تابع الى :
سلسلة افكار في الحرية لا تنتهي
(4)
الحرية والمسؤولية
المتدينون ينسبون كل اعمالهم الى الله فالاعمال الصالحة
من الله والاعمال السيئة من الشيطان ولشعورهم بالدونية والنقص يجعلون من انفسهم هي
الشيطان فاعتمدوا ان الشر من انفسهم والمعيار في معرفة الخير من الشر في عمل
القانون المقدس لدى كل جماعة دينية وهنا نشأ الانسان المقدس الذي عمل للتوجيه
والفرز بين الخير والشر حسب تفسير النص المقدس الذي يوافقه وجعل له حماية وقوة من
التابعين له لتقوم بالمراقبة والتطبيق فانكمشت الحرية في اطار هذه المسؤولية حيث
لا وجود لقانون نظري بدون انسان عملي رغم ان بعض الافكار تفرز بين القانون
والانسان وهذا توهم لا واقعية فيه
اما ما يسمى الملحدون او الللامتدينون فهم اتخذوا من
الحرية مثقبا للمسؤولية لينفذوا الى رفض ظاهرة الصنمية بافكار متعددة قوامها ان
العمل هو التزام بقانون الحياة وواجهوا قانون الدين بقسوة لان حراس المعبد كانوا
قساة في تطبيق قوانينهم على المجتمعات واحتكارهم وابتزازهم للخيرات والتكرم
بالفتات على منابع هذه الخيرات فتحركت احيانا ما يسمى ثورات الحرية وهي بمساعي
ودعم مستبدين جدد بقوانين استبدادية جديدة بعناوين الحرية
وهذا الصدام جعل كرة الحرية تتارجح تحت لكمات المسؤولية فظهرت
بالتقادم افكار عدة منها / تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين / وطرحت امام
المجتمعات عشرات العناوين للحرية بل يكاد كل باحث او مفكر في الحرية ان يتميز بعنوان
خاص من بداية الوعي النظري والوعي العملي عند العقلاء
ومن هذا المنشأ ظهرت فكرة الثواب والعقاب عند المتدينين
وفكرة المكافأة والعقوبة عند اللامتدينين وكلاهما وفق المسؤول القانوني النافذ من الطرفين بقوة المسؤول وليس بقوة القانون الذي
ليس الا ذريعة ووسيلة وضعت حبا او كرها ليحاسب عليها الاتباع في كل حظيرة قانونية
وبالتالي المتدين والللامتدين صنمي ويعمل بالتقديس
وتقولبت حريته بالمسؤولية التي يستميت بالدفاع عنها ظانا انه يدافع عن الحرية
ومنه الكل وضع حواجز له يعاقب من يجتازها تحت شعار حرية
التفكير واي حرية هذه اذا حظرت مطالعة ثقافة الاخر وخصوصا المعادي او المعارض
بعنوان التضليل والتآمر فانتشرت الجاسوسية والباطنية واخواتهما بفقدان الحرية
وكماشة المسؤولية واخطر ما يواجه حرية التفكير هو الاعلام بكل انواعه الذي يدعي
انه ير ملتزم وهو بالالتزام الى ابعد الحدود حتى انهذا الاعلام اعترف اليوم رغم
تنوعه وتطوره انه لا مناص من الالتزام لان كماشة المسؤولية قيدت حريته
وانطلقت في البداية هذه القوانين المسؤولة باسم الحرية
الدينية ولما بدأ افتضاحها اطلق عليها تسميات مختلفة فوصلت الى يومنا الحاضر باسم
الحرية السياسية حتى كاد ان يطمس بل يموت مفهوم الحرية بهذا العنوان الخطير والذي
يرمي اساسا بمعناه ان الحرية فقط للسياسي وغيره محروم الحرية وراح هذا السياسي
المستبد ينشر قوانين حريته ويتشارك بذلك المتدين واللامتدين بمجالس باسم محرومي
الحرية وتتابعت حتى حل محلها اليوم فكرة المجتمع الدولي وهو ليس الا قوانين بحماية
ومسؤولية المستبدين في العالم اعداء الحرية الحقيقيين تاريخيا لذلك لا تستطيع ان
تحدد لهم هوية هل هم متدينون ام ملحدون ونشروا بالعنف والارهاب مفردات لا يمكن
تعريفها كالعلمانية والقومية والاممية والراسمالية والشعبوية والاصولية واللادينية
والتطرف والارهاب والممولين ووو..........والخ من عشرات المصطلحات التي ليس لها نهاية
وكلها لمصادرة الحرية بساطور الاقوى المهيمن على قانون المسؤولية .
الى اللقاء في (5)
من سلسلة افكار في الحرية لا تنتهي
الشيخ سلمان ال سليمان
تعليقات
إرسال تعليق