجتها برفق ويمن فلو أن من يتقاضاها يبين سبيلها لهؤلاء الضعفاء الخائفين مستشهدا بقوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }الفرقان67 وموافقا مع الفقه الجعفري بحده الأدنى لكان الأمر هينا ولكن المشكلة التباين الكبير المتناقض بين السائد والشرع .
وروي عن أبي عبدالله الصادق /ع/تارك الزكاة وقد وجبت له مثل مانعها وقد وجبت عليه/ .هذا القول الذي يتطلب الفعل بكله وبأقوى مفهوم له ويطرد الشهوانية وحب السيطرة على الأفهام بالصمت والمسؤولية الموهومة والأنانية المغطاة بمجازية الدين لا بحقائقه وإن هؤلاء الضعفاء الفقراء الذين يقترضون المال من الشيوخ ليعيدونه لهم مع ربوية شكرية باسم الزكاة  إرضاءا للمجتمع المتقلد بوهم الاستسلام ويتركون أولادهم وعيالهم بلا مأوى وبلا طعام ولا يندفعون لهم بما يندفعون  لما يزعمون أنه/ عمل خير / بضغط ذرائع خاوية نسجها المستفيدون بكل لذة وارتياح بمقولات ساخرة أدخلت تارة وأفهمت أخرى بما يغاير الفهم الصادق الصحيح لها  /كانفق ما في الجيب ياتيك ما في الغيب /وكيف إذا لم يكن من شيء في هذا الجيب أيجوز أن نقول/اعمل العيد بالدين يأتيك بالشيء شيئين/ الشيء الاول الفقر والشيء الثاني الكفر فاين هذا الغيب الذي آمنا به إذا كان  يحتضن المال و هو الشيطان وشتان وألف شتان فقال سبحانه {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ{25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ{26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ{27} مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29} خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34} فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ{35} وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ{36} لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ{37} فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ{38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ{39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{40}
وما هو التبذير إلا ممن يقبل الزكاة  وهو يعلم  أنه ليس بحاجتها وهل السعي في الأرض يكون  لإرساء قواعد الخوف وللذة الموائد واملاء الجيوب مع تقبيل اليد وتقديم الطاعة والعبودية اللتين لا تجوزا الا لله عز وجل أم هو بالعمل والجهد الشخصي حيث أن العمل عبادة؟ فالذي يهدد بالعقاب أحق بالتهديد من سواه وكيف تطول الخطب بالوعد والوعيد من لسان متفنن بها لقاء حث الضعاف على عدم المجابهة وعدم التقصير بحقوقهم لا بحقوق الله وبهذا يتقولون على الله عز وجل وعلى قول الرسول/ص/ والأئمة/ع/ الأقاويل بلين اللفظ وقسوة القلب ويرق ويسمك ويمرن ويصاغ كالسائل في أوعية حججهم متى يشاؤون ولأي بديل يريدون .
ولانتعقل ولانعتبر فاعتبروا يا من أنتم أحق بالاعتبار فيما تنفقون لوجوه هؤلاء لا لوجه الله و لا لوجوه اولادكم وعيالكم بل تنفقون لوجوههم وهم ينفقون لوجوه نسائهم وبناتهم وملاهيهم واولادهم ومساكنهم وقببهم وقصورهم وكمالياتهم فالذين تفرغوا بعد الاطمئنان لمصالحهم بدلوا قوله:وأما السائل فلا تنهر بقولهم واما الغني فلا تنهر واما بنعمة ربك تكيف ويطعمون الطعام على حبه غنيا عنه بدلا من قوله تعالى( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً{11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) .وقال لا اله الا هو ما أوضح بيانه لمن يريد البيان  {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195)
فمن المسؤول عن هذا البيان أمام الله؟ الذين يعلمون أم الذين لا يعلمون؟ وعلى من يشتد وقعه عليه حتى يتهرب منه الى تأويلات سخيفة لا يقبلها العقل ؟وهذا غير جائز ليرفع عن نفسه تهمة انتباه السائل والطالب والمريد فقال سبحانه {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة271 .
واذ قال قائل هذا ينطبق على الصدقات و ليس على الزكوات وعلمنا ما علمنا سابقا أن الصدقات والزكوات الواجبة للثمانية الذين اعلن الله عنهم بآياته وها هو رسول الله يذكر ويدل بقوله/ص/ ان رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة) ورأيناه يمنع عطاء الانصار لمن استغنى من المهاجرين أيام فاقتهم وأول هجرتهم والحادثة غنية عن الذكر ومنهم الكثير ممن يستحقها بمفهوم توزيعها السائد في هذه الأيام بموجب فاتحة المشايخ المجهولة النص والسند وقال (ص) نحن لا نقبل الصدقة ولكن نقبل الهدية وبما أنهم يعتبرون الحديث النبوي /العلماء ورثة الأنبياء /حصتهم المثلى فعليه إذن لهم الهدية وليست لهم الزكاة ..!!لم نعرف يا أقرع من أين نأتيك !!!!فمن فمهم يدانوا !!!! وهل هذه الهدية هي الزكاة وهل زكاة هذه الايام لا يستحقها رسول الله في أيامه حتى منعها عنه وعن أهل بيته حسب تأويلهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27  {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28
 فما الخيانة لله والرسول والأمانة وأنتم تعلمون ؟. و كان أتى تشريع الزكاة اجتهاداً على أيدي رجال دين تقاة كابن شعبة الحراني في مخطوطه حقائق أسرار الدين وكان مفهوما معنوياً بالتشريع لباطن الزكاة وهو العلم ولظاهرها ما يوافق الشرع وما حوله بدليل روايته عن الصادق /ع/ في كتابه هذا حيث جاء /من كان يحفظ مئتي حديث عليه أن يتصدق بخمسة منها على أخيه الضعيف كما هو الحال في المال الظاهر /وابن شعبة من الرجالات الأساسية عندهم ولايأخذون بقوله.
فالله ورسوله لم يشرعا الزكاة لغير مستحقها فعن ابي عبدالله الصادق /ع/من منع حقا لله عز وجل أنفق في باطل مثليه /أي ضعفيه .وعن ابي الحسن الرضا /ع/ قال قيل لأبي عبد الله /ع/ لأي شيئ جعل الله الزكاة خمسة وعشرون في كل الف ولم يجعلها ثلاثين فقال ان الله عز وجل جعلها خمسة وعشرون أخرج من أموال الأغنياء بقدر ما يكفي الفقراء ولو أخرج الناس زكاة أموالهم ما احتاج أحد/ هذه قمة التكافل التي يتسابق عليها الآخرون . وعن أبي الحسن /ع/من أخرج زكاة ماله تامة فوضعها في موضعها لم يسئل من اين اكتسب ماله/ . وعن ابي جعفر /ع/ قال وجدنا في كتاب علي /ع/ قال رسول الله /ص/إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها/ .
 حقا فهذه القيمة المادية وجد لها تقسيم عادل من قبل الله حسب متطلبات الواقع وأخذ ذو العلم شأنا عن سواه لا لأنه عالم بل لأنه فقير بالأساس ومفيد لاستمرار هذا الدين ايضا بالعلم والعمل واشخاصها كما ورد في النصوص الثمانية أصحاب الزكاة بكتاب الله.وربما يقول متضرر من هذا البيان أننا وجدنا السلف الصالح يسير بهذه الطريقة ومن الذين نثق بيقينهم فنقول لهم كما قلنا سابقا :أن رجالاً ارتبطوا بدينهم على أساس المال غير جديرين بثقة هذا الشعب.
 وهذا لايعني هدم فرض من فروض الله الزكاة , بل هو دعوة لتصحيح مسار هذه الفريضة بما يخدم هذه الطائفة ويقرب أبناءها من دينهم بدلاً من مناظر مؤذية تكرس فيهم النفور والإشمئزاز ومن الفظيع أن يكون الإنسان متمشيخا بزكاة ويتقاضى مرتباآخرمن الدولة فيحصل على مرتبين وهذا ما ترفضه السلطة الزمنية فكيف السلطة الروحية واذا ادعى أنه ليس عندي مرتبين نقول له:  أنت تفرغت للمرتب المريح الثري برغبة منك بدون ان تقدم شيئا للدين وبلا مسؤولية ولا تقيم شريعة الله الغراء فقط ادعيت انك شيخ او كان ابوك شيخ او فشلت بممارسات العمل او حصلت على التقاعد فهل هذه الأشياء تبرر لك العيش على حساب الفقراء ومن مال الله ولو بحثت لوجدت المرتب الحقيقي الزمني وأتيت الله بروحك فقط وان تعذر ذلك كله على المرء وما من سبيل  فهو  الأحق بالزكاة حكماً ولكن الأعمال كثيرة والأراضي أكثر والمهن موجودة فما علينا إلا السعي والصبر والحياة بعفة وأناة والله كفيل بالعباد فإن من الجريمة أن نعتبر المشيخة مهنة كاي مهنة ولكنها بدون تقاعد إذ نراه مقبلاً على سرير الموت محتضرا  باتجاه  الوداع ويتقبل هذه الزكاة ولمن تكون ؟ لايعلم إلا الله ,ولكننا نعلم حكما ومؤكدا أنها لأعدائه كما أشار أمير المؤمنين علي/ عليه السلام/هم اولاده وزوجه ليتنعموا بها بعد ان حرم نفسه منهاومن أجرها / .
إذن جرت الزكاة للسابقين الذين لامأوى لهم ولا غذاء أما اليوم هي للموسرين الطامعين المرابين المستثمرين.. وسل عنهم حبيبا وكلاسا !!! فيجب أن يسوى هذا الجانب المالي الهام في مجتمعنا حتى لانضيع لمجرد عاصفة بسيطة تهب حاليا و لاحقا والمصيبة أكبر , بين ماض صمد تجاه الزلازل والصعاب وحاضر وصفه أمير المؤمنين/ع/ بقوله (ولكنهم سُقُوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا , وبالسمع صمماً وبالحركات سكوناً فكأنهم في ارتجالٍ لصفة صرعى سبات جيران لايتآنسون وأحباءلا يتزاورون بليت بينهم عرى التعارف وانقطعت منهم أسباب الإخاء فكلهم وحيد وهم جميع وبجانب الهجر وهم أخلاء لايتعارفون لليل صباحا وللنهار مساءا أي الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمداً) هكذا قال أمير المؤمنين وهكذا نحن الآن وهو الحاضر بعينه وكلنا يراه ولانخجل منه ونتقاعس عن تصحيحه.
فالزكاة على نوعين نوع معنوي وهو العلم والمعرفة ونوع مادي وهي اما عين واما  مال أو ما يدفع ذو قيمة مادية ففي الأول نرى الزكاة تعطى من الغني علماً ومعرفة إلى الضعيف وفي الثانية نرى العكس تعطى من الفقير الى الغني بدعوى التشيخ في غالبية الأحيان وباقي الغالبية تعطى للأنداد والمتماثلين إذ لا تعطى من القوي إلى الضعيف بقصد الفريضةالشرعية وبما أن نوعي الزكاة هما لمفهوم واحد فكان لزاما منطقيا عقلائيا أن يتساير العلم والمال في اتجاه واحد صعودا أو نزولا والأول مرفوض بالصعود منطقيا ولزوم الثاني بالنزول واقعيا ولا يقبل أن يتساوى العلم بقيمة مالية ليصبح الاول مأجورا عند الثاني وهم يقولون أن العلم رحمة والمال ابليس فأي عوض هذا الذي يقتل النفوس وتزول وتهتك أستار الدين منه وأمير المؤمنين/ع/ قال:/المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق/وعن ابي بصير قال قلت لأبي عبد الله /ع/عن قول الله عز وجل (انما الصدقات للفقراء والمساكين )قال :الفقير الذي لايسأل الناس والمسكين اجهد منه والبائس أجهدهم فكل ما فرض الله عز وجل عليك فإعلانه أفضل من إسراره وكل ما كان تطوعا فإسراره افضل من إعلانه ولو أن رجلا يحمل زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا/هذا هو البيان الواضح لمن يستبين عليه ان يراجعه .وعن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا لأبي عبد الله عليه السلام :أرأيت قول الله عز وجل (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله )أكل هؤلاء يعطى وإن كان لايعرف ؟فقال ان الإمام يعطي هؤلاء جميعا لأنهم يقرون بالطاعة قال :قلت فإن كانوا لايعرفون ؟فقال يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لايعرف لم يوجد لها موضع وإنما يعطى من لايعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه /.وقال ابو الحسن عليه السلام :/ان الله عز وجل وضع الزكاة قوتا للفقراء وتوقيرا للأغنياء/ .
فأي نمو لك أيها العلم في أحضان منقوص ولتصبح المعرفةوالزكاة بضاعة تباع وتشترى والتاجر الكبير فيها هو القوي البخيل ولا حاجة إذن عندهم لإله يجزي العباد لاكتمال الجزاء بالأخذ والعطاء والعكس بالعكس.
فقال سبحانه وهو أجل من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المجادلة12
إذن أشار سبحانه فإن لم تجدوا فان الله غفور رحيم واشترط سبحانه إذا لم تفعلوا فآتوا الزكاة فهل الزكاة مادة هنا فحتما لا لانهم لم يجدوا ولم يفعلوا ولما حدد قبلها بنفس الآيةلفظة صدقةليدل إن مادة الزكاة هي الصدقة والصدقة لأهلها الثمانية الذين ذكروا في كتاب الله وأفضل معانيها الذاكية أن يكون عن صدقة تقدم بشفاعة رسول الله وآله/ص/ لمستحقيها المحتاجين من المستطيعين وليس كما يتأولون أن المال الذي يقدم بين يدي رسول الله يقدم لمشائخهم الذين وضعوا أنفسهم في مقام الرسول  ولكن لم يفعلوا فعله حيث كان يوزعها لأهل الحاجة من المسلمين بينما ما يقدم لهم يكنز لديهم .وتناسوا أن الله أكد أنهم يستطيعون ايتاءها مع الصلاة عندمالم يستطيعوا الصدقة فهذه فائدة جلية تؤكد أن الزكاة معنوية لا مادية إضافة لفائدة الآية المشار اليها ومن النكت التي تلفت الانتباه أن باقامة الاعياد تقصر الصلاة ومعرفتها بكثافة لكثرة التكرار في الميقات لضخامة ما يسمى بالاعمال الخيرية المزعومةالتي بسببها أن الاخ لا يعمل مع أخيه وإن هذه المياقيت يتفنن فيها العاملون ذوي الدخل غير المشروع في اغلب الاحيان ويرتعد فيها الخائفون واكثرهم من النساءوالفقراء والشيوخ يتفرجون ويرتاحون فرحين ويدغدغون الناس أن الشعب كريم وعّمال خير!!!!!! و لم نتلمس مرة اصلاحا بين أخوين أو زجرا للسارقين أو قوة للخائفين فأين هم من المسؤولية ؟فخلال ربع ساعة تؤدى صلاة الميقات ويهرول المشائخ الى ميقات آخر وإذا تأخر القائم بالميقات خمس دقائق لأمر قاهر يستعجله هؤلاء إذ يقولون له سنزكيك خمس دقائق إذن هم يملكون الزمان ومالك الزمان أحق بالعبودية والا كيف سيزكونه خمس دقائق أم أن الغرور أعماهم فكل شيء صار بتفويضهم كالأموال التي تدفع لهم للتصرف بها كما يشاؤون والزمان ملك لهم يزكونه والأمكنة أيضا غالبا ما تكون لهم فهم الملاك على كل شيء وإن تأخر الوقت الذي توزع فيه الزكاة لا يستعجلون أما إذا تأخر موعد البدء بها فهم لا يسكتون بل يستعجلون ويضجون على المزكي فهم الآخذون المال لذلك هم ليسوا أولياء بل تجار.
وما يسمونهم العوام في هذه الأيام هم مثلهم العارفون بالله و أكثرمنهم مروءة, فالفارق بين الخاص والعام اذن هو صك تجارة الزكاة( الفاتحة والرشد والتبني ) فإذا تزكيت صرت من الخاص والا فأنت من العام وهكذا فالعوام خير من الخواص المتاجرين  فلذة عرق الجبين منتهى سعادتنا وقوام حياتنا وفيها الراحة والمتعة والوفرة وعندهم التخمة والتبعة والسخرة فالتجوال بالشوارع عزة أوهام في النفوس يرتبها التواكل والتقاعس ونظرات الشذر لاحقةبهم وتتصاعد يوما بعد يوم على سلوكهم الخاطئ.
 فهؤلاء الخواص والذين تركوا وظائفهم وعياداتهم عندما فشلوا وتفرغوا للزكاة وحفظوا إقامة تقليد الزكاةالتي لايعرف مصدرها واساسها وبدأوا يتخبطون بالناس بدون خشية للواحد القهار وعملوا بالدين في الكبر بعد ان ملوا حكايا الصغر والتحقوا بعجز عن الثبات فظهرت العورات وهتكت السترات واطمأن السادات وشجع بعضهم بعضا على الهنات والمهلكات والسؤال المهم هنا كيف صار ابن الشيخ شيخا والعامي بقي جاهلا والجواب  مبني على أسباب أهمها :
1-احتكار الكتب عند أبناء العائلات المشائخية و الباشاوية والبيكاوية والأفندية حيث أن هذه الألقاب الأربعة كانت تمنح من قبل الباب العالي العثماني بموجب صكوك تمنح لهم مقابل ما لايقل عن خمسين ليرة ذهبية وكان ينتقى لهذه المهمة الموالون والعملاء للعثمانيين منهم وهذا من اسباب ميل مشايخ النصيرية الى الأموية السنية وبغضهم للشيعة المستمد من كره الأتراك للصفويين الشيعة ولقد سمعت بأذني أكثر من شيخ منهم يقول ان السنة أفضل من الشيعةوهو يقصد الأموية السنية لأن الأخوة السنة غير الأموية لايقبلون نصيرية لاتعمل بالكتاب والسنة مهما كانت الأسباب .
2- وجود الفراغ المبني على عدم العمل حيث مورده جاهز يصل لبيته مع تقبيل يده /زكاة التشيخ/
3- التهكم والاحتقار للعامي إذا اراد ان يسأل ليفهم والويل والثبور وعظيمات الأمور إذا حاول التشيخ وإذا كان ثريا يرضونه شيخا على مضض بما يقدم من رشاوى حسنات ونذور باسم زكاتهم.  اذن يتجلى في هذه العوامل كيف يصير الشيخ شيخا والعامي عاميا وقد زالت مع التحدي بعض أجزاء من هذه العوامل لكن  الوعي عند المحرومين عبر مئات السنين لم يكتمل نضجه حتى يتحمل مسؤولية نفسه الروحية واذا تصرف بجدارة مرة واحدة ضد استبداد معين وجرحت أصبعه يعزو ذلك لمخالفة الشيخ الفلاني اوالعمل الفلاني فهذا ضعف  ووهم ان لم يقو بقي المحروم محروما والمستبد مستبدا والحق ضائعا بين اهله وباستطاعه كل راغب للاصلاح بقول اوفعل جديين ان يصل الى ابعاد العراقيل وكشف الغيوم المليئة بالقسوة والاضطهاد بشخصهم الذاتي والإعتباري ويتغير بشكله الأساسي ماتقتضيه الضرورة لمصلحة عامة .
هل كان بعصر رسول الله هذا الشكل من الزكاة الحالية أو بعصر الأئمة من بعده والمكزون يبين أنه لا أساس لهذه الزكاة السائدة اليوم حيث ورد في كتابه تزكية النفس التالي في الباب السادس /إن لفظ الزكاة يدل على معنيين أحدهما الطهارة والأخر النمو الشرعي وهو الصدقة التي فرض الله سبحانه وتعالى إخراجها على سائر المؤمنين والمسلمين من خالص أموالهم عند انتهاء دور كل سنة ووجه آخر اخراجها ظاهرا وذلك على ثماني طوائف من الناس الذين سماهم الله في كتابه تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60 والقدر المفروض إخراجه من كل مئتي درهم خمسة دراهم .......ذكر القول سابقا /انتهى قول المكزون هذا في القرن السابع الهجري .
  فالتناقض الحاصل مفاده مغايرة الاستحقاق في القول والفعل وهذا الواقع الذي نعيشه يعود الى الاحتفاظ بالاقوال بانانية ومن منظار الفائدة الشخصية لأغراضه واصحابه وأمكنته وأبعدما يهم المجتمع من المنقول الذي يوافق المعقول حتما فكيف ونحن ندعي أننا عصبة غمرناالايمان الذي استغرقناه وغرقنا في ذوبته الممتدة من عالم القدس العرفاني الذي نتميز به عن الآخرين.
وهذه الآيات التي تزيل المظان وتقنع العيان فهي أجل البيان لكشف الحق وطرد اللبس والالتباس بين الناس وما بلاء الناس إلا من الناس والله ولي المؤمنين وقوله تعالى في نموذج أهل الصفة حتى يوم القيامة {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273 فهؤلاء هم أصحاب الانفاق كما دقق الله بوصفهم فهم :
1-الذين أحصروا في سبيل الله
2-لا يستطيعون ضربا في الارض
3-تعرفهم بسيماهم
4-يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
5- لا يسألون الناس إلحافا
اذن بالنظر والبحث عن هؤلاء يتضاعف الثواب فالدرهم للمحتاج خير من آلاف مؤلفة لغير محتاج يوم لا ينفع المرء الا عمله ولا تحمل نفس وزر اخرى ولا تنفع يومئذ شفاعة الا بإذن الله ولا يغرنكم بالله الغرور.فالمسؤولية المتعلقة بالنفس لا تسقط بحجة تسليمها لمن نظن بهم اهلها حسب التقليد العقيم فالذي يرمي عن ظهره الزكاة ويسلمها للشيخ الذي يعلم أنه لايؤديها لأهلها هو شريك اساسي في الذنب ولايؤدي الزكاة حقها وتضاعف ثقله وأوتي كتابه من وراء ظهره.
 فعن ابي عبدالله /ع/قال:قلت له جعلت فداك أخبرني عن الزكاة كيف صارت من كل الف خمسة وعشرون لم تكن اقل ولم تكن اكثر ما وجهها فقال :ان الله عز وجل خلق الخلق كلهم فعلم صغيرهم وكبيرهم وغنيهم وفقيرهم فجعل من كل الف انسان خمسة وعشرون مسكينا ولو علم ان ذلك لايسعهم لزادهم لأنه خالقهم وهو أعلم بهم / فلو فرضنا تسليما ان ما يجري في هذه الايام من الانفاق هو في السر فاين الانفاق في العلانية واين مقومات هذا السر الذي يدري به الكل وتسير اخباره على الدروب وتعم الاصقاع من حاضريه وعامليه فاي سر هذا فمن منهم تعسعس في الليل وطرق باب فقير او محتاج ببعض ما يعوزه لينعم بما انعم الله عليه واي سرية وهم يجولون الشوارع والاحياء بمرأى الغريب والقريب والموالف والمخالف فاي سر وعلانية في هذا والخلوات التي توزع فيها المكاسب المالية غير الشرعية وعن ابي عبد الله الصادق /ع/قال:ان الصدقة والزكاة لايحابى بها قريب ولم يمنعها بعيد /.قلت لأبي عبدالله إن شهابا يقرئك السلام ويقول لك إنه يصيبني فزع في منامي قال قل له فليزك ماله فأبلغت شهابا ذلك فقال إن الصبيان فضلا عن الرجال ليعلمون أني أزكي مالي قال فأبلغته فقال أبو عبد الله /ع/ قل له إنك تخرجها ولا تضعها في مواضعها / نعم ياسيدي الصادق  كلهم يخافون من مناماتهم حتى أولادهم ونساؤهم حيث لاتوضع زكواتهم في مواضعها.
فالعلاقة الوحيدة والاساسية الوثقى في خلاص المرء ترتبط بالله وحده عن طريق الهدى المستقيم القويم المبني على النصوص ومن الجدير بالذكر ان اولاد رجال الدين في هذه الايام اشد عداءا للدين من غيرهم والشواهد كثيرة ويتواجد في كل منا اثر هذه الاشياء واثر هذا النفور فاموال الشبهات مصيرها المحق وغير مجدية للورع والله سبحانه قرن في قوله معاني الآيات الماديات تطهيرا لهذه المباني في المعاني فقال عز وجل: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274
قال عزوجل {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103) عند نزول هذه الآية فرضت الزكاة وصبت الأموال عند رسول الله ونزل الأمين جبريل /ع/ ببيان أهلها الآية –انما الصدقات  ...-الثمانية فوزعها صلوات الله عليه لهم وسنها على المسلمين فتجمع عندواحد من الحي ثم بنهاية الحول يوزعها للثمانية أهلها من هذا الحي فكانت طهارة اموال لمن أدى الزكاة وزكاة لهم وصلاة تربطهم بالله ورسوله وسكينة تطمأن بها قلوبهم
 فما من آية في الزكاة إلا واقترنت مع اللطافة المعنوية والحسية الإلهية وتمت لقدس الأقداس الروحاني عند من يؤتيها فهي بعيدة كل البعد عن المال والمادة التي نزجها في أوحال الدنيا والعياذ بالله كما يفسرون ويتوهمون .
والفقير من شعبنا يكره وجوده في فئة لا تتفقده وهو عارف بالله كما يعرفون. وحتى لو لم يكن عارفا فله حق في اموال الزكاة الإسلاميه وإيمانه كما يؤمنون .حكما فالصلاة والزكاة صفة القيام بالواجب لله وحده .فبالصلاة والزكاة نأتيه سبحانه بصفاء أرواحنا ونزاهة قلوبنا ونقاء عقولنا!!!!! وكيف تؤول الآيات  التي لا تخدم مصالحهم باناقة فائقة وغباوة انيقة لصالح من يتقاضاها بلا محاسب ولا رقيب .وها هو نبي الله اسماعيل/ع/ {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً }مريم55 .فهل يأمرهم بقولها أم بتزكيتها لمستحقيها ومن اين اتت هذه الطريقة لا أحد يعرف لها أساس إلا ما ذكرته في أول هذا الموضوع.فحسبي الله ونعم الوكيل.
 إذ يدعي رجال باسم الدين أنهم يستحقونها لعلمهم ومعرفتهم بالله ولانهم يدعون القيام برعاية دين الله  والحقيقة هم يعطلون دين الله  بتعطيلهم احد اهم اركان الدين .جانبه الإفتصادي الحساس . فكان الرسول يأخذ من أغنياء قريش المسلمين ويوزع على فقراء المسلمين وكثيرا ما يضع من ماله القسم الكبير. وما ذكر أنه اقتص من هذه المبالغ لنفسه يوما اية حصة مهما كانت).
 وعن المفضل قال : كنت عند ابي عبد الله الصادق /ع/فسأله رجل في كم تجب الزكاة من المال فقال له الزكاة الظاهرة ام الباطنة تريد .فقال : اريدهما معا فقال اما الظاهرة ففي كل الف خمس وعشرون واما الباطنة فلا تستأثر على اخيك بما هو أحوج اليه منك/ ..
فأي باطن غير هذا الذي يرضي الله ويزعج المشايخ الا باطنهم المزعوم الذي يرضيهم ويسخط الله . وجاء رجل الى ابي عبد الله الصادق /ع/ فقال له يا ابا عبد الله قرض الى ميسرة فقال له ابو عبد الله /ع/الى غلة تدرك فقال الرجل لا والله فقال فالى تجارة تؤوب قال لا والله قال فالى عقدة تباع فقال لا والله فقال ابو عبد الله عليه السلام فأنت ممن جعل الله له في اموالنا حقا .ثم دعا بكيس فيه دراهم فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة ثم قال له : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر ولكن بين ذلك قواما ان التبذير من الاسراف قال الله عز وجل /ولا تبذر تبذيرا /.
واساس الربا هو العبث المجدول بحنكة فائقة حيث منح من لا يستحق حصة من يستحق وتناسوا قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }المنافقون2 ولا بد من وقفة بسيطة مع قصة حقيقية جرت تتبين فيها الفوارق التي تدعوك لان/ تصنع سلة ولا تصنع انسانا/ هذه القصة الفظيعة سلوكا ومسلكا تتلخص بالتالي:
/ لقد قدم شيح فقير معدم لأحد بيوتات قرية في جبل النصيرية فاستقبله صاحب البيت اكراما لعائلته باسم الدين وعاش هذا الشيخ متمسكنا محتشما وصاحب البيت ينشر له دعايته اللازمة وانهمرت عليه العطايا باسم الزكاة حتى صار اغنى اغنياء هذه القرية وراح يفرض زكاته على الآخرين ومنهم مضيفه بعد ان استقر لنفسه وباسم الزكاة والدين تفرض هذه الأتاوة. وللصدف العجيبة ان مضيفه في القرية حط الدهر عليه وفرض الشيخ عليه الاتاوة بما يسميه الزكاة ليرة ذهبية ولم يكن يملك ما يكمل قيمتها حيث بقيت ناقصة بعض الدراهم بعد ان قدم كل ما عنده للشيخ فتدخلت الجاهيات والاكراميات والخضوع من الشخص ومن بعض وجهاء القرية كي يقبل هذه القيمة المنقوصة قليلا فقبلها الشيخ على مضض وبازدراء الشخص المضيف سابقا والمحروم لاحقا ولم تنفعه خدمته لهذا الشيخ ضاعت زبدا جافيا كسراب بقيعة .
ومن الجدير ذكره ان هذا الشخص كان يعمل مع احدى الشركات الاجنبية التي تشق احدى الطرقات في ذلك الحين وعندما ذهب إلى العمل في اليوم التالي فصله صاحب العمل وطرده لعدم استطاعته تقديم مبلغ بسيط لقاء حاجة العمل كرفش ومعول وغيره لعدم وجود أي قرش معه ولم تفده بركة الدرهم بالسبعين أو بالمائة ألف وجلس في بيته مفلساً باكياً يسخر منه أخوته وأقرباؤه الذين أطاعوا الله وتركوا الشيخ حتى أنه طلب من أحدهم أن يضربه كفاً على خده يتأدب فيه فصفعه وكاد الشرر يتطاير من عينيه وراح يعمل أجيرا عند هذا الشيح بنصف ليرة ذهبية سنوياً وكسوته وطعامه وأمضى عنده ما يزيد على نصف عام لم يأت له الا بقميص وحذاء من " الغوما "وفي أحد أيام الحصاد ذهب ليلتقط بعض السنابل لأسرته المعدمة تعاونه ابنة الشيخ فنهرها والدها وضربه فاغتاظ ولم يتحمل حقد الشيخ فهرب منه فطارده حتى أمسك به وخلصه القميص والحذاء ورفض تشغيله وراحت عليه الأجرة فصار عاريا حافيا هكذا هوالشيخ الفقير الذي صار غنيا باسم الزكاة وهذا هو العامي الغني الذي صار فقيرا مدقعا وباسم ماذا باسم الدين والزكاة والله يقول في كتابه :
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34  {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }التوبة35
ومن هم الأحبار والرهبان في فهمنا للقرآن وهل هم غير شيوخ الإ سلام الا تحق عليهم كلمة الله بقوله ((قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ))أو((قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباؤنا))وقوله((يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم))
وأشارت الآية الى نقاط ذكرها  الله /الاكتواء بمواضع شتى في الجباه التي تسجد لغاية لايقبلها الله بغير استحقاق. والجنوب التي تتكاتف بزحمة التوزيع بما لايرضاه الله .والظهور التي تستلقي لكسب مريح لايتطلب جهداً بما لايرضاه الله ./
فادخلوا يامن أسلفتم في الأيام الخوالي في رحمة الله الصادق الوعد لعباده المؤمنين وأي مدخل لم ينظف داخله من الأ دران والشهوات والشبهات سينفر منه الداخلون وخصوصاً في مذهب تحلق الصوفية البغيضة فيه فمرد ذلك الى الجهل أو سوء الطبع فإن الدين الحنيف يحمل النفس الأبية على إتيان الأخلاق الفاضلة والسلوك السوي بالمروءة والكرامة فالجهل يضاد العقلانية. والعقلانيةالمعنوية والروحية تواكب ديننا وسوء الطبع يضاد المروءة والعمل  والمؤمنون كلهم لله فهو الذي يزكيهم والغني من يزكي الفقير .
و لا بد من وقفة متأنية مع هذا القول المعصوم .فقال ابو عبد الله /ع/ لعمار الساباطي : يا عمار انت رب مال كثير قال نعم جعلت فداك قال فتؤدي ما افترض الله عليك من الزكاة فقال نعم قال فتخرج الحق المعلوم من مالك قال نعم قال فتصل قرابتك قال نعم قال وتصل اخوانك قال نعم فقال يا عمار ان المال يفنى والبدن يبلى والعمل يبقى والديان حي لا يموت يا عمار انه ما قدمت فلن يسبقك وما أخرت فلن يلحقك ./
 وتحت غطاء معارف معينة ربما اطلع العدو عليها فصار أعرف بها منهم وهو حاصل جدأ في أيامنا كالسيد موسى الحريري مؤلف كتاب العلوية النصيرية وهو يشن الويلات على هذا الشعب وكالسيد الحسيني عبد الله مؤلف الجذور النصيرية فهؤلاء وسليمان الأدنى وغيرهم يعرفون بهذا الدين أكثر من مشايخ هذا الدين المعتمدين فيه ولماذا لايعطون الزكاة إذا كانت للمعرفة كما يزعمون وهم أعداء الدين والمشايخ اليوم يخالفون الله لأنهم لم يعملوا بما عرفوا ولم تمنع عنهم الزكاة وعلى هذا الأساس المغلوط هم حكما في طريق المخالفة لآيات الله سبحانه تعالى حقا. ناهيك أن هذه المعارف التي تذرعوا بها فتركوا ليس الزكاة وحسب بل الصلاة والحج والصوم بل كل أركان الدين تبدلت بأشخاص وروايات ما أنزل الله بها من سلطان. وقد ربط الله  المهام بعضها ببعض ربطا الهيا من لدن عزيز حكيم واضح البيان متبادلة بين الصدقة والزكاة والصلاة التي يقدم العبد بالأولى القليل ويأخذ بالثانية من الله ورسوله الكثير الكثير ومن التعسف المقارنة .والله غني حميد .
وهل المال من طرف والدعاء من طرف آخر .وهل اختص قوم بالدعاء والمال وآخرون بالمال فقط ومال الاولين ما يتبقى من كسبهم من الاخرين الذين يدفعون من جهدهم وعرقهم وهؤلاء يدفعون من دعائهم ومعرفتهم فهل المقايضة هذه ترضي الله ؟؟واذا كانت كذلك ما احلاها من طريقة مثرية لاتختلف عن وساطات وجهاء السياسة والإدارة التي كثرت في هذه الأيام بشكل مفزع وفظيع فهما اثنان اذن متشابهان بالرشوة والفساد  بل الثاني ربما يقدم شيئا بينما الأول لايقد إلا الكلام  . فالفاسدان هما سواء باسم المنصب والجاه و باسم الله والدعاء .
وهل جهاد النفس بالجباية مقابل التراتيل والترانيم بصوت مدلل رخيم وجناس وطباق سديم وما بين المقالات والمقامات أثرى هؤلاء الجباة باسم الزكاة والصدقات ومن المخجل والمضحك والمؤسف معاً عندما يأتي أحدهم ويسألنا أين هؤلاء الفقراء والمساكين أنبحث عنهم في مخابئهم ياترى أو يقولون الناس كلهم أغنياء والفقير فقره من نفسه ربه أولى به .فتأمل سامحك الله!!!!!!!!!  نعم يوجد الكثير من المحتاجين نعم كلنا مطالبون بالبحث عن هؤلاء بالمخابئ حكما حتى نعثر عليهم ونجبرهم بالأخذ عنوة عنهم ونكشف ونكسر عوامل الخجل والوهم والحياء في نفوسهم ونعالج تعبهم واكتئابهم للأسباب الآتية:
1-هم متوفرون بكثرة وازدادوا عن السابق وما زالوا يزيدون لان ظروف الحياة تعقدت كثيرا عن السابق
2-عفتهم وحياؤهم جعلهم يختبئون واذا ظهروا يظهرون بمظهر الكفاف.
3- الطريقة التي نقدم لهم بها محمولة على المنة والصلافة والبؤس وكأنها من جيب العاطي الخاص وليست لوجه الله.
4-عدم الاعتماد على الكتمان والسرية في قضاء الحاجة لهؤلاء .
5- التمييز ما بين الزكاة والصدقات حيث اشيع خطأ ان الزكاة للشيوخ والصدقات للعوام الفقراء فقد ترفع اولئك على هؤلاء غرورا ومن الذي فرز هذا عن ذاك وبواسطة ماذا فليس سوى العائلية والعشيرة والاستكبار والجهل ونسي الجميع قول صادقيهم صلوات الله عليه /المرء من حيث يثبت لامن حيث ينبت/
6-يجب أن نفسر ونشرح الزكاة بحقيقتها في كل محفل ونمنعها عن غير مستحقيها الذين ذكرهم القرآن فالإمتناع ضرورة والذريعة التي يتقلدها هؤلاء الشيوخ واهية وستار مزيف خصوصا بقولهم نحن لانجبر أحداً على زكاتنا ..نعم ..أنتم لاترغمون أحدا مباشرة بالشتائم والضرب والدعاوي ولكنكم أجبرتموهم  بأشد من هذا أي لم تتركوا لهم مجال لإيتاء الزكاة بوجهها الصحيح غير هذا الباب الذي شجعتم عليه وتحثون عليه بأحاديث من أين أتت لايعلمها إلا الله مثال" /انفق مافي الجيب يأتيك ما في الغيب /" /ويعوض الدرهم بألف ومية و..و.الخ/ .ناهيك عن الخصومة والنميمة والغيبة بل والطرد من الطائفة والإتهامات الكاذبة لمن يعترض او يعارض وكأن الدين والطائفة هما هذه الجباية  التي تحولت الى اشتراكات حزبية تقدم الى قيادات التنظيمات السياسية ومن لم يسددها مفصول من التنظيم. أهناك إكراه وإجبار أكثر من ذلك ويقولون لا نجبر أحدا فالأهون على الناس أن يدفعوا الإشتراك وهم يسبونهم ويحتقرونهم ومن الدافعين من يحولونهم الى أبواق دعاية في بازار النفوذ والترشيح باعتبار أن ذممهم مرهونة بهذه الجبوات وإن لم تصدق فجرب !!!!!.  
وبذلك فإن الإرغام المباشر أقل وطأ من هذا الإرغام غير المباشر حيث الأول يزول بزوال الشخص الذي يمارس ارهابه بينما الثاني لايزول بزواله حيث زرع تحت شعور المرء فصار حقيقة مزيفة اعتنقها وعقيدة يمارسها يخاف من الإثم اذا جانبها كالذي يخشى المزار ولا يخشى الله فالسبب الأول يؤلم الأجساد والثاني يؤلم القلوب وما بين السببين القهر والظلم والإستبعاد وهذا قليل قليل جدا في توضيح هذا السلوك والمسلك وان لم تصدق عليك بمنع الزكاة عن جباتها اليوم (المشايخ )فتتلمس الهجوم والحروب والقذف والاتهام والمعاناة وان كنت خطيرا تصفى جسديا وان لم يجدوا سبيلا تركوك وتركوا الدين إذا كان المنع عاما وشاملا فهم من ورائنا ومن أمامنا ومن جنوبنا وشمالنا وتحتنا وفوقنا مهيمنون نشكوهم لله القوي العزيز.
 وهؤلاء البسطاء الذين نسميهم عواما ولست ممن يوافق على هذه التسمية قطعا وليست الا كتسمية أقوام نوح لأتباعه بالأراذل وهي عين مقولة الصهاينة أنهم شعب الله المختار . لما فيها من قساوة وعدم اخلاق و هؤلاء الذين يتوزعون من حولنا يمنى ويسرى وأمامنا وعلى جنوبنا وشمالنا وفوقنا وتحتنا ويؤكل طعامهم وشرابهم ومالهم وهم يتاوهون محرومين مكبوتين كاتمين خجولين لا نراهم ولا نحس بهم ونحن نتشدق باموالهم وهم صامتون يغصون بأنين اطفالهم وهم خائفون من خطيئة اعمال الخير المزيف ويتصرف الشيوخ بسرور على انقاض دمارهم وهم يسلمون وينحنون ذلا مع تقبيل الأيدي التي  دنسها العار والنجس مرارا ولم تطهر او تقبيل ركب تربعت تكلفا ورياءا فهم صاغرون وخواصهم شامخون زيفا. فايديهم المعطاءة هي العليا في الحقيقة وايدي الجباة السفلى فصنع الجباة تقبيلة اليد عند العطاء لتصبح ايدي العوام السفلى وايدي الجباة العليا عند تسلم الزكاة مع التقبيل.فلماذا لا تقبل الزكاة الا ببوسة اليد فوق الموت عسة قبر .لا ريب فنحن الذين عودنا هؤلاء على ذلك عندما نسينا قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء49. وقال لبيان الحقيقة بجلاء سبحانه  {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء114
اذن العمل ابتغاء مرضاة الله لا بغية المال والجاه فالذي يتقاضى الزكاة الآن هل يامر بصدقة الفقير فحتما لا لأنه يقول ان الزكاة له والصدقة للفقير لعلمه ان الفقير لم يحصل على شيء اذن وليس من مذكر به وخاصة عندما لا يستطيع عامل الخير ان يقدم صدقة وزكاة حسب فهمهم  وهم لا يحسبون حسابه فضاع المسكين بين فارق الزكاة والصدقة ويالها من فيهقة لم تقم على النصوص وهل يامر هؤلاء بالمعروف ونحن نتلمس الشقاق والنفاق وتتعمق الخنادق وتتسع بين افراد الطائفة يوما بعد يوم فاي اثر لمعروفهم واي اصلاح بين الناس وهم يحضرون العمل في البيت الواحد عند الاخ بدون اخيه وبدون ابيه وقد سألت أحدهم وقد حضر عند عائلة واحدة ثلاث مرات عند الولدين والأب وهم في حالة مقاطعة رحم . سألته لماذا لم تحاول اصلاح هؤلاء ؟ فأجابني هل تريد لي الخسارة الآن اتزكى من ثلاثة بينما في طرحك فمن واحدفقط  هذا نموذج اصلاحهم في المجتمع والا من اين جاءت كثافة الاعمال والناس بوعي مستمر للاقلال من هذا التعسف وبغلاء شديد زمهرير وهم لا يقدرون على صناعة الخيربميزات التقى والولاية فاين هم من هذه الاية التي ذكرت والغريب يقولون ان الزكاة والصدقة للفقراء والآيات تقول أن الله ورسوله من يقومان بالزكاة فقط باكثر من اية لذلك ليس لهم علينا حق اذ لسنا نملك زمام الزكاة فيطلبونها من الله ورسوله فدعهم وشانهم مع الله فهو الذي يؤدي لهم الزكاة ونحن لا نملك الا الصدقة فنعطيها للفقير وبهذا يصل كل منا الى حقه ونصبح نحن وهم على وفاق ولكني اراهم الان حتما غير موافقين ويقبلون منا الصدقات ويتراجعون عن تمييزهم بين الصدقة والزكاة حيث لاثقة لهم بالله ورسوله فدرهم بجيبهم خير من عشرة عند الله .
وقبل الدخول في وثائق النصيرية الخاصة حول الزكاة ينبغي التذكير ان لكل فضل زكاة فان زكاة المال الصدقة على الفقير المحتاج وان زكاة القوة المدافعة عن المظلوم وان زكاة البلاغة القيام بحجة من قد عجز عن حجته وان زكاة الجاه ان يعاد به على من لا جاه له وان زكاة العلم التعليم لمن قصر عنه .وعليه فقد دل امير المؤمنين على الحجة بقوله عليه السلام :/ ان الله سبحانه وتعالى فرض في اموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير الا بما متع به غني والله تعالى سائلهم عن ذلك ايها المؤمن احسب اموالك واخرج عنها الزكاة في كل سنة/ .
وبعد نأتي الى الوثائق الخاصة فما جاء بكتاب التأييد للشيخ محمد الكلاذي. وما جاء بكتاب حقائق أسرار الدين لابن شعبة الحراني وهما الوحيدان اللذان قد بوبا للزكاة بكتابيهما المذكورين اعلاه قبل أي كتابة نصيرية وجاء بعدهما المكزون في تزكية النفس بشكل مبوب .ولنكتب حرفيا ثم نناقش ونرى كيف انحرف من يدعي اتباعهم عما جاؤا به .
أولاً- في كتاب التأييد للشيخ محمد الكلاذي المسألة -129- مائة وتسع وعشرين ويعلم المتابع ما على كتاب التأييد من أخذ ورد ونقص وزيادة في عدد مسائله ونناقش قوله أيضاً. في هذه المسألة والمسألة المائة والثلاثون – 130-أيضاً لأنها تتعلق بالزكاة ايضا. علما أن بعض كتب التأييد فيها \185\مائة وخمس وثمانون مسألة وفيها مالايحوي إلا \130\ مسألة مائة وثلاثون مسالة وفيها ما لايزيد على \123\ مائة وثلاث وعشرون مسألة والذي أخذت منه هاتين المسألتين هو فقط مائة وست وسبعون مسألة وهذا يعني عدم كفاية حجيته  و لا يؤخذ  بما جاء فيه مع ذلك هو ضدهم ويجعلونه حجتهم وأنا أقبله فليعملوا بما جاء فيه ففي المسألة \129\ مائة وتسع وعشرون منه ( وفي حال الزكاة التي يتقرب بهاالعبد إلى مولاه فهل هي للخاص والعام ام هي للضعفاء والمساكين.)
الجواب(مما روي في كتاب حقائق اسرار الدين رواية ابن شعبة الحراني وهو عن العالم منه السلام انه قال للسائل:/اعلم ايها السائل انك تسألني عن الزكاة فهي على خمس وجوه وثلاثة ضروب فاما الوجه الاول فهو الفرض اللازم على كل عالم فاهم قلت مولاي:ما هي زكاة العالم قال:هي بذله لاخوانه العلم لان العلم هو الكنز العظيم والجوهر الصميم والعالم فهو الذي يكشف الكنوز يعني العلم ويغنى الفقراء المؤمنين وقد قال الصادق منه السلام ليس الفقير من المال هو الفقير بل الفقير هو الفقير الى العلم يؤيد ذلك قول مولانا الصادق انه قال ليس السعيد من صفت له دنياه بل انما السعيد من قوي علمه وزاد فهمه وقد قال ايضا منه الرحمة وان العالم كالشاة يدر منه الحليب والعلوم الباطنة يعمر بها القلوب الخربة فان العلم اذا انجلى اصطلحت به القلوب الفاسدة فهذه زكاة العالم الكامل بذله علمه لاخوانه وكشف معانيه والتفكر به .
واما الزكاة الثانية فهي المامور بهاوهي التي افترضها من المال الظاهر وفيه التقرب إلى الله وإن الزكاة من المال الظاهر فهو مفروض على الخاص والعام وبه التقرب إلى الله عز وجل فهو يجوز اخراجه للخاص والعام .وإن الزكاة فرض مفروض وحتم محتوم وهي باب الجنة ومفتاح الرحمة/ وقد قال مولانا أمير المؤمنين منه الرحمة /من أنفق درهما لمستحقه يعد بألف درهم لغير مستحقه ومن أنفق درهما بحج يعد بألف درهم بغير حج. وجواب آخر: من ألقى حرفاًمن علم التوحيد لمن يقبله يعد بألف حديث لمن لا يقبله أو بغير رشد /انتهى الشاهد في المسألة .
ولابد من ايراد النص الكامل الذي تطرق اليه ابن شعبة في كتابه .
فقد جاء في الباب الثالث عشر فرض التقية وكتمان الإيمان واقامة الأعمال الظاهرة من كتاب حقائق أسرار الدين بفصل الخمس والزكاة والغنائم مايلي: /وحدثني المبارك بن محمد عن مالك بن الحسين بن علي الجوهري  عن محمد بن سنان عن المفضل قال سألت أبا عبد الله/ع/ عن الزكاة فقال الظاهرة أم الباطنة قال قلت أريدهما جميعا قال فاما الظاهرة فمن كل ألف خمسة وعشرون وأما الباطنة لا تستأثر على أخيك بما هو أحوج اليه منك  وبه تستجير/. تم المفيد شاهدا من المقولة عن الزكاة والغنيمة والخمس في كتاب حقائق أسرار الدين لابن شعبة الحراني وتم بتمامها كلمة ختامها فهي أجلى وانصع البيان الذي يؤكد أن الصدقة هي الزكاة وأنهما على ما جاء به القرآن والسنة النبوية جمعا وصرفا واستحقاقا .
 و كلام ابن شعبة وكلام الكلاذي في موضوع الزكاة هما المعتمدين كحجتين في نظر مشايخ النصيرية في هذه الأيام لتبرير الزكاة السائدة و ذلك  ليس لهم وإنما نرىالمال والعلم للمحتاجين في هذه الطائفة ولا يحق لموسر بالمال أن يقبل الزكاة ولو كان عالما كما لا يحق للعالم أن يرفض المال ان كان فقيرا. والزكاة ليست غير الصدقة واصحاب الصدقة في الظاهر هم اصحابها في الباطن إن من جهة المال وإن من جهة العلم .
واجد لزاما ان أذكر بما جاء في كتاب مجموع الأعياد لأبي سعيد الطبراني من إشارات حول الزكاة بكلِّ مفاهيمها ونحن نعلم أن المياقيت بقيامها ودعائها ومواعيدهاجاءت من هذا الكتاب  لذلك كان ضروريا الأخذ بالزكاة منه لأنه مستندهم في الجباية ولا يتمسكون به فلا مستمسك لديهم  ذلك لما هو سائد مغالطة هذه الأيام  ولذلك لا بدمن اعتماد الصحيح. وسالحق ما جاء في كتاب مجموع الاعياد بما جاء في تذكية النفس للامير حسن المكزون السنجاري عن الزكاة وإذا كان لا يؤخذ بأقوال هؤلاء الاربعة الاسس -ابن شعبة الحراني - والمكزون السنجاري - والميمون الطبراني -و الشيخ الكلاذيُّ فبقول من يأخذون فهؤلاء أرباب معتقدهم كما يزعمون!!!!!!فكل منهم يحلل ويحرم على هواه  .
 ونعود لما جاء في مجموع الاعياد من إشارات لكيفية الأعمال الخيرية وسأوردها بنصها عند الجميع وهي :
/1-ورد في دعاء عيد الأضحى المبارك في الحديث عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:.... إلى أن قال: بعد شرح يسبقه:(معاشر المؤمنين هل وعيتم ماسمعتموه من خطابي وحفظتم ماأبديته لكم من كلامي هذا اليوم (عيد الأضحى ) يكون فيه جليسكم وفيه يكون ضيفكم فانحروا له ما استطعتم واحتفلوا له ما قدرتم ،وقوموا فيه ما مكنكم (أي بالصلاة )واجتمعوا فيه مع إخوانكم وزخرفوا فيه طعامكم وشرابكم ،وتواهبوا فيه أنفسكم (أي بالحب والإحترام والإيناس )واموالكم (أي التواهب في المال يعنى فك العثرات للمعثورين ولا يعني تبادل الأموال وحكما وقطعا لا يعني أن يعطى المال لميسور أو غني) وافضلوا فيه على فقرائكم .
2- جاء في ذكر يوم عيد الغدير من الكتاب نفسه عن ابي سعيد وقد روت فيه ظاهرية الشيعة أنه يوم شريف عظيم القدر لأن الله تعالى اختص فيه أمير المؤمنين بالإمامة والآية التي انزلها الله على رسول الله في ذلك اليوم فصامه شكرا لله على ماحبي به أمير المؤمنين بالامامة وأهل التوحيد اعتقدوا فيه ماقدمت ذكره من رواية ظاهرية الشيعة وان الزيارة على ظاهرية الشيعة يوم كشف وظهور فاستعملت فيه الاكل والافراح والمصافحة والدعاء الى الله تعالى والشكر على ماأنعم به من فضله يؤيد ذلك ماقاله أبو عبد الله الخصيبي في قصيدته الغديرية و قوله: إن يوم الغدير يوم السرور بين الله فيه فضل الغدير الى آخر القصيدة.
إذن ليس في ذلك ذكر للمال وتوزيعه لما يسمون عارفين بالله قطعا ولو كانوا أغنياء وبهذا فعيد الغدير لايقوم إلابالطعام والأفراح لحاجة المجتمعين لها حكما ليطول اللقاء ويقوم بالمصافحة للحب والصلاة ويقوم بالدعاء ابتهالا لله في هذا اليوم العظيم والصدقات للفقراء والمحتاجين .
3- لقد ورد في خطبة عيد الغدير في المجموع عن الطبراني ما يلي: ((واجتمعوا يجمع الله شملكم وتواصلوا يصل الله ألفتكم وتهانوا بما انعم الله عليكم هنأكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده إلا في مثله فالبر فيه يدر المال ويزيد في العمر ))وسيوضح أبو سعيد عن البرقي العبادات اللاحقة لنتابع معه )) والتعاطف فيه  يقتضي رحمة الله تعالى وعفوه وعطفه وقدموا فيه لإخوانكم وعيالكم من فضله الجهد من جهودكم وما تناله القدرة من استطاعتكم أي لا تستقرض المال وتحرم نفسك وعيالك فكان الواجب إعطاؤك لا الآخذ منك واظهروا فيه  البشرى فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم واحمدوا الله على ما منحكم وساووا بكم ضعفاءكم فيما أكلتم وماتناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب امكانكم أي بالمال والحلال والدرهم بمائة الف درهم اذن الإشارة بهذه واضحة على المال ولمن يكون إلا للضعفاء ) /.
أليس هذا نصاً واضحاً لمن تكون المساواة ولمن يكون البذل ومتى يكون الدرهم  بألف درهم وأمير المؤمنين يتابع الخطبة في هذا اليوم الغدير كما ورد في المجموع فيقول :( فإذا تلاقيتم فيه فتصافحوا بالتسليم وتهانوا بالنعمة في هذا اليوم وليبلغ  الحاضر الغائب والشاهدُ النائي والقريبُ البعيد وليُُُُُُُعدِ الغنيُّ  على الفقير والقوي على الضعيف (بالمال والعلم ) بهذا امرني رسول الله (ص) إذن من الغني للفقير علماً ومن الغني مالاً إلى الفقير مالاً ومن الغني علماً ومالا ًإلى الفقير من العلم علماً والفقير من المال مالاً والثواب على الاستحقاق وهو ولي النعمة والأرزاق ولا حول ولا قوة إلابالله سبحانه وتعالى عما يشركون.
 4- وجاء في ذكر عيد عاشوراء عن أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي عن علي بن احمد الطرباني جليس العسكري عن الحسن العسكري (ع) قال إلى إن قال: ((وانزعوا الغل من قلوبكم والحسد من صدوركم – وتواهبوا فيه ))بدون استثناء  فالتواهب يحصل من الجميع وليس من طرف وذلك بالاجتماع الواحد وليس بتكامل الاجتماعات (( وتداعوا فيه ولو على لقمة أو تمرة فأن فضل ذلك عظيم في مثل هذا اليوم )).وهنا لا بد من إشارة بسيطة إذ كيف يكون هذا العيد فرضاً وهو كما ورد سابقاً فرض عين على كل شخص ولإ لما كان قال \ولو على لقمة أو حبةتمر \ليؤكد المشاركة العامة بهذا التخفيف و كيف تقوم الأعياد بيننا بانتقائية  إذ يكتفي أحدنا برسم عيد أو عيدين وآخر بكل الأعياد وآخر بنصفها من أين أتى هذا الرسم الخاطئ  وهل يقبل منا أن نصلي صلاة فريضة الظهر ركعتين أو ثلاثة أو واحدة وهي أربع ركعات فحتماً لا ولكن لماذا يكتفي احدنا بعيد واحد هل فرض الأعياد فرض كفاية كالسلام يقوم به بعض عن كل فإنها مدعاة للتساؤل والأشد خطرا أن يعتقد الإنسان أن الاعياد كلها عليه ويجب أن يوزع المال فيها كلها كما هو السائد الثقيل فيدعو الى خراب بيته ومن يستطيع حصر  عدد الاعياد فقد قيل اثني عشر عيداً وقيل خمسة عشر وقيل سبعة عشر وقيل اكثر ما عدا الرسميات  فان هذا مرهق جدا للأغنياء فكيف الضعفاء والمفروض على جميع المسلمين عيدين فقط الفطر وفيه صدقة الفطرة  والأضحى وفيه الأضحية وما عداه تطوع واستحباب كالغدير للشيعة ونصف شعبان للسنة  وعاشوراء الوليمة والأفراح وعدم المحزونية للأمويين والنيروزين للأكراد والزرادشتيين والميلاد للمسيحيين والمهرجان لليهود والتاسع للفاطميين الدروز ومنها أيام احتفالات ومناسبات كالفراش والمباهلة والخميس وغيرها وقد خلط المشايخ الجميع بمستوى واحد وجعلوها مزيج بين اسمية وبابية ليتسع سوق المتاجرة ويزدادالعبء على مزارعهم من العوام  
 لكننا نشاهد ان رجال الدين الذين يتقاضون الاموال في الاعياد ولا يرسمون إلا عيدا او عيدين ومنهم من لا يرسم شيئا فكيف سقط عنهم كما يدعون .
اذن الصحيح في العيد ان الاعياد يحتفل الجميع فيها ولكنها ليست بالمال والطعام  بل إنها كلها بالصلاة والتواصل والمحبة والدعاء  والطعام والمال على القادر ببعضها  فقط فيجمع الاخوان ويقوم بالبر للمحتاج والطعام للجميع إذا أمكن والافقط للجائع المحتاج وبهذا يمكن عمل العيد من قبل الجميع والله ولي النعمة والاستحقاق .
ويؤيد ذلك ما قاله الحسين بن حمدان الخصيبي .قال :(فسالت علي بن احمد أي شيء كان آخر ما وصاك به (العسكري) فقال يا علي ابن احمد تزاوروا أزوركم وتواهبوا أهب لكم واستوهب لكم ولا تفاخروا بالعجب ولا يضع كبيركم  من صغيركم وإن كان ذا فقر وفاقة وعدم ولا يدخر احدكم علم الله عن طالبه فاني قد حذرت ذ لكم عليكم ) اذن ولا يضع كبير من صغير وان كان ذا فقر وفاقة وعدم وبهذه فالزكاة لمحتاجها ما دامت الوصية للجميع وان رفع العلم بالاتفاق فيبطل عند الاستحقاق والله على كل شيء قدير.
 فكل نعمة مصيبة محدثة في الاساس تصبح دائمة مؤزلة  بالوراثة لذلك أشار الائمة ان المرء (من حيث يثبت لا من حيث ينبت ) لابطال عامل الوراثة حكما والا لكان جميع ولد الائمة ائمة معصومين بينما هم اثنا عشر اماما لا غير والبقية منهم الصالحون ومنهم الطالحون.
  5-وجاء في ذكر ليلة النصف من شعبان وقضاء عيدها في المجموع وهي ليالي القدر ولها مالها من المكانة السامية عند الموحدين فقد جاء ما يدل اكتفاء على القيام بها (فيجب على المؤمن الاجتماع فيها واحياؤها بالفرح والسرور والمذاكرة الحسنة والثناء على الله سبحانه تعالى ذكره وعلى اسمائه ومقاماته وابوابه ومراتب قدسه ).إذن أين توزيع المال بعد الصلاة للشيخ في هذه الليلة فلا نجد له نصاً على الإطلاق فمن أين أخذ هذا التعميم والتعتيم على التعميم .
وبعد لنذكر ما جاء في تذكية النفس للأمير حسن المكزون عن الزكاة حيث أفرد لها بابا خاصا علماً أن كتاب تذكية النفس للمكزون يتطرق إلى أركان الإسلام الخمسة من صلاة وزكاة وجهاد وحج وصوم فحتماً لو ان المكزون وجدلها ما يسود في هذه الايام لكان ذكره واضحا في باب الزكاة وهذا دليل واضح على بطلان عادة هذه الايام المتداخلة بالاغلاط وادى ذلك الى النفور والاشمئزاز في الدين كله .
واذا غابت هذه الحقيقة يجب البحث عنها بجدية وإخلاص ولا يضر عمل عامل الإتهام والإفتراء وما من أحد طريق  للاخر الى الله فكلنا متعلق بنفسه وروحه وعمله فكل واسطة ممقوتة ومهما تنوعت فما جاء في تزكية النفس للاميرحسن في الباب السادس في باطن الزكاة بالنص الكامل/ واعلم يا اخي ان لفظ الزكاة يدل على معنيين أحدهما الطهارة والآخر النمو الشرعي وهي التي أمر الله بها للضعفاء في كتابه فقد  فرض الله سبحانه وتعالى إخراجها على سائر المؤمنين والمسلمين من خاص أموالهم عند انتهاء دور كل سنة ووجه إخراجها ظاهر وذلك على ثمان طوائف وهم الذين سماهم الله في كتابه تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60
والقدر المفروض إخراجه من كل مائتي درهم خمس دراهم ونفلة ما يشاء المسلم حتى الايثار على النفس كما قال عز من قائل {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9 .وهذا حكمها في الظاهر .وهو الواقع على المال لانه باعتقادنا أن ظاهر الزكاة المال وباطنها العلم ،وأما حكمها في الباطن وحقائق الدين تخرج عليهم وكيفية إخراجها فاعلم أن الزكاة الباطنة عند أهل الباطن والتوحيد هي المعرفة وإنما شرع إخراجها من المال في كل سنة من كل مائتي درهم خمس دراهم انتهى الشاهد من تزكية  النفس  كما أنهمن يحفظ مئتي حديث عليه أن يتصدق على أخيه الضعيف بخمسة أحاديث كما هو الحال في المال الظاهر .
فهذا فيما مضى بيان القرآن والسنة والعترة والمنقول من وثائق الطائفة وصورة العبث في هذا الركن مفصلا ومطولا نسبيا لأنه يتطلب المجلدات .وساشرح الحالة السائدة من الزكاة في هذه الايام وما هي  عليه اليوم في جبال طرطوس واللاذقية وشرقها وغربها وفي سورية ولبنان  وما هي البدائل التي توافق القرآن والسنة والشريعة المطهرة وأصول هذه الطائفة ليكون  خاتمة عملي هذا بحول الله وعنايتة ورعايتة وما تأولوه وأرغم الناس على اتباعه لاأساس له ولا حقيقة  كما تم بيان مساوئه الكبيرة والكثيرة وخاصة عندما لم يتبقَّ من حسناته السابقة التي تم النص والإجتهاد بها وفق مواقع الظلم والبؤس والجوع شيء.فإلى متى هذا التمادي الذي يسيرون فيه بهذا الشعب إلى الهاوية إذا مابقيت الحالة هذه وحتماً سنفقد الكثير من شبابنا ورجالنا المعوزين ناهيك عن نسائنا اللواتي انحصرت النذور و الأعياد بهناستغلالا لحرمانهن في أمور العقيدة فاستعطفن لجهلهن تخوفا من المشايخ ومن الخطيئة معهم  كما نلاحظ فإذا فقدن هذه الرغبة لم تجد من يقيم لها قيام وهل هذه الخسائر مفيدة للدين ومجدية للمذهب.
 فلاطاعة للمستفيد بدون شرعية باختلاق الحديث تلو الحديث والحكاية تلو الحكاية لإضعافنا وقهرنا وبؤسنا وكلما طال الترنم بها من الشيوخ طال الخنوع من العوام والأذعان وهم يترفعون غروراً مع أبنائهم سخرية منهم وأين نحن من قوله تعالى : {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }النساء5 .
إن الإهتمام بالسفهاء واجب على أبناء القوم فكيف الفقراء والضعفاء الذين يملكون قمة الدين والأخلاق إلا أنهم عوام يا لهذا القدر السخيف الذي جعل الناس شيوخا وعواما وكل المؤرخين ذكروا أن جميع أفراد هذه الطائفة استجمعوا بفعل ظلم الشيوخ والزعماء وصنعوا نظاما قبليا عشائريا بفعل المظلومية   فكيف صار هذا شيخا وهذا عاميا وسلالة الشيخ ابناء عمومة سلالة العوام لولا صكوك الباب العالي في اسطنبول المسعرة بخمسين ليرة ذهبية رشادية ومن هنا جاء الترشد عند المشائخ لتحصيل الرشاديات المدفوعة من قبل الأجداد ويتهمون الآخرين هم وأزلامهم والمعارضين لهم أنهم باعوا دينهم  لمجرد انهم أقاموا الشريعة ومنعوا عنهم هذا الإبتزاز  فلماذا يخافون من اقامة الشريعة المحمدية السمحاء ويخافون من المتنورين ومن الحوار والتلاقي مع المذاهب الأخرى ويشجعون على لقاءات السياسة والرياضة وموائد الخمور والملاهي والملاعب رياءا ونفاقا  فكيف لهؤلاء المحرومين الصامتين أن يتغطرس عليهم ذووا المحسوبية بزكاتهم أيرضى الدين والضمير بهذا الزيف والتعالي والتمييز والإستغلال ؟ وبهذا يكمن سر تراجعنا وتقهقرنا وتبرز عوامل نكباتنا السابقة واللاحقة .
فرحماك ربي إنَّ من عصاك هو من يتصنع أنه لك وبك ومنك ويعلم ما يفعل حكما إنما يتجاهل قول الواحد القهار في أكثر من موضع ويناقض قوله عز وجل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }البقرة264/ .
 فنظرة بسيطة شفافة إلى الآية السابقة ألا تجعلنا نكم وجوهنا بأكفنا خجلا من أنفسنا حيث نبحث عن الجباب الخميلة والطرابيش الجميلة وخاصة المحمية بالسياسة العسكرية  ونهمل المستحقين ونتباهى بأعمالنا فإن لم يكن هذا هو الرئاء فما هو الرياء .
 أليس منه وفيه من يعمل الوليمة بما يزيد العشرات من الآلاف المؤلفة اوليس من الرياء أيضا؟؟ الذي يقدم لشيخ ما زكاة تزيد على العشرة الاف ليرة لأنه ذو النفوذ {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً }الطلاق7
فأي بيان أوسع وأنصع من هذا للمتبصرين فالسعة والإيتاء من أولي الفضل للمحتاجين والعفة والصفح من المستطيعين أيضا ولهؤلاء وأولئك الفضل من الله العلي العظيم .
1.إن الأعياد المتعارف عليها في الطائفة العلوية التي تسكن جبال العلويين ويمتد موطنها حاليا من حماة وحمص شرقا إلى البحر غربا إلى طرابلس جنوبا هي اثنا عشر عيد على الأقل  يقوم العلوي برسم قسم من هذه الأعياد ومنهم من يرسمها كلها.
2. يأتي عامل الميقات إلى عند شيخ الوراثة الذي  يحفظ فاتحة المؤمنين (المشائخ )/فيزا/ الزكاة فيقرأها ويذبح الذبائح والفراريج لصاحب العمل ويقوم هذا الأخير بطبخ اللحم والبرغل وما حولهما .
3. يتفق صاحب العمل مع المشائخ الذين توفرت فيهم الشروط السابقة على موعد محدد على ثلاثة مشايخ على الأقل والنقيب للضرورة .
4. يأتي هؤلاء الشيوخ لعند صاحب العمل ولمدة نصف ساعة أو ساعة على الأكثر لقضاء العيد
5. يرشح أحد المشايخ إماماً ليصلي وتقدم له الحاجة وهي البخور ويحدد اليمين واليسار وتبدأ نية الصلاة بعد التلب والإقامة ويصلي على النبي والأئمة وبدلا من البسملة التي هي للمسلمين واجبة في أول كل نية وعمل يبسمل صاحب العمل بمقطوعة صابئية /دوران الشهادة /ومشخوصة نصرانية /قس بن ساعدة الأيادي /ويهودية/عبد الرحمن بن ملجم المرادي /فالأول أدرك الإسلام ولم يسلم ليبقى على دينه  عنادا لرسول الله /ص/ وكان يقول محمد خطيب وأنا خطيب . والثاني من اليهود الخوارج على أمير المؤمنين/ع/ و باع دينه من أجل قطام اليهودية فقتله وهو يصلي الفجر في المسجدوقال أمير المؤمنبن ( فزت-بضم التاء - ورب الكعبة ) فجعلوها فزت –بفتح التاء – لتكون لقاتل أمير المؤمنين فبصبح القاتل الخارجي اليهودي المرادي ابن ملجم من الفائزين ليرضى الأمويون.ومثيله قابيل ملعون لأنهم مضى ولايخدم المشروع الأموي حاليا فقد مضت خدماته للشياطين سابقا منذ هابيل . فهذه المنظومة التي يبتدأ بها العمل لتنفق الأموال الباهظة  ويستعاض بها عن بسملة المؤمنين. وسنبحث هذا الموضوع مفصلا في قصة الصلاة ان شاء الله في مشروعنا/ قصص أركان الدين عند العلويين/.
6. يقف المشائخ بعد الصلاة على النبي لتوزيع الأموال عليهم فقط/الزكاة / وإن لم يكونوا بحاجة إليها والمحتاج لها بينهم لا تجوز له لأنه ليس بشيخ ولا تجوز الزكاة إلا بقبلة على يد الشيخ حصراوبعد أن تصبح في جيوبهم يتابعون الصلاة ويزعمون أن الصلاة أكبر من الزكاة !!!.
7. بعد الإنتهاء يقبل الأرض أمام الإمام ويبدأ التيسير وتقام الصلاة واختلفوا عليها /قبالا وشمالا /ركعتين أو أربع ركعات وناهيك عن الصلاة الإقامة التي تمتد لساعات طوال وهذه لها محافل خاصة عند ذوي الشأن والمال وليس عند أهل الشريعة والعلماء وبعيدا عن المساجد  .
8. وينفض الناس بعد الصلاة وتقرأ الفاتحة على الطعام ويؤكل الطعام أحيانا وأحيانا لا يؤكل من قبل المشائخ ويتركوه للعوام لأنهم في اليوم الواحد يأكلون العيد عدة مرات فيشبعون من الطعام ولا يشبعون من الزكاة ولو لآلاف المرات. 
9. ويذهب المشائخ من عند صاحب العمل ويجلس هذا الأخير على مقعده يتنفس الصعداء ويلعن الساعة التي كانت فيها هذه المهزلة الي كلفته قوت أطفاله وجهده الدائم والشيخ في آخر طراز من التفكه والراحة ويقول : آه لقد ارتحنا وكأنه أزال عبئا ثقيلا عن كاهله خوفا منهم وممن وراءهم من الصاغرين أصحاب الدعاية الذين وظفوهم ببعض الفتات  .
10. ويستمر المشائخ بهذه الحالة وفق المواعيد التي يتباهون فيما بينهم من هو صاحب الرقم الأكبر .حيث يقضي باليوم الواحد ما يزيد عن عشرين عيدا نهاريا أو عشرة أعياد ليلية وقسموها ما بين ليلية ونهارية ولا يعلم حتى الآن مصدر هذا التقسيم إلا بالتاويلات الفقهية التي لا تذكر مصادرها ولكنه تقسيم دهائي إذ يتضاعف الدخل عليهم ليلا ونهارا  .
11.كلما ارتفعت الأسعار ترتفع قيمة الزكاة ففي القرن العشرين  الخمسمائة ليرة سورية للشيخ الضعيف خلال خمس دقائق صلاة ودعاء لا تكفي فهي قليلة وبعضها يصل إلى الخمسة آلاف إذا كان الشيخ وجيها أكثر فأكثر والدافع الغافل يتباهى باتساع دعاية الشيخ ويحرم عائلته ونفسه من جهده الذي يضنيه تعبا خلال اليوم .
12. ناهيك عن الحسنات والنذور والنفقات للموتى فتتم بنفس هذه الطريقة تقريبا ومنها السنوية ويصرف لذوي النفوذ مالا يقل عن عشرة آلاف ليرة سورية في الحفلة الواحدة وتصل إلى مئات الآلاف في بعض الأحيان وهذه محصورة بطبقة الشيوخ والمرابين وأصحاب الرشاوى أي أهل الفساد من أجل الترويج والمحسوبية .
13. تصرف الزكاة عند المشائخ لحاجة وجودهم وبيوتهم وعيالهم وقصورهم وقبابهم ولا يذكر فيها محتاج فهي حقهم بما مضى بهم بلا جهد ولا عناء على مبدأ/ كل شي ببلاش كتر منو/.
14.كثيرا ما لايؤكل الطعام إذ لم يحضر عند صاحب العمل إلا المشائخ وهم من كثرة الأكل عند الآخرين لا يستطيعون الأكل فيبقى كما هو يتكيف فيه صاحب العمل وإذ زاد يوضع في صناديق القمامة .
15. إذا أدخل مريد إلى الدين أيام الأعياد يترك لآخر الصلاة وتنتهي عمليته والتحقق منه ومعه خلال دقيقة أو دقيقتين لضيق الوقت.
 وهناك توابع منفرة وتشمئز منها العقول والنفوس حول هذا السائد حاليا وكاد أن يصبح قانونا إن لم تستيقظ عليه وتقومه وتصلحه الطلائع الحرة  بما يتوافق مع النصوص والأوامر بما جاء بها كتاب الخصيبي  وتلامذته وتلاميذ تلامذته من بعده مستقاة من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة المعصومة وهي كالتالي :
 يجب أن يقوم العيد حسب ما ورد النص الحرفي من كتاب مجموع الأعياد / اجتمعوا فيه مع اخوانكم وإذا تلاقيتم فيه فتصافحوا بالتسليم وتهانوا بالنعمة في عودة هذا العيد وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد النائي والقريب البعيد ، وتواصلوا يصل الله إلفتكم. أظهروا فيه البشرى فيما بينكم والسرور في علاقاتكم واحمدوا الله على ما منحكم وانزعوا الغل من قلوبكم والحسد من صدوركم ،والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله تعالى وعفوه وانحروا فيه ما استطعتم وزخرفوا فيه طعامكم وشرابكم واحتفلوا له ما قدرتم وتداعوا فيه ولو على لقمة أو تمرة فإن فضل ذلك عظيم وعطفه كبيرو قوموا فيه ما مكنكم من الصلاة والمصافحة والدعاء إلى الله تعالى والشكر على ما أنعم به من فضله مجتمعين ..... متشاركين ولايدخرأحدكم علم الله عن طالبه وإحيائه بالفرح والسرور والمذاكرة الحسنة ان امكن والثناء على الله سبحانه .(هذا لأعياد الفرح وبالحزن لأعياد الحزن ).ويبينوا فيه لأخوانكم وعيالكم من فضله الجهد من جودكم وساووا ضعفاءكم فيما أكلتم وما تناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب إمكانكم والدرهم فيه بمائة درهم وليعد الغني على الفقير والقوي على الضعيف وافضلوا فيه عيالكم وعشيرتكم واقاربكم وتواهبوا فيه انفسكم واموالكم وتهانوا بما انعم الله عليكم كما هنأكم بالثواب ولا يضع كبيركم من صغيركم وان كان ذا فقر وفاقة وعدم ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف /.
 هكذا يقوم العيد على كل خصيبي علوي شيعي حتما وليس من عاجز مهما كان في هذا الشعب من عوز في مثل هذه الطريقة بل يستحب القيام بها والعامل يكون مشتاقا متلهفا له ويتمنى بدل العيد اعياد وأصحاب الحاجة في القرآن الكريم و في آيات متعددة هم .
 1. ذوي القربى 2. اليتامى 3. المساكين 4. ابن السبيل 5.العاملين عليها 6. الفقراء 7. المؤلفة قلوبهم 8. في الرقاب 9. الغارمين 10. مساجد الله 11. الجهاد في سبيل الله 12. الوالدين 13. للجائع 14. للسائل 15- المحروم  16-  للجيران المحتاجين ......ولكل واحد من هؤلاء معنى ظاهر هو المال  ومعنى باطن هو العلم والعمل بالمال  وتؤدى الزكاة من القادرين عليها مالا وعلما للمحتاجين اليها  للعلم أو للمال أو لكليهما معا .
ويجب ان نتفحص من حولنا وخصوصا بعد ان تلمسنا هذا الواقع المرير الذي نعيشه ووصلنا الى الحقيقة المثلى لركن الزكاة والمفيدة لاستقرار واستمرار هذه الطائفة لتقف على رجليها باقدام ثابتة بين جميع الشعوب في هذه الايام العصيبة التي ضاقت بها سبل الحياة القاسية جدا جدا ونحن بين امرين لا مفر منهما اما ان نترك هذا الدين ولا نبالي به هروبا من هذا الركن اذا كان وجهه الصحيح بما هو سائد حاليا كما ذكرت سابقا وهذا مستبعد ومدخول وليس له أساس .
 ام نقيّم هذا الطريق لجهته المستقيمة الثابتة والعودة الى الاصول والاسس واستخدامها في تحقيق مصالح هذا الشعب ووحدته وامانه وسلامته وكل شعب لا يملك المقومات الحقيقية الثابتة مصيره الزوال والانقراض ،
 وكلنا مقتنع بهذا المنهج ولا ينقصنا سوى التطبيق والجراة وهاتان لا تحتاجان الى حماس ومغامرة اذ هما تتطلبان المروءة والثبات والايمان السليم واليقين الصحيح بهذا الدين لأن الواقع مقروء وواضح وجلي فالانهيار الداخلي والفراغ الإجتماعي الذي يعيشه هذا الشعب مدعاة للشفقة والبؤس والاشمئزاز والتصرفات غير الائقة والاعوجاج والعوز  الى العمل في هذا الشعب ينتهي الى التواكل و من العدل بل العدل كله  ان نهيء احسن الظروف للحياة والدين بمايتوافق مع المجتمع بشكل عام فالمؤمن هو الانسان الذي يتحلى من جميع النواحي بالغنى الروحي والطهارة الاخلاقية والكمال الجسدي والاخوة جوهر العلاقة الدينية بلا منازع وسياتي يوم يصبح فيه كل الناس اخوانا ,فان مجرد التفاتة بسيطة وضيقة الى الوراء نتنبه في مسيرتنا الى الامام ونكون حيطة وثقة يتولد منها الامان .فما من علم او دراسة لا تستند الى مقومات أبدية أزلية تتكرر بحوادث التاريخ لا تصح ان تسمى بذلك كالنتائج التي لاتقوم على مقدمات فهي أغاليط ليس إلا .
فهذا مطلب المسلم الحي الذي يستمد من الله هدية بسلامة التسيير والتدبير ومن الواقعية الملموسة بتوزع الدين الحنيف الى مثالية الحق الممتدة . التي  نتغلب بها على الانغلاق المميت والذي يساهم في تشجيعه بعض الخائفين خوف الارهاب لا خشية الحب والايهاب هؤلاء الذين يخشون المواجهة لعدم تمكن الاسلام في قلوبهم فهم غير واثقين على ايمانهم من التفتح والمبادرة ولا يهيئون لأنفسهم العلاج المناسب ويرجعون بالدين وفتواه الى هوامش مشينة ومنفرة .وربما يرون ان في ذلك قيد نشاطاتهم وحفظهم غير المتمرن ، فالمرونة صفة من صفات المؤمن ، هؤلاء الذين يحطمون بدعائهم ونفوذهم بيوت المستضعفين  في كل ما ناشدناه وعملناه وعمله الاولون ويعمله اللاحقون . و ان الغموض والخوف من وضوح الحقائق للعاملين بها يؤدي الى الاشمئزازمنهاويبعدهاعن النفوذ الى قلوب الموقنين وهنا تتمكن الاسرار وتحفظ الابشار فالتسليم لا يعني ان نسلم زمام الامور الى من هم اقل شانا وعرفانا و ترفعوا كبرا وبهتانا بما اتاحه لهم العرف السائد  البالي العقيم وصاروا طرقا الى الله لنا ولكن التسليم هو القناعة اولا واخيرا بما نسلم به و مشاركة حقيقية بهذه القناعة بعيدة عن الاصداء والاخطاء متمثلة بكتاب الله ورسوله وآله /ص/  .
وكل شيء بلا مبادئ وحدود قابل للفناء والضياع نجد الكثيرين ممن لهم النفوذ كما اسلفت يتوجهون الى اخوانهم واقرانهم الذين يشدون اواصر الدين الحنيف ومصداقية منهج السابقين بمنهج حق قويم يتوجهون اليهم بالفرقة والاتهام والإبعاد عن الدين وبهذا اشارة واضحة ودلالة جلية لمن يتالم آلام اخوانه وآلام طائفته وهو ما نعانيه جميعا لا ينقصه سوى الوقاية والعلاج على ايدي حكماء هذا الدين الخالصين . وأختم بأصدق القول :
قال الله تعالى أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7}  
عن زرارة عن أبي جعفر الباقر /ع/قال:قال: رسول الله /ص/(لاتحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ولا لمحترف ولا لقوي)فسئل أبو جعفر مامعنى هذا فقال لايحل له أخذها وهو يقدر أن يكف نفسه عنها .وتفسير العبارات :(ذو مرة سوي هو صاحب الجسم القوي القادر على العمل لأنه بحكم الغني –والمحترف هو صاحب الحرفة أو المهنة أو الوظيفة )
عن أمير المؤمنين علي /ع/ قال : (إن الله سبحانه وتعالى فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني والله سائلهم عن ذلك ) .
عن الإمام زين العابدين /ع/ قال ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشيء في تلك الساعة إلا استجيب له )
عن أبي عبد الله الصادق /ع/ قال ( إن الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلا بأدائها وهي الزكاة بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين )
ويأتي عمران بن يزيد الى الامام الصادق /ع/ يساله إن الرجل يكون عنده المال أيزكيه اذا مضى نصف السنة قال /ع/ لا ولكن حتى يحول عليه الحول  ويحل عليه الحول  لأنه لايحل لأحد  أن يصلي صلاة الا لوقتها وكذلك الزكاة ولا يصوم احد شهر رمضان الا في شهره الا قضاءا وكل فريضة تؤدى اذا حلت ......
وعن الإمام /ع/ ( تارك الزكاة وقد وجبت له مثل مانعها وقد وجبت عليه )
والحمد لله رب العالمين............ والصلاة والسلام على ابي القاسم محمد وآله الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وتمت بتاريخ 14 شعبان 1408 الموافق 1 نيسان 1988 .
ألفت هذه الرسالة بمدينة طرطوس ، وبعد معرفة شخصيات دينية لا بأس بها وبشأنها من الشعب العلوي في سورية ولبنان وهذه قناعتي لا أحول عنها إذ بنيتها على مطالعات ومعايشات لا بأس بها . فأرجو المعذرة لمن وجد بها خطأ لغوياً أو إملائيا أن يصلحه فله الأجر . والحمد لله .
وبناءا على كثرة طلبها والحاجة اليها من أبناء الطائفة العلوية تمت إعادة كتابتها مرة ثانيةمؤخرا نسأل الله أن تكون خطوة حق ثابتة في تصحيح مسار هذه الملة في جانب الزكاة .
والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم المولى ونعم النصير .
   عيد الغدير 1428 هـ الموافق أواخر سنة 2007 مـ    
   حماه                         التويم                                                  جامع الإمام علي بن أبي طالب /ع/

الحاج الشيخ سلمان آل سليمان 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة