صلاة الجمعة
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9 صدق الله العلي العظيم .
صلاة الجمعة وفضلها واجب شرعي باجماع المسلمين ويومها عند المسلمين أكبر الأعياد وفيه راحة وتطييب ولقاء وتحبيب وترهيب وترغيب .
فما اعظم اللقاء بين يدي الله ولجلال الله فهذا اليوم وساعته شطره الله بالفضل بينه وبين عباده فجعل ميزانه بادائها على مختلف مذاهب الاسلام لأنه في الخطبتين والركعتين توحيد وتمجيد وترشيد .
فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال : / إنما فرض الله عز وجل على الناس من الجمعة الى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة منها صلاة واحدة فرضها الله عز وجل في جماعة وهي الجمعة والقراءة فيها جهار والغسل فيها واجب /.
وقال /ع/ : قال رسول الله /ص/ من أتى الجمعة إيمانا واحتسابا استأنف عمله /.
وقال /ص/ لايسأل الله عبد فيها خيرا إلا أعطاه /.
و حديث الرسول الكريم /ص// ما طلعت الشمس على يوم افضل منه وفية ساعة لا توافقها ساعة من يدعوا فيها الله بخير استجاب له ومن استعاذ من شر أعاذه منه /
واي ساعة هذه الا ساعة اداء صلاة الجمعة .
وقال الصادق /ع/ :/ ما من قدم سعت الى الجمعة إلا حرم الله جسدها على النار /.
ووقتها عند الزوال واخر وقتها الى ان يصل الظل بطول صاحبه وتمتد لاكثر من ذلك اذا دعت الضرورة ولا خلاف في ذلك بشيء عند جميع المسلمين .
لكن وقتها مضيق حيث لا تقضى إذا فاتت
فعن أبي جعفر /ع/ قال /وقت صلاة الجمعة يوم الجمعة ساعة تزول الشمس ووقتها في السفر والحضر واحد ....وصلاة العصر يوم الجمعة في وقت الأولى في سائر الأيام /.
وهي فريضة واجبة على المسلم فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال :/صلاة الجمعة فريضة والإجتماع إليها فريضة مع الإمام فإن ترك رجل من غير علة ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة إلا منافق /.
وعنه /ع/ جاء نفر ..........الى رسول الله/ص/ فسألوه عن سبع خصال منها يوم الجمعة فقال :/ أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين فما من مؤمن مشى فيه الى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيمة ثم يأمر به الى الجنة /.
وتتضمن صلاة الجمعة أيضا صلاة الجماعة وقال /ع/ من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علة فلا صلاة له /.
ونلاحظ من جملة هذه الأحاديث أنها تتوجه للمؤمن ومن لم يقر بالولاية ليس مؤمنا لأنها من أركان الدين فالصلاة بين المؤمنين أولى من الصلاة بين المسلمين إن أمكن .
وصلاة الجمعة تقوم مقام فريضة الحج لمن لا يستطيع .
حيث جاء أعرابي الى رسول الله /ص/يقال له قليب فقال يا رسول الله إني تهيأت الى الحج كذا وكذا مرة فما قدر لي فقال /ص/ يا قليب عليك بالجمعة فإنها حج المساكين ./
وقال النبي /ص/ في خطبة طويلة نقلها المخالف والمؤالف / إن الله تعالى فرض عليكم الجمعة فمن تركها في حياتي وبعد موتي استخفافا بها أوجحودا لها فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له. الا ولا زكاة له. ألا ولا حج له .الا ولا صوم له. الا ولا بر له .حتى يتوب ./
وتقوم الجمعة بخمسة أشخاص بما فيهم الإمام فعن الباقر /ع/ لا تكون الخطبة والجمعة وصلاة ركعتين على أقل من خمسة رهط. الإمام وأربعة ./
وتقوم صلاة الجمعة مقام صلاة الظهر أربع ركعات لأن الخطبتين مقام ركعتين والركعتين مقام ركعتين ويصلى العصر بعدها جمعا ..
فكان الصادق أبي عبدالله /ع/يقول: /إذا كان قوم في قرية صلوا الجمعة أربع ركعات فإن كان لهم من يخطب لهم جمعوا إذا كانوا خمس نفر وإنما جعلت ركعتين لمكان الخطبتين./
وصلاة الجمعة ركعتان مع الإمام ومن فاتته الجمعة فصلاتها كالظهر أربع ركعات
فعن أبي عبد الله /ع/ قال :/صلاة الجمعة مع الإمام ركعتان فمن صلى وحده فهي أربع ركعات /
.
وعن الرضا /ع/ قال من حديث ....ولأن الجمعة عيد وصلاة العيد ركعتان /.
ولا تجوز أي صلاة والإمام على المنبر فعن أبي عبد الله الصادق /ع/ ...ولا يصلي الناس ما دام الإمام على المنبر ...... /
ويجب أن تكون بين الجمعتين ثلاثة أميال فصاعدا أي ما يزيد على ستة كيلومترات
فعن أبي جعفر /ع/ قال :يكون بين الجماعتين ثلاثة أميال يعني لا تكون جمعة إلا وفيما بينه وبين الجعة الثانية ثلاثة أميال وليس تكون جمعة إلا بخطبة قال فإذا كان بين الجماعتين في الجمعة ثلاثة أميال فلا بأس أن يجمع هؤلاء ويجمع هؤلاء /
فالبعد المكاني الجغرافي شرط من شروط اداء فريضة الجمعة متمم لبعدها الحقيقي في اصول العقيدة الاسلامية في شكلها ومضمونها وان اختلف الفقهاء في جزء منها فهم متفقون على الخطبتين والركعتين والمسافة بينهما .
ونحن مع المتفق عليه ومن الضروري ان يحضر جميع المصلين الى مسجد واحد لأن علة العظمة في هذه الفريضة أنها تمثل الوحدة والجماعة .
فان صلاة الجمعة من خلال شكلها ومضونها عبادة الهية جماعية تقوم على الالفة والمحبة والتلاقي والوحدة والشرع والذكر والدعاء
فقد قال الصادق عليه السلام/ ما من قدم سعت الى الجمعة الا حرم الله جسدها على النار / .
وفيما يتعلق بالبعد بين الجمعتين فقد ذكرت كتب التفسير وكتب التاريخ قضية مسجد ضرار الذي ذكره الله في سورة التوبة من الآية 107 وما بعدها بقوله عز وجل / {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107 .
وخلاصة هذه القضية كما وردت في كتب التفسير كالأمثل وتفسيرالميزان للقرآن الكريم :
/أن رجلا في زمن الجاهلية يقال له ابوعامر وسماه الرسول /ص/ الفاسق لما صدر منه من التحريض على رسول الله /ص/ وكان قد اعتنق النصرانية وسلك مسلك الرهبانية وكان يعد من الزهاد والعباد وله نفوذ واسع في طائفة الخزرج ولما انتصر الرسول في بدر وأقام مسجدا في قباء أحس ان الناس ستنفض من حوله .
علما أنه كان من المبشرين بظهور النبي /ص/ فقرر محاربة الإسلام واتفق مع بني غنم أن يبنوا مسجدا قريبا من مسجد قباء وتم بناء ه لأربعة أهداف كما وصفها القرآن الكريم هي الضرر في المسلمين فسمي مسجد ضرار وتعطيل حركة الإسلام بما فيها بناء المساجد والتفريق بين المسلمين فتقل عظمة التجمع والوحده في مسجد قباء الذي كان قريبا منه ويصبح مقرا للمخالفين .
ولكن الله نهى نبيه ان يصلي به ونهى المؤمنين حكما وأمرهم أن يصلوا في المسجد الأول بقوله تعالى :/ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{110}
وكان بناء هذا مسجد ضرار كما يقول القرآن على سفح /شفا جرف هار /وتم تدشينه في شهر شعبان كما يقول المؤرخون وأمر الرسول /ص/ بهدمه بعد عودته من غزوة تبوك .
فقصة هذا المسجد درس لكل المسلمين لذلك قال الفقهاء إذا لم تكن هذه المسافة ثلاثة أميال مراعاة بين جمعتين فالتالية باطلة .
ومن بركات هذه الصلاة استجابة الدعاء فإن رسول الله /ص/ قال /لا يسأل الله عبد فيها خيرا إلا أعطاه /
ومن آداب صلاة الجمعة للمصلين رواية الصادق عن آبائه /ع/ قال :نهى رسول الله عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب /وأن عليا /ع/ قال :/ يكره الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب /.
ومن آدابها للخطيب قال أبو عبد الله /ع/ ينبغي للإمام الذي يخطب الناس يوم الجمعة أن يلبس عمامة في الشتاء والصيف ويتردى ببرد يمنية /.
وعن علي /ع/ قال: من السنة إذا صعد الإمام المنبر أن يسلم إذا استقبل الناس /
وكان رسول الله /ص/ إذا خرج الى الجمعة قعد على المنبر حتى يفرغ المؤذن./
ويستحب السبق والمباكرة وعدم التأخير عن وقتها وخصوصا في شهر رمضان
فعن جابر قال :/ كان أبوجعفر /ع/ يبكر الى المسجد يوم الجمعة حين تكون الشمس قيد رمح فاذا كان شهر رمضان يكون قبل ذلك وكان يقول إن لجمع شهر رمضان على جمع سائر الشهور فضلا كفضل شهر رمضان على سائر الشهور /
وإذا تأخر المصلي لظروف قاهرة وأدرك الخطبة يكون حضر الجمعة فعن أبي عبد الله /ع/ قال : /الجمعة لا تكون إلا لمن أدرك الخطبتين /.
ومن الواجبات على من يحضر الجمعة الغسل وأفضله من بعد صلاة فجر الجمعة الى ماقبلها بما يكفي لحضورها باكرا وتقليم الأظفار وقص الشعر والطيب
فعن أبي عبد الله /ع/ تقليم الأظفار وقص الشارب وغسل الرأس بالخطمي /الصابون / كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق /
ومن أهم الواجبات في الجمعة الصدقة بما تيسر فعن الباقر /ع/ قال : / إذا أردت أن تتصدق بشيء قبل الجمعة فأخره الى يوم الجمعة /.والصادق /ع/ يقول : / الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام وقال /ع/ .:/الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف /.
ومن عظيم الأعمال يوم الجمعة الدعاء وخصوصا في ساعة الصلاة قال أبو عبد الله /ع/ إن المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخر الله حاجته التي سأل الى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة ./
ويستحب الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد فيها
فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال : ما من شيء يعبد الله به يوم الجمعة أحب إلي من الصلاة على محمد وآل محمد /.
ويستوجب التزين ولبس أنظف الثياب والوقار وفعل الخير يوم الجمعة
فعن أبي عبد الله /ع/ في قول الله عز وجل /خذوا زينتكم عند كل مسجد / قال في العيدين والجمعة /.وعن الباقر /ع/ لاتدع الغسل يوم الجمعة فإنه سنة وشم الطيب ولبس صالح ثيابك ...........وقال الغسل واجب يوم الجمعة /
ويكره السفر بعد طلوع الفجر يوم الجمعة وقبل الصلاة ويستحب بعد الصلاة ويوم السبت
فعن علي بن محمد الجواد /ع/ قال :/ يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة بكرة إلا من أجل الصلاة أما بعد الصلاة فجائز يتبرك به /
ويحرم البيع عند النداء للصلاة
وروي أنه كان بالمدينة إذا أذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد حرم البيع حرم البيع لقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع /.
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9 صدق الله العلي العظيم .
صلاة الجمعة وفضلها واجب شرعي باجماع المسلمين ويومها عند المسلمين أكبر الأعياد وفيه راحة وتطييب ولقاء وتحبيب وترهيب وترغيب .
فما اعظم اللقاء بين يدي الله ولجلال الله فهذا اليوم وساعته شطره الله بالفضل بينه وبين عباده فجعل ميزانه بادائها على مختلف مذاهب الاسلام لأنه في الخطبتين والركعتين توحيد وتمجيد وترشيد .
فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال : / إنما فرض الله عز وجل على الناس من الجمعة الى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة منها صلاة واحدة فرضها الله عز وجل في جماعة وهي الجمعة والقراءة فيها جهار والغسل فيها واجب /.
وقال /ع/ : قال رسول الله /ص/ من أتى الجمعة إيمانا واحتسابا استأنف عمله /.
وقال /ص/ لايسأل الله عبد فيها خيرا إلا أعطاه /.
و حديث الرسول الكريم /ص// ما طلعت الشمس على يوم افضل منه وفية ساعة لا توافقها ساعة من يدعوا فيها الله بخير استجاب له ومن استعاذ من شر أعاذه منه /
واي ساعة هذه الا ساعة اداء صلاة الجمعة .
وقال الصادق /ع/ :/ ما من قدم سعت الى الجمعة إلا حرم الله جسدها على النار /.
ووقتها عند الزوال واخر وقتها الى ان يصل الظل بطول صاحبه وتمتد لاكثر من ذلك اذا دعت الضرورة ولا خلاف في ذلك بشيء عند جميع المسلمين .
لكن وقتها مضيق حيث لا تقضى إذا فاتت
فعن أبي جعفر /ع/ قال /وقت صلاة الجمعة يوم الجمعة ساعة تزول الشمس ووقتها في السفر والحضر واحد ....وصلاة العصر يوم الجمعة في وقت الأولى في سائر الأيام /.
وهي فريضة واجبة على المسلم فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال :/صلاة الجمعة فريضة والإجتماع إليها فريضة مع الإمام فإن ترك رجل من غير علة ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة إلا منافق /.
وعنه /ع/ جاء نفر ..........الى رسول الله/ص/ فسألوه عن سبع خصال منها يوم الجمعة فقال :/ أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين فما من مؤمن مشى فيه الى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيمة ثم يأمر به الى الجنة /.
وتتضمن صلاة الجمعة أيضا صلاة الجماعة وقال /ع/ من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علة فلا صلاة له /.
ونلاحظ من جملة هذه الأحاديث أنها تتوجه للمؤمن ومن لم يقر بالولاية ليس مؤمنا لأنها من أركان الدين فالصلاة بين المؤمنين أولى من الصلاة بين المسلمين إن أمكن .
وصلاة الجمعة تقوم مقام فريضة الحج لمن لا يستطيع .
حيث جاء أعرابي الى رسول الله /ص/يقال له قليب فقال يا رسول الله إني تهيأت الى الحج كذا وكذا مرة فما قدر لي فقال /ص/ يا قليب عليك بالجمعة فإنها حج المساكين ./
وقال النبي /ص/ في خطبة طويلة نقلها المخالف والمؤالف / إن الله تعالى فرض عليكم الجمعة فمن تركها في حياتي وبعد موتي استخفافا بها أوجحودا لها فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له. الا ولا زكاة له. ألا ولا حج له .الا ولا صوم له. الا ولا بر له .حتى يتوب ./
وتقوم الجمعة بخمسة أشخاص بما فيهم الإمام فعن الباقر /ع/ لا تكون الخطبة والجمعة وصلاة ركعتين على أقل من خمسة رهط. الإمام وأربعة ./
وتقوم صلاة الجمعة مقام صلاة الظهر أربع ركعات لأن الخطبتين مقام ركعتين والركعتين مقام ركعتين ويصلى العصر بعدها جمعا ..
فكان الصادق أبي عبدالله /ع/يقول: /إذا كان قوم في قرية صلوا الجمعة أربع ركعات فإن كان لهم من يخطب لهم جمعوا إذا كانوا خمس نفر وإنما جعلت ركعتين لمكان الخطبتين./
وصلاة الجمعة ركعتان مع الإمام ومن فاتته الجمعة فصلاتها كالظهر أربع ركعات
فعن أبي عبد الله /ع/ قال :/صلاة الجمعة مع الإمام ركعتان فمن صلى وحده فهي أربع ركعات /
.
وعن الرضا /ع/ قال من حديث ....ولأن الجمعة عيد وصلاة العيد ركعتان /.
ولا تجوز أي صلاة والإمام على المنبر فعن أبي عبد الله الصادق /ع/ ...ولا يصلي الناس ما دام الإمام على المنبر ...... /
ويجب أن تكون بين الجمعتين ثلاثة أميال فصاعدا أي ما يزيد على ستة كيلومترات
فعن أبي جعفر /ع/ قال :يكون بين الجماعتين ثلاثة أميال يعني لا تكون جمعة إلا وفيما بينه وبين الجعة الثانية ثلاثة أميال وليس تكون جمعة إلا بخطبة قال فإذا كان بين الجماعتين في الجمعة ثلاثة أميال فلا بأس أن يجمع هؤلاء ويجمع هؤلاء /
فالبعد المكاني الجغرافي شرط من شروط اداء فريضة الجمعة متمم لبعدها الحقيقي في اصول العقيدة الاسلامية في شكلها ومضمونها وان اختلف الفقهاء في جزء منها فهم متفقون على الخطبتين والركعتين والمسافة بينهما .
ونحن مع المتفق عليه ومن الضروري ان يحضر جميع المصلين الى مسجد واحد لأن علة العظمة في هذه الفريضة أنها تمثل الوحدة والجماعة .
فان صلاة الجمعة من خلال شكلها ومضونها عبادة الهية جماعية تقوم على الالفة والمحبة والتلاقي والوحدة والشرع والذكر والدعاء
فقد قال الصادق عليه السلام/ ما من قدم سعت الى الجمعة الا حرم الله جسدها على النار / .
وفيما يتعلق بالبعد بين الجمعتين فقد ذكرت كتب التفسير وكتب التاريخ قضية مسجد ضرار الذي ذكره الله في سورة التوبة من الآية 107 وما بعدها بقوله عز وجل / {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة107 .
وخلاصة هذه القضية كما وردت في كتب التفسير كالأمثل وتفسيرالميزان للقرآن الكريم :
/أن رجلا في زمن الجاهلية يقال له ابوعامر وسماه الرسول /ص/ الفاسق لما صدر منه من التحريض على رسول الله /ص/ وكان قد اعتنق النصرانية وسلك مسلك الرهبانية وكان يعد من الزهاد والعباد وله نفوذ واسع في طائفة الخزرج ولما انتصر الرسول في بدر وأقام مسجدا في قباء أحس ان الناس ستنفض من حوله .
علما أنه كان من المبشرين بظهور النبي /ص/ فقرر محاربة الإسلام واتفق مع بني غنم أن يبنوا مسجدا قريبا من مسجد قباء وتم بناء ه لأربعة أهداف كما وصفها القرآن الكريم هي الضرر في المسلمين فسمي مسجد ضرار وتعطيل حركة الإسلام بما فيها بناء المساجد والتفريق بين المسلمين فتقل عظمة التجمع والوحده في مسجد قباء الذي كان قريبا منه ويصبح مقرا للمخالفين .
ولكن الله نهى نبيه ان يصلي به ونهى المؤمنين حكما وأمرهم أن يصلوا في المسجد الأول بقوله تعالى :/ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{110}
وكان بناء هذا مسجد ضرار كما يقول القرآن على سفح /شفا جرف هار /وتم تدشينه في شهر شعبان كما يقول المؤرخون وأمر الرسول /ص/ بهدمه بعد عودته من غزوة تبوك .
فقصة هذا المسجد درس لكل المسلمين لذلك قال الفقهاء إذا لم تكن هذه المسافة ثلاثة أميال مراعاة بين جمعتين فالتالية باطلة .
ومن بركات هذه الصلاة استجابة الدعاء فإن رسول الله /ص/ قال /لا يسأل الله عبد فيها خيرا إلا أعطاه /
ومن آداب صلاة الجمعة للمصلين رواية الصادق عن آبائه /ع/ قال :نهى رسول الله عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب /وأن عليا /ع/ قال :/ يكره الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب /.
ومن آدابها للخطيب قال أبو عبد الله /ع/ ينبغي للإمام الذي يخطب الناس يوم الجمعة أن يلبس عمامة في الشتاء والصيف ويتردى ببرد يمنية /.
وعن علي /ع/ قال: من السنة إذا صعد الإمام المنبر أن يسلم إذا استقبل الناس /
وكان رسول الله /ص/ إذا خرج الى الجمعة قعد على المنبر حتى يفرغ المؤذن./
ويستحب السبق والمباكرة وعدم التأخير عن وقتها وخصوصا في شهر رمضان
فعن جابر قال :/ كان أبوجعفر /ع/ يبكر الى المسجد يوم الجمعة حين تكون الشمس قيد رمح فاذا كان شهر رمضان يكون قبل ذلك وكان يقول إن لجمع شهر رمضان على جمع سائر الشهور فضلا كفضل شهر رمضان على سائر الشهور /
وإذا تأخر المصلي لظروف قاهرة وأدرك الخطبة يكون حضر الجمعة فعن أبي عبد الله /ع/ قال : /الجمعة لا تكون إلا لمن أدرك الخطبتين /.
ومن الواجبات على من يحضر الجمعة الغسل وأفضله من بعد صلاة فجر الجمعة الى ماقبلها بما يكفي لحضورها باكرا وتقليم الأظفار وقص الشعر والطيب
فعن أبي عبد الله /ع/ تقليم الأظفار وقص الشارب وغسل الرأس بالخطمي /الصابون / كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق /
ومن أهم الواجبات في الجمعة الصدقة بما تيسر فعن الباقر /ع/ قال : / إذا أردت أن تتصدق بشيء قبل الجمعة فأخره الى يوم الجمعة /.والصادق /ع/ يقول : / الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام وقال /ع/ .:/الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف /.
ومن عظيم الأعمال يوم الجمعة الدعاء وخصوصا في ساعة الصلاة قال أبو عبد الله /ع/ إن المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخر الله حاجته التي سأل الى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة ./
ويستحب الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد فيها
فعن أبي جعفر الباقر /ع/ قال : ما من شيء يعبد الله به يوم الجمعة أحب إلي من الصلاة على محمد وآل محمد /.
ويستوجب التزين ولبس أنظف الثياب والوقار وفعل الخير يوم الجمعة
فعن أبي عبد الله /ع/ في قول الله عز وجل /خذوا زينتكم عند كل مسجد / قال في العيدين والجمعة /.وعن الباقر /ع/ لاتدع الغسل يوم الجمعة فإنه سنة وشم الطيب ولبس صالح ثيابك ...........وقال الغسل واجب يوم الجمعة /
ويكره السفر بعد طلوع الفجر يوم الجمعة وقبل الصلاة ويستحب بعد الصلاة ويوم السبت
فعن علي بن محمد الجواد /ع/ قال :/ يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة بكرة إلا من أجل الصلاة أما بعد الصلاة فجائز يتبرك به /
ويحرم البيع عند النداء للصلاة
وروي أنه كان بالمدينة إذا أذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد حرم البيع حرم البيع لقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع /.
تعليقات
إرسال تعليق