بسم الله الرحمن
الرحيم
ذريعة السر عند
الباطنية
هناك شاهدان الأول عن أمير المؤمنين علي /ع/ . والثاني عن
الإمام زين العابدين علي بن الحسين /ع/ ,يستشهد بهما أصحاب المذاهب الباطنية
والحركات الصوفية والمدارس التأويلية فيما يخص أسرارهم وأعمالهم السرية وبعض مناسك
اعتقادهم متأثرين بحديث النبي /ص/ : /استعينواعلى
انجاح حوائجكم بالكتمان / فخلط هؤلاء الشريعة الغراء بالتأويل ليتذرعوا
بالحديث ليشوهوا الدين الإسلامي الحنيف وانتشروا في كل مذاهب المسلمين لتسييس
اعتقادهم ليسودوا في دنياهم على حساب دينهم دون استثناء مذهب دون الأخر , وهذان
الشاهدان هما :
الأول : للإمام علي /ع/ وسنقف عند أبعاده بإيجاز وذلك في قوله
/عندما قبض رسول الله /ص/ وخاطب العباس وأبوسفيان بن حرب عليا عليه السلام في أن
يبايعاه في الخلافة / أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة , وعرجوا عن طريق
المنافرة , وضعوا تيجان المفاخرة , أفلح من نهض بجناح أواستسلم فأراح هذا ماء آجن
ولقمة يغص بهاآ كلها ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه فإن أقل
يقولوا حرص على الملك وإن أسكت يقولوا جزع من الموت . هيهات بعد اللتيا والتي .
والله لأبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه بل اندمجت على مكنون علم لو بحت
به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة / وهنا موضع الشاهد الأول في قوله بل
اندمجت على مكنون علم لو بحت به ......الخ وهذا يتعلق في الموضوع الذي يتحدث به
حول الخلافة التي تولاها سواه وليست خافية على الجميع إنما عدم المطالبة فيها ورده
على أبو سفيان وحيثيات هذا الموضوع
وأبعاده هو مكنون العلم الذي لم يرد أشغال الأمة فيه حرصا على استقرار الإسلام
والمسلمين فتفادى بذلك اضطرابهم اضطراب الأرشية
.
واتضح فيما بعد لو أطاع أباسفيان والعباس لكان حقق لهما غاية ما
أرادا فيها خير الأمة حيث لما آل الأمر لذراريهم ضرب المسلمون ضربة لم تقم قائمتهم
الجدية حتى اليوم فلا يكاد يبقى من الدين إلا اسمه ومن الإسلام إلا رسمه , فهذا
الموقف الجهادي مكنون علم علي الذي لم يبح به فاستخدم الباطنيون هذا ذريعة دخل من
خلالها الماسونيون فعملوا لهم أديانا أساسها الشرك والكفر شوبوها بملامح إسلامية
ليس إلا .
أما الشاهد الثاني هو :
أبيات شعر نسبت للإمام زين العابدين علي بن الحسين /ع/ إذا صدقت
الرواية فإنها لاتخدم أسرارهم ومن هذه الأبيات إليك موضع شاهدهم المزعوم :
ورب سر لو
أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
فاستخدم هذا شاهدا لإخفاء أسرارهم ومعتقداتهم كما يظنون وهي
ليست بخافية على أحد فهم يسيئون بذلك للإمام وللشاهد فلم يكن السر الذي امتنع عن
بوحه دينا غير دين جده رسول الله /ص/ كما يفعل هؤلاء اليوم إنما هوسر ظلامته وظلامة آل بيت رسول الله التي كظم غيظها هذه العدوانية من الذين اغتصبوا
حق آل البيت أمويون وعباسيون وغيرهم فكانت أعين هؤلاء وعيونهم مئة بالمئة عليهم
فكيف على الوحيد المؤهل لذلك الإمام زين العابدين
/ع/أن لايبوح سره وهو يعلم أنهم لايتورعون على اتهامه بالزندقة وعبادة
الأوثان وهذه هي وسيلة حكام ذلك الزمان المغتصبين الغير شرعيين وهذا مادعا الإمام
علي بن الحسين /ع/ أن يكظمه حرصا على
الإسلام وعلى تابعيه وآله وبنيه .
هذا بالمختصر الذي يشير الى الحقيقة من الشاهديْن السابقين وليس
كما يتأول أهل الباطن ليخفوا أسرارهم الباطلة التي تخدم أعداء الإسلام والماسونيين
العالميين بطرق ومعتقدات صوفية زائفة ضللت الأتباع وأخرت الأمة وحاربت الصالحين
والصادقين والأحرار وما زلنا حتى اليوم وربما لأمد طويل نعاني وندفع ثمن هذه
المصالي الشيطانية إذا لم نغير كما أمرنا الله بالقرآن الكريم الواضح البين بدون
تأويل وتبديل وأسرار وتحويل بكل وضوح وشفافية فكلام الله الذي تفهمه وعمل به
البسطاء الأميون الأوائل ينبغي أن لانختلف عليه ونعجز عن فهمه اليوم بكل مانملك من
تقدم ووسائل كبيرة للإيضاح ولا نقف عند المختلف عليه بفعل المتأولين أنّا كانوا
كائنين .
انتهى
تعليقات
إرسال تعليق