الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
قال تعالى(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للملأ من قريش: قولوا لا إله إلا الله فيقولون،
ثم يقول: اشهدوا أني محمد رسول الله، فيشهدون،
ثم يقول: صلوا إلى هذه البنية أي الكعبة، فيصلون،
ثم يقول: صوموا رمضان في الهواجر، فيصومون،
ثم يأمرهم بإخراج الزكاة فيخرجون،
ثم يقول: حجوا واعتمروا، فيحجون ويعتمرون،
ثم يدعوهم إلى الجهاد وترك الحلائل والأولاد، فيجيبون.
ثم يقول: إن عليا وليكم بعدي، فيعرضون،ويعترضون ولا يسمعون، فيناديهم بلسان التوبيخ وهم لا يسمعون: (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) ثم يتلو عليهم مناديا وهم لا يشعرون: (لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )
-اعتراضهم عليه بالغدير (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
-اعتراضهم عليه بالخلافة فجرت حرب الجمل وحرب صفين (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)
-اعتراضهم عليه في التحكيم وجرت حرب الخوارج وموقعة الهرير (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ . وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)
-اعتراضهم على ابنائه الحسن والحسين وعلى اهل بيته اجمعين (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ)
-اعتراضهم على اتباعه في كل حين ولم يعترف على خلافته حتى حين وعلى ولايته لليوم (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ . وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
ومع ذلك يزعمون حبه ويترضون عليه وهدروا دماء ابنائه ومحبيه ومن والاه عبر التاريخ وما سفكت لهم ولا لسلفهم ولا لمن بعدهم على منهجهم قطرة دم في حب علي وولايته.
وأخيرا وبموجب هذه الحقائق العامة وما يلازمها من الحقائق الخاصة
أقول ان الذين عملوا ضد علي ع وكانوا خصوما واعداءا له مازالت ضغائنهم مستمرة على منهج الغدر وثقافة الخيانة والتعامل مع العدو هؤلاء كلهم يعلمون ان عليا تربى في حضن وبيت النبي محمد ص وهذا جعلهم يتأكدون من خلال سيرة علي ومواقفه الإسلامية منذ ان اعلن انه نصير النبي محمد ص في اول اجتماع عقد لعشيرته الأقربين ولمسوا مع هذا التأكيد رباطة علي ع لحماية هذا الدين فعملوا لإخفاء هذه الأحقاد والضغائن حتى يمضي رسول الله لربه وخضعوا لهيمنة الإسلام وراحوا يتاجرون في الدين والرسول يراهم ويرأف بحالتهم لأنها لا تشكل خطرا آنيا يذكر وكثيرا ما كان يداويهم بسيف علي ع
وقبل دفن الرسول استبقوا الدين والأخلاق والقيم وعقدوا سقيفتهم تخوفا من بيعتهم بالغدير الشكلية ووقفوا حائلا ضدها لتعطيل الإمتداد النبوي المحمدي الأصيل عبر الإمام الوصي علي ع
وما زال هذا التعطيل معكوسا على واقعنا اليوم فنجد ان اعداء ولاية علي بالأمس هم اعداء موالوه اليوم وذلك لا يعني بجلاء الا عداوتهم للدين المحمدي منذ بداية الدعوة
وخير تعبير عن هذه الحالة ما ورد في كتب السيرة والتاريخ
ويجب التنبه والتدبر ان علي ع :بقي طيلة خلافة ابي بكر وعمر وعثمان ماكثا في بيته لم يطرق بابه احد من غير اقاربه وسلمان الفارسي المحمدي ورغم المنع والعزل والقتل الى سيد العالمين وامام المتقين ومن ذكره واسمه ونهجه وسياسته وخلقه بقي امره يملأ الخافقين في كل حين عند الموالين والمعارضين رغم انف التكفيريين .
تعليقات
إرسال تعليق