بسم الله الرحمن
الرحيم
المصطفى من سيرة المصطفى
الشيخ سلمان أحمد آل
سليمان / محافظة حماه – قرية التويم (
جامع الإمام علي بن أبي طالب /ع)
E:
SALMAN-AL@MAIL.SY FAX:570351 TL:570334
MOBAILL.:095298411
****
الحمد
والشكر والثناء ببالغ الثواب والجزاء لله رب العالمين .والصلاة والسلام على الأكمل
الأتم الأفضل الخاتم ابي القاسم محمد بن عبدالله الرسول الأمين وعلى الأئمة
المعصومين والصحب الموالين ومن تبعهم من الصادقين الى يوم القيمة والدين ....أما
بعد :
**/فقرات لابد منها :
المسند
الأساسي ومحور البحث الشامل هو القرآن الكريم والسنة المطهرة والإستفادة من البحث
التاريخي بمستوياته الثلاثة النقلي والتحليلي والفلسفي والمنطلق حول تاريخ الرسالة
الإسلامية الخاتمة بمقدار ما لهامن حضور وامتداد في حياة المسلمين والبداية من عام
الفيل والنهاية بالروضة المطهرة . لأن هذا البحث سلوكي عملي تربوي والإعتماد على
الإستنباط التاريخي دون الإسلوب النقلي للموروث من التزوير والتغيير
والمداهنةوالتهشيم والتقزيم والتعتيم عبر مراحل التأريخ السلطوي النفعي الزمني المتتابع
بلبوس التأسلم المرير .
**/عام الفيل 570 م :
قال
تعالى /أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون /هذا
المقاس الجاهلي لايقتصر على العرب فقط بل هو جاهلية عامة في الغرب والشرق والشمال
والجنوب والجاهلية في أبسط فواصلهاهي ضد الحضارة والمدنية لذلك جاءت في اوجها
لتهيمن على بيت المدنية الأولى في مكة ام القرى /إن اول بيت وضع للناس للذي
ببكة مباركا /وحقيقة البيت هي التمدن والتحضر من الترحل البدوي والتجمع
البدائي وعليه فإن أقدم مدنية في الأرض هي
البيت الحرام مكة ومن هنا جاءت عدوانية المستبدين وقوى الإستكبار العالمي في
الحاضر والقديم لتستهدف هذه المدنية وخصوصا ان الله عز وجل قيض لها الحماية ذات
المنبت النبوي عبر منعطفاتها التاريخية المديدة .
وبهذا
نتفهم الغزو الجاهلي الحبشي النصراني الأول في عام الفيل بقيادة الطاغوت /ابرهة
الأشرم /وعتاده الأقوى الفيل والمنجنيق لأن الحكمة شاءت ان تكون معدات الطواغيت هي
الأقوى سابقا ولاحقا ومن صنع ايديهم .اما المؤمنون فقوتهم من مشيئة الله رب
العالمين وكلما ضعف هذا اليقين هيمن عليهم الشياطين .اذن هاجم ابرهة البيت الحرام
ليصرف الناس عنه الى بيت كنسي اصطنعه في اليمن بديلا عن صنع الله الذي اقامه
انبياء الله من جهة ولينصب نفسه حاضنا للمدنيةالمصطنعة مستبعدا من اصطفاهم الله
لهذا المجد العظيم.
فطوق مكة والبيت الحرام وهرب الجاهلييون الذين
كانوايتآكلون خيرهما والذين اعتقدوه بيتا ككل البيوت ومنهم من سارع ليؤدي الطاعة
للطاغوت ووقف امام هذا السقوط المريع الرجل الموكل في البيت السيد العظيم عبد
المطلب رضوان الله عليه دون الجميع ليقول للإنهزاميين /للبيت رب يحميه /لما
رأى تخازلهم وهوانهم والإستخفاف ببيت الله وقد جعلوا بيت ابرهة موازيا له غير
ضائرين فلا بد من الحجة الآن التي تثبت ان هذا هو البيت الحرام وصاحبه هو الله رب
العالمين فقال قولته الشهيرة /للبيت رب يحميه /لاضعفا ولا هربا ولاهوانا بل
حجة وقوة وثقة برب البيت وان هذا النسب الشريف الطاهر هو الأولى بالبيت وبالدين
مهما حاول المعتدون والطواغيت اغتصاب الحق من صاحبه وفعلا قام صاحب البيت بحمايته
وأرسل طيرا ابابيل لترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول .واستمرت المعجزة
تبعث الإيمان والرضى في النفوس الطيبة وتؤكد ان لابديل للحق مهما هيمنت دولات
الباطل عبر التاريخ وكل بناء ليس لله وبيد اولياء الله باطل مصيره الزهوق/ولا
يغرنكم بالله الغرور/ .
في
هذا الجو الظلامي الجاهلي اشرق النور النبوي المرتقب لنصرة الدين الحنيف والحق
الشريف وهزم الطاغوت وكان الناس في المراكزالكبرى من مكة ويثرب والطائف من الحجاز
على وثنية وهمجية لاحدود لها بلا ضوابط حتى آلهتهم اذا جاعوا اكلوها ونساؤهم
اباحوها واستثمروها وبناتهم وأدوها والأمر ليس افضل عند من اعتبروا انفسهم كتابيين
كاليهودية والنصرانية والمجوسية ليس حالهم أنذاك احسن من الوثنية وعبدة الطبيعة
بانواعها ,
ظلمات
ثقافية واجتماعية وسياسية في كل ناحية وفي كل وادي من هذا الليل الداجر المقيت فقد
برزت الأنوار المحمدية بالولادة النبويةالطاهرةوفي اسبوع الوحدة الإسلامية الشريفة
من شهر ربيع الأنور وفي يوم الجمعة المصادف من الثاني عشر الى السابع عشرمن عام
الفيل ذاك انبلج النور الأبدي الجلي في ظلال الروض الهاشمي وفي أكناف البيت
المطلبي لوالد كان منية ابيه بالفداء وما اعظم ذاك الذبح الذي تضاعف لمئةعدد ولعدة
اضعاف حجماوثقلاعن الذبح الإلهي المقدم عن جده اسماعيل وبين يدي الجد الأول النبي
ابراهيم عليهم جميعا السلام ولم لا؟؟؟. يكون مضاعفا فمن هذا سيولد محمد بن عبد
الله الأفضل والخاتم والمولود الملكوتي الأول قبل الولوج في عالم الملك وتوفي عنه
ابوه وهو في بطن امه آمنة بنت وهب التي توفيت عنه بعد حين قصير جدا وتلقفته
المرضعة حليمة السعدية وعادت الحماية والكفالة لعهدها في يوم الفيل لجده عبد
المطلب لثمانية سنوات ثم جاء العظيم بن العظيم ابو طالب رضوان الله عليه ليتكفل في
اليتيم وزوجه بخير النساء خديجة الكبرى الى ان بلغ اشده وبلغ اربعين سنة كان من
اسمه الحمد ومن جده المطلب ومن أبيه العبودية ومن امه الأمن ومن عمه السؤدد ومن
مرضعته الحلم والسعادة ومن ربيبه العلو ومن زوجه الجماليةفكانت منه هذه القيم التي
منحها الله ببركته لكل من حوله ليستجمعها صلوات الله عليه في الخلق العظيم مع كافة
القيم الأخلاقية النبوية التي جاء بها الأنبياء والمرسلون الذين مضوا بالتوحيد
والأخلاق فكان نبيا منذ ولد ككل الأنبياء
وزاد الأنبياء حسنا وامامة ونبوة بالبعثة في السابع والعشرين من رجب المرجب
بلقاء ربه ليلة الآسراء والمعراج .فسلام عليه يوم ولد ويوم بعث ويوم رحل لجوار ربه
الأعلى .
**/في مكة المكرمة :
في
غار حراء كانت خلواته \ص\. وهو الذي عرف بالصادق الأمين تاجراً ومعاشراً وهو
المصلح الكبير الذي وضع الحجر الأسود عندما اختلف أرهاط قريش بكل سلام وهو الرافض
لجاهليتهم بفطرته وراض بحلف الفضول وهو صاحب العلامات المبشر بها في كتب السابقين
المجلل من قبل الله بالخلق العظيم فعلى هذه الطينة النورانية التي جبل عليها جاءه
الأمين جبرائيل في ذلك الغار \ع\ بالوحي (اقرأ بسم ربك الذي خلق .....)
فكان المبعوث للأميين في أم القرى وانطلقت الدعوة القرآنية تحمل في طياتها امتداد
الدعوة الأخلاقية بعد الأربعين فالتحق به أهل بيته علي وخديجة \ع\ وقامت الصلاة
واستمر الإلتحاق فكان جعفر ابن أبي طالب وزيد بن حارثة وأبو طالب \ع\ حتى بلغت
عشيرته الأقربون الأربعين.فمراحل الدعوة والتبليغ في العهد المكي اتسمت بالنواة
الجهادية وبالمواجهة والصراع مع المستكبرين وخطت مراحل الإمتداد والتصاعد وكانت
الملامح العامة في هذه المرحلة الثقافة والتربية والصبر والخفية والتقية وكل هذا
يؤيد بالوحي القرآني ومن ميزات المسلمين الأوائل أنهم من الطبقة الفقيرة المستضعفة
فجلهم من العبيد والرقيق فهذه القاعدة الطليعية التي تكللت بحمل الرسالة صارت
مدرسة التاريخ الإسلامي على مر الدهور وهي العلامة الفارقة التي تحدد من كان على
سبيل محمد/ص/ كعمار بن ياسر وبلال الحبشي وسلمان الفارسي والمقداد وغيرهم رضوان
الله عليهم أجمعين.
وفي
ذات يوم جمع رسول الله \ص\ اهله وعشيرته الأقربين في ما عرف بالتاريخ بيوم الدار
وأولم لهم وأعلن رسالته لهم وخاطبهم : من نصيري ومن يؤازرني فيكون أخي ووصي
وخليفتي عليكم فلم يجبه أحد غير علي بن أبي طالب \ع\ فسخر أبو لهب عبد العزى من
الموقف ومن النبي ومن علي وبدأ حقده وضغنه. وهكذا انتهى الإجتماع وكل الهاشميين
حول النبي إلا أبو لهب وزوجته وبعد ذلك أعلنت الدعوة وانقسم المجتمع المكي إلى
مؤمن صابر وكافر مكابر وبدأ التهديد والوعيد ينطلق من المعاندين بعوامل سلطوية
نفعية هي عين عوامل الذين عارضوا الأئمة والأوصياء من بعده حتى يوم الدين وكلها مستمدة
من النزعة التي سلفت مع أجداد النبي في كل مرحلة ومجموع هذه العوامل معاندة ونكران
لإرادة الله سبحانه وتعالى فيمن يضع خلافته وهذا العناد المديد لرسول الله وأجداده
وأوصيائه يقوم على المتاع والشهوات والشياطين تارة طمعاً في سلطة وتارة تعصبا أعمى
وأخرى على مطامع اقتصادية لأن دعاة هذا التيار المعادي أنانيون انتفاعيون عرضيون
فاتخذوا أساليب متعددة كالقتل والإتهام والسخرية والمهانة والإستهزاء والحصار
الإقتصادي وأعلاه كان في شعب أبي طالب \ع\ بقيادة أبي سفيان وأبي جهل وزراريهم
وأندادهم ونال المسلمون من ذلك الأذى الكبير ولكنهم فشلوا وانتصر الإسلام وكانت
لهذه الممارسات القبيحة من الجاحدين أموراً جهادية من النبي والمؤمنين في صور
رائعة تستمر في مسيرة الإسلام سنة نبوية رائدة فها هو الحمزة بن عبد المطلب \ع\
يعز إهانة أبي جهل لعمه النبي \ص\ بإزلال هذااللعين أبو جهل وأيما إزلال وها هو
كافل اليتيم أبو طالب \ع\ يرفض عرض المشركين بمقايضته عمارة بن الوليد الكافر
بالنبي قائلاً لهم :أدفع إليكم إبني تقتلونه وتدفعون الي ابنكم أربيه شاهت
الأحلام ...! ناهيك عن صور العذاب لآل ياسر حيث خاطبهم النبي وهم يستشهدون
/صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة / إلى أن أمر النبي \ص\ بالهجرة إلى الحبشة
فهاجرهذا الركب المؤمن بقيادة جعفر بن أبي طالب \ع\ فها هي الحبشة اليوم بملكها
النجاشي يأوي إليها المؤمنون بنور محمد تستضيئ ويسلم النجاشي وبعكس ما كانت عليه
قبل المولد يقودها أبرهة اللعين بفيله شركا وكفرا وطغيانا.
يالعظمة المولد النبوي الشريف تتغير الأمم
والملوك والأماكن والأزمنة إلى أضدادها فكانت الهجرة إلى الحبشة بعد سنتين من
إعلان الدعوة ولحق بهم طواغيت قريش بقيادة داهيتهم كما يزعمون عمرو بن العاص الذين
أرادوا تعطيل الأجواء الآمنة للمسلمين المهاجرين في ظل النجاشي ولكن جعفراً استطاع
بالقرآن وبالحق وبالعلم النبوي أن يدحض ألاعيب المشركين والضالين وعاد القريشيون
مذمومين مدحورين وأسلم النجاشي \رض\ ومعه خلق كثير .
أما
الحصار في شعب أبي طالب وما أدراك ما شعب أبي طالب ثلاث سنوات. عقوبات اقتصادية
واجتماعية وانسانية فرضها المستكبرون القريشيون على آل أبي طالب والمسلمين وهذا هو
ديدنهم اليوم وفي كل مراحل التاريخ يستخدمون هذا الأسلوب الأحمق القذر لحرمان
المستضعفين في العالم وبالحجة والبيان والمعجزة والبرهان والصبر والسلوان انفرج
الحصار وينفرج كل حصار مشابه له في أي زمن وفي أي مكان وجاء عام الحزن على المربي
والمعلم والنبي المرسل \ص\ وتوفيت زوجته خديجة \رض\ في شهر رمضان بعد الحصار
مباشرة وتوفي عمه أبو طالب \ع\ بعد خديجة بأيام ففجع المصطفى بعد سنوات الصبر
والمقاومة بأعز ناصريه عمه وزوجته وفقد بضعته ولده ابراهيم \رض\ فمن هذا المخاض
يبقى النبي هو الأقوى والأكبر والأعلى على كل المحن والنوائب فإذا بالكرم الإلهي
يكلل هذا الرباط وهذا الإصطبار برحلة ميمونة إليه في الإسراء والمعراج (لقد رأى
من آيات ربه الكبرى ) فتجاوز في ذلك الحدود المكانية والزمانية وتفوق على
الأنبياء من أولي العزم بمكارم هذا اللقاء فسليمان \ع\ احتاج لمن عنده علم من
الكتاب ليأتي بعرش بلقيس من سبا إلى فلسطين وموسى \ع\ لجلال جذوة من قبس إلهي خر
صعقا وتدكدك الطور. وعيسى \ع\ رفعه الله إليه وفي رفعه نهاية مطافه الدعوي ..أما
محمد/ ص/فقد أسرى دون واسطة وقابل وجه ربه دون انصعاق وعرج إلى ربه وعاد للعالمين
ليجدد الدعوة الإيمانية الإسلامية وتجاوز حدود الملائكة عند سدرة المنتهى فهذا من
بعض مجد النبي الكريم أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين.
وجابت أصداء هذا الدين العظيم الأجواء والأرجاء
فسمع اليثربيون بذلك وقدموا إلى مكة والقرآن الكريم يتنزل في هذا العهد المكي
لثلاثة عشر سنة ليؤسس ويمهد للدولة الإسلامية القادمة ويتهيا المسلمون للعهد
السياسي الجديد والمجتمع الإسلامي الوطيد في المدينة المنورة بعد بيعتي العقبة
الأولى والثانية والتكامل على الميثاق الإسلامي النبيل وما من خطوة إلا ومضت بأمر الله
وبرضى الله وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
**/في المدينة المنورة:
لابد
من التوقف مع خط الهجرة وضمه للعهد المدني لأن هذا الطريق كانت فيه مفاصل ظلت
مستمرة في المدينة المنورة. منها الجانب الأخلاقي في استبقاء وانتقاء علي بن أبي
طالب \ع\ في فراش الرسول ليمثل جانب الفداء والتضحية. وتكليفه بأداء الأمانات
ليتمثل جانب مصداقية الرسالة الإسلامية. وصحبته للفواطم في هجرته مع وضح النهار
ليدل أن الهجرة ليست تخوفاً من قوى الشرك إنما هي هدف ضروري لمواصلة المسيرة.
وعمارة مسجد قباء قبل الوصول إلى المدينة المنورة يعني أولوية هذا العمل في
المشروع الإسلامي. وغيره من المفاصل التي تبين وضوح الحاجة لها في العهد المدني .
وآيات قرآنية أعطت البعد الهجروي حكماً تنزل بدءًا من مكة إلى المدينة المنورة .
ودخل
النبي \ص\ المدينة المنورة على مجتمع يتوزع في جبهات متعددة
أولاً
: جبهة المؤمنين المخلصين من الأنصار والمهاجرين
ثانياً
: جبهة المنافقين من الأنصار والمهاجرين
ثالثاً
: جبهة الكتابيين كاليهود .
وقد
لعب العامل السياسي والإقتصادي دوره في الجبهتين الثانية والثالثة لكن دور عامل
الإيمان والكثرة استطاع أن يحول معاداة الجبهتين المذكورتين إلى ظاهرة اغتنام فرص
كلما كشف القناع زادت لؤماً وحقدا على الرسالة الإسلامية وللجبهة الخارجية الدور
البارز في تحريك رأس هذه الأفعى فبدأت المواجهات والغزوات لتضع منعطفات التاريخ
الإسلامي وأجلها واوضحها تأسيساً غزوة بدر الكبرى التي جرت في السنة الأولى للهجرة
دفاعاً عن الأرضية الإسلامية وإشعاراً من قبل النبي \ص\ أن حقوقاً للمسلمين
المهاجرين قد سلبت ففي السابع عشر من شهر رمضان لسنة /1/ هجرية واجه البدريون
الثلاثمائة وثلاثة عشر بعتادهم البسيط الذي لايذكر لولا إرادة الإيمان فيهم واجهوا
الكثرة التي قاربت الألف من المشركين المتفوقين عسكرياً وعدوانياً ولكن استطاع
أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب والحمزة عمه \ع\ أن يهزموا عتاة قريش ولم يبق بيت من
المشركين الا وندب على هزيمتهم النكراء وكانت غزوة بدر هي المنعطف الفاصل الذي
أعطى الإمتداد الواسع للرسالة الإسلامية .
وفي
أحد أعاد المشركون بقيادة الأمويين الكرة ليردوا اعتبارهم المهزوم في بدر فجندوا
الآلاف بين فارس وراجل وبأقوى عتاد في ذلك الزمان وواجههم المصطفى \ص\ بألف من
الفرسان بفارق تجهيز كبير جاء المشركون لشطب الرسالة الإسلامية ومحو الدعوة
المحمدية والسيطرة على المدينة المنورة واستعباد المهاجرين والأنصار ورغم الكر
والفر الذي دارت رحاه بين الطرفين في المعركة لم يتحقق للمشركين هدفهم وخرجت
الرسالة الإسلامية بأقوى ما كانت عليه. بل وعززت باستهانة المسلمين الذين كانوا
على الجبل مشروع الطاعة التامة لرسول الله \ص\ وحددت جانب التهافت على مطامع
الدنيا وما يؤكد ذلك أن الذي خرق جانباً من معسكر الرسول وعاد مزهواً بعمله كما ظن
وهو خالد بن الوليد لم يستطع أن يصل بشركه وكفره وخوفه كونه صار معروفا لدى
المسلمين, إلى نساء مكة ليتباهى بفعله الواهم فقهرته قوة الإسلام وأسلم وهو على
الطريق لأنه رأى أن هذا النصر المزعوم لا حقيقة له أمام انتصار المسلمين الصامدين
الذين استطاعوا أن يردوا المشركين على أعقابهم في نهاية المطاف ،وحفاظا على نفسه
اذا وقع في ايدي المؤمنين ذات يوم .هذه هي احد لاغير.
وفي
غزوة الخندق في السنة الخامسة للهجرة ينبغي ان نقف عندها في نقاط عدة فمن جهة كانت
هي محط آمال المشركين لتصفية الدولة الإسلامية فأعدوا لها ماستطاعوا من قوى خارجية
ساقوها معهم ومن قوى يهودية ونفاقية داخلية تآمرت معهم .
واستخدمت
حكمة المسلمين في هذه المعركة بمشورة الصحابي الجليل سلمان الفارسي \ع\ بحفر
الخندق وحسمت المعركة عندما برز الإيمان كله علي بن أبي طالب \ع\ إلى الشرك كله
عمرو بن عبد ود العامري وقد سبق هذا الموقف تحدي هذا الطاغي المشرك لكل المسلمين
عندما عبر الخندق. واستنهاض رسول الله \ص\ للصحابة من حوله لمبارزته فلم يكن إلا
الإمام علي \ع\. وانجلت المعركة بانتصار أسد الله الغالب علي بن أبي طالب ولما رأى
المشركون والمسلمون ذلك فالأولون انهزموا هزيمة نكراء والآخرون أغاروا إغارة علياء
وكانت هذه المعركة العظيمة نهاية العبث العدواني والطغياني على المسلمين وتوطيداً
لبناء الدولة الإسلامية وتمهيداً لمرحلة عمل جديدة .
**/ في الحديبية :
بعد الإنتصارات العظيمة التي تجذر فيها الدين
الحنيف والهزائم المنكرة التي لحقت بالمشركين اتخذ المصطفى \ص\ قراراً مباغتاً أن
يؤدي العمرة بالمسلمين إلى البيت الحرام فلما بلغ شجرة الرضوان عقد البيعة مع
المسلمين أن لايخالفواله أمراً وأن لايخرجوا عن طاعته وأن يبايعونه على الإستقامة
والثبات مهما كلف ذلك وكانت هذه البيعة بحاجة لإختبار المسلمين على الإلتزام بها
فلما وصل وفد المشركين من قريش إلى الحديبية للتفاوض حول مشروع العمرة للبيت
الحرام وافق الرسول عليه الصلاة والسلام على شروط الصلح التي يرى من ظواهرها
إجحافاً بحق المسلمين ولكن مضامينها تحتوي المجد والسؤدد والخط الرسالي العظيم
وتحقق الإختبار المطلوب للإلتزام بمنهج الرسول الأكرم محمد \ص\ في السراء والضراء
ومن أهم هذه الشروط التي تحقق هذا الغرض :
1. الهدنة
لعشر سنوات
2. من
أتى محمدا من قريش بغيرإذن وليه رد عليهم ومن جاء إلى قريش ممن آمن مع محمد لم
يردوه إليه
3. يرجع
محمد بلا عمرة هذا العام ليدخل مكة في العام القادم .
هذه
الشروط التي أثارت حفيظة بعض الصحابة وخصوصاً البند الثاني وهو موضع الإختبار لأن
النبي \ص\ أراد أن يتبين حالتين من الإسلام .الأولى :هل من أراد الإسلام من قريش
جاء لغرض الإسلام أم لأغراض أخرى فعندما
يعيده لقريش هل يبقى ثابتاً رغم عذابات قريش له بعد عودته وصابراً كما صبر الصحابة
الأوائل أم لا ؟!
وفي
الثانية ، يتبين له المنافقين والمنهزمين في جيشه أنهم إذا عادوا إلى قريش يتخلص
منهم وبالتالي لاخير فيهم ولا يريد عودتهم ليتحقق عهد النبوة بخلوه من التشفي
والإنتقام .
وبقية
شروط صلح الحديبية أعطت نتائج عظيمة
أولها
: اختصرت زمان المكافحة والنضال واعترف بالدولة الإسلامية وتصاغر دور الشرك وفسحت
مجال الإستعداد وأعطت فرصة لمحاسبة الخائنين من المنافقين والمناوئين واليهود
وكشفت جوانب الأخلاق في هذا الدين العظيم ومهدت للقادم الكبيروظهر الجانب الإعلامي
للدول المجاورة بنتائج اهتمام كثيرة .
وفي
العام القادم من صلح الحديبية تجهز الرسول عليه الصلاة والسلام لأداء عمرة القضاء
حسب الشروط وتحقق وعد الله وفي هذه العمرة كان فتح مكة الأول من قبل الرسول \ص\
هذا الفتح الذي سبقه خلال فترة الهدنة فتح خيبر وما أدراك ما خيبر .
**/في خيبر:
بعد
صلح الحديبية وتوجه المصطفى \ص\ لتسوية الأوضاع في المدينة المنورة وضواحيها
وتصفية بؤر الخيانة ليهود بني قينقاع وبني قريظة وغيرهم من القبائل الأخرى الذين
لم يسلموا. فما كان من هؤلاء إلا ان احتشدوا في عاصمة اليهود ومعقلهم في حصون خيبر
وما حولها وما أدراك ما هذه الحصون أدوار وأطواق وجدر وسرابيل احتشدت فيها قوى
الطغيان والإستكبار العالمي آنذاك ولمرات عدة كان الرسول يعطي الراية لكبار الصحابة
من غير أهل بيته لفتح خيبر فيعودون بالقهقرى والخيبة فما كان منه \ص\ إلا أن قال
:/لأعطين الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله/ فتسائل المقربون من
الرسول من هذا؟ وكل يتمنى لو كان هو المنشود وخصوصاً من أخذ الراية قبل ذلك وفشل
فإذا بالمصطفى \ص\ في صباح الغد يقول ادعوا لي علياً وكانوا يظنون أنه مستبعد لرمد
وقع في عينيه فجاء علي عليه السلام ومسح الرسول على عينيه وأعطاه الراية وكانت
الملحمة.
هذا
الإمام الذي ما إن حط بجانب حصن خيبر وركز الراية حتى ناداه يهودي من أعلى السور
من أنت أيها الرجل المحارب المتخفف من الدرع ومن الوزر فقال \ع\ أنا علي فقال
اليهودي علوتم والله فارتعد المشركون وارتعد قائدهم مرحب في مجنته الحديدية وأراد
الإنهزام ولكنه كابر على نفسه فكانت حتمية النهاية وفتحت حصون خيبر واستسلم
الفدكيون للفاتح العظيم الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لنستقرء على مر
الزمان أن إنتصار الدين الحنيف لايحققه إلا أهل بيت النبوة مهما كابر المكابرون
.وفي هذه المعركة عاد المهاجرون من الحبشة بقيادة جعفر بن أبي طالب وقال النبي
اتماماً لهذا النصر في خيبر / ما سررت في فتح خيبر إلا كسروري بعودة جعفر /
فطوبى لك يا رسول الله وبشرى للمؤمنين .
**/في مكةالمكرمة:
بعد
خيبر وبعد عمرة القضاء وفي السنة السابعة للهجرة كان فتح مكة ودخول النبي المصطفى
\ص\ البيت الحرام وأذن بلال وصلى النبي \ص\ إماماً بالناس في البيت الحرام ولا بد
من نقاط هامة أن تستوقفنا في هذا الفتح الذي كان من أسبابه أن قريش نقضت بنود صلح
الحديبية مما دعا الرسول للتوجه فوراً إلى مكة.
فالنقطة الأولى استطاع زعيم مكة المشرك أبو
سفيان أن يتوصل ذليلاً صاغراً للنبي محمد بواسطة عمه العباس \رض\ ويعلن استسلامه وإسلامه الذي ما دخل قلبه يوماً بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام وحرمة
لدماء قومه قد قبل الرسول \ص\ أن يدخل مكة دون قتال وأبلغ أباسفيان شروطاً ثلاثة
يجب أن تدرس من قبل المحققين بعناية واسعة ودقيقة .
أولاً : من دخل البيت الحرام كان آمناً - وهذا
شرط الآمنين بعزة البيت الحرام وقليل ما هم أصحاب هذا الشرط آنذاك –
ثانيا : من شهد أن لاإله إلا الله عصم دمه وماله
وعرضه - وهذا أمان المتقين الذين غلب على أمرهم بين ظهراني المشركين والطواغيت في
قريش-
وثالثاً : من دخل دار أبي سفيان كان آمناً
- وهذا أمان الذلة والصغار والإحتقار الذي
يتوازى مع أمان صاحب هذا الدار الذي جاء ذليلاً مستسلما ليأمن العيش مهما كان
ذليلاً وبالتالي يتعرف النبي على المشبوهين ,وهؤلاء الذين خاطبهم رسول الله \ص\
/اذهبوا فأنتم الطلقاء /إلا بضعة من الأرهاط أبى النبي \ص\ إلا قتلهم ليبين
للبشرية أن هناك أخطاء بحق الجماعات المستضعفة لا تغفر للظالمين.
وهكذا
فتحت مكة ودخلت راية التوحيد إليها وسقط لواء الشرك ويالدواهي الزمان! أن من حارب
رسول الله \ص\ ومن كان من الطلقاء صار يتسلح بهذا الإرث النبوي لمنافع سلطوية يحقق
من ورائها أغراضه الشيطانية وما أكثرهم ولكل أجل كتاب .
**/ في حنين :
خرج
الرسول \ص\ بإثني عشر ألف من المسلمين بعد فتح مكة دخل الغرور لقلوب بعض هذا الجيش
من الكثرة لملاقاة هوازن وثقيف الذين احتشدوا بوادي حنين وكمنوا للمسلمين وبدأت
المعركة وتضعضع المسلمون لهذا الإعجاب وهرب كبار الصحابة لائذين بالفرار إلا علي
ومن بقي مع علي لآخر يوم في حياته كعمار وجعفر وسلمان وغيرهم \ع\ وأيد الله رسوله
والمؤمنين وأنزل عليهم السكينة وانتصروا بعد ذلك في حنين وهزم المشركون وتركوا
غنائمهم وأصبحت الدولة الإسلامية في أجل مراقيها وأوسع مراميها ودب الرعب في قوى
الكفر والظلام على امتداد الجزيرة العربية ولمسيرة عام كامل فتهيب جانبها الجميع
وفتحت تبوك دون قتال. وقبل ذلك كان قد دبّر المنافقون مؤامرة لإغتيال النبي \ص\ في
العقبة في/ الأردن اليوم/ وما زالت هذه العقبة محطةً للمتآمرين على الدين الحنيف
ومرتعاً لليهود والمشركين وباءت هذه المحاولة بالفشل وتحققت للمسلمين نتائج من فتح
تبوك كانت ضرورية لتجاراتهم وخبراتهم ومعنوياتهم .
ولما
ظهر النفاق وازداد الحسد والحقد لجأ أهلوه إلى وسائل خبث متعددة للنيل من الرسالة
الإسلامية ومن هذه الأساليب الخبيثة مسجد ضرار حيث اتصلت عائلة بني غنم براهب
نصراني يسمى ابوعامر الراهب في بلاد الشام وكان يضمر الحقد على الإسلام والمسلمين
وأعطى بني غنم مساعدات ليبنوا مسجداً علىغرار المسجد الذي بناه الرسول في قباء
فيتحقق لهم في ذلك تقسيم المصلين بين المسجدين وتفريقهم وإثارة الإشكاليات
والإحراج بين الناس من تربص وشقاق وبالتالي تكون عملية التعطيل للصلاة في المسجد
الأول مسجد قباء الذي أسس على التقوى من أول يوم ويتقوى بذلك الكفار والمشركون
والمنافقون بهذا المسجد الضراري الذي سماه القرآن مسجد ضرار ولكن الرسول \ص\ علم
خبث منافقي بني غنم ودسائس هذا الراهب النصراني ومن ورائه وأمره الله عز وجل أن
لايصلي به وأن لايقوم به أبداً وبالتالي صار هذا المسجد المزعوم أثراً ليتذكر
المؤمنون أن المكر السئ لايحيق إلا بأهله وتهدم هذا البنيان المشؤوم وسقطت أحابيل
الخبث فهذا شاهد من شواهد أساليب التعطيل في وجه هذه الرسالة وأمثلة أخرى عديدة
كان من جرائها تصفية الوجود الوثني في الدولة الإسلامية والوجود المعارض كمباهلة
نصارى نجران التي أجتمع فيها سادة النصارى وكبار رجالاتهم الدينية على أن يباهلوا
المصطفى \ص\ فجمعوا خمسة عشر رجلا من هؤلاء ليس بينهم امراة لأن تعاليمهم لاترى في
المرأة خير واستحضر النبي المصطفى الخمسة أهل الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
لهذه المباهلة لأن الدين الإسلامي يعطي من كل شيئ للمرأة كما يعطي الرجل ولا ضير
في اتهامات أعداء هذا الدين سابقاً ولاحقاً وعندما جاء أوان المباهلة بهت الذين
كفروا واستسلموا لهذه الأنوار وقال النبي قولته الشهيرة / والله لو باهلوا ما
بقوا/ فكانت كل هذه المعاندات الإستكبارية تقدم خدمات جلى للدين الحنيف وتعطي
مردوداً عظيما لتجذيره وتقويته واستقراره واطمئنانه .
**/ في حجة الوداع :
في
السنة العاشرة للهجرة وفي شهر ذي القعدة عزم النبي محمد \ص\ على أداء فريضة الحج
وقد سميت هذه الحجة بحجة الوداع لأنها آخر حجة للمصطفى \ص\ أوحجة البلاغ لانه بلغ
بالوصاية والولاية لعلي ابن أبي طالب \ع\ وخطب خطبة شملت جوانب العمل الإداري
والسياسي في الدولة الإسلامية وهو على علم أن هذا البيان النبوي في هذا المؤتمر
العظيم هو آخر بيان لخطة عمل قبل الوصية جاء منه: حرمة المسلم على المسلم .وشطب
مآثر الجاهلية الحمقاء. وتهذيب الجانب الإقتصادي. ودور المرأة في الإسلام .والأخوة
الإيمانية وأحكام القرآن. وحدد النبي محمد \ص\ متممات الوصية وقيادة الأمة من بعده
حيث عندما وصل إلى الجحفة مفترق طرق الحجيج العائدين إلى ديارهم من الشام
والعراقين واليمن ومصر وغير ذلك استجمع المصطفى \ص\ جميع الحجاج وكانوا مائة
وأربعة وعشرون ألف مسلم وجعل أقتاب الإبل منصة وصعد عليها يمسك بيد علي بن أبي
طالب \ع\ في غدير خم في ظهيرة يوم مجمر بعد أن نزل قوله تعالى (يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
وجبريل \ع\ يحمل البلاغ الذي فيه حرمة الدولة الإسلامية والرسول قد علم أن ثلاثة
وعشرين سنة من الدعوة ليست شيء إذا لم يكن هذا البلاغ وترقب هذا المحشر الكبير ما
هو هذا البلاغ الذي لولاه لم تكن الرسالة ولم يكن الرسول فشدت القلوب والعقول
والأنظار والأسماع إلى هذا القانون الإلهي العظيم في هذا الجو الإستحضاري الكبير
يمسك المصطفى \ص\ بيد علي \ع\ ويرفعها إلى العلاء ويخاطب الناس /أيها الناس من
أولىالناس بالمؤمنين من أنفسهم قالوا الله ورسوله أعلم قال \ص\ إن الله مولاي وأنا
مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه –ثلاث مرات-
يرددها بأعلى صوت –ثم قال اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وأحب من أحبه وابغض
من بغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ألا فليبلغ الشاهد
الغائب/ والأمين جبريل \ع\ يشهد على هذا البلاغ ويأتي بآخر أية من القرآن
الكريم نزلت على النبي محمد \ص\ ليصدق الله سبحانه وتعالى هذه الشهادة ويمهرها
بخاتمه الشريف فيقول عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الإسلام ديناً)وأعلن من لاينطق عن الهوى أنه وحي يوحى فقال \ص\ /الله
أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بعدي /وبايع
كل المسلمين علياً على هذا العهد وهذه الولاية وهذه الخلافة دون استثناء كبيرهم
وصغيرهم ذكرهم وأنثاهم وبذلك تكون ولاية العهد محمية نصاً وقانوناً وعهداً ولايحق
لأحد أن يخرج عنها وعدم الإلتزام بها خروج عن الدين الحنيف يعاقب عليه الناكثين
وفق القوانين الناظمة في الماضي والحاضر والآتي .
ووصل النبي المصطفى محمد \ص\ إلى المدينة بعد
الإطمئنان على مسألة التبليغ التي أهملت في التاريخ الإسلامي لعوامل التسلط وحب
الدنيا على الدين ولكن الجهة الشمالية للدولة الإسلامية في بلاد الشام كانت مهددة
من قبل المعتدين الروم فجهز النبي \ص\ جيشاً لحماية هذه الأطراف بقيادة هذا الشاب
أسامة بن زيد وأمره علىالجميع وعجلهم أن يخرجوا معه للحرب وحل المرض بالنبي
المصطفى عليه الصلاة والسلام وتمت عرقلة مسيرة الجيش بعوامل أقل ما يذكر منها
مخالفة رسول الله ومعاندته في تنصيب علي خليفة من بعده وكأنما علي ليس صنو رسول
الله متجاهلين حديث المنزلة /علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي
/ ولكنها السامرية عينها في مواجهة المسيرة الإلهية عبر التاريخ ولو خلصتهم
حليهم وأملاكهم ليصنع السامري منها معبوداً لهم . والمهم- و أدوار التاريخ لابد
منها.- تعطل جيش أسامة عن سبيله لأغراض سلطوية تبينت فيما بعد ,عندما أراد النبي
\ص\ ان يوثق خلافة علي فأحالوا دون ذلك واتهموه بالهجر والتخريف هذا جزاء من صنع
لهم المجد والشرف والفخر والذخر أن يتهم. ولا ضير في ذلك فقد اتهموه في أول
الرسالة بالسحر والشعر والجنون كما اتهموه في آخر الرسالة ومن هنا جعلوا ذريعة
للباحثين في هذا الدين أن يتقولوا ما يشاؤون ويحولوا الدين إلى ملك عضوض يتناقله
واحد من واحد بلا عدل ولا ضوابط ولا احترام ويبعد عنه الأكفأ والأفضل والأعدل
وصاحب الحق الوحيد المنصوص عنه في قول الله ورسوله \ص\ .
وفي خاتمة هذا الدور العظيم وبعد التأوه على ما
جرى على أم الصبي ينبغي ان نقول أن ما تعانيه الأمة الإسلامية ناتج عن الكيل
بمكيالين هذا الأسلوب الذي يمارسه أعداؤها عليهااليوم وهل يا ترى الخاسر علي والأوصياء
الإثنا عشر من بعده الذين جاءت بهم الأحاديث الشريفة الصحيحة المتواترة أم نحن
الخاسرون وإن المروءة والغيرة على صد هذا العبث المجدول ناتج عن مصلحة الأمة التي
تلاعب بها المستبدون الإنتفاعيون ودع التاريخ يبين هذه الأعمال القاتلة التي جعلت
الأمة تبكي حالها وتندب أحوالها وتستنظر مهديها عجل الله فرجه الشريف ورحم الله من
قال / كما تكيل يكال عليك / والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
.
وفي
الختام ندرج تواريخ لابد منها .فقد ولد النبي المصطفى محمد بن عبد الله /ص/في يوم
الجمعة ما بين الثاتي عشر و السابع عشر من شهر ربيع الأول الأنور بعد طلوع الفجر
المبارك لعام الفيل في مكة المكرمة وانتقل للرفيق الأعلى في الثامن والعشرين من
شهر صفر الأزهر للسنة الحادية عشر للهجرة الميمونة في المدينة المنورة وفي المسجد
النبوي المكرم.وكانت بعثته /ص/في السابع والعشرين من شهر رجب المرجب شهر ولادة
امير المؤمنين علي /ع/.
للفائدة : ندرج الجدول البياني التالي مع بعض التعليقات على
غزوات وسرايا الرسول الكريم \ص\
تعليقات
إرسال تعليق