سلسلة افكار في الحرية لا تنتهي
تابع للرقم السابق (1)
(2)
بعد ان ذكرنا ما ذكر في الكتاب المقدس عن الحرية نقف عند آية السيف او الذبح كما يسميها التطرف الاسلامي وخصوم الاسلام وهي هذه آية قرآنية تقدم صورة من صور الحرية وبنفس الوقت موضع اتهام للاسلام بالعدوانية لان غير المسلمين يسمونها سورية السيف أو الذبح لان الحركات الاسلامية المتطرفة اعتمدتها في الارهاب ففسرت كما يفسر الغرب معركة آر مجدون الموعودة في ثقافتهم التلمودية وبالتالي هل يمكن ان تكون العدوانية أداة لتحقيق الحرية والجواب نراه في تدبر هذه الآيات ونعلق عليها فقرة فقرة بغض النظر عما جاء فيها من عشرات التفاسير القرآنية ومن تنوعات اسباب النزول لها الا ان الجميع اتفق على نزولها في صلح الحديبية بين المسلمين والمشركين عندما قصد المسلمون الحج للكعبة وعارضهم المشركون فكانت اصطدام اول من اجل ممارسة الحرية في العمق .
قال تعالى في سورة التوبة :
الفقرة الاولى :وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ
يبدو من ظاهر الاية انها في سبيل الله اي دعوة لمصادرة حرية الاخر من اجل الاسلام بينما في تدبرها هي دعوة من قبل الذين منعهم المشركون من الدخول الى مكة التي هي دارهم بالاصل وطردهم المستكبر منها ومنعهم من حرية الاعتقاد بالاسلام فاطلقت الاية على هذه انها في سبيل لان محورها حركة المطالبة بالحرية هنا كان دينيا .
الفقرة الثانية : الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ
مصداق هذه الفقرة من خلال ما حدث في الحدبية من نكث الصلح من قبل المطهد القرشي واعتدائه على المطالبين بحرية حج الكعبة وهو بالاساس يطوي بمضمونه العودة الى ديارهم التي اخرجوا منها مكرهين وهي مكة فخملت الفرة القرآنية هذه الامر بالمواجهة .
الفقرة الثالثة :وَلاَ تَعْتَدُواْ إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)
هذه الفقرة تبين غرض المطالبين بالحرية انهم غي معتدين .
 الفقرة الرابعة : وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ
ثقفتموهم من ثقف وثقف من الثقافة اي اذا كانت ثقافة هؤلاء المعتدين مستمرة على اضطهانا وحرماننا من حرية الاعتقاد ومن املاكنا التي سلبوها عندما طردونا عن مكة وفصلوا ما بيننا وبين اهلينا فهذه المواجهة مستمرة وفي اي مجال كان لا محالة .
الفقرة الخامسة : وَأَخْرِجُوهُم مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
المعاملة بالمثل لانهم سلبوا حريتنا بالقوة وينبغي اعادة حقوقنا بالمثل عندما وصلت الامور الى مستوى العنف علما انه في فتح مكة واقعيا كعادة الاحرار دائما متسامحون ولم يقتص الا من الطواغيت الكبار قتلة المستضعفين ووضعت شروط لمن ارادوا التعايش والمسالمة دون ارغامهم على منهج الاحرار المنتصرين لكن اصنامهم دمرت لانها سبب الاضطهاد والاستكبار والاستغلال الحقيقي وربما يظن الشاك ان العوة لتلفظ الشهادتين هي استبداد جديد من قبل الاحرار فهذا غير دقيق انما الامر كله اعلان موافقة على نظام الاحرار الجديد وعليه لم يطلب الا التلفظ الشفوي من المشركين دون التدقيق في بواطن المتلفظين ولو كان الامر غير ذلك لما تولدت حركة المنافقين الذين شوهوا وجه الحرية فيما بعد وتحول وجهها الى ظلام سحيق ما زلنا نعيشه عبر قرون وهذه ليست غريبة فهي تحدث مع اي ثورة حرية من قبل المنافقين والطامعين والمنتقمين
الفقرة السادسة : وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ
الفقرة تدل على ما يسمى الطابور الخامس بهذه الايام اي المفسدين العاملين فسادا في المجتمع وهم من المنافقين ومواجهة هؤلاء بالاصلاح هي اصعب وأشد من القتال معهم لذلك كان المنافق اخطر من الكافر اي المنكر لمنهج الحرية الجديد  
الفقرة السابعة : وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ (191)
مبدأ الحرية هذا بني على المقاضاة والمحاكمة للبيان قبل المواجهة وهذا من مفرزات الحرية في اي مجتمع ومن موجبات المراقبة والمتابعة للمفسدين ثم محاسبتهم
الفقرة الثامنة : فَإنِ انتَهُوْاْ فَإنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192)
احكام العفو التي يصدرها الاحرار لمن تتحقق فيه العودة الى الصواب والصلاح وحتى لا تعتبر منة من الاحرار المنتصرين تزرع في قلوب المنكسرين الذلة جعل هذا العفو من قبل الله الذي وصف بالغفور الرحيم اي ان هؤلاء الاحرار لم يعملوا هذا من اجل منافع شخصية انما هو من اجل الصالح العام الذي هو ملك الجميع ببمارسة حياتهم
الفقرة التاسعة : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكوُنَّ الدِّينُ للهِ فَإنِ انتَهَوْاْ فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ.
وهذه الفقرة هي النهاية والغاية تحرير المجتمع من الظلم ومصادرة حرية الاخر ويكون كل شيء للجميع ويبقى الظالم والفاسد قيد المتابعة وينبغي مواجهته لانه في كل لحظة تتكاثر هذه الجراثيم الضارة للمجتمع وينبغي دائما معالجتها والغفلة عنها قاتلة 
بعد هذا الاستعراض فالهدف هو أحد الامور : إزالة الفتن والفوضى الّتي تؤدّي إلى سلب حريّة الناس وأمنهم، والتصدّي للظّالمين والمعتدين والدفاع عن المظلومين.ةحرية الراي والاعتقاد كلمة حريّة العقيدة واحترام أفكار الآخرين تصدق في مواقع يكون لهذه العقيدة والأفكار على أقلّ تقدير أساس من الصحّة وقد جاء في بعض كتب التاريخ أنّ جمعاً من المسيحيين الذين كانوا قد زاروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للتحقيق والإستفسار أقاموا قدّاساً في مسجد النبي في المدينة بكلّ حرّية.
يتبع في سلسلة افكار في الحرية لا تنتهي (3)
الشيخ سلمان ال سليمان



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة