اشكالية النورانية
أتوجه الى الباحث والمحقق الكبير السيد كمال الحيدري والى مناصريه ومتابعيه
والى كل من يهمه الامر :
واقول اليس من الاهمية بحث مثل هذه الروايات التي عبثت بالامة الاسلامية
وضللت بعض جماعاتها ما بين الميوعة والغلو فلربما تستجمع الى الوسطية الفكرية
وهذا السيد الحيدري من مدخل اهتمامه بالتجديد والمطابقة مع القرآن وهو
الاجدر في هذه البحوث وهي الاحق بالتحقيق من فصول الاذان وبعض الروايات التي لا
تقدم ولا تؤخر في واقع الامة او هي الاهم وان كان الكل المهم .
وهذه المسالة التي زلقت البعض الى التفريط او الافراط وعندما توجهت للسيد
بهذه لا اقصد الا جديرا مهتما علما بارزا تشد له الرحال رغم ضعفي وقلة حيلتي
ومقامي الوضيع جدا امام مقامه العالي وبكل اعتذار من سمو مكانته الجديرة.
فالمسالة هي :
عن كتاب بحار الانوار للمجلسي : بحار الأنوار / جزء 26 /
- (باب) (نادر في معرفتهم صلوات الله عليهم بالنورانية)
وفيه) (ذكر جمل من فضائلهم عليهم السلام)
1 - أقول: ذكر والدي رحمه الله أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي
أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا الخبر، ووجدته أيضا في كتاب
عتيق مشتمل على أخبار كثيرة.
قال: روي عن محمد بن صدقة أنه قال: سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي
الله عنهما يا أبا عبد الله ما معرفة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)
بالنورانية ؟ قال: يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك، قال: فأتيناه فلم نجده.
قال: فانتظرناه حتى جاء قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما ؟ قالا جئناك يا أمير
المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه: مرحبا بكما من وليين
متعاهدين لدينه لستما بمقصرين، لعمري أن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال
صلوات الله عليه: يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه
السلام): إنه لا يستكمل أحد الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني
بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عارفا مستبصرا،
ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب، يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير
المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل ومعرفة الله
عزوجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى: " وما امروا
إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ".
يقول: ما امروا إلا بنبوة محمد
(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الدين الحنيفية المحمدية السمحة، وقوله: "
يقيمون الصلاة " فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة وإقامة ولايتي صعب مستصعب
لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان. فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله، والنبي إذا
لم يكن مرسلا
لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله، قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن
وما نهايته وما حده حتى أعرفه ؟ قال (عليه السلام): يا ابا عبد الله قلت: لبيك يا
أخا رسول الله، قال: المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه بشئ إلا شرح صدره
لقبوله ولم يشك ولم يرتب . اعلم يا باذر أنا عبد الله عزوجل وخليفته على عباده لا
تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته،
فان الله عزوجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم فإذا
عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون. قال سلمان: قلت: يا أخا رسول الله ومن أقام الصلاة
أقام ولايتك ؟ قال: نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز: "
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال الله تعالى: " وإنها لكبيرة " ولم يقل:
وإنهما لكبيرة لان الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة
المستبصرون، وذلك لان أهل الاقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية
يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي منكرون
لذلك جاحدون بها إلا القليل. وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال: "
إنها لكبيرة إلا علي الخاشعين " وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز
في نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي ولايتي فقال عزوجل: " وبئر معطلة
وقصر مشيد " فالقصر محمد والبئر
المعطلة ولايتي عطلوها وجحدوها، ومن لم يقر بولايتي لم ينفعه الاقرار بنبوة محمد
(صلى الله عليه وآله وسلم) ألا إنهما مقرونان. وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) نبي مرسل وهو إمام الخلق، وعلي من بعده إمام الخلق ووصي محمد (صلى الله عليه
وآله وسلم)، كما قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وأولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد، فمن
استكمل
معرفتي فهو على الدين القيم كما قال الله تعالى: " وذلك دين القيمة
"
وسابين ذلك بعون الله وتوفيقه. يا
سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك. قال: كنت أنا ومحمد
نورا واحدا من نور الله عزوجل، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشق فقال
للنصف: كن محمدا وقال للنصف: كن عليا، فمنها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم): " علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا علي " وقد وجه أبا بكر
ببراءة إلى مكة فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد قال: لبيك، قال: ان الله
يأمرك أن تؤديها أنت أو رجل عنك، فوجهني في استرداد أبي بكر فرددته فوجد في نفسه
وقال: يا رسول الله أنزل في القرآن ؟ قال: لا ولكن لا يؤدي إلا أنا أو علي. يا سلمان
ويا جندب قالا: لبيك يا أخا رسول الله، قال (عليه السلام): من لا يصلح لحمل صحيفة
يؤديها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف يصلح للامامة ؟ يا سلمان ويا
جندب فأنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كنا نورا واحدا صار رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) محمد المصطفى، وصرت أنا وصيه المرتضى، وصار محمد الناطق، وصرت
أنا الصامت، وإنه لا بد في كل عصر من الاعصار أن يكون فيه ناطق وصامت، يا سلمان
صار محمد المنذر وصرت أنا الهادي، وذلك قوله: عزوجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد " فرسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) المنذر وأنا الهادي. " الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض
الارحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء
منكم من أسر القول ومن جهر به و من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من
بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ".
قال: فضرب (عليه السلام) بيده على الاخرى وقال: صار محمد صاحب الجمع وصرت
أنا صاحب النشر، وصار محمد صاحب الجنة وصرت أنا صاحب النار، أقول لها: خذي هذا
وذري هذا، وصار محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب الرجفة وصرت أنا صاحب الهدة
(الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه وفى الخبر: "اعوذ بك من الهد والهدة "
وفسر الهد بالهدم والهدة بالخسف، والهد: صوت ما يقع من السماء).
وأنا صاحب اللوح المحفوظ ألهمني الله عزوجل علم ما فيه. نعم يا سلمان ويا
جندب وصار محمد يس وانا القرآن الحكيم، وصار محمد ن وانا القلم،
وصار محمد طه وانا ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وصار محمد صاحب الدلالات،
وصرت أنا صاحب المعجزات والآيات، وصار محمد خاتم النبيين وصرت أنا خاتم الوصيين،
وأنا الصراط المستقيم وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ولا أحد اختلف إلا في
ولايتي، وصار محمد صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف، وصار محمد نبيا مرسلا وصرت
أنا صاحب أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله عزوجل: " يلقي الروح
من أمره على من يشاء من عباده " وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح
إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب، فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه
من الناس وفوض إليه القدرة وأحيى الموتى وعلم بما كان وما يكون .
وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين، وعلم ما في
الضمائر والقلوب وعلم ما في السماوات والارض.
يا سلمان ويا جندب وصار محمد الذكر الذي قال الله عزوجل: " قد أنزل
الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله "
إني اعطيت علم المنايا والبلايا
وفصل الخطاب، واستودعت علم القرآن وما هو كائن إلى يوم القيامة، ومحمد (صلى الله
عليه وآله وسلم) أقام الحجة حجة للناس، وصرت أنا حجة الله عزوجل، جعل الله لي ما
لم يجعل لاحد من الاولين والآخرين لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أنا
الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي
وأنا
الذي جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت إبراهيم من
النار باذن ربي، وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست أشجارها باذن ربي.
وأنا عذاب يوم الظلة، وأنا المنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان: الجن والانس
وفهمه قوم. إني لاسمع كل قوم الجبارين والمنافقين بلغاتهم وأنا الخضر عالم
موسى وأنا معلم سليمان بن داود وأنا ذو القرنين وأنا قدرة الله عزوجل. يا سلمان
ويا جندب أنا محمد ومحمد أنا وأنا من محمد ومحمد مني، قال الله تعالى: " مرج
البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان "
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إن ميتنا لم يمت
وغائبنا لم يغب وإن قتلانا لن يقتلوا. يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك صلوات الله
عليك، قال: (عليه السلام): أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي، وايدت بروح
العظمة، وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم
فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا، ولا معشار العشر. لانا آيات الله
ودلائله، وحجج الله وخلفاؤه وامناؤه وأئمته، ووجه الله وعين الله ولسان الله، بنا
يعذب الله عباده وبنا يثيب ومن بين خلقه طهرنا واختارنا واصطفانا، ولو قال قائل:
لم وكيف وفيم ؟ لكفر وأشرك، لانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. يا سلمان ويا جندب
قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه السلام): من آمن بما قلت
وصدق بما بينت وفسرت وشرحت وأوضحت ونورت وبرهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن الله
قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وهو عارف مستبصر قد انتهى وبلغ وكمل، ومن
شك وعند وجحد ووقف وتحير وارتاب فهو مقصر وناصب.
يا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أميرالمؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه
السلام): أنا احيي واميت باذن ربي، أنا انبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم
باذن ربي، وأنا عالم بضمائر قلوبكم والائمة من أولادي (عليهم السلام) يعلمون
ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا لانا كلنا واحد، أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا
محمد وكلنا محمد فلا تفرقوا بيننا، ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله،
الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا، وما أعطانا الله ربنا لان من أنكر شيئا
مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عزوجل ومشيته فينا.
يا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال
(عليه السلام): لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله
قلنا: يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجل من هذا كله ؟ قال: قد
أعطانا ربنا عزوجل علمنا للاسم الاعظم الذي لو شئنا حرقت السماوات والارض والجنة
والنار ونعرج به إلى السماء ونهبط به الارض ونغرب ونشرق وننتهي به إلى العرش فنجلس
عليه بين يدي الله عزوجل ويطيعنا كل شئ حتى السماوات والارض والشمس والقمر والنجوم
والجبال والشجر والدواب والبحار والجنة والنار، أعطانا الله ذلك كله بالاسم الاعظم
الذي علمنا وخصنا به،
ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الاسواق
ونعمل هذه الاشياء بأمر ربنا ونحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون.
وجعلنا معصومين مطهرين وفضلنا على كثير من عباده المؤمنين، فنحن نقول:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وحقت كلمة العذاب
على الكافرين، أعني الجاحدين بكل ما أعطانا الله من الفضل والاحسان،
يا سلمان ويا جندب فهذا معرفتي
بالنورانية فتمسك بها راشدا فانه لا يبلغ أحد من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني
بالنورانية فإذا عرفني بها كان مستبصرا بالغا كاملا قد خاض بحرا من العلم، وارتقى
درجه من الفضل، واطلع على سر من سر الله،
ومكنون خزائنه.
بيان: قوله: أنا الذى
حملت نوحا، أقول: لو صح صدور الخبر عنه (عليه السلام) هذا كناية عن شدة قربهم وعظم
منزلتهم عند الله، أو كناية عن احاطتهم العلمية بامور السماوات والارضين بافاضة
الله تعالى اياهم أو قدرتهم بها ومطاعيتهم عندها. ولاحتمل أن يكون المراد به
وبأمثاله أن الانبياء عليهم السلام بالاستشفاع بنا والتوسل بأنوارنا رفعت عنهم المكاره والفتن كما دلت عليه الاخبار
الصحيحة.
2 -وحدثني والدي من الكتاب المذكور قال: حدثنا أحمد بن عبيدالله قال: حدثنا
سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن
محمد الموصلي قال: أخبرني أبي عن خالد عن جابر بن يزيد الجعفي وقال: حدثنا أبو
سليمان أحمد قال. حدثنا محمد بن سعيد عن أبي سعيد عن سهل بن زياد قال: حدثنا محمد
بن سنان عن جابر بن يزيد الجعفي قال: لما أفضت الخلافة إلى بني امية سفكوا فيها
الدم الحرام ولعنوا فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر ألف شهر وتبرأوا
منه واغتالوا الشيعة في كل بلدة واستأصلوا
بنيانهم من الدنيا لحطام دنياهم فخوفوا الناس في البلدان، وكل من لم يلعن أمير
المؤمنين (عليه السلام) ولم يتبرأ منه قتلوه كائنا من كان، قال جابر بن يزيد
الجعفي فشكوت من بني امية وأشياعهم إلى الامام المبين أطهر الطاهرين زين العباد
وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين صلوات الله عليهما
فقلت: يا ابن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجرومدر، واستأصلوا شأفتنا،
وأعلنوا لعن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنابر والمنارات والاسواق
والطرقات وتبرأوا منه حتى أنهم ليجتمعون في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) فيلعنون عليا (عليه السلام) علانية لا ينكر ذلك أحد ولا ينهر فإن أنكر ذلك
أحد
منا حملوا عليه بأجمعهم وقالوا: هذا رافضي أبو ترابي، وأخذوه إلى سلطانهم وقالوا:
هذا ذكر أبا تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه. فلما سمع الامام صلوات الله
عليه ذلك مني نظر إلى السماء فقال: " سبحانك اللهم سيدي ما أحلمك وأعظم شأنك في
حلمك وأعلى سلطانك يا رب قد أمهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبدا وهذا
كله بعينك، لا يغالب قضاؤك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت، وأنت أعلم
به منا. قال: ثم دعا (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنه محمدا (عليه السلام) فقال: يا
بني، قال: لبيك يا سيدي قال: إذا كان غدا فاغد إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه
وآله) وخذ معك الخيط الذي انزل مع جبرئيل على جدنا (صلى الله عليه وآله وسلم)
فحركه تحريكا لينا ولا تحركه شديدا، الله الله فيهلك
الناس كلهم. قال جابر: فبقيت متفكرا متعجبا من قوله فما أدرى ما أقول
لمولاي (عليه السلام) فغدوت إلى محمد (عليه السلام) وقد بقي علي ليل حرصا أن أنظر
إلى الخيط وتحريكه فبينما أنا على دابتي إذ خرج الامام (عليه السلام) فقمت وسلمت
عليه فرد علي السلام، و قال: ما غدا بك فلم تكن تأتينا في هذا الوقت ؟ فقلت: يا بن
رسول الله سمعت أباك (صلى الله عليه وآله) يقول بالامس: خذ الخيط وسر إلى مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحركه تحريكا لينا ولا تحركه تحريكا شديدا فتهلك
الناس كلهم، فقال: يا جابر لولا الوقت المعلوم والاجل المحتوم والقدر المقدور
لخسفت والله بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة
ولكننا عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. قال: قلت له: يا سيدي ولم
تفعل هذا بهم ؟ قال: ما حضرت أبي بالامس و الشيعة
يشكون إليه ما يلقون من الناصبية الملاعين والقدرية المقصرين ؟ فقلت: بلى
يا سيدي قال: فاني ارعبهم وكنت احب أن يهلك طائفة منهم ويطهر الله منهم البلاد
ويريح العباد، قلت: يا سيدي فكيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا ؟ قال امض بنا إلى
المسجد لاريك قدرة الله تعالى. قال جابر: فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع
خده في التراب و كلم بكلمات ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة
المسك وكان أدق في المنظر من خيط المخيط، ثم قال: خذ إليك طرف الخيط وامش رويدا و
إياك ثم إياك أن تحركه. قال: فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا فقال صلوات الله عليه:
قف يا جابر فوقفت فحرك الخيط تحريكا لينا فما ظننت أنه حركه من لينه ثم قال:
ناولني طرف الخيط، قال: فناولته. فقلت: ما فعلت به يا بن رسول الله ؟ قال: ويحك
اخرج إلى الناس وانظر ما حالهم، قال: فخرجت من المسجد فإذا صياح وولولة من كل
ناحية وزاوية وإذا زلزلة وهدة ورجفة، وإذا الهدة أخربت عامة دور المدينة وهلك
تحتها أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة. وإذا بخلق يخرجون من السكك لهم بكاء وعويل
وضوضاء ورنة شديدة وهم يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، قد قامت
الساعة ووقعت الواقعة وهلك الناس وآخرون يقولون: الزلزلة والهدة، وآخرون
يقولون: الرجفة والقيامة، هلك فيها عامة الناس. وإذا اناس قد أقبلوا يبكون يريدون
المسجد، وبعضهم يقولون لبعض: كيف لا يخسف بنا وقد تركنا الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر وظهر الفسق والفجور وكثر الزنا والربا وشرب الخمر واللواطة ؟ والله لينزلن
بنا ما هو أشد من ذلك وأعظم أو نصلح أنفسنا. قال جابر: فبقيت متحيرا أنظر إلى
الناس يبكون ويصيحون ويولولون و يغدون زمرا إلى المسجد فرحمتهم حتى والله بكيت
لبكائهم وإذا لا يدرون من أين اتوا واخذوا،
فانصرفت إلى الامام الباقر (عليه السلام) وقد اجتمع الناس له وهم يقولون:
يا بن رسول الله ! ما ترى ما نزل بنا بحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وقد هلك الناس وماتوا ؟ فادع الله عزوجل لنا فقال لهم: افزعوا إلى الصلاة والصدقة
والدعاء. ثم سألني فقال: يا جابر ما حال الناس ؟ فقلت: يا سيدي لا تسأل يا ابن
رسول الله خربت الدور والقصور وهلك الناس ورأيتهم بغير رحمة فرحمتهم، فقال: لا
رحمهم الله أبدا، أما إنه قد بقي عليك بقية، لولا ذلك ما رحمت أعداءنا وأعداء أوليائنا
ثم قال (عليه السلام): سحقا سحقا بعدا بعدا للقوم الظالمين، والله لو حركت الخيط
أدنى تحريكة لهلكوا أجمعين وجعل أعلاها أسفلها ولم يبق دار ولا قصر، ولكن أمرني
سيدي ومولاي أن لا احركه شديدا. ثم صعد المنارة والناس لا يرونه فنادى بأعلى صوته.
ألا أيها الضالون المكذبون فظن الناس أنه صوت من السماء فخروا لوجوههم وطارت أفئدتهم
وهم يقولون في سجودهم: الامان الامان، فإذا هم يسمعون الصيحة بالحق ولا يرون
الشخص. ثم أشار بيده صلوات الله عليه وأنا أراه والناس لا يرونه فزلزلت المدينة
أيضا زلزلة خفيفة ليست كالاولى وتهدمت فيها دور كثيرة ثم تلا هذه الآية: "ذلك
جزيناهم ببغيهم " ثم تلا بعد ما نزل " فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها
وأمطرنا عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين " وتلا (عليه السلام):
" فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ". قال:
وخرجت المخدرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤس وإذا الاطفال
يبكون ويصرخون فلا يلتفت أحد،
فلما بصر الباقر (عليه السلام) ضرب بيده إلى الخيط فجمعه في كفه فسكنت
الزلزلة. ثم أخذ بيدي والناس لا يرونه وخرجنا من المسجد فإذا قوم قداجتمعوا إلى
باب حانوت الحداد وهم خلق كثير يقولون: ما
سمعتم في مثل هذا المدرة من لهمهة ؟ فقال بعضهم: بلى لهمهة كثيرة، وقال آخرون: بل
والله صوت وكلام وصياح كثير ولكنا والله لم نقف على الكلام. قال جابر: فنظر الباقر
(عليه السلام) إلى قصتهم ثم قال: يا جابر دأبنا ودأبهم إذا بطروا وأشروا وتمردوا
وبغوا أرعبناهم وخوفناهم فإذا
ارتدعوا وإلا أذن الله في خسفهم. قال جابر: يا ابن رسول الله فما هذا الخيط
الذي فيه الاعجوبة ؟ قال: هذه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة
إلينا، يا جابر إن لنا عند الله منزلة ومكانا رفيعا ولولا نحن لم يخلق الله أرضا
ولا سماء ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا
ولا رطبا ولا يابسا ولا حلوا ولا مرا ولا ماء ولا نباتا ولا شجرا اخترعنا الله من
نور ذاته لا يقاس بنا بشر. بنا أنقذكم الله عزوجل وبنا هداكم الله، ونحن والله
دللناكم على ربكم فقفوا على أمرنا ونهينا ولا تردوا كل ما ورد عليكم منا فإنا أكبر
وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم، ما فهمتموه فاحمدوا الله عليه، وما
جهلتموه فكلوا أمره إلينا وقولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا. قال: ثم استقبله أمير
المدينة راكبا وحواليه حراسه وهم ينادون في الناس: معاشر الناس احضروا ابن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن الحسين (عليهما السلام) وتقربوا إلى الله
عزوجل به لعل الله يصرف عنكم العذاب. فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر (عليهما
السلام) تبادروا نحوه وقالوا: يا ابن رسول الله أما ترى ما نزل بامة جدك محمد (صلى
الله عليه وآله وسلم) هلكوا وفنوا عن آخرهم، أين أبوك حتى نسأله أن يخرج إلى
المسجد ونتقرب به إلى الله ليرفع الله به عن امة جدك هذا البلاء ؟ قال لهم محمد بن
علي (عليه السلام):
يفعل الله تعالى إن شاء الله، أصلحوا أنفسكم وعليكم بالتضرع والتوبة والورع
والنهي عما أنتم عليه، فانه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. قال جابر:
فأتينا علي بن الحسين (عليهما السلام) وهو يصلي فانتظرناه حتى فرغ من صلاته وأقبل
علينا فقال: يا محمد ما خبر الناس ؟ فقال: ذلك لقد رأى من قدرة الله عزوجل ما لا
زال متعجبا منها، قال جابر: إن سلطانهم سألنا أن نسألك أن تحضر إلى المسجد حتى
يجتمع الناس يدعون ويتضرعون إلى الله عزوجل ويسألونه الاقالة. قال: فتبسم (عليه
السلام) ثم تلا " أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما
دعاء الكافرين إلا في ضلال ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا
عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ".
فقلت: سيدي العجب أنهم لا يدرون من أين اتوا، قال: أجل، ثم تلا: " فاليوم
ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون " وهي والله آياتنا
وهذه أحدها وهي والله ولايتنا، يا جابر ما تقول في قوم أماتوا سنتنا وتوالوا أعداءنا
وانتهكوا حرمتنا فظلمونا وغصبونا وأحيوا سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين
قال جابر: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم موالاة
مواليكم ومعاداة أعدائكم. قال صلوات الله عليه: يا جابر أو تدري ما المعرفة ؟
المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الابواب ثالثا ثم معرفة
الايتام رابعا ثم معرفة الاركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء
سابعا وهو قوله تعالى: " لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد
كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " . وتلا أيضا: " ولو أن ما في الارض من
شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم
".
يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني:
أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدركه الابصار وهو
يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه. وأما
المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم، اخترعنا من نور ذاته وفوض إلينا امور عباده،
فنحن نفعل باذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء الله، وإذا أردنا أراد الله ونحن
أحلنا الله عزوجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده. فمن أنكر
شيئا ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله يا جابر من عرف
الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لان هذه الصفة موافقة لما في الكتاب
المنزل وذلك قوله تعالى: " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ليس كمثله شئ
وهو السميع العليم " وقوله تعالى: " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
". قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي ؟ قال (عليه السلام): هيهات هيهات أتدري
كم على وجه الارض من أصحابك ؟ قلت: يابن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين
المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الالف إلى الالفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف
في أطراف الارض ونواحيها، قال (عليه السلام): يا جابر خالف ظنك وقصر رأيك اولئك
المقصرون وليسوا لك بأصحاب. قلت: يا بن رسول الله ومن المقصر ؟ قال: الذين قصروا
في معرفة الائمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من امره وروحه، قلت: يا سيدي وما
معرفة روحه ؟ قال (عليه السلام): أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض
إليه أمره يخلق باذنه ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما
يكون إلى يوم القيامة، وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى، فمن خصه الله تعالى
بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء باذن الله، يسير من المشرق إلى المغرب
في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الارض ويفعل ما شاء وأراد. قلت:
يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى
بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: نعم اقرأ هذه الآية: " وكذلك أوحينا
إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به
من نشاء من عبادنا وقوله تعالى: " اولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح
منه " قلت: فرج الله عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح
والامر ثم قلت: يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون، وأنا ما أعرف
من أصحابي على هذه الصفة واحدا، قال: يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فاني أعرف
منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا. قلت: إن
فلان ابن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى، وذلك أني سمعت منهم
سرا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال: يا جابر ادعهم
غدا وأحضرهم معك، قال: فأحضرتهم من الغد فسلموا على الامام (عليه السلام) وبجلوه
ووقروه ووقفوا بين يديه. فقال (عليه السلام): يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت
عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما
يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون ؟ قالوا:
نعم إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا
وبلغوا، قال: يا جابر لا تعجل بما لا تعلم، فبقيت متحيرا. فقال (عليه السلام):
سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير بصورة ابنه محمد ؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا
وسكتوا: قال (عليه السلام): يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي ؟ قال جابر:
فسألتهم فأمسكوا وسكتوا. قال: فنظر إلي وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي
عليهم بقية فقلت لهم: ما لكم ما تجيبون إمامكم ؟ فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال: يا
جابر هذا ما أخبرتك به: قد بقيت عليهم بقية، وقال الباقر (عليه السلام): ما لكم لا
تنطقون ؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا: يابن رسول الله لا علم لنا فعلمنا.
قال: فنظر الامام سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى ابنه محمد
الباقر (عليه السلام) وقال لهم: من هذا ؟ قالوا: ابنك، فقال لهم: من أنا ؟ قال:
أبوه علي بن الحسين، قال: فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين
وإذا علي بصورة ابنه محمد، قالوا: لا إله إلا الله. فقال الامام (عليه السلام): لا
تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا، وقال محمد: يا قوم لا تعجبوا من أمر الله
أنا علي وعلي أنا، وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله، أولنا محمد وأوسطنا
محمد وآخرنا
محمد وكلنا محمد. قال: فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجدا وهم يقولون: آمنا
بولايتكم وبسركم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم، فقال الامام زين العابدين: يا قوم
ارفعوا رؤسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون، وأنتم الكاملون البالغون،
الله الله لا تطلعوا أحدا من المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد
فيشنعوا عليكم و يكذبوكم، قالوا: سمعنا وأطعنا، قال (عليه السلام): فانصرفوا
راشدين كاملين فانصرفوا. قال جابر: قلت: سيدي وكل من لا يعرف هذا الامر على الوجه
الذي صنعته وبينته إلا أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من أعدائكم ما يكون حاله
؟ قال: (عليه السلام): يكون في خير إلى أن يبلغوا. قال جابر: قلت: يابن رسول الله
هل بعد ذلك شئ يقصرهم ؟ قال (عليه السلام): نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم
يشاركوهم في أموالهم وفي سر امورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك
يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخا ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه
ولا يحتمله من الاوجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه. قال
جابر: فاغتممت والله غما شديدا وقلت: يابن رسول الله ما حق المؤمن على أخيه المؤمن
؟ قال (عليه السلام): يفرح لفرحه إذا فرح ويحزن لحزنه إذا حزن وينفذ اموره كلها
فيحصلها ولا يغتم لشئ من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريان في الخير والشر
في قرن واحد. قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن: قال
(عليه السلام) لان المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه، على هذا الامر لا يكون أخاه وهو
أحق بما يملكه، قال جابر: سبحان الله ومن يقدر على ذلك ؟ قال (عليه السلام): من
يريد أن يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام. قال
جابر: فقلت: هلكت والله يابن رسول الله لاني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني
علي التقصير كل هذا ولا عشره، وأنا أتوب إلى الله تعالى يابن رسول الله مما كان
مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين
أقول: إنما أفردت لهذه الاخبار بابا لعدم صحة أسانيدها وغرابة مضامينها
فلا نحكم بصحتها ولا ببطلانها ونرد علمها إليهم (عليهم السلام).
لم أجد هذا الكتاب إلى الان.
الاسرار الفاطمية
تأليف
الشيخ محمد فاضل المسعودي
تقديم آية الله
السيد عادل العلوي
المستوى الرابع
المعرفة النورانية لها اي لفاطمة ع عليها السلام
وذلك بالاطلاع على حقيقة نورها سلام الله عليها والمبدأ الذي منه انحدر
وفيه علا ذلك النور ، ويمكن مراجعة الكثير من الروايات الواردة في المقام لكي تعرف
هذه المعرفة النورانية لها والتي هي كفوا لعلي عليه السلام والذي يقول هو نفسه
عليه السلام عندما سأله أبوذر الغفاري وسلمان رضوان الله عليهما عن معرفته
بالنورانية فقال عليه السلام .
انه لا يستكمل احد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني
بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عرافا مستبصرا
ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب .
يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك يأ أمير المؤمنين ، قال عليه السلام :
معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل ، ومعرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية وهو
الدين الخالص الذي قال الله تعالى : ( وما امروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء ويقيمون الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
إلى ان يقول عليه السلام : ( يا
سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك صلوات الله عليك ، قال عليه السلام : أنا أمير كل
مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي ، وايدت بروح العظمة ، وانما انا عبد من عبيد الله
لا تسمونا اربابا وقولوا في فضلنا ماشئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله
الله لنا ، ولا معشار العشر " .
وهذا يؤيده على ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة " من عرفكم فقد عرف
الله " اى ان معرفتكم من شأنها ان تؤدي إلى معرفة الله تعالى لانهم هم
الدالين عليه تعالى لذا ورد في الحديث عن جابر عن عبدالله الأنصاري يقول : "
سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول : انما يعرف الله عزوجل ويعبده من عرفه وعرف امامه
منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عزوجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فانما يعرف
ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا "
اذن معرفة فاطمة بالنورانية كمعرفة علي عليه السلام بالنورانية " نحن
أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد ان رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة
النبوة وسقيت بماء والوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل ، ولا أبصارنا تضل
، ولا أنوارنا تفل ، واذا ضللنا فمن بالقوم يدل " . الناس من شجرة شتى وشجرة
النبوة واحدة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اصلها وانا فرعها وفاطمة الزهراء
ثمرها ، والحسن والحسين اغصانها ، أصلها نور وفرعها نور وثمرها نور ، وغصنها نور ،
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ".
على ان هناك مراتب عديدة للمعرفة فهي كلي مشكك له مراتب طولية وعرضية وقد
قسموها إلى :
1 ـ المعرفة البرهانية : والتي تكون بالدليل العقلي
2 ـ المعرفة الإيمانية : والتي تكون بالدليل النقلي من الكتاب والسنة .
3 ـ المعرفة الشهودية : والتي تكون بالاشراف والكشف والشهود بالقلب .
ولقد أضاف اليها سيدنا الاستاذ آية الله السيد عادل العلوي ( دام ظله )
تقسيماً آخر كما يلي :
1 ـ المعرفة الجلالية : وهي تعني معرفة الشيء في حدوده وشكله الهندسي
كمعرفة الجبل من بعيد .
2 ـ المعرفة الجمالية : وهي تعني معرفة الشيء من باطنه وجوهره .
3 ـ المعرفة الكمالية : وهي تعني الوقف على هدف الشيء وغايته .
الإجابة على الأسئلة العقائدية
من موقع مركز الابحاث العقائدية
تم في هذه الصفحة عرض 213 موضوع و 3110 سؤال مع جوابه على ما ذكره المركز
السؤال ( المراد من قوله (ع) (معرفة الإمام بالنورانية) )
سؤالي هو ما معنى قوله عليه السلام (معرفة الامام بالنورانية)
ولكم جزيل الشكر
الجواب
الأخت رغدة شبيل المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في حديث طويل أنه قال لسلمان
الفارسي(رض) وأبا ذر الغفاري(رض): (إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه
معرفتي بالنورانية، فإذا عرفني بهذه المعرفة امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره
للإسلام وصار عارفاً مستبصراً، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب...)
الحديث.( بحار الأنوار ج 26/1).
وقد فسر الإمام هذه المعرفة بقوله: (معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل،
ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى ((
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ
))(البينة:5)).
وهناك إحتمالان في معنى معرفته (عليه السلام) بالنورانية:
الأول: ان الجار والمجرور (بالنورانية) متعلق بالمعرفة، أي أن المعرفة،
موصوفة بأنها معرفة نورانية، وهذا يعني أن معرفته وكذا معرفة سائر الأئمة (عليهم
السلام) تنقسم إلى معرفة بالنورانية ومعرفة بغيرها، فالمعرفة بالنورانية أتم وأكمل
لأنها معرفة كشفية ذوقية، وهذه المعرفة تفتقر إلى شرائط يجب أن تتوفر لدى العارف
كالإخلاص والمجاهدة ولسنا هنا بصدد تبيان تلك الشرائط، والكتب العرفانية قد تتكفل
بتوضيح المراد منها.
والثاني: ان الجار والمجرور متعلق بالضمير المتصل في (معرفته) وهذا الضمير
يشير إلى حقيقة أو ذات المعروف (الإمام) ومعناه: أن الإمام (ع) تتصف حقيقته
بالنورانية التي تشير إلى أصل خلقه من نور الأنوار، وأن هذه الحقيقة تباين حقائق
سائر الخلق لأنهم (عليهم السلام) واسطة الفيض ويترتب على معرفتهم بتلك الصفة وما
يترتب عليها كما تطرق إليه حديث النورانية أن تكون المعرفة لدى العارف متكاملة
وأتم من مجرد معرفته بالحقيقة البشرية التي يستوي فيها مع سائر الخلق.
والإحتمال الثاني أسد لأن الحديث مسوق لبيان هذه الحقيقة، فتأمل.
ودمتم في رعاية الله
الإمامة الإلهية
بحوث سماحة الأستاذ
آية الله الشيخ مُحمّد السّند
(الجزء الأول)
تأليف
السّيّد مُحمّد علي بحر العلوم
سلسلة الكتب العقائدية (217)
إعداد
مركز الأبحاث العقائدية
الفائدة الحادية والعشرون: اثبات المعرفة النورانية وأنهم كانوا أنوارا لما
تقدم من ان اسم الاشارة (هؤلاء) وضمير الجمع (هم) المتكرر ثلاث مرات، إنما يستعمل
في الحي الشاعر العاقل وأن تلك المسميات غيب محيط بالسماوات والارض بالعلم
باسمائهم استحق مقام الخلافة والتفوق على الملائكة، فهذه المسميات موجود نوري أي
حي شاعر لطيف منشأ للقدرة والعلم وكونهم أعلى وأرفع شأنا من آدم فضلا عن الملائكة،
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) "إنه لا يستكمل أحد
الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله
قلبه للايمان وشرح صدره وصار عارفا مستبصرا، .. معرفتي بالنورانية معرفة الله عز
وجل، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة
وذلك دين القيمة) "
والحديث طويل يتناول فيه معرفتهم بالنورانية وشؤون الامامة وهو وإن كان
حديثا مرسلا إلا أن مضمونه عال،
وهكذا الرواية التي تليها من نفس الباب عن جابر بن يزيد الجعفي عن الامام
السجاد والباقر عليهما السلام وهي كالسابقة عالية المضامين ويشير بعض الاعلام في
ذيلها (إنما أفردت لهذه الاخبار بابا لعدم صحة أسانيدها، وغرابة مضامينها، فلا
نحكم بصحتها ولا ببطلانها ونرد علمها إليهم (عليهم السلام)
وهذا عجيب منه (قدس سره) حيث أن أحاديث النورانية عنهم كثيرة في غير هذا
الباب وليس فيها غرابة، انظر في بحار الانوار المجلدات 23 ـ 24 ـ 25 يذكر روايات
كثيرة في بيان مقام الامامة التكوينية وعلومهم اللدنية، وكذا من طرق العامة التي
بمضمون "اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".
وفي حديث طارق بن شهاب عن أميرالمؤمنين المروي في البحار 25: 169:
"يا طارق الأمام كلمة الله و حجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله
و آية الله يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع
خلقه فهو وليه في سماواته وأرضه أخذ له بذلك العهد على جميع عباده، فمن تقدم عليه
كفر بالله من فوق عرشه"
وهذه الموارد كلها قد ذكرناها في النقاط الماضية حيث أنه يكون حرفيا
بالنسبة لله مشيرا إليه دائما وأن إمامته تشمل جميع الخلائق، و لا نريد الاسترسال
في البحث الروائي وإنما اوردنا البعض فقط من باب التأييد لما يستفاد من ظهور الآية
الكريمة،
ومن أراد الاستزادة فعليه بما ورد عن الامام الرضا في الكافي حيث يزاوج بين
مقامات الامام العالية وشئونه النازلة.
وفي في مكان اخر:
وروى المجلسي في البحار في باب معرفتهم بالنورانية رواية طويلة في فضائل
أمير المؤمنين والأئمّة (عليهم السلام) ومقاماتهم ورتبهم، قال (عليه السلام):
"يا سلمان ويا جندب! قالا: لبيك ياأمير المؤمنين صلوات الله عليك. قال (عليه
السلام): من آمن بما قلت وصدّق بما بيّنت وفسّرت وشرحت وأوضحت ونوّرت وبرهنت فهو
مؤمن ممتحن، امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام، وهو عارف مستبصر قد انتهى
وبلغ وكمل، ومن شكّ وعَنَدَ وجَحَدَ ووقف وتحيّر وارتاب فهو مقصّر وناصب.
وفي صدر الرواية قال صلوات الله عليه مخاطباً إيّاهما: "مرحباً بكما
من وليّين متعاهدين، لستما بمقصّرين إلى أن قال (عليه السلام): ـ إنّه لا يستكمل
أحد الإيمان حتّى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية، فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد
امتحن الله قلبه بالإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفاً مستبصراً، ومن قصر عن
معرفة ذلك فهو شاكّ ومرتاب".
من كتاب مشارق انوار اليقين لرجب البرسي
فصل (بعلي (ع) تكونت الكائنات)
والدليل على صحة هذه المباحث والتأويل، ما رواه عمار عن أمير المؤمنين عليه
السلام في كتاب الواحدة، أنه قال:
(يا عمار باسمي تكونت الكائنات والأشياء، وباسمي دعا سائر الأنبياء، وأنا
اللوح، وأنا القلم، وأنا العرش، وأنا الكرسي، وأنا السماوات السبع، وأنا السماوات
الحسنى، والكلمات العليا ، وأين كان اسم علي كان اسم محمد من غير عكس، لدخول
الولاية تحت النبوة، كدخول الإنسان تحت الحيوان، فأين كان الإنسان كان الحيوان من
غير عكس..
وإليه الإشارة بقوله في صدر القرآن الشريف العظيم وأول الذكر الحكيم (ا ل
م)،
قال: حرف من حروف الاسم الأعظم ذلك الكتاب لا ريب فيه، قال: الكتاب: علي لا
شك فيه (هدى للمتقين)، قال: التقوى ما يحرز من النار، وما يحرز من النار إلا حب
علي، فحب علي هو التقوى بالحقيقة، وكل تقوى غيره فهو مجاز، لأنها لا تحرز من
النار.
قوله: (الذين يؤمنون بالغيب) قال: الغيب يوم الرجعة، ويوم القيامة، ويوم
القائم، وهي أيام آل محمد.وإليها الإشارة بقوله: وذكرهم بأيام الله) ، فالرجعة
لهم، ويوم القيامة لهم، ويوم القائم لهم، وحكمه إليهم، ومعول المؤمنين فيه عليهم.
وقوله الذين: يقيمون الصلاة، قال: الصلاة بالحقيقة حب علي، إن الصلاة هي
الصلة بالله، ولا صلة للعبد بعفو الرب ورحمته وجواره إلا بحب علي، فمن أقام حب علي
فقد أقام الصلاة، وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة إذا لم يكن معها الولاية
فهي مجاز، لا بل ضلال ووبال، لأنه قد عبد الله بغير ما أمر، فهو ضال في سلوكه، عاص
في طاعته، معاقب في عبادته.
قوله: (ومما رزقناهم ينفقون)، قال: الإنفاق الواجب الذي تحيى فيه النفوس،
وتنجو به الأرواح والأجساد من العذاب الأليم، وهو معرفة آل محمد، وكل إنفاق غير
هذا
فهو مجاز، وإن كان واجب الإنفاق، وما أفعل بإنفاق يقوي به النفاق؟
قوله: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك)، يعني في حق علي، لأنهم إن لم يؤمنوا
بما أنزل في حق علي فليس إيمانهم بغيره إيمانا، وإن قيل إيمان فهو مجاز لا ينفع..
وإليه الإشارة بقوله: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا) ، فذكر أنهم آمنوا وسماهم
مؤمنين، ثم قال لهم: آمنوا، وهذا تنافس، وليس بتناقض، ولكن معناه: يا أيها الذين
آمنوا بمحمد آمنوا بعلي حتى يتم إيمانكم.
قوله: (أنزل من قبلك)، يعني في حق علي.
قوله: (وبالآخرة هم يوقنون) ، يعني يصدقون أن حكم الآخرة لعلي، كما أن حكم
الدنيا مسلم إليه،
(أولئك على هدى من ربهم)، قال بهذا الدين.
(وأولئك هم المفلحون) قال بهذه المعرفة.
فصل (معرفة الإمام بالنورانية)
ومن هذا الباب ما رواه سلمان، وأبو ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال: من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه،
يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك
فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفا بدينه مستبصرا،
ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب،
يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله، ومعرفة الله معرفتي،
وهو الدين الخالص، بقول الله سبحانه: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين) (وهو الإخلاص، وقوله: (حنفاء) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله،
وهو الدين الحنيف، وقوله: (ويقيموا الصلاة)، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام
الصلاة، وهو صعب مستصعب. (ويؤتوا الزكاة)، وهو الإقرار بالأئمة، (وذلك دين القيمة)
أي وذلك دين الله القيم. شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد، والإقرار
بالنبوة
والولاية، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين.
يا سلمان ويا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شئ من أمرنا، إلا شرح
الله صدره لقبوله، ولم يشك ولم يرتاب، ومن قال لم وكيف فقد كفر، فسلموا الله أمره،
فنحن أمر الله.
يا سلمان ويا جندب، إن الله جعلني أمينه على خلقه، وخليفته في أرضه وبلاده
وعباده، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون، ولا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا
فأنتم مؤمنون.
يا سلمان قال الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة فالصبر محمد، والصلاة
ولايتي، ولذلك قال: وإنها لكبيرة، ولم يقل وإنهما، ثم قال: (إلا على الخاشعين) ،
فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي.
يا سلمان، نحن سر الله الذي لا يخفى، ونوره الذي لا يطفى، ونعمته التي لا
تجزى، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، فمن عرفنا استكمل الدين القيم.
يا سلمان ويا جندب، كنت ومحمد نورا نسبح قبل المسبحات، ونشرق قبل
المخلوقات، فقسم الله ذلك النور نصفين: نبي مصطفى، ووصي مرتضى، فقال الله عز وجل
لذلك النصف: كن محمدا، وللآخر كن عليا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا
من علي، وعلي مني، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي
وإليه الإشارة بقوله: وأنفسنا وأنفسكم وهو إشارة إلى اتحادهما في عالم
الأرواح والأنوار،
ومثله قوله: أفإن مات أو قتل ، والمراد هنا مات أو قتل الوصي، لأنهما شئ
واحد، ومعنى واحد، ونور واحد، اتحدا بالمعنى والصفة، وافترقا بالجسد والتسمية،
فهما شئ واحد في عالم الأرواح (أنت روحي التي بين جنبي) ، وكذا في عالم الأجساد:
(أنت مني وأنا منك ترثني وأرثك) . (أنت مني بمنزلة الروح من الجسد). وإليه الإشارة
بقوله: صلوا عليه وسلموا تسليما . ومعناه صلوا على محمد، وسلموا لعلي أمره،
فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال: صلوا
عليه وسلموا تسليما، فقال: صلوا على النبي، وسلموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم
على النبي بالرسالة إلا بتسليمكم على علي بالولاية.
يا سلمان ويا جندب، وكان محمد الناطق، وأنا الصامت، ولا بد في كل زمان من
صامت وناطق، فمحمد صاحب الجمع، وأنا صاحب الحشر، ومحمد المنذر، وأنا الهادي، ومحمد
صاحب الجنة، وأنا صاحب الرجعة، محمد صاحب الحوض، وأنا صاحب اللواء، محمد صاحب
المفاتيح، وأنا صاحب الجنة والنار، ومحمد صاحب الوحي، وأنا صاحب الإلهام، محمد
صاحب الدلالات، وأنا صاحب المعجزات، محمد خاتم النبيين، وأنا خاتم الوصيين، محمد
صاحب الدعوة، وأنا صاحب السيف والسطوة، محمد النبي الكريم، وأنا الصراط المستقيم،
محمد الرؤوف الرحيم، وأنا العلي العظيم.
يا سلمان، قال الله سبحانه: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) ولا
يعطي هذا الروح إلا من فوض إليه الأمر والقدر، وأنا أحيي الموتى، وأعلم ما في
السماوات والأرض، وأنا، الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجة، وأنا حجة الحق
على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحا في السفينة، أنا صاحب
يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت
علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمت نبوة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار،
وفجرت الأرض عيونا، أنا كاب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا الخضر معلم
موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن الله عز
وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة
الأرض، أنا كما يقول لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا
طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل،
وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس،
أنا تكلمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم،
أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ،
إلي انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء الله، من رآهم فقد رآني، ومن
رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغير. يا سلمان، بنا
شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أربابا، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا
سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن الله قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك
وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب. يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سر
الله المكنون، وأولياؤه المقربون، كلنا واحد، وسرنا واحد، فلا تفرقوا فينا
فتهلكوا، فإنا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت،
ولا ينكره إلا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة، يا
سلمان، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة، يا سلمان، أنا الطامة الكبرى، أنا الآزفة إذا
أزفت، أنا الحاقة، أنا القارعة، أنا الغاشية، أنا الصاخة، أنا المحنة النازلة،
ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه الله، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى
السماوات فقامت، وعلى الأرض ففرشت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى الوادي
فهمع، وعلى النور فقطع، وعلى السحاب فدمع، وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى
وأظلم، وعلى النهار فأنار وتبسم.
فصل (في أسرار علي (ع) أيضا)
ومن ذلك ما ورد عنه في كتاب الواحدة، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام،
فقال: الحمد لله مدهر الدهور، ومالك مواضي الأمور، الذي كنا بكينونيته، قبل خلق
التمكين في التكوين أوليين أزليين لا موجودين، منه بدأنا وإليه نعود إلا الدهر،
فينا قسمت حدوده، ولنا أخذت عهوده، وإلينا ترد شهوده، فإذا استدارت ألوف الأطوار،
وتطاول الليل والنهار، فالعلامة العلامة دون العامة والسامة، الاسم الأضخم، العالم
غير المعلم، أنا الجنب، والجانب محمد، العرش عرش الله على الخلائق، أنا باب
المقام، وحجة الخصام، ودابة الأرض، وصاحب العصر وفصل القضاء، وسفينة النجاة، لم
تقم الدعائم بتخوم الأقطار، ولا أغمدت قساطيط السجاف إلا على كواهل أمورنا، أنا
بحر العلم، ونحن حجة الحجاب، فإذا استدار الفلك، وقتل اومات أو هلك، ألا أن طرفي
حبل المتين، إلى قرار الماء المعين، إلى بسيط التمكين، إلى وراء بيضاء الصين، إلى
مصارع قبور الطالقانيين، إلى نجوم ياسين، وأصحاب السين من العليين العالمين، وكتم
أسرار طواسين، إلى البيداء الغبراء، إلى حد هذا الثرى، أنا ديان الدين، لأركبن السحاب،
ولأضربن الرقاب، ولأهدمن إرما حجرا حجرا، ولأجلس على حجر لي بدمشق، ولأسومن العرب
سوم المنايا، فقيل متى هذا؟ فقال: إذا مت وصرت إلى التراب ، وسوي علي اللبن وضربت
علي القباب.
فصل (كنه علي عليه السلام)
ومن خطبة له عليه السلام، بعد انصرافه من قتل الخوارج، فقال فيها بعد حمد
الله والصلوات على محمد صلى الله عليه وآله: أنا أول المسلمين، أنا أول المؤمنين،
أنا أول المصلين، أنا أول الصائمين، أنا أول المجاهدين، أنا حبل الله المتين، أنا
سيف رسول رب العالمين، أنا الصديق الأكبر، أنا الفاروق الأعظم، أنا باب مدينة
العلم، أنا رأس الحلم، أنا راية الهدى، أنا مفتي العدل، أنا سراج الدين، أنا أمير
المؤمنين، أنا إمام المتقين، أنا سيد الوصيين، أنا يعسوب الدين، أنا شهاب الله
الثاقب، أنا عذاب الله الواصب، أنا البحر الذي لا ينزف، أنا الشرف الذي لا يوصف،
أنا قاتل المشركين، أنا مبيد الكافرين، أنا غوث المؤمنين، أنا قائد الغر المحجلين،
أنا أضراس جهنم القاطعة، أنا رحاها الدائرة، أنا ساق أهلها إليها، أنا ملقي حطبها
عليها. أنا اسمي في الصحف عاليا، وفي التوراة بريا، وعند العرب عليا، وإن لي أسماء
في القرآن عرفها من عرفها. أنا الصادق الذي أمركم الله باتباعه فقال: (وكونوا مع
الصادقين) . أنا صالح المؤمنين، أنا المؤذن في الدنيا والآخرة، أنا المتصدق راكعا،
أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى، أنا الممدوح ب (هل أتى)، أنا وجه الله، أنا جنب
الله، أنا علم الله، أنا عندي علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، لا يدعي ذلك
أحد ولا يدفعني عنه أحد، جعل الله قلبي مضيئا، وعملي رضيا، لقنني ربي الحكمة
وغذاني بها، لم أشرك بالله منذ خلقت، ولم أجزع منذ حملت، قتلت صناديد العرب
وفرسانها، وأفنيت ليوثها وشجعانها، أيها الناس، سلوني من علم مخزون وحكمة مجموعة.
فصل (خطبة الافتخار)
ومن ذلك ما ورد عنه في خطبة الافتخار، رواها الأصبغ بن نباتة قال: خطب أمير
المؤمنين عليه السلام فقال في خطبه: أنا أخو رسول الله ووارث علمه، ومعدن حكمه:
وصاحب سره، وما أنزل الله حرفا في كتاب من كتبه إلا وقد صار إلي، وزاد لي علم ما
كان وما يكون إلى يوم القيامة، أعطيت علم الأنساب والأسباب، وأعطيت ألف مفتاح يفتح
كل مفتاح ألف باب، ومددت بعلم القدر، وإن ذلك يجري في الأوصياء من بعدي ما جرى
الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين. أعطيت الصراط
والميزان واللواء والكوثر، أنا المقدم على بني آدم يوم القيامة، أنا المحاسب
للخلق، أنا منزلهم منازلهم، أنا عذاب أهل النار، ألا كل ذلك من فضل الله علي، ومن
أنكر أن لي في الأرض كرة بعد كرة وعودا بعد رجعة، حديثا كما كنت قديما، فقد رد
علينا، ومن رد علينا فقد رد على الله. أنا صاحب الدعوات، أنا صاحب الصلوات، أنا
صاحب النقمات، أنا صاحب الدلالات، أنا صاحب الآيات العجيبات، أنا عالم أسرار
البريات، أنا قرن من حديد، أنا أبدا جديد، أنا منزل الملائكة منازلها، أنا آخذ
العهد على الأرواح في الأزل، أنا المنادي لهم ألست بربكم بأمر قيوم لم يزل. أنا
كلمة الله الناطقة في خلقه، أنا آخذ العهد على جميع الخلائق في الصلوات، أنا غوث
الأرامل واليتامى، أنا باب مدينة العلم، أنا كهف الحلم، أنا عامة الله القائمة،
أنا صاحب لواء الحمد، أنا صاحب الهبات بعد الهبات ولو أخبرتكم لكفرتم. أنا قاتل
الجبابرة، أنا الذخيرة في الدنيا والآخرة، أنا سيد المؤمنين، أنا علم المهتدين،
أنا صاحب اليمين، أنا اليقين، أنا إمام المتقين، أنا السابق إلى الدين، أنا حبل
الله المتين، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا بسيفي هذا. أنا صاحب
جبريل، أنا تابع ميكائيل، أنا شجرة الهدى، أنا علم التقى، أنا حاشر الخلق إلى الله
بالكلمة التي بها يجمع الخلايق، أنا منشئ
الأنام، أنا جامع الأحكام، أنا صاحب القضيب الأزهر والجمل الأحمر، أنا باب
اليقين، أنا أمير المؤمنين، أنا صاحب الخضر، أنا صاحب البيضاء، أنا صاحب الفيحاء،
أنا قاتل الأقران، أنا مبيد الشجعان، أنا صاحب القرون الأولين، أنا الصديق الأكبر،
أنا الفاروق الأعظم، أنا المتكلم بالوحي، أنا صاحب النجوم، أنا مدبرها بأمر ربي
وعلم الله الذي خصني به، أنا صاحب الرايات الصفر، أنا صاحب الرايات الحمر، أنا
الغائب المنتظر للأمر العظيم، أنا المعطي، أنا المبذل، أنا القابض يدي على القبض،
الواصف لنفسي، أنا الناظر لدين ربي، أنا الحامي لابن عمي، أنا مدرجه في الأكفان،
أنا والي الرحمن، أنا صاحب الخضر وهارون، أنا صاحب موسى ويوشع بن نون، أنا صاحب
الجنة، أنا صاحب القطر والمطر، أنا صاحب الزلازل والخسوف، أنا مروع الألوف، أنا
قاتل الكفار، أنا إمام الأبرار، أنا البيت المعمور، أنا السقف المرفوع، أنا البحر
المسجور، أنا باطن الحرم، أنا عماد الأمم، أنا صاحب الأمر الأعظم، هل من ناطق
يناطقني؟ أنا النار، ولولا أني أسمع كلام الله وقول رسول الله صلى الله عليه وآله
لوضعت سيفي فيكم وقتلتكم عن آخركم، أنا شهر رمضان، أنا ليلة القدر، أنا أم الكتاب،
أنا فصل الخطاب، أنا سورة الحمد، أنا صاحب الصلاة في الحضر والسفر،
بل نحن الصلاة والصيام والليالي والأيام والشهور والأعوام، أنا صاحب الحشر
والنحر، أنا الواضع عن أمة محمد الوزر، أنا باب السجود، أنا العابد، أنا المخلوق،
أنا الشاهد، أنا المشهود، أنا صاحب السندس الأخضر، أنا المذكور في السماوات
والأرض، أنا الماضي مع رسول الله في السماوات، أنا صاحب الكتاب والقوس، أنا صاحب
شيت بن آدم، أنا صاحب موسى وإرم، أنا بي تضرب الأمثال، أنا السماء الخضر، أنا صاحب
الدنيا الغبراء، أنا صاحب الغيث بعد القنوط. ها أنا ذا فمن ذا مثلي، أنا صاحب
الرعد الأكبر، أنا صاحب البحر الأكدر، أنا مكلم الشمس، أنا الصاعقة على الأعداء،
أنا غوث من أطاع من الورى والله ربي لا إله غيره،
ألا وإن للباطل جولة وللحق دولة، وإني ظاعن عن قريب
فارتقبوا الفتنة الأموية والدولة الكسروية، ثم تقبل دولة بني العباس بالفرج
والبأس، وتبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة والفرات، ملعون من سكنها، منها
تخرج طينة الجبارين، تعلى فيها القصور، وتسبل الستور، ويتغنون بالمكر والفجور،
فيتداولها بنو العباس 42 ملكا على عدد سني الملك، ثم الفتنة الغبراء، والقلادة الحمراء
في عنقها قائم الحق،
ثم أسفر عن وجهي بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب، ألا وإن
لخروجي علامات عشرة، أولها تحريف الرايات في أزقة الكوفة، وتعطيل المساجد، وانقطاع
الحاج، وخسف وقذف بخراسان، وطلوع الكوكب المذنب، واقتران النجوم، وهرج ومرج وقتل ونهب،
فتلك علامات عشرة، ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا تمت العلامات قام قائمنا
قائم الحق.
ثم قال: معاشر الناس نزهوا ربكم ولا تشيروا إليه، فمن حد الخالق فقد كفر
بالكتاب الناطق، ثم قال: طوبى لأهل ولايتي الذين يقتلون في، ويطردون من أجلي، هم
خزان الله في أرضه، لا يفزعون يوم الفزع الأكبر، أنا نور الله الذي لا يطفى، أنا
السر الذي لا يخفى.
يؤيد هذا الكلام والمقام ما ورد في الأمالي عن رسول الله صلى الله عليه
وآله أنه قال: يا معشر قريش، كيف بكم وقد كفرتم بعدي، ثم رأيتموني في كتيبة من
أصحابي أضرب وجوهكم بالسيف، أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام.
فنزل جبرئيل مسرعا، وقال: قل إن شاء الله
ومن خطبة له عليه السلام تسمى التطنجية، ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، فليحذر
قارئها من سوء ظنه، فإن فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق، خطبها
أمير المؤمنين عليه السلام بين الكوفة والمدينة، فقال: الحمد لله الذي فتق الأجواء
وخرق الهواء، وعلق الأرجاء وأضاء الضياء، وأحيى الموتى وأمات الأحياء، أحمده حمدا
سطع فأرفع، وشعشع فلمع، حمدا يتصاعد في السماء إرساله، ويذهب في الجو اعتداله، خلق
السماوات بلا دعائم، وأقامها بغير قوائم، وزينها بالكواكب المضيئات، وحبس في الجو
سحائب مكفهرات، وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رقيق، فتق رتجاها فتغطمطت أمواجها، أحمده وله الحمد، وأشهد أن لا
إله إلا هو، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، انتجبه من البحبوحة العليا، وأرسله في
العرب، وابتعثه هاديا مهديا حل حلا طلسميا، فأقام الدلائل، وختم الرسائل، بصر به
المسلمين، وأظهر به الدين، صلى الله عليه وآله الطاهرين.
أيها الناس، أنيبوا إلى شيعتي، والتزموا بيعتي، وواظبوا على الدين بحسن
اليقين، وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم، وبحبه يوم الحشر منجاتكم، فأنا الأمل
والمأمول، أنا الواقف على التطنجين، أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين، رأيت رحمة
الله والفردوس رأي العين، وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم
والحبك، ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور، وهي في خزف من التطنج الأيمن مما
يلي المشرق والتطنجان، خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين، وما المتولي دائرتها،
وما أفردوس؟ وما هم فيه إلا كالخاتم في الإصبع، ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي
كالطاير المنصرف إلى وكره، ولولا اصطكاك رأس الفردوس، واختلاط التطنجين، وصرير
الفلك، يسمع من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود، وهي العين
الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله، وعرفت ما كان وما يكون
وما كان في الذر الأول مع من تقدم من آدم الأول، ولقد كشف لي فعرفت، وعلمني ربي
فتعلمت، ألا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا فلولا خوفي عليكم أن تقولوا جن أو ارتد
لأخبرتكم بما كانوا وما أنتم فيه وما تلقونه إلى يوم القيامة، علم أوعز إلي فعلمت،
ولقد ستر علمه عن جميع النبيين إلا
صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله، فعلمني علمه، وعلمته علمي. ألا
وإنا نحن النذر الأولى، ونحن نذر الآخرة والأولى، ونذر كل زمان وأوان، وبنا هلك من
هلك، وبنا نجا من نجا، فلا تستطيعوا ذلك فينا، فوالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة،
وتفرد بالجبروت والعظمة، لقد سخرت لي الرياح والهواء والطير، وأعرضت علي الدنيا،
فأعرضت عنها، أنا كاب الدنيا لوجهها فحنى، متى يلحق بي اللواحق، لقد علمت ما فوق
الفردوس الأعلى، وما تحت السابعة السفلى، وما في السماوات العلى، وما بينهما وما
تحت الثرى. كل ذلك علم إحاطة لا علم أخبار، أقسم برب العرش العظيم، لو شئت أخبرتكم
بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم الآن وما صاروا إليه، فكم من آكل
منكم لحم أخيه، وشارب برأس أبيه، وهو يشتاقه ويرتجيه.
هيهات هيهات، إذا كشف المستور، وحصل ما في الصدور، وعلم أين الضمير، وأيم
الله لقد كوزتم كوزات، وكررتم كرات، وكم بين كرة وكرة من آية وآيات، ما بين مقتول
وميت، فبعض في حواصل الطيور، وبعض في بطون الوحش، والناس ما بين ماض وزاج، ورايح
وغاد، ولو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول، وما يكون مني في الآخرة، لرأيتم
عجائب مستعظمات، وأمورا مستعجبات، وصنايع وإحاطات.
أنا صاحب الخلق الأول قبل نوح الأول، ولو علمتم ما كان بين آدم ونوح من
عجائب اصطنعتها، وأمم أهلكتها: فحق عليهم القول، فبئس ما كانوا يفعلون. أنا صاحب
الطوفان الأول، أنا صاحب الطوفان الثاني، أنا صاحب سيل العرم، أنا صاحب الأسرار
المكنونات، أنا صاحب عاد والجنات، أنا صاحب ثمود والآيات، أنا مدمرها، أنا
مزلزلها، أنا مرجعها، أنا مهلكها، أنا مدبرها، أنا بأبيها، أنا داحيها، أنا
مميتها، أنا محييها، أنا الأول، أنا الآخر، أنا الظاهر، أنا الباطن، أنا مع الكور
قبل الكور، أنا مع الدور قبل الدور، أنا مع القلم قبل القلم، أنا مع اللوح قبل
اللوح، أنا صاحب الأزلية الأولية، أنا صاحب جابلقا وجابرسا، أنا صاحب الرفوف
وبهرم، أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم.
قال: فقام إليه ابن صويرمة فقال: أنت أنت يا أميرالمؤمنين؟ فقال: أنا أنا
لا إله إلا الله ربي ورب الخلائق أجمعين، له الخلق والأمر، الذي دبر الأمور
بحكمته، وقامت السماوات والأرض بقدرته،
كأني بضعيفكم يقول ألا تسمعون إلى ما يدعيه ابن أبي طالب في نفسه، وبالأمس
تكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟ وباعث محمد وإبراهيم ! لأقتلن أهل
الشام بكم قتلات وأي قتلات، وحقي وعظمتي لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات،
ولأقتلن أهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة، ولأردن إلى كل مسلم حياة جديدة، ولأسلمن
إليه صاحبه وقاتله، إلى أن يشفي غليل صدري منه، ولأقتلن بعمار بن ياسر وبأويس
القرني ألف قتيل أولا يقال لا وكيف وأين ومتى وأنى وحتى، فكيف إذا رأيتم صاحب
الشام ينشر بالمناشير، ويقطع بالمساطير، ثم لأذيقنه أليم العقاب، ألا فأبشروا،
فإلي يرد أمر الخلق غدا بأمر ربي، فلا يستعظم ما قلت، فإنا أعطينا علم المنايا
والبلايا، والتأويل والتنزيل، وفصل الخطاب وعلم النوازل، والوقايع والبلايا، فلا
يغزب عنا شئ. كأني بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام قد ثار نوره بين عينيه،
فأحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها، وثار معه المؤمنون في كل مكان، وأيم الله
لو شئت سميتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال
وأرحام النساء، إلى يوم الوقت المعلوم.
ثم قال: يا جابر، أنتم مع الحق ومعه تكونون، وفيه تموتون، يا جابر إذا صاح
الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس، فعند ذلك عجائب وأي عجائب، إذا أنارت النار
ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا
كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان،
وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن
والسقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة
على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف، ألا وكم عجائب تركتها، ودلائل
كتمتها، لا أجد لها حملة، أنا صاحب إبليس بالسجود، أنا معذبه وجنوده على الكبر
والغرور بأمر الله، أنا رافع إدريس مكانا عليا، أنا منطق عيسى في المهد صبيا، أنا
مدين الميادين وواضع الأرض، أنا قاسمها أخماسا، فجعلت خمسا برا، وخمسا بحرا، وخمسا
جبالا، وخمسا عمارا، وخمسا خرابا.
أنا خرقت القلزم من الترجيم، وخرقت العقيم من الحيم، وخرقت كلا من كل،
وخرقت بعضا في بعض، أنا طيرثا، أنا جانبوثا، أنا البارحلون، أنا عليوثوثا، أنا
المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار، حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من
الخيل والرجل، فخذ ما أحببت، وأترك ما أردت، ثم أسلم إلى عمار بن ياسر اثني عشر
ألف أدهم على أدهم، منها محب لله ولرسوله، مع كل واحد اثني عشر كتيبة، لا يعلم
عددها إلا الله،
ألا فأبشروا، فأنتم نعم الإخوان، ألا وإن لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض
البيان، وتنكشف لكم صنايع البرهان، عند طلوع بهرام وكيوان، على دقائق الاقتران،
فعندما تتواتر الهزات والزلازل، وتقبل رايات من شاطئ جيحون إلى بيداء بابل. أنا
مبرج الأبراج وعاقد الرياح، ومفتح الأفراج وباسط العجاج، أنا صاحب الطور، أنا ذلك
النور الظاهر، أنا ذلك البرهان الباهر، وإنما كشف لموسى شقص من شقص الذر من
المثقال، وكل ذلك بعلم من الله ذي الجلال.
أنا صاحب جنات الخلود، أنا مجري الأنهار أنهارا من ماء تيار، وأنهارا من
لبن، وأنهارا من عسل مصفى، وأنهارا من خمر لذة للشاربين، أنا حجبت جهنم وجعلتها
طبقات السعير، وسقير الجير، والأخرى عمقيوس أعددتها للظالمين، وأودعت ذلك كله وادي
برهوت، وهو والفلق ورب ما خلق، يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما، ومن كفر بذي
الملك والملكوت.
أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم، أنا الكلمة التي بها تمت الأمور
ودهرت الدهور،
أنا جعلت الأقاليم أرباعا، والجزائر سبعا، فإقليم الجنوب معدن البركات،
وإقليم الشمال معدن السطوات، وإقليم الصبا معدن الزلازل وإقليم الدبور معدن الهلكات.
ألا ويل لمداينكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون إذا تمالت
الشدائد من دولة الخصيان، وملكة الصبيان، والنسوان، فعند ذلك ترتج الأقطار بالدعاة
إلى كل باطل، هيهات هيهات، توقعوا حلول الفرج الأعظم، وإقباله فوجا فوجا، إذا جعل
الله حصباء النجف جوهرا، وجعله تحت أقدام المؤمنين، وتبايع به للخلاف والمنافقين،
ويبطل معه الياقوت الأحمر، وخالص الدر والجوهر، ألا وإن ذلك من أبين العلامات، حتى
إذا انتهى ذلك صدق ضياؤه، وسطع بهاؤه، وظهر ما تريدون، وبلغتم ما تحبون، ألا وكم
إلى ذلك من عجائب جمة، وأمور ملمة، يا أشباه الأعثام، وبهام الأنعام،
كيف تكونون إذا دهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام
يريد بها أبويه، ويزوج بها أمية، هيهات أن يرى الحق أموي أم عدوي.
ثم بكى صلوات الله عليه، وقال: واها للأمم، أما شاهدت رايات بني عتبة مع
بني كنام السائرين أثلاثا، المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد، وبؤس عتيد، ألا وهو
الوقت الذي وعدتم به، لأحملنهم على نجائب، تحفهم مراكب الأفلاك،
كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية، ألا فاشهدوا شهادة
سألكم بها عند الحاجة إليها، إن عليا نور مخلوق، وعبد مرزوق، ومن قال غير هذا
فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين.
ثم نزل وهو يقول: تحصنت بذي الملك والملكوت، واعتصمت بذي العزة والجبروت،
وامتنعت بذي القدرة والملكوت، من كل ما أخاف وأحذر،
أيها الناس ما ذكر أحدكم هذه الكلمات عند نازلة أو شدة إلا وأزاحها الله
عنه.
فقال له جابر: وحدها يا أمير المؤمنين، فقال: نعم وأضيف إليها الثلاثة عشر
اسما، وضمني، ثم ركب ومضى .
فصل (أثار علي بالكون)
ومن خطبة له عليه السلام قال: أنا عندي مفاتيح الغيب، لا يعلمها بعد رسول
الله إلا أنا، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى، أنا صاحب خاتم سليمان، أنا
ولي الحساب، أنا صاحب الصراط والموقف، قاسم الجنة والنار بأمر ربي، أنا آدم الأول،
أنا نوح الأول، أنا آية الجبار، أنا حقيقة الأسرار، أنا مورق الأشجار، أنا مونع
الثمار، أنا مفجر العيون، أنا مجري الأنهار، أنا خازن العلم، أنا طود الحلم، أنا
أمير المؤمنين، أنا عين اليقين، أنا حجة الله في السماوات والأرض، أنا الراجفة،
أنا الصاعقة، أنا الصيحة بالحق، أنا الساعة لمن كذب بها، أنا ذلك الكتاب الذي لا
ريب فيه، أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها، أنا ذلك النور الذي اقتبس منه
الهدى، أنا صاحب الصور، أنا مخرج من في القبور، أنا صاحب يوم النشور، أنا صاحب نوح
ومنجيه، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه، أنا أقمت السماوات بأمر ربي، أنا صاحب
إبراهيم، أنا سر الكليم. أنا الناظر في الملكوت، أنا أمر الحي الذي لا يموت، أنا
ولي الحق على سائر الخلق، أنا الذي لا يبدل القول لدي، وحساب الخلق إلي، أنا
المفوض إلي أمر الخلائق، أنا خليفة الإله الخالق، أنا سر الله في بلاده، وحجته على
عباده، أنا أمر الله والروح، كما قال سبحانه: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر
ربي. أنا أرسيت الجبال الشامخات، وفجرت العيون الجاريات، أنا غارس الأشجار، ومخرج
الألوان والثمار، أنا مقدر الأقوات، أنا ناشر الأموات، أنا منزل القطر، أنا منور
الشمس والقمر والنجوم، أنا قيم القيامة، أنا القيم الساعة، أنا الواجب له من الله
الطاعة، أنا سر الله المخزون، أنا العالم بما كان وما يكون، أنا صلوات المؤمنين
وصيامهم، أنا مولاهم وإمامهم، أنا صاحب النشر الأول والآخر، أنا صاحب المناقب
والمفاخر، أنا صاحب الكواكب، أنا عذاب الله الواصب، أنا مهلك الجبابرة الأول، أنا
مزيل الدول، أنا صاحب الزلازل والرجف، أنا صاحب الكسوف والخسوف، أنا مدمر الفراعنة
بسيفي هذا، أنا الذي أقامني الله في الأظلة ودعاهم إلى طاعتي، فلما ظهرت أنكروا،
فقال الله سبحانه: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)، أنا نور الأنوار، أنا حامل
العرش مع الأبرار، أنا صاحب الكتب السالفة، أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به
ولا يذوق الجنة، أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي، وتعرفني عباد أقاليم الدنيا،
أنا ردت لي الشمس مرتين، وسلمت علي كرتين، وصليت مع رسول الله القبلتين، وبايعت
البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الطور، أنا الكتاب المسطور، أنا البحر المسجور،
أنا البيت المعمور، أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي، فكفرت، وأصرت، فمسخت،
وأجابت أمة فنجت، وأزلفت، أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان، ومقاليد النيران، كرامة من
الله، أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس
يتنفس غيري، أنا صاحب القرون الأولى، أنا الصامت ومحمد الناطق، أنا جاوزت بموسى في
البحر، وأغرقت فرعون وجنوده، وأنا أعلم هماهم البهائم، ومنطق الطير، أنا الذي أجوز
السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد،
أنا الذي يصلي عيسى خلفي، أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله، أنا مصباح الهدى،
أنا مفتاح التقى، أنا الآخرة والأولى، أنا الذي أرى أعمال العباد، أنا خازن
السماوات والأرض بأمر رب العالمين، أنا القائم بالقسط، أنا ديان الدين، أنا الذي
لا تقبل الأعمال إلا بولايتي، ولا تنفع الحسنات إلا بحبي، أنا العالم بمدار الفلك
الدوار، أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار، ورمل القفار بإذن الملك الجبار، ألا أنا
الذي أقتل مرتين وأحيى مرتين وأظهر كيف شئت، أنا محصي الخلائق وإن كثروا، أنا
محاسبهم بأمر ربي، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء، أنا الذي جحد ولايتي
ألف أمة فمسخوا، أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان، أنا قاصم
الجبارين في الغابرين، ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا،
أنا المتكلم بكل لسان، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب. أنا صهر
محمد، أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه، أنا باب حطة، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبعد هذا العرض الطويل
اذكر كيف انزلق بعض الموالين من الجماعات التي تحسب على الامامية او الشيعة
مثل النصيرية العلويين او الاسماعيليين وغيرهم الذين اخذوا هذه الروايات وامثالها
فضرب السنة عليها طبولهم بل بعض ائمة السنة كالشافعي وامثاله فقالوا في علي ع
كلاما خطيرا راحت هذه الجماعات تسوقه لتجعل من علي ربا وما قاله الشافعي وامثاله
في علي ليس الا ليزيد غلو هؤلاء في علي وليس حبا به او قناعة ولكنها سياسة تسيء
الى اتباع اهل البيت والا لكان هؤلاء المطبلين اعتنقوا التشيع بل على العكس اشتدت
عداوتهم مع اتباعهم للشيعة واليكم هذه الامثلة التي يتباهى بها اتباع اهل البيت :
.ان مسؤولية الغلو في الطوائف الاسلامية وخصوصا بالامام علي بن ابي
طالب ع تقع على شخصيات كبيرة مدسوسة لتحسن مذاهب الغلو في اعين تابعيها باعتبار ان
هذه الشخصيات المدسوسة لها شأن كبير في التاريخ الاسلامي وهي مستقاة من سياسة
معاوية الذي حارب علي وسلبه حقه وكان يمدحه وهذه من اساليب الماسونية الخفية فمثلا
:
ابراهيم النظام المعتزلي الذي يفضل عثمان على علي يقول في علي ع :
ايا علة الايجاد حار بك الفكر وفي كنه معنى سرك التبس الامر
فقد قال قوم فيك والستر دونهم بانك رب كيف لو كشف الستر
وقال الشافعي الذي لم ير حقا لعلي في الخلافة يقول فيه :
ان قلت ذا بشر فالعقل يمنعني واتقي الله في قولي هو الله
يموت الشافعي وليس يدري علي ربه ام ربه الله
وقال ابن ابي الحديد المعتزلي :
والله لولا حيدر ماكانت الدنيا ولا جمع البرية مجمع
يجل عن الاعراض والكيف والمتى ويكبر عن تشبيهه بالعناصر
وقال ابو العلاء المعري :
وان علي لم يصل في الورى وماهو والله العظيم من البشر
والشاعر المسيحي خليل فرحات يقول في علي :
دللت على الرحمن هل كنت غيره وفيك استوى الرحمن بالفعل والفكر
وقال حافظ البرسي الشيعي :
فاسم الله اله وهو الاسم المقدس وهو اسم علي وهو ذات الاحد الحق
وبعد هذه الامثلة القليلة من كثيرة من المعتزلة والسنة والشيعة والمسيحية التي غررت ببعض الجماعات حتى صاروا يؤكدون الغلو في علي فقال احدهم مثلا :
لم اغلو فيه وانما وحدته فاذا ابوا فاليبرقواواليرعدوا
وما زالت هذه الجماعات تتغنى وتتعبد بغلوها المبني اساسا على اقدم ديانة مشخصة مجسدة وهي اليهودية التي فرزت عن الديانتين المصرية والسومرية القديمتين
وهذا الترطيب المعادي استطاع ان يمزق الاسلام المحمدي الاصيل مزقا ويسبب الذبح والقتل والإرتداد والتكفير بين المسلمين ويحتاج هذا الموضوع دراسات ودراسات
ابراهيم النظام المعتزلي الذي يفضل عثمان على علي يقول في علي ع :
ايا علة الايجاد حار بك الفكر وفي كنه معنى سرك التبس الامر
فقد قال قوم فيك والستر دونهم بانك رب كيف لو كشف الستر
وقال الشافعي الذي لم ير حقا لعلي في الخلافة يقول فيه :
ان قلت ذا بشر فالعقل يمنعني واتقي الله في قولي هو الله
يموت الشافعي وليس يدري علي ربه ام ربه الله
وقال ابن ابي الحديد المعتزلي :
والله لولا حيدر ماكانت الدنيا ولا جمع البرية مجمع
يجل عن الاعراض والكيف والمتى ويكبر عن تشبيهه بالعناصر
وقال ابو العلاء المعري :
وان علي لم يصل في الورى وماهو والله العظيم من البشر
والشاعر المسيحي خليل فرحات يقول في علي :
دللت على الرحمن هل كنت غيره وفيك استوى الرحمن بالفعل والفكر
وقال حافظ البرسي الشيعي :
فاسم الله اله وهو الاسم المقدس وهو اسم علي وهو ذات الاحد الحق
وبعد هذه الامثلة القليلة من كثيرة من المعتزلة والسنة والشيعة والمسيحية التي غررت ببعض الجماعات حتى صاروا يؤكدون الغلو في علي فقال احدهم مثلا :
لم اغلو فيه وانما وحدته فاذا ابوا فاليبرقواواليرعدوا
وما زالت هذه الجماعات تتغنى وتتعبد بغلوها المبني اساسا على اقدم ديانة مشخصة مجسدة وهي اليهودية التي فرزت عن الديانتين المصرية والسومرية القديمتين
وهذا الترطيب المعادي استطاع ان يمزق الاسلام المحمدي الاصيل مزقا ويسبب الذبح والقتل والإرتداد والتكفير بين المسلمين ويحتاج هذا الموضوع دراسات ودراسات
وعليه فنجد ان العقيدة العلوية النصيرية اعتمدت هذه الروايات النورانية
وهذه الاثار الغالية لتثبتها حجة لايمانهم بالوجود العيني اي بالصورة البشرية لله
عز وجل في علي فامنوا بها ونزهوها عما تراه اعينهم بفزلكة زرعت فيهم اليقين بهذا
الاعتقاد وهذا ما وثقوه في كتبهم وهذا مثال عن ذلك:
عن العلويين التي استندت على روايات الشيعة السابقة مطابقة حرفيا
لمخطوطاتهم لنبين ان المسؤولية على صناديد الشيعة الذين تركوهم وشانهم بل ربما
ناصبوهم العداء وكفروهم وغربلوهم وتركوا الغير يتلاعب بهم حتى عاشوا بين خصومهم
وهجروا مواطنهم العراق وايران وحلب وغيرها ولا انكر ان هناك شخصيات منهم ذهبت وراء
النفع المادي والسياسي وعملت على ابعادهم عن الاصل من طوائف اخرى اساسا هم غرباء
عن الدين وعن الوطن لكن اهمال الاوائل سامحهم الله ترك هؤلاء بين المفترسين وعليهم
تقع المسؤولية :
المثال : وكدليل وشاهد لهذا الكلام نورد هذا
الفصل من كتاب سبيل الهداية الى معرفة
الغاية ) للعلامة الفقيه النبيه الشيخ محمود صالح (غ) قال ايده الله :
وخلاصة ماعليه اجماع فلاسفة التوحيد وعلماء
الارتفاع هي ان اصول هذه الطريقة القويمة قائمة على اثبات ومعرفة الوجود العيني
ليحق اليقين وتصدق الشهادة وتصح الاشارة
بحقيقة العبادة لواجب الوجود
وان المعنى القديم الازل من حيث وجوده لذاته
قبل تكوينه الكائنات لا صفة له تنال ولا للقائل فيه مقال وهو تعالى منزه عن ان
تنطق به الحروف وعن ان يوصف بموصوف وبعد اقتضاء حكمته ايجاد خلقه لمعرفته
وتجلى لكل جنس كجنسه وتجليه سبحانه لم يكن حركة
توجب له الانتقال عن حال الى حال بل هو كشف حجاب الظلمة عن بصر المبصر
وان الغيبة والظهور لاحقيقة لهما اذا اضيفا
الى وجوده من حيث هو لذاته واذا اضيفا الى وجوده العيني بصورة المؤانسة
والمجانسة كان الظهور علامة وجود والغيبة عرضا داخلا على الابصار
وان وجوده تعالى لذاته ليس غير وجوده
لمخلوقاته بل هو تقدست ذاته العظمى بعد خلق الكون بحيث هو قبل خلقه
وان الموصوف ينفي الصفات عنه هو المشهود
الظاهر للعيان كصفات خلقه وان الصورة الانزعية هي اللاهوتية العظمى
وهي الغيب المنيع الممنوع الاحاطة والادراك لا الوجود والرؤية
ذات واحدة وحقيقة واحدة وان الغيبة شدة افراط الظهور لا اخلاء حيز
واشغال مثله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا
ورب متطلع الى ماتعرضت له طريقتنا المثلى
باسم التقدم العلمي والتطور الحضاري من امور محدثة وشر الامور محدثاتها فخيل اليه
انه هو الصواب انقيادا لهوى نفسه واقتيادا بزمام الاتباع لغيره وهو لو انصف نفسه
وحكم عقله في هواه لطلع فجر اليقين على قلبه يشهده شمس الحقيقة بازغة في سماء
ادراكه تهديه الى الحق المبين بان طريقتنا هي النهج القويم لمعرفة الذات الاحدية
العالية عن جهة الحيز وان اصولها هي السر الخفي لكنه دقائق الحقائق
الالهية التي جاء بها الدعاة الصادقون في كل جيل واعلنها نبي الرحمة جهارا يوم
غدير خم بامر بارئه تعالى ياايها الرسول بلغ ماانزل عليك من ربك وان لم تفعل فما
بلغت رسالته الاية وتمام حديث الغدير الى قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
الا وليعلم من يود ان يعلم ان مثل طريقنا من
الدين الاسلامي كمثله من اديان السماء فهي محض لباب الاسلام ويتيمة عقده كما انه
هو صفوة ماسبقه نزولا من الاديان الالهية ونظام جواهر عقائدها وليتاكد مواكبوا تعاليمها
سير الحضارة المادية ومتابعوا الاكتشافات العلمية من ابناء هذا الجيل ان العلم
سيفاجئهم بما لا يسر بعضهم اذ انه بدلا من تصورهم اياه ممحاة الدين ومخلصا للعالم
من اسر العبادة لله سيكون ولا ريب اداة
تثبيت للدين وتمكين واية هدى لمعرفة رب هذه الكائنات ووجوب عبادته وذلك ان الدين
وحي الله الذي علم الانسان مالم يعلم الى رسله لهداية خلقه واسعاد حياتهم العاجلة
والآجله واذ ذاك فغير ممكن عقلا ان يعلم سبحانه الانسان مايمحوه وحيه وينقض ماوعد
به رسله
كما ان الاكتشافات العلمية التي توهموها ريحا
عقيما ماتذر من شيء اتت عليه من اصول طريقتنا الا جعلته كالرميم ستكشف عن اقطع
الادلة ثبوت هذه الطريقة وتتكشف هي ذاتها عن اقوى ادوات العمل لرفع قواعد الاعتقاد
بها وستضمن لتابعيها ربحا دونه ربح الماديين والطبيعيين بما تمليه على نفوسهم من
صدق الايمان بها وتملأ به قلوبهم من طمانينة الوثوق بصحتها علما بان البررة من
بنيها ليسوا بشيء من الشك فيها لم تزغ قلوبهم عنها بعد ان هدوا اليها لزموا عن
بينة وعلم محجة سلفهم الصالح من فلاسفة وعلماء وادباء وفقهاء ورواة ومحدثين اجمع
الشعب على وثاقتهم وعدالتهم والاقتداء بهم والسلف والخلف من ابناء هذا الشعب الشعيبي
يردون على حسن اتباع معين من هذه الطريقة ولهم في شيخها ومفذلك علومها الاسوة
الحسنة وهو ثقتهم ......
والى قوله في كل مااختلف فيه من احكامها
مرجعهم جميعا وقد اجمع كلهم اجمعون منذ عهده الى يوم الناس هذا بان لا راي الا
رايه لا يرضون به بدلا ولا يبغون عنه حولا رزقنا الله الثبات عليه والتزام محجة
تابعيه فيما اتوه وفيما تركوه والحمد لله على ماهدانا اليه ودلنا عليه من معرفته
وطاعته انه بالمؤمنين رؤوف رحيم ولنعد الى الحديث عن القصيدة
وقد ذكر الشارح (ق) انهم راي المتاولة
في جبل عامل حزموا امرهم بعد مشاورات ومحاورات بتلك الاسرار الغامضات وجاؤوا بوفد
كبير من العلماء ورجال الدين ليجتمعوا بالشيخ ويناظروه ولكن مشيئة الله
اقتضت ان يجدوا الشيخ قدسه الله قد انتقل الى جوار ربه فرجعوا بخيبة امل ولم يتم
هذا الامر الجلل وقد تم بعد ذلك
وفي عصر النهضة العلمية في الخمسينات او قبل
ذلك الكثير من المراسلات والزيارات المتبادلة بين علمائنا وعلماء الشيعة قام في
بعضهما بل واهمها العلامتان الجليلان الشيخ سليمان الاحمد والشيخ ابراهيم عبد
اللطيف (ق) وقام المجاهد الشيخ عيد الخير بالكثير من هذه النشاط المشكور الذي
اقتضته الضرورة والظروف المحيطة وغيرهم الكثير من علماء الشعب عظم الله اجورهم
وقدس الله ارواحهم وهناك الكثير من الوثائق التاريخية المثبتة
واما على صعيد العقيدة فارى انه بقي كل شيء
على حاله فلا الشيعة صارت علوية العقيدة ولا العلويه تشيعت كما يظن البعض ولكن
الشبهات والسلبيات موجودة من قديم الدهر وسوف تستمر حتى يصدر الامر من العزيز
المقتدر وبيننا وبين الشيعة قاسم مشترك هو حب ال البيت وولاؤهم وهذا يجب ان يراعى
وامرنا بالتقية والمحافظة على الشرع الشريف وشركاؤنا في الوطن معظمهم من اهل السنة
وهذا يوجب علينا اقامة التقية اكثر والمحافظة على الشرع الشريف لنكون اجمل واكمل .
انتهى الاقتباس
لاحظ كيف حرفت الكلمة حينا والرواية حينا اخر
وحولت الى مفهوم آخر وبقي المصدر والمستند واحدا ولا من تطرق عبر السنين لهذا
البيان
ونتابع من مصادر الشيعة وعن صناديدها ما يزيد
الطنبور نغماا:
وعن كتاب صحيفة الابرار لمحمد تقي الشيرازي
من كبار علماء الشيعة في ص74 في الحديث الثالث عشر عن الثمالي عن جعفر (ع) قال:
اوحى الله الى نبيه (ص) فاستمسك بالذي اوحى اليك من ربك انك على صراط مستقيم قال
انك على ولاية علي وهو الصراط المستقيم
وجاء في كتاب سلوني قبل ان تفقدوني قال (ص)
ليلة اسى بي ربي الى السماء كلمني بلسان علي فالهمني الله ان قلت ياربي انت تكلمني
ام علي فقال : يا احمد انا الاحد الفرد الصمد اعرف سرك ونجواك وان احب واقرب
الاشياء اليك هو علي فكلمتك بلهجته الحديث بتصرف وفي صحيفة الابرار ايضا الحديث السادس
ص184 عن المفضل بن عمر الجعفي قال: قلت لمولاي الصادق عليه السلام وقد خلوت به
ووجدت فرصة اتمناها اسالك يامولاي عما جرى في خاطري من ظهور المعنى لخلقه بصورة
مرئية فهل الذات تتصور او تتجزأ او تتحول عن كيانها او تتوهم في العقول بحركة او
سكون الى اخر السؤال فقال المولى :يامفضل ان في خلق السموات والارض لاآيات لاولي
الالباب يامفضل علمنا صعب مستصعب وسرنا وعر بعيد المنال عن اللسان ان يترجم عنه
الا تلويحا ولا يعرف شيعتنا الا بحسب درايتهم لنا ومعرفتهم بنا ثم قال بعد الكلام
يامفضل ان الظهور تمام البطون وان البطون تمام الظهور والقدرة والقوة تمام الفعل
الى قوله واعلم يامفضل انه ليس بين الاحد والواحد الا كما بين الحركة والسكون او
بين الكاف والنون لاتصاله بنور الذات فالصورة الانزعية هي الضياء وهي التي لا
تتغير في قديم الدهور ولا فيما يحدث من الازمان فظاهره صورة الانزعية وباطنه
المعنوية وتلك الصورة هي هيولى الهيولات وفاعلة المفعولات واس الحركات وعلة كل علة
لابعدها سر ولا يعلم ماهو الا هو ويجب ان تعلم يامفضل ان الصورة المرئية الانزعية
التي قالت ظاهري امامة ووصية وباطني غيب منيع لايدرك ليست كلية الباري ولا الباري
سواها وهي هو ثباتا وايجاد اوعيانا ويقينا لاهو هي كلا ولا جمعا ولا احصارا ولا
احاطة قال المفضل قلت يامولاي زدني شرحا فقد علمت من فضلك ونعمك مااقصر عن وصفة
قال يامفضل سل عما احببت قلت : يامولاي تلك الصورة التي ظهرت على المنابر تدعو من
ذاتها الى ذاتها بالمعنوية وتصرح بالاهوتية قلت لي انها ليست كلية الباري ولا
الباري غيرها فكيف يعلم بحقيقة هذا القول
قال: يامفضل تلك بيوت النور وقمص الظهور والسن العبارة ومعدن الاشارة حجبك
بها عنه ودلك منها اليه لاهي هو ولاهو غيرها محتجب بالنور ظاهر بالتجلي كل يراه
بحسب معرفته وينال على مقدار طاقته يامفضل ان الصورة نور منير وقدرة قدير وظهور
مولاك رحمة لمن امن به واقر وعذابا على من حجد وانكر وليس وراءه غاية ولا له نهاية
ويعلق المؤلف قائلا ان اللهجة لهجة الائمة
ولكنه الصعب المستصعب والحديث طويل وشيق ثم يتحدث عن اختراع الاسم من نور الذات
وجاء في كتاب (الكوكب الدري في سر النور
المحمدي )الحيدر الحسني الحلي :قال الامام السجاد علي بن الحسين ع لنا مع الله
حالات اذا كنا فيها كنا نحن هو وهو نحن واذا لم نكن فيها كنا نحن نحن وهو هو
الحافظ رجب البرسي في مشارق انوار اليقين
قال: الاسماء والصفات ثلاثة اسم الذات واسم الصفات واسم هو سر الذات وروح
الصفات فاسم الله اله وهو الاسم المقدس وهو اسم علي وهو ذات الاحد الحق و اسم
الصفات لاحد والواحد هو محمد والاسم الذي هو روح الصفات وسر الذات علي وهو نور
النور وكل واحد من هذه الثلاثة اسم اعظم فاسم الجلالة هو الاسم المقدس واسم محمد
هو ظاهر الاسم الاعظم واسم علي ظاهر الباطن وباطن الظاهر وهو الاسم الاعظم في
الحقيقة لانه جامع سر الربوبية وسر النبوة وسر الولاية وسر التصرف الاهي واليه
الاشارة بقوله تعالى وله المثل الاعلى في السموات والارض ومااكثر هذه اللهجة عند
البرسي وفي كتاب بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار وفي الصحيفة وغيرها من الكتب
والمراجع الشيعية حديث النورانية لمولانا امير المؤمنين يخاطب سلمان وابا ذر وقد
سالاه ان يعرفهما شيئا من فضله ومن اسراره قال: ياسلمان وياجندب معرفتي بالنورانية
هي معرفة الله عز وجل ومعرفة الله معرفتي بالنورانية ياسلمان وياجندب لايبلغ احد
من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني بالنورانية الحديث
هذه بعض روايات واقوال من يتهموننا يالغلو
والارتفاع فهل عندنا اكثر من ذلك وهل انصف الحاكمون ورحم الله شاعر الموحدين محمد
حمدان الخير اذ يقول
لم اغل فيه وانما وحدته فاذا ابو فليبرقوا وليرعدوا
هذا ومعروف عند الجميع انه لم يعلن بنون
العظمة على المنابر ويقول انا فعلت وانا صنعت الا مولانا امير المؤمنين عزت قدرته
ولم يقل سلوني قبل ان تفقدوني بني ولا رسول حتا اولو العزم من الرسل ع . انتهى
الاقتباس الحرفي
فاقول كيف انطوت لعبة الخصوم على القوم
وكأننا امام معاوية يمدح عليا وهو من الد الخصام ونتغنى ان الحق ما شهدت به
الاعداء وهي سياسة قديمة جديدة اذ يصوب المستكبرون على الجمهورية الاسلامية انها
تهدد العالم ودولة نووية و...و... وهم يعادونها ويحاصرونها ولا يريدون الا
محاربتها رغم تفوقهم العسكري والاقتصادي لتصبح فزاعة للشعوب وهكذا فعل الاعداء مع
علي واهل بيته سلام الله عليهم ونحن نتمايل طربا بهذه المدسوسات التي اصبحت من
نسيجنا الثقافي وصار الخصم يسال لماذا بايع علي ولماذا سكت علي وعشرات لماذا
.......
واليكم هذا الاقتباس الذي يتمسك به البعض
ليجذر فينا روح التخلف وعمن عن الذين هم وراء هذا الاكتشاف :
فقد اصدرت مجلة الايكو التي تصدر في دمشق
باللغة الاسبانية التي تصدرها الادارة السياسية بالقسم الاجنبي في عددها الصادر
بكانون الثاني سنة 1971 م مقالا حول فكرة صعود الانسان الى القمر وملخص هذا المقال
قال الحاخام الراينيو نسيم عند بقو احد علماء
اليهود العرب والقاطن في دمشق حاليا والمولود فيها ويبلغ من العمر 93 عاما عندما
سئل لماذا لا تذهب الى فلسطين لكي تعيش بين ابناء دينك فكان جوابه انني ولدت في
دمشق وعطرت حياتي باريح ترابها ولا افارقها حتى يتوارى جسماني تحت ترابها وانا عشت
واعيش يهوديا بين ظهراينها وطوا فترة حياتي لم ارى ماينغص عيشي ولا يكدر خاطري ولا
مست كرامتي وان هذا البلد مسقط راسي وسوريا الان هي وطني العزيز ومضى علي من العمر
ثلاث وتسعون عاما فما رايت احدا تصدى لي ولا سخر بي ولا باقامة شرائع ديني وانني
مخبركم انني مسرور جدا من الجميع بل انني منزعج الان من بعض الشباب الحديث عندما
ياتون الى عندي لتقديم ماعليهم من الواجب نحو الدين وعندما يخرجون من صومعتي هذا
بعد فراغهم من الصلاة تقع في مابينهم مشاجرة وحوار ونزاع حول قضية صعود الانسان
الى القمر كما يقال وبما انني رجل ديان فانا اعتقد الانسان عاجز عن هذا غاية العجز
ةان هذا الزعم افك وجهل ودجالة كما انني كما انني اعلم يقينا ان هذا مستحيل الا
لله جل وعز وانا متاكد من ذلك تمام التاكيد وان القمر نور ولا جبل هناك ولا صخر
ولا وعر ولا لاشجر ولا نبات وأؤكد وأؤيد مقالي بما قراته في الكتاب المقدس التوراة
من قول المعلم وابيد الرسول الذي هو داوود النبي عليه السلام اذ يقول سوف ياتي على
الناس زمان يدعون فيه الصعود على القمر والى الكواكب انهم يصعدون الى جبال شاهقة
في العلو لا يراها الانسان وهي محجوبة لبعهدها الشاهق فيحسبون انهم على سطح القمر
وان القمر نور لا كثافة فيه نور كله وليس هنالك من ظهر ولا بطن ولا وجه ولا فضى بل
هو نور ولا قريب هو ولا بعيد بل قدرة لاهوتية جل صانعها وخالقها ومقدرها وليس له
حد ولا مدى ولا عرض ولا طول ولا عمق ولا وراء ولا قدام وليس يدري ماهيته الا خالقه
دع عنك التضليل والدجالة والنفاق هذا ماقراته من قول النبي داوود عليه السلام
والسلام على من التبع الهدى
ترجمة خليل حماد_دريكيش _
نشرت مجلة الدلفين الايطالية المختصة
بالابحاث العلمية في عددها الرابع من شهر نيسان
لعام 1989 والمترجمة والصادرة عن دار القاهرة للعلوم بحثا علميا (نظريات في
المجموعة الشمسية ) ترجمته النص التالي
كثير من رواد العلم والعلماء بحثو في
المجموعة الشمسية وما ورائها وتفاوت نظرياتهم فمنها مادحضت ومنها مااستقر العلم
عليها ويمكن ان نظريات سادت فترة من الزمن على انها صحيحة اضحت اليوم ملغاة لحداثة
نظريات اخرى ويمكن العودة الى نظريات قديمة بتطوير علمي ادق واكثر علمانية فتلك
نكتة علمية يحتاج للتوقف عندها ومن الغريب
ان يحصل بحث علمي من بلدان متعددة لاتربط
بينهم اي صلة ويعرض فيما يلي ماجاء به هؤلاء السادة العلماء
1_ولسن هيرمن من المانيا الغربية :
قال هيرمن ان القمر الذي قصدته المركبات
الفضائية ليس القمر الذي يرى من الارض لكنه قمر صغير قريب من كوكب عطارد واصغر من القمر المعروف وليس بانارته وليس
كمثله والدليل ان تربة القمر التي قالوا انهم اتو بها من سطح القمر عند وضها في
اجواء متشابهة المنشا لم تعكس الضوء الواجب عكسه
2_جورج كريزلر من الولايات المتحدة الامريكية
عالم في الفيزياء الفلكية :
قال كريزلر انني اقف امام تلك العظمة ممن
يقول صعدت القمر الا وقال هناك قمر اخر يعلوني وهو نفسه الذي اشاهده من سطح الارض
ومن مدارها اذا اين الذي ذهبوا اليه وكيف تمت مشاهدته والى اين تذهب هذه المراكب
والسفن الفضائية اذا الى محطة اخرى تتقاذفها قوى مجهولة لايبوح بها الجياران الى منحى واتجاه اخر
وبالتالي تتجسس على بعضها ليس الا ويشاركني في ذلك بعض الزملاء السوفيت وقد التقيت
ببعضهم والافصاح عن ذلك يكلفهم حياتهم
3- يانغ هونغ ساكي من اليابان استاذ في
الرياضيات الفيزيائية :
قال ساكي جميع المعادلات الرياضية ايا كان نوعها
لابد لها من نهاية حتمية الى الصفر وباعتبار الصفر عنصر ماص اي ان جميع الارقام
عند وضها في معادلات مختلفة لابد لها من طرف ترحجه بالصفر حتا ولو كانت الى اعداد
اخرى تعلو او تصغر الصفر فاذا كان الهبوط تحت انعدام الوزن والاقلاع تحت انعدام
الوزن وجاذبية القمر تصل الى الارض فانه لو وصلت هذه المركبة الى القمر محصلة
قواها صفر وهي ممتصة فيزيائيا وهذا اي صعود المركبة الفضائية الى القمر لا يتناسب
مع نظريات الدوافع والارتجال والعطالة وجميع مايمت بصلة الى الرياضيات والفيزياء
وهذا المر بالضرورة الى عدم في الكيمياء
4_السيد عدنان ال السعيد سوريا
قال السيد ال سعيد :وجهة مبنية على معرفة
قرآنية وبراهين رياضية وفيزيائية جعلنا نقطة الارتكاز التي لا يعتريها اي شك
واستنباط نظريات هندسية وبراهين من ايات قرآنية لا يعتريها اي شك لان نهاية كل اية
قولها صدق الله العلي العظيم
أ_قال السيد عدنان ال سعيد :مسار الارض
بدورانها الاهليلي ولحظة الانطلاق تختلف عن لحظة العودة وبالتالي في ذلك السباحة
تتغير درجات الجذب وبالتالي لاعودة تحت تاثيرات قوة لان الطرد المركزي وبمجالات
المغناطيسية الارضية اكبر بكثير ولا تقاس بكل امكانيات الارض وتقنيتها
ب-مقطع مكافئ في محور موجب في محور سالب لا
يمكن الالتقاء والنقطة الى الانعدام وهي باقية بوهمية قياساتها تحت كل الظروف
والاحتمالات وبالتالي السقوط على جو مماثل للارض هو الاصح واقول رسم الخيال في بعد
محرقي يعطي صورة وخدعة بصرية هي الاخرى في الارسالات الفضائية والذبذبات القمرية
ج_ويستطرد السيد عدنان ال سعيد قائلا :المدد
النوري في ذاتية القمر اشد مضاء من المدد الضيائي في الشمس معتمدا هلى قوله تعالى
:وجعلنا فيها سراجا وقمرا منيرا حيث يبين ان السراج هو الالة التي تحوي بداخلها
على مادة قابلة للاشتعال بغيرها لا بذاتها والقمر مصدر للنور اي منير بذاته
لابغيره وبذلك ضرب النظرية العكسية السائدة حاليا قائلا ان عملية القدح للاشتعال
حدثت منذ زمن غارف في القدم لايمكن احتسابه وان الانارة الناجمة عن نور القمر اشد
مضاء بكثير من نور الشمس والتي لاولا حرارتها المساعدة لا تكفأ كل شيء الى العدم
وهو القائل في كتابه وجعلنا عليه الشمس دليلا وهي الدالة على المدى والتدرج
قريض
د- ثم ان علماء فيزياء جامعة الولايات
المتحدة الاميركية الذين فحصو مخبريا العيننات التي اتو بها من سطح القمر عند وضها
في ظروف مخبرية مشابهة لم يحصل انعكاس الضوء الواجب عكسه ولا يوجد اي مبرر فيزيائي
سوى انهم وقعوا في خدعة تقليب الافئدة
والابصار وارتداد البصر خاسئا وحسيرا ثم استطرد ال سعيد قائلا : اعتمادا على
مقولات العلم ان قيام المادة يحتاج الى عناصرها الاربعة فالصخر الارض وكلما يعلوه
تضافرت الرطوبة والحرارة والسيولة واليبوسة لصنع هيكل طبيعي وهناك اي في الفضاء لا
تتوافر الانثنتان فهل بقوامها يتم قيام ذلك الهيكل حتى يصبح محمولا لا حاملا جاذبا
نابذا طبعا لا
ويقول :
ان بؤرة النور التي كينونتها عن كل العقول البشرية مستور وعنصر الكون لماص
اليه منتهى كل التكوين من مادة ونور ويقول انه عند نهاية تلك الدائرة المترامية
الاطراف توضعت كويكبات ونجوم لايعلمها الا الحي القيوم ولاشيء جديد تحت فلك الشمس
كله موجود لكنه يحتاج ان يشمر ساعد الجد وعقل السعي والتبصير شاهد القران ام على
القلوب اقفالها ويتابع الباحث الفلكي متحديا علماء الفلك قائلا : ان الثقوب
السوداء التي ترى في افضاء ليست سوداء بل انها اجسام ضخيمة جدا نيرة جدا اقطار
انارتها الاف الكيلومترات ويقول انها
معابر الارتقاء من الخباء الى النماء من موت نجم وولادة اخر فلاوجود ولا فناء وهي
جرم الفضاء والمجرات ابناؤها والنيران اباؤها ونظريات التكوين عبارات مجازية
وفي الخاتمة انا عرضت القضية وتركت الترتيب
والتحقيق والاستدلال للقادرين عليه والبحث طويل وعريض وواسع واهم ما يفيد ويغربل
الشوائب ولا يغربل الجماعات ونحن احوج للتوافق والتسديد في الفكر وخصوصا بعدما
توحدنا في الدماء والشهداء والنصر والعزاء التي غرقت بها الاوطان من قبل الارهاب
والتكفير ولكم الاجر والثواب .
تعليقات
إرسال تعليق