بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ نهاد الغادري الموقر
رئيس تحرير المحرر نيوز(العربي حاليا ):
عندما طالعت أول عددٍ ,أظنه بالمائة رقما ومع الصفحة الأولىً.وجدت أسبوعية
تسميتها بالأنكلو عربية ليس عبثاً.وخصوصاً أن/ نيوزها/ تختفي في/ حنايا /محررها/
فقلت وبحكم قراءتي لخطوط الكف وتجاعيد الجبين وتقاطيع الوجه أنها تخفي/ الغربنة/
في طوايا /العربنة/ ولا تنقصك الخبرة حيث تصرح بكل كتابات أسبوعيتكم أنه نقلاً عن
تقارير مخابرات كذا...وكذا فأنت الأدرى كيف تساس وتساق الغربنة اليوم ولا أنكر
عليك اهتمام شريحة واسعة ومن خيرة متابعي الدوريات العالمية بأسبوعيتكم وأشهد أنك
عميق الغور وغامض الوسيلة وصعب الوضوح ولكن تظهر عليك بعض الهنات الفاضحة والهفوات
الصارحة. المهم فقد بدأ شكي بالريشة المنطلقة من عين ميم المحرر نحو المجهول وازداد هذا الشك في
اسمك الكريم /نهاد الغادري/ وكما تعلم الأسماء من السماء / فأخذت برقة الشطر الأول
وزهوه حيث النهاد يغدرن لكنه لطيف ناهيك عن شطره /الغادري / الثاني وتذكرت ابن
سيرين وأحلامه . وتابعت هذه الأسبوعية من العدد مئة حتى اليوم لا يفوتني عدد
.فأقرأ ذات يوم عن صداقة وروابط مع الرئيس الأمريكي كلنتون وبعض قادة الإدارة
الأمريكية وخلواتك معهم كما تنشر . وأقرأ سبقك الصحفي مرات ومرات والحدث لم يولد
بعد فأظن أنك صانع الحدث لدقة الخبر والتعليق.وأقرأ قراءاتك لمجريات السياسة فكأنك
تضع مستقبلاً ولا أغالي وأقرأ تهمك بالعربان فأنفعل كأي قارئ بالمضحك المبكي.
وأقرأ رحابة صدرك مهما كان النقد قاسياً فتنشر وأنت قادر على الرفض ولكنه كيف يسحق
الناقد ولا أثر يستبين. ولا أنكر تعاطفك وحبك مع الخطوات السياسية من أي جهة كانت
.وأقرأ ما بين بين الصفحة الأخيرةصفحة السخريةمن قبلك في صرعات الهوى وغير قادرٍ
على الإلغاء وربما الصفحة عندك وليست لك. علماً أن غالبية قراء أسبوعيتكم فات
عليهم زمن هذه الصفحة /وعند جهينة الخبر اليقين / وأقرأ إشعالك لفتيل الحدث في
حلقات عدة تحوطها بالحيادة وأنت ناقع السم فيها . وأقرأ أدبيات اسبوعيتكم فيعجبني
أنها طيارة قليلة العمق . فكما يقال :/أدب الجرائد /ولا أدري أن الكثيف الشعر
/البرجي / وأصلع الجبين /الحمادي / حران فيما ينقلا وليس يكتبا .
ولكن جل ما أعجبني الفتوى الصادرة من قبلكم بحق /الوطن العربي (العبري )/
كما سميتم . وأنا مصدق بكل كلامكم عنها بل أزيد وأزيد مصدقاً وباصماً بالعشرة لأن
ما يصنع وراء البحار عندما يصل إلينا حتماً يكون برضى أهل البحار وفوق كل ذي علم
عليم . ومن استقى ويستقي من عكر الغربنة لايعرف العذب الفرات ولو أحسن سبيل
التكرير.إذن موافق أن الوطن العبري كما أفتيتم . ولكني أسأل إذا سمحتم هل المحرر
نيوز ؟!أحسن حالا. فعندما أراها تسوق القدرة السياسية والتقنية الإسرائيلية فوق ما
قدر لها علماً أنني مقتنع التي تكتبها أحيانا أن اليهود عبر التاريخ اس كل فساد
وشروفتنة في أي شعب كان ومقتنع أيضاً بسبقهم وباعهم في أداة الفساد والإغواء.
ولكني أرى أسبوعيتكم لاتبين للأجيال والقراء فنون العدوان والطغيان والإفساد إنما
أراكم تروجون لتقنية الأداة والاختراع والفارق كبير بين هذه وتلك . فتارةً أراك
ناشراً لهم /قنابلاً جينية لاتستهدف الا العرب من كل البشر / وتارة /قنابل جرثومية
لاتقتل الا ذكران العرب والمسلمين /وتارة
/ مضادات صاروخية لاتعبرها أية قوة كانت /وتارة/ صواريخاً إشعاعية تهدم كل الحجب
والدفاعات العربية /وتارة / قدرات اقتصادية ومالية تتحكم في استراتيجية الكون
/وآخرها/ أن حرباً ضد العرب لاتستغرق أكثر من يوم واحد فالقنابل النيترونية يمكن
أن تبيد ملايين العرب الذين تكتظ بهم المدن خلال ساعات مع استعمال أجهزة تشويش ذات
مفاعيل عالية جداً تشل بصورةٍ كلية أجهزة الصد العربية /. فكيف ترى أهذا ترويج أم
تسويق فعندما يقرأ العربي أو المسلم هذه القدرة المزعومة على الأغلب لأن اليهود لو
قدروا ما استمهلوا العالم لحظةً فكأنك تقول بكل صراحة / شعب الله المختار سيطر على
العالم ولا حياة للأحرار /أليس هذا من الحرب النفسية ضد الإسلام والمسلمين والعرب
والمستضعفين . وتعيب زميلتكم /الوطن العربي /./علماً أنني لم أقرألها عددً حتى
الآن وتعجبني كيف تتحسر على قضية نضالية
كالمقاومة في لبنان أولجهة معينة /كإيران/
وبحسرتك هذه تغلق أبواب الأمل والجهاد على
مبدأ/ الأمر يوم إذن لله / أيها
الغيور والصوفي المحنك :يجب أن تتذكر أن صديق كلينتون عدو المقاومة وأن الجهاد ليس
تطبعاً وتكلفاً فهو ركن اعتقاد وعبادة فأن رخّص فيه ضعيف أو ناس بيد مظلوم . سيظل
ممتداً لا ترعبه اختراعات إسرائيل ومن ورائها وأمامها . فهم يدأبون على تطوير
العدة لأنهم تضيق بهم ساعات المدة وهم يفزعون إلى العتاد لأنهم مفرغون من الجهاد
.ويعلمون تماماً أن حملة الرايات لخيبر والقدس وخرا سان وإنطاكية ودروب الشام
ممتدون إلى الأبد .وذو الفقار البارحة توالد ألف ذو الفقار اليوم. هؤلاء التزموا
بمسيرة ذلك السيف المشطورنسباً وولاءً. ويعلمون تماماً أن الدرقة والسيف قاومت
القلاع والحصون و المنجنيق إذن هو هو فارق العتاد منذ الأزل وما كان عائقا امام
المجاهدين المنتصرين. فخفف علينا بأسبوعيتك أيها الأستاذ !!وأضف لذلك ان أمة
اشترت الموت عقيدة لايستطيع الهارب من الموت المواجهة معها..
هي أمة آمنت فجاهدت وقرأت فاعتقدت ولو تأسلم زيد أو تغربن عمروٌ فهذه سنة
الحياة وأذكرك بقول الله تعالى/ياأيها الذين هادوا(أي اليهود)إن زعمتم أنكم أولياء
لله فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبداً بما قدمت والله عليم بالظالمين
. قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة
فينبئكم بما كنتم تعملون / صدق الله العلي العظيم . إذن هذه هي العقيدة وهذا هو
ميزان النصر والقوة فأصعب ما يكون على اليهود الموت ولابد ملاقيهم .
والسيف بيد الجبان عصا . فلا تحزن علينا ولا ترعبك قوة تدميرهم فما لا
يتمنونه نحن نتمناه فنحن الأقوى والأقدر ومنتصرون بعون الله ولو بعد حين ولسنا في
عجلة من أمرنا . فاعذرني إذا قلت لك لست أحسن حالاً من الوطن العبري , وإذا لم
تصدق فراجع أعدادك وبحوذتي منها الكثير وكتبنا لك لأننا نرى فيك خيراً وصدرك واسع
وحقنا عليك أننا تحملنا قراءة المئات من الأعداد التي تنغص قلوبنا فحري بك أن تقرأ
هذه المقالة لنا نشرتها أم لم تنشرها فأنت صاحب الدار وبيدك القرار /ومكره أخاك لابطل/
وفي الخاتمة لك بعض الأمثلة كما نشرت في أسبوعيتكم المحرر نيوز بأعداد
متعددة
1- اللوبي اليهودي يضغط لغرض الحصار العسكري على السعودية.
2-
الموساد وراء انهيار بعض
البنوك والأسهم في دولة الإمارات .
3-
قمر اصطناعي أمريكي يبحث
عن صواريخ كيميائية لحزب الله.
4-
رجال دين متشددون في
إيران يعملون لإنقلاب عسكري.
5-
الإستراتيجية الإسرائيلية
العسكرية لما بعد عام 2000 الرد والدفاع والتكامل مع أمريكا .
6-
دول أطلسية تحذر واشنطن
من تزويد اسرائيل بأسلحة اشعاعية.
7-
اسرائيل تطوق البلدان
العربية بالأسلحة النووية .
8-
شارون هدد بالحرب إذا
زودت موسكو سوريا بالسلاح.
9-
انزال اسرائيلي لإغتيال
صدام أوقفته عملية ثعلب الصحراء .
10-محاولة انتخاب
اسرائيلي خلفا للبابا يوحنا بولس الثاني
11-اسرائيل أعدت المسرح لعمل يتجاوز عناقيد الغضب .
12-الخطة الإسرائيلية
لإغراق سوريا في لبنان .
13-لتحديث الأسلحة
النووية وتطوير الصواريخ . روسيا وإسرائيل حصلتا علىالكمبيوتر العملاق .
14-اسرائيل تختبر صواريخ حلزونية أمريكية في
جنوب لبنان .
15-الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة نقل حرب النجوم إلى الشرق الأوسط .16-
منصات فضائية مضادة للصواريخ فوق مصر وسوريا والعراق وإيران
17-عمان تكشف لأنقرة وتل أبيب كل ما تعرف عن
أنظمة الدفاع العربية
تدريبات جوية إسرائيلية على مواقع صواريخ إيران.
18-إسرائيل زودت طائراتها الحربية بالأسلحة
الكيميائية والبيولوجية
19-شرائح إلكترونية زرعتها الموساد في أجساد
أسرى لبنانين وفلسطينين أفرجت عنهم .
20-قطر عاصمة للإقتصاد
الإسرائيلي المخابراتي
21- تدريبات جوية
اسرائيلية على مجسمات لمواقع صواريخ إيران
هذا بالعناوين العريضة فكيف بالتفصيلات وبمتن العنوان العريض ولك هذا
المثال : /وإن حرباً ضد العرب لن تستغرق أكثر من يوم واحد فالقنابل النترونية يمكن
أن تبيد ملايين العرب الذين تكتظ بهم المدن خلال ساعات مع استعمال أجهزة تشويش ذات مفاعيل نوويةعالية
جداً تشل بصورةٍ كلية أجهزة الصد العربية/
فتأمل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وفي الختام لك تحياتي واعذرني !! ولن أركع بعون الله .
/4/رمضان/1420/من هجرة الرسول/ص/
/13/كانون الأول/1999/لميلاد المسيح/ع/
/سوريا/حماه/ التويم/
الشيخ سلمان آل سليمان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------------------------------------------____________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الروائي /ياسين رفاعية/المحترم
ع.ط .رئيس التحرير المحترم
الساعة الخامسة والعشرون وفي عودة عصر الإنحطاط , عنوانان فوق الزمان
والمكان , وكأن شبحاً ثقافياً يلوح مابين السطور . ما هكذا يؤكل القديد
ياصاحبي!....
ليس
يومك يوم الناس , ولا مكانك مكانهم , إنما قضم الواقع والثقافة على السواء
ينبغي
أن أشير أولا للأستاذ رئيس التحرير :
أريحي وذو مروءةً ويستحق التقدير.
ما زلت أتابع أسبوعيتك المجهولة الهوية أو العلمانية إذا صحت التسمية
أتابعها منذ سنوات لا أفرط بعددٍ ,بل لاأترك كلمة منها من أعلى ريشة المحرر وحتى
أسفل كندرة الحسناء /فمكره أخاك لا بطل / وإن كان لايؤخذ بمآخذي بعد عامين فمن
واجب حسن التعلم منها أن آخذ على ما ينفر ولا يبشر يا صاحبي!!.
الأستاذ ياسين : سأجاوز أسلوبك الأدبي /الإختراق ليس للظلام, الإنتصارليس
للظلاميين/وأقف عند الموضوع وإن غاب التهذيب عن ألفاظه وحلت الإتهامات فيه. /مقال عودة
عصر الإنحطاط ,تحت عنوان الساعة الخامسة والعشرون /رقم /279/ تاريخ /27/ 1-2/2001
/ تقول ياصاحبي :/ شيئا فشيئا يخترق الظلاميون الوسط الثقافي العربي ويحققون
انتصارات متتابعة , كل ذلك بسبب تهاون السلطة أو التعاطف معهم إما خوفاً أو
نفاقاأو مجاملةً /.
من المستثنى ومن الخائف والمنافق والمجامل ؟؟ أقمت السطور في فراش الظلامين
ولك الحجر . ألا ترى ؟ أنكم تتفاعلون بلغة الناس ومستواهم الثقافي في الطروحات
والتغيير ومآزق التنوير والتثوير فما أحلاكم مع عواطف الناس ولغة الناس آنذاك وفي
الكهوف تستنكرون وتسوقون التخلف والإنحطاط أهذه الحرية ؟ وهذه إرادة الشعوب ؟أم
هؤلاء المقاومون المنتفضون؟ فما هو الضير بالملتحين يا هذا : وأنت تقول /فما أن
يتقدم ملتح إلى المحاكم بدعوى ضد كتاب ما حتى تسرع السلطة بالموافقة على الدعوى
وحيثياتها /حياك وبياك أيها الروائي تضرب على الجنبين يا عكرمة , أم أن البغاث
بأرضنا يستنسر . ألا تحلو الكتابة ولا تقوم إلا مع السخرية والهزء في مشاعر القوم.
فهل تعطلت اللغة وافترقت الكلمات وأعوزتنا أشخاص وألفاظ الدين للسخرية في
الكتابة والاستخفاف بالمشاعر واللوث في المثال أهذه هي الحرية ؟ وهل تقبل أن يكون
شخصك موضع استخفاف واستهزاء في سهرة أو كتابة فكيف تجيز ذلك لمقدسات القوم . فمن
حق المرء ان ينفس ولا ينفث . وجل ما شدني عصر التنوير الذي تتحدث عنه أنسيت أعلامه
أليسوا من الوسط الديني /الظلامي / كما اتهمت فلماذا تتنكر إليهم ولتراثهم ؟ وكأن
شرف الكتابة ومنارة العزة تطرح فوق ظهر الناكح أخته ثورة على الدين والمتدينين
فضاعت الديار والأفكار ومن يشكر لك البحث والتنقيب في التراث العربي والإسلامي عن
الجنس وأسمائه حيث تقول / ففي التراث العربي آلاف الكتب والمخطوطات التي لم تنشر
كلها تتحدث عن الجنس بأسمائها الواضحة وعن الشذوذ واللواط / فما أثار شهيتك هذه
لتشبع غرائزك عن/ فرويد/ . حيث أراك متبنياً قوله /الجنس كل شيئ / والرضيع يجامع
أمه في ثديها / فإن تاريخ كل أمة وتراثها فيه للواشي وللشاني مقال والأمة التي
تتنكر لتاريخها وقيمها تطرح من الوجود وتذوب في المطروح , فالجمال في التطورالماسك
الراد إلى........... وليس الراد على .....فهل تريدنا أن نصفق لسلمان رشدي وليلاه
. وليلى عثمان ونصراه . فمن الذي منع طباعة ونشر أبي نواس وأبي العلاء يا صاحبي :
لم تسأل نفسك يوماً كيف وصل هذا التراث إليك حتى عصرك التنويري أسمعت منوراً كما
تسمي نشر ديوان أبي نواس أم هم الظلاميون الذين اتهمتهم فابحث عن الموانع
والمانعين فهم بين جنبيك وعلى كتفيك وبين يديك فالذي منع أبو نواس من الدخول لداره
بعد ألف عام الذي اتهمه بالشعوبية أمثالك لأن غيرة أبي نواس على أمته ومروءته
ووطنه أغضبه فيها التقوقع وضياع الحق فثار عليها بألفاظه فرشقتم الحجارة على قبره
واتهمتم السلطة والظلاميين والملتحين . فأي ثقافة هذه قصدت في مقالك وأي أشخاص
بكيت عليهم فأنا أعرف واحداً منهم لايملك القدرة حتى ولو بالفكر أن يؤثر في بيته
وأهله وجواره إنما هو خالف ليعرف فهزم . وهل يقف النمو والتطور عند بضع أشخاص من
أصل ملايين, ونحيبك على وزارة الثقافة المصرية ووليمتها بعد عشرين عام يدل على
تواطئ السلطة مع الظلاميين أم معكم يا صاحبي الفانتازي . فأترفع بك عن المهاترة
والإستخفاف بمشاعر الوسط العام وكل خضوع لغير الله مذلة .
/6/2/2001/
/ 13/11/1421/
الشيخ الحاج سلمان آل سليمان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهى
------------------------------------------------____________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
المحرر نيوز .......... كل عام
وأنت بخير . تحية طيبة وبعد:
أكبر
فيكم هذه القوة وهذا السمو فأنتم بحق أكبر من ناقديكم فتنشروا ما لكم وما عليكم .
وهذا الكلام يأتيكم من متابع لدوريتكم وانتقدكم بقسوة وعذره أن جرحه كان كبير
وصدركم كان عريضاً واسعاً .
كثيرة هي الأسئلةوالرسائل التي وصلتني بخصوص ما نشر في العدد/224/ وقد نفذت
عندنا في حماه في اليوم الثاني فمن هذه الأسئلة ما هو معكم ومنها ما هو معنا .
وأتقدم بالشكر والاعتذار لكم ومنكم لأنكم فتحتم كوة نور في ظلام الإعلام
الذي يصل ألينا . نعم قليل من الكلام في زمن الصمت وقليل من الصراحة في زمن الخوف
. وأقترح أن يكون في دوريتكم بابا مخصصاً للبحث والرأي والحوار والتواصل ليس فقط
لكبار الباحثين و الكتاب والناشرين كما نقرأ عندكم أحياناً بل هو لكل راغب يود أن
يكاتبكم في ذلك متعاقداً معكم أم لا ومن الضرورة أن يضمن حقه وينال حقوقه كأي ناشر
وانطلاقاً من هذا الاقتراح الذي سرتم معه سابقاً في نشركم مقالات للأحزاب السياسية
في سوريا. إذاً انطلاقاً من هذا سأبدأ برسالة لكم ولدت من لقاء جرى منكم مع امام
الأزهر الشريف ونشر بالعدد /225/ الأخير وربما من يسأل لماذا شيخ قصيٌ مغمورٌ مثلي
ينتقد اماما كبيراً كالسيد الطنطاوي لكني أؤكد أن ذلك مني ليس فضولاً وليس تسلقاً إنما
هو مسألة فقهية ينبغي الانتصار لها رغم الفوارق .فأقول : سيدي إمام الأزهر الشريف
سيد طنطاوي الفضيل ليس لمثلي أن يحاور مثلكم لولا أنكم تؤمنون بالحوار ومع الحديث
الشريف /ص/ إن المؤمن مرآة أخيه / . سيدي خلال لقائكم الصحفي مع المحرر نيوز وفي
السؤال الأخير الموجه إليكم حرصتم ودافعتم عن لقائكم بالحاخام اليهودي رغم معارضة
الجميع لكم وانتم رمز ديني إسلامي . فلفت انتباهي عدم الاكتراث بالسادة الأزهريين
وغيرهم من الذين عارضوكم وأسأل مقامكم العالي عن الآية الكريمة(( ولا تجادلوا أهل
الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم )) فهل هذا الحاخام اليهودي ليس من
الذين ظلموا ؟؟ فما كدنا ننسى فتوى التكفير لنسبة كبيرة من المسلمين من قبلكم حتى
تذكرنا هذه الفتوى من جنابكم الفاضل من منطلق الدعوى للألفة والمحبة والتقريب بين
العالمين هذا الحوار قادني لموضوع الإنتماء بين الجغرافيا والتاريخ حيث أصبحنا في
هذه الأيام و أمسينا مع الضياع في عالم العولمة و التحديث فنتحدث عن الإنتماء من
زواياه الضيقة وقد فتح لنا بابه الواسع لنبحث عنه مطلباً استراتيجياً في انتمائنا
الإسلامي .
فيندهش العاقل المسلم والمحب للإسلام من غير المسلمين عندما يرى في عالم
العولمة أن الكون أصبح قرية صغيرة في البحث والسياسة والإطلاع وهو قد صار مجموعة
من الأكوان الضيقة في المحبة والوحدة والإيمان . حيث عصرت الجغرافيا والتاريخ
لصالح الجسد الشهواني في عالم العولمة وبقيت الحياة الروحية العاقلة مجزأة
بخاماتها خارج العولمة0فعلى مستوى الإسلام نرى برمجة شبكة
الإنترانيت من خلال المذاهب
الأربعة دون سواها تجسيداً للتفرقة في حاضرات المسلمين فهل الإنتماء يشترط التمذهب
والتأقلم أم هو كل مذاهب الإسلام التي تجاوزت العشرين مذهب ماعدا الخلايا والزوايا
والمنادب والتكايا والجماعات أو على الأصح هو اسلام ماقبل المذاهب . حتى صارت
العولمة توسيعاً وتسريعاً لنشر الإختلاف والفرقة وإلغاء الإنتماء الإسلامي في
واحدات الانتماءات اللإسلامية . وقد حضرتني وأنا أكتب هذه السطور جلسة افتاء إذ
سأل أحدهم مفتياً إسلامياً في مسألة ميراث فأفتى له بالمذهب الفلاني كذا وبالمذهب
الأخر كذا فسألت المفتي آنذاك أليست هذه المذاهب كلها إسلاميةً قال نعم قلت لماذا لم نقل أن الإسلام
وضع أكثر من حلٍ لهذه المسألة فمن حلولها كذا وكذا ؟؟يأخذ السائل ما يناسبه ويبقى
ضمن الإسلام . الا ترى ان لمسألة رياضية أكثر من وجه للحل وكلها تعطي النتيجة
الصحيحة . فالفارق كبير بين الإنتماء الإسلامي والإنتماء المذهبي أو الجغرافي
والتاريخي فكيف يكون جغرافيا ونرث رسوم حضارة ما في البلاد مغايرة لأهلها وكيف
يكون تاريخاً ونرث ألواناً ثقافية وسياسية في تواريخ شعوب مغايرةواذا كان مذهبياً
لماذا تحصل التحولات والمداخلات فالانتماء الإسلامي يقوم على التعامل الإنساني ليس
الا بأساس عام ومفهوم شامل فانتصار القوميين في البرلمان التركي نغص المجتمع
التركي وانتصاره في سو يسرة أحرج الديمقراطية الأوربية وسبقْ القومية الإسرائيلية
في الكنيست آذن بخطرٍ عام يوماً ما . وانتصار العرقية في الهند في موضع ترقب من
قبل السياسة العالمية المسيطرة . فأي
انتماء لغيرالفكرة والمنهج يعتبر تعصباً يتكلم فيه العقل الباطن وليس سواه .
فعندما ألغت الشيوعية الأممية فكرة ربط الاستراتيجية بالقومية أو الوطنية ونشرت
على ذلك كله بريقاً واحداً ليس فيه انتماء جذري من خلال واقع الإنسان رأيناها قد
انحسرت لأنها تجاهلت أرضية الإنسان الحقيقية وداست عليها وحاولت بالضغط والإكراه
أن تخرجها من ظهر هذا الإنسان ففشلت لأن قوة الإنسان في ظهره .
فعندما نتحسر وندفع بسخاء على ايبلا وماري وموآب و بصرى ورأس شمرا والأندلس
وغيرهم نرى مسألة غريبة السر بعيدة الغور لكنهم لا يطلقون عليها الأصولية أما
عندما نتذكر ونسأل سلمان الفارسي . وصهيب الرومي . وبلال الحبشي . وصلاح الدين
الكردي . وقطز التركي وسيف الدولة العربي بأي انتماء رضي الله عنكم نشرتم الإسلام
وأسلمتم وحررتم القدس وتحررتم وقاتلتم الروم واليهود وقوتلتم لجاء الجواب
بالإنتماء الإسلامي وليس في الإنتماء الجغرافي أوالتاريخي .
وهل كتب ابن سينا والفارابي وابن رشد وابن المقفع علومهم باللغة العربية
ليعلنوا الإنتماء لغير الإسلام أم لأن العربية لغة الإسلام . فنشعر بأن الإنتماء
فوق ما تأريخ وفوق ما جغرافيا فقد شطبت أمم كثيرة انتماءاتها أمام المنهج الإسلامي الواحد الموحد . فليس من
ينشد إمبراطوريات فارس وروما واليونان والصين والهند ومصر حيث استقر في أعمق هذه
الحضارات الإنتماء الإسلامي وليس تعصباً إنما لأن الرسالة الإسلامية معتدلة
ومتوازنة وواقعية وشاملة تموت في تعاليمها العصبيات وعللها الاجتماعية فهي رسالة
قيم وأخلاق وأحكام وميثاق فلم يرث المسلم تمايزاً إلا بالتقوى /لافضل لعربي على
عجمي إلا بالتقوىإن أكرمكم عند الله أتقاكم / فالتقوى وسيلة لغاية الفضيلة وفيها
يعمل الإنسان بعقله الحر الواعي ليتميز هذا الطريق فيستقيم مع الواقع وهو مرتبط
بحبل الله المتين والعروة الوثقى .فقد قال صاحب هذه الرسالة الأخير لها سيدنا محمد
/ص/لمن حاربوه وقاتلوه وسلبوه وأصحابه ومثلوا وأكلوا جثة سيد الشهداء الحمزة /ع/
قال لهم /ص/ اذهبوا فأنتم الطلقاء .وامتد الإنتماء الإسلامي رغم كل ما حدث الى
أقاصي الكون حتى صار المسلم اليوم ربع العالم وذلك بفضل مؤسسين مترابطين متعاونين
لايجمعهم إلا الانتماءالإسلامي ويجمعهم مسجد واحد وخطبة واحده وحرم واحد وإمام
واحد . فهل العولمة اليوم من عين ذلك الإنتماء حتى صار الواقع الذي نتألم فيه
جميعا لأغراض السياسة والدين والإقتصاد .
فعندما كانت وسيلة الإستيعاب الاجتماعي تقوم على التصادم والصراع أنتجت
كثيرا من الرواسب في الأهداف وعندما تحولت للحوار عزلت كثيرا من هذه الرواسب
والبقايا ولا يتم الصفاء الخالص الا بالحوار الهادف الى التواصل لأنه كثيرة هي
الحوارات التي تنتهي بالبغضاء والكراهية والتواصل لا يكون الا بالواقعية والصراحة
واعتماد أقل القواسم المشتركة بالتضحية والسخاء ,فتزرع في الأعماق بذور الانتماء
السليم لتخضر وتنموا وتورق وتزهر وتثمر ,فكان ابراهيم حنيفا مسلما وكذلك يعقوب
وسليمان وموسى وعيسى وجميع الأنبياء كلهم والحواريون قالوااشهد بأنا مسلمون .
فهذه الاشارات الموجزة والمعبرة ضرورية في تحديد معنى الانتماء وضرورته في
هذا العالم الذي تكثر فيه لعبة شد الحبل لإعتلاء الأرآئك والعروش فكل كبير وصغير
وواسع وضيق لايعبر عن ذوات الشعوب والأمم ويذوب أمام الإنتماء فوق ما تاريخ وفوق
ما جغرافيا أو غير ذلك . وقال تعالى(وقولوا /المسلمون/آمنابالذي انزل إلينا /القرآن/وأنزل إليكم /كتب
وصحف/وإلهنا وإلهكم إله واحد ونحن له مسلمون
وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به
وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ).
وفي الخاتمة يجدر بنا الإهتمام أن اللقاء مع الذين ظلموا وبرمجة الإنترانيت
على مذهب دون آخر وبرمجة القرآن والسنة لتفسير دون تفسيريعتبر ذلك كله تجسيداً
لانتماءات مجزأة غير موحدة وغير واحدة وفي ذلك لايكون العلم والمال وسيلتان لبلوغ
غاية الفضيلة بمسار التقوى المستقيم فالخطورة ليست بالتجمعات البشرية المتعددة
للعمل والسكن والحياة والنشاط إذا كان الإنتماء واحداً إسلامياً أما هي هذه
الخطورة أذا كانت متأسلمة عصبية جاهلية متناسية فطرة الله التي فطر الناس عليها
تقوم على التطبع والتكلف العصريين ويسوق ذلك كله الاستشراق والعولمة والمقارنة
فهذا هو الإرهاب الحقيقي الذي يقتل الروح والقلب والحب وأعظم وأشد خطراً من
الإرهاب الذي يقتل الجسد ففي الأول تعتز الأصولية ويضوغ أريجها في الكون وفي
التالي تتقزم وينفر منها العالمون . وفوق كل ذي علم عليم .
الشيخ الحاج سلمان آل سليمان
حماه / الخميس / 13/ كانون الأول / 2000/لميلاد المسيح/ع/
/6 / شوال / 1420/ لهجرة الرسول /ص/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهى
تعليقات
إرسال تعليق