بسم الله الرحمن الرحيم
العلوية انتماءا أرقى إذا كان انتماءعقيدة ,لما صار الإنتساب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب /ع/ شرفا عظيما ومفخرة كبرى يتعشقها كل مسلم لمكانة ونزاهة هذا النموذج البشري العظيم حسبا ونسبا وسلوكا ولما انقطع كل نسب إلا نسب المصطفى محمد :ص/ الممدود من علي وفاطمة /ع/ بقي هذا المجد منارة لكل خير على مدى الدهر .
فالإحصاء العددي الدموي في التسعينات لآل علي بلغ خمسة وثلاثين مليونا متوزعين في كل الجماعات الإسلامية في العالم . وهذا فيه فائدة كبرى للمسلمين لمن أراد أن يتدبر ويهتدي , حيث بكل مذهب إسلامي أو جماعة إسلامية يوجد من آل علي ويحظون بالمكانة العالية والمنزلة الرفيعة بين أبناء المجتمع ويمثلون فيه العروة الوثقى للوحدة الإسلامية , أما الإحصاء الديني العددي للمنتمين الى علي فانه يساوي ثلثي الإسلام أي حوالي 70% من المسلمين الذين يتمذهبون ويوالون عليا وبلغت الفرق التي تواليه الثلاثين فرقة وهو المقدم عندهم على الجميع والباقي من المسلمين يساوونه بأفضل الصحابة بل يفضل على أحسنهم بمعظم الحالات والكل يلهج ويتسمى ويقتدي إن استطاع فيه ,وهناك تاريخ اسلامي شامل إما لعلي أو مع علي إلا جولة باطل لاتزيد على سنوات خلال خمسة عشر قرنا مضت من الزمن وهذا الشمول العلوي لا يتعدى الأفواه يا للأسف وإلا ماكانت أحوال المسلمين كما هي عليه الآن هؤلاء الذين قامت جميع دولهم باسمه أو استقرت باسمه أو مضت بموافقته وقديظن القاريءهذا غلوا بل هو الحقيقة بعينها لو تدبر الأمر بدراية ووضوح صادقيْن فالراشدية والأموية والعباسية والفاطمية والإمارات والدويلات الشرقية والغربية والفارسية والعثمانية والمكية والمدنية والمصرية والحلبية والشامية والهندية والقوقازية والصينية والاسبانية والجنوبية واليمنية والافريقية ....الخ .
ناهيك عن النزعة العلوية في المذاهب الدينية والطرق الصوفية والمذاهب الفلسفية والفرق العلوية والنسب الدموية فمن هذا الكم الاسلامي الهائل ومن هذا المجد العلوي الرفيع أتحدث عن فتية الكهف (أئمة المساجد العلوية )  وهي طائفة تعيش في تركيا وسوريا ولبنان وتسمى تاريخيا النصيرية وكم صدرت الفتاوى بتكفيرهاوالعداء لهاوحقهم في بعدهم عن الشريعة الغراء يقع على متهميهم وهم اليوم في حالة فراغ تام فانتدبت هذه الفتية نفسها حسبة لله لإعادة هذه الطائفة الى جادة الصواب , فالولاء لعلي عند أبنائها حب عارم خالي من المروءة لأنه يقوم على مفهوم فريد حيث كل حدٍأومنسك يقوم على التأويل المعنوي اللفظي وهذه الثقافة يصعب تغييرها لعوامل عديدة أهمها ليس فيها التزام وليس فيها جهد أو تضحية ولا تكلف شيئاوسهولة التبرير والتعذيروبالتالي لامسؤلية لمشائخها ولاحتى شعور بهذه المسؤولية ففي هذا الواقع يعمل فتية الكهف (أئمة المساجد العلوية ) .
فلما كان الواقع النصيري ليس علويا إلا بالإسم وأمويا خالصا بالفعل بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى فدينهم دنياهم وهمهم بطونهم وجيوبهم وفروجهم فيشكلون كهف ظلمات لهؤلاء الفتية الذين يريدون لهم ولأنفسهم ولاء علي قولا وفعلا مهما كلفهم ذلك من تضحيات ليتحقق الإنتماء الأرقى لعلي /ع/. ويعزوا العلويون جرأة القوم عليهم أنها تعود لولائهم لعلي /ع/والصحيح أنها من عبثهم بالشريعة الإسلامية وعدم إقامتهم للحدود الشرعية فصار تمذهبهم لعلي تمذهبا سياسياليس عقديا فحوربت مذهبية السياسة لاسياسة المذهب , فالخط الإسلامي العلوي متعوج ومتعرج يتحلزن حول الإستقامة العلوية الحقة فيتقاطع مع المذاهب الأخرى في كل اتجاه ومن هنا يظنون أن الجميع يأخذون  عنهم فالمذهب لتمرير اليوم الحاضر بما فيه ولا للآخرة أي حساب فإن أقبلت أقبلواوإن أدبرت أدبروا  والحزب الأقوى هم جهازه وجمهوره وخصوصا إذا كان الحاكم عليهم .
فشعرة معاوية هي الدين وما أكثر الأحاديث التي يتأولونها في ذلك حتى القرآن يجدون له مخرجا مهما ضاق الأمر بهم , فالطبقة العليا مشائخا وزعماء يبرعون في المداهنة ولهم الطاعة العمياء من قبل البسطاء الغالبية الذين لاذنب لهم وأشبه مايكونون بخرفان الراعي وإذا كشفت أوراقهم أوزلت أقدام المداهنة يوما أو تحركوا سياسيا كضربة حظ لاتخدمهم يواجهون بقسوة من خصومهم و لايملكون ردا لها فدهانهم في أيام عزهم لايوظفونه لمثل هذه الحالات التي لايؤمن فيها جانب الزمان لأن القيادة الدينية والإجتماعية لديهم غير مسؤولة وليست منهم بل هي غريبة الجنس والدين والوطن فبشرتهم غير بشرة العامة  ومعظم مزاراتهم تسمى بالشيخ غريب أو أسماء ليست دقيقة كالنبي زاهر والنبي ريح وإذا أراد واحد من أبناء العامة أن يتمشيخ تقوم قيامةالمشايخ ضده ولسنوات لايستطيع أحد من العامة أن يطلع على أسرارهم الخاصة ومن يفعل الأفاعيل لاضير عليه مادام يدفع لهم ما يسمونه زكاة وإن كان ملاكا ولايقوم بذلك يهتك شرفه وعرضه وبالأحرى ياويله , ومن يكبر منهم يكبر بواسطة غيره من المذاهب الأخرى فالباشا والبيك والأفندي والشيخ والنائب والزعيم والوجيه هي ألقاب  منحت سابقاللذين حصلوا عليها من قبل الأتراك والإقطاعيين المحليين والفرنسيين بموجب صكوك مقابل ليرات ذهبية يعوضونها من العامة كل حسب صكه الذي حصل عليه فالشيخ من الزكاة وغيره من الجبوة والآخر من الخوة ..الخ وصار أبناؤهم يتوارثون ذلك عنهم مع الأيام لذلك لايرون بيدهم قوة مهما كانت ولا يعرفون لها استخداما حتى يأكل الدهر عليها ويشرب فهي عقدة نقصهم تربويا واجتماعيا ودينيا وهذا محور انتمائهم لعلي /ع/ ولو كان انتماء عقيدة لكان انتماءا أرقى .
                                  انتهى
_________________________________________________________
     


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة