بسمه تعالى
إلى صحيفة تشرين
ماذا تريد أيها المعلم بعد ..!...لاأشبع الله لك بطنا

نشرت تشرين في عددها /13/آب /2005 /مقالا بعنوان /أنقذوا المعلم من واقعه المعيشي ليقوم ببناء الأجيال /.
قبل كل شيء نحن نجل العلم والمعلم  الورع والمجتهد و العفوف والسديد ، أما أشباه المعلمين كالأشباه الآخرين .
أيها المعلم والله لو وضعوك في جنان الخلد لما أنتجت أكثر مما تنتج من الوعي والجد والنشاط فالتلاميذ اليوم الشاهد الجلي للعبث.ولا ننشرغسيلنا في الصحف.
 وكلما زادوا لك العطاء ابتعدت عن التعليم إلى التجارة والصناعة حتى وصل ببعضكم العمل في تجارة المواشي والأنعام.ولما كانت البازارات تفتح باكرا تعودون منها إلى صفوف التعليم وروائح الروث بين التلاميذ كروائح البخور ناهيك عمن انصرفوا إلى التعبد والتزهد يصطادون المنكوبين من الناس.
والنتيجة عذرا! إن المعلم ليس للتعليم إنما هو لعمل آخر معه. أقلها الساعات الخاصة التي يدرسها في المنازل بمئات الليرات بعد أن يهيء الطالب من صفه ليكره مع وليه على هذه الساعات .
وعليه فنسبة عدم الإلتحاق بالتعليم الأساسي والهاربين قبل اكماله دخلت عالم /غنس/ للأوليات يامعلم الأوليات , فمن هو السبب يا ترى أنت أم مظلوميتك وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر .
أيها المعلم لا أشبع الله لك بطنا .تداوم أربع ساعات في اليوم وتتفرغ يوم أو يومين بالإسبوع والموظف يداوم ثماني ساعات يوميا ولافراغ اسبوعيا  وإن كنت تدعي أنك تقف على رجليك في القاعة يكفيك أنك بالفيء والماء فلو قارنت نفسك مع المهندسين والصناعيين والعاملين في المصانع والعراء والصحراء لاستصغرت ذلك وهم بلاماء ولاشمس ولاغطاء ويحملون الشهادات العالية والعالية جدا أما إذا كنت حزين على صوتك فنحن عهدنا معلمين ينامون في الصفوف أو على الأقل ساهون  ولايسمع صوتهم فكيف لو كنت في المصانع وعلمت حزن أصوات الصناعيين يا صاحبي .
وفي كل حلة لك ملعقة .. طبيعة عمل ... علاوة عمل ....صحة .....ترفيه .......
أعمال ادارية ............. يا معلمي ولاترضى .
فما يرضيك ؟ !  كانوا يقولون ارضاء الناس غاية لاتدرك واليوم ارضاء المعلمين غاية لاتدرك
معلم أصيل .. معلم أول .. معلم احتياط .. معلم بديل .... معلم صف ...إلى آخر مسميات  أنواع المعلمين  ولله العزة  ضاع بهم المعلم الأول والمعلم الأكبر .
وفي النهاية نعم هو عصر التقنية والتطور وميزته البلاستيك.  
يا صاحبي إذا كنت تقبل صحوبتي كموظف على أبواب التقاعد! حصلت على علاوات آخرها 7% عن الجميع وتعطل أشهر الصيف والموظف المنتوف على طاولته وبعمله ووراء الطاولة لديك من العطاءات والمكرمات التي قدمت لك ولا تشبع ..كأني أراك تقارن نفسك بمعلمي الدولار واليورو .يا أخي هؤلاء متساوون مع موظفي شعوبهم فلما ترغب أن تتمايز أيها النرجسي عن موظفي شعبك متجاهلا أن هناك نقمة من الموظفين في الدولة عليك فقد أصبحت كالأب الظالم أبناءه وشوشرات الناس تطول حتى على الهيئة التعليمية تتهمها من وراء بطنك.  لانحصار المعلمين في جهة سياسية واحدة تقريبا .حتى قيل لأنهم هكذا يغدق العطاء عليهم دون غيرهم وبتكاثر المسؤولين لتدبير أبنائهم في مؤهلات التعليم. وعند جهينة الخبر اليقين !!!.
أيها المعلم أتريد أن تأكل البلد ولاتنتج شيئا ولو أخذنا عينة طلابية من أي جهة لبرهنت على مايخجل ذكره .
ورحم الله ذلك الجنين فأمه الحبلى أطفأت الراديوا لأنه يضر الجنين . ...وأغلقت الصحيفة لأنها تضر الجنين ..... وأغلقت النوافذ لأنها تضر الجنين ....... ولاتسهر ولاتأكل إلا المفاخر من أجل الجنين  ....... وكل شيء يضر الجنين .... حتى مات الجنين عند رغبات الحبلى .
نعم أنقذوا المعلم يا جريدة تشرين بحرمانه ومساواته  مع الموظفين بلا علاوات وبلا فراغات ولا ساعات ولا عطلات  ولا ولا ولا . حتى انه منح عطلة السبت وضغط دوام التلاميذ الصغار وبكروا وتأخروا ليرضى المعلم الرحيم .
فالمعلم هو من هذا البلد وكاي مواطن في هذا البلد يجب أن لانسمح له أن يسيء  إلى العدالة التي تنمو يوما بعد يوم في هذا البلد. ووالد وما ولد ......
فأوليات المعلم صارت ممجوجة واسطوانة فارغة لايلمس المواطن منها شيئا وحسابها على مظلومية المعلم حرام لأن المعلمين المظلومين عبر التاريخ هم الذين أبدعوا في التاريخ.
فعلاوة 7%.لاتكفي المعلمين وقد حرم منها الموظفون فماذا يكفي أن يصبح المعلم خواجة على الأطباء والمهندسين والعلماء والباحثين والإداريين الذين بيدهم مقاليد البلد وأمن البلد واستقرار البلد وبنية البلد التحتية وليس بيد المعلمين هكذا سنة الشعوب والأوطان يجب أخذها بالإعتبار .
وأهم ما في الأمر أن جريدة تشرين وكاتب مقالها المشار إليه لايبكي إلا على الموظفين الذين لم ياخذوا رواتب هؤلاء .فهو لايبكي عليهم ولو قبضوا نصف راتب المعلم أما بكاؤه الشديد على نفسه إن لم يصبح خواجا.
 فالمعلم اليوم لايترفه براتبه بل يتاجر به فعطل فرص التجارة على غيره.
 وأعلم أنكم ايها المعلمون لايعجبكم الكلام ولكن الصفحة حرة  في تشرين وخصوصا بما منحه رجل الحرية في هذا الوطن وقائد الجميع السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد وستكتبون آلاف المقالات للرد علينا والإستخفاف بنا والإستهتار بأقوالنا وربما تلجأوون إلى وسائلكم. اعاذنا الله منها لأنكم شبعانون ومتفرغون. ولكن اعلموا أنه لسنا حاسدين والحمد لله. ولكننا حاقدون وأبناؤنا تلاميذكم فاعلمون . والسلام على من اتبع الهدى
الموظف سلمان آل سليمان
بناريخ 13 7 1426 الموافق 19 8 2005


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة