تزامنا مع يوم الإيدز العالمي
اعيد للذاكرة وللضرورة محاضرة ألقيت بالمركز الثقافي في بانياس الساحل مع كافة ممثلي الطوائف في سورية ومسؤولي الدولة والأطباء بيوم الإيدز العالمي لعام 1995 م
الاخوة والاخوات:
الحمد لله والشكر لله والصلاة والسلام على انبياء الله و على النبي محمد وآله ومن والاه 0
عندما يتكلم رجل الدين بظاهرة اجتماعية يؤخذ كلامه بالجدية والمسؤولية حيث ينبغي ان يكون بالايمان يتحلى وبالحقيقة يتجلى والى الله الواحد يتولى .وبعد:
ان اليوم العالمي لمكافحة مرض الايدز يعتبر محطة انتباه لكلام في داء هذا العصر الوبيء اذ يمتزج الحرف بالعلة فتصدع الكلمة في النفس ولا أحد يجهل اليوم الذنوب المتعمدة التي ارتكبتها الافعى ثلاثية الرؤوس الماسونية الصهيونية التكفيرية / في مشتبهات ضد الحضارة الحديثة وضد حقوق الانسانية جمعاء ولا نتصور ان احدا لا يتنبه الى خطر الايدز الذي سجل على البشرية شواهد من التطرف وسوء التصرف تجاه القيم الفاضلة النقية ومضار هذا الداء يهدد الحياة فوق ما تهدده المدمرات النووية والحروب العالمية .
و ساقف بهذا الاتجاه عند المطلوب مني فقط كرجل دين مبينا بما استطيع نظرة الاسلام ومفهومه في الماضي والحاضر والمستقبل .حول الدواء الوحيد للوقاية والعلاج من هذا الخطر المخيف وان كان تجار الرزيلة لا يؤمنون بهذا الدواء لانه العقبة الكأداء أمام فسوقهم وفسادهم
فالروابط الاجتماعية الزوجية والمعايير الدينية الضابطة لها هي الوقاية والعلاج لهذا الوباء الخطير فالدعوات التربوية التي لا تهتم بالاخلاق والادب واصبحت قوانينا وشرائعا يثاب ويعاقب المرء عليها لا يتوازن فيها السلوك الذاتي الفردي مع السلوك الاجتماعي وبهذا لاتتوازن الصحة والسلامة والسعادة والامان والاستقرار في الأسر البشرية فلقد اعتبر الاسلام عدم الالتزام بالعلاقة الزوجية المضبوطة بالكرامة والغيرة من مسببات هذا الداء والعدوى به وفي وصف بديع أقام القران الكريم العمارة الزوجية بالعصمة والمتعة والعفة والحصانة وأحسن المعاشرة فقال عز وجل / وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ / فيعتبر هذا من اقوى روابط المجتمعات في كل العصور لأنه :
يوفر الاستقرار والطمانينة مع الأمان في المعاشرة والجماع بين الجنسين لان التوتر والخوف في هذه اللحظات يشوه هذه العلاقة الطاهرة
فيفتح باب الإصابة بالمرض على قدرالاضطراب القائم معها
فعندما لا يكون التعامل الجنسي باعتراف اجتماعي وعقيدة روحية وليس بما يعاكس العرف والرضى يدفع للتعب والتخوف والتوتر والرعب والإنفلات
فيجتمع الضعف النفسي مع الضعف الجسدي فيتهيأ مرة بعد مرة الجسم للمرض
وهنا سر اسرار الخطبة والاعراس وراحة الأفراح
أمااستحداث المفاهيم الزائفة لأدعياء التطور والإختلاق ليس الا طيران البشر في الهواء بلا وسائط0
وامر الاسلام بكتابه الكريم والسنة المطهرة بغض النظر وحفظ الفرج ودعا الى السلامة والصحة في الطب النبوي وذكر مع ذلك الداء والدواء والشفاء في القران الكريم ليكون اول الحديث اقواه واصفاه مجسدا دور العفة والحصانة والوقاية من داء العصر الايدز0
ولهذا المرض الخطير الراشح عن علاقات الزنى والاباحية الجنسية وعدم الشعور بالاستقرار الاجتماعي وغياب المروءة والغيرة الخلقيين اللتين تكونتا بالاعتدال القائم على صدق الحجة والدليل والعفة والحصانة وصنفهما المنهج الاسلامي التربوي اذ قال الامام علي عليه السلام / ما زنى إلا شقي قط/ واوجب /ع/ في الوصية قائلا / وترك الزنى تحصينا للنسب /
وكل امة او جماعة لم يعرف الولد اباه ولا الاب ولده هي امة او جماعة متوحشة بادنى صفات الحيوانية 0
وما رسمته الايدي في غليانها الحضاري الراكد فا ستعملت المراة للفتنة والشهوة بمناسبات مختلفة ومواسم متعددة واستهزأت في عظمتها وقدرتها وجمالها ليست الا غليانا لماء عذب فبرد وركد ففسد ولم يعد صالحا للشرب
ولا بد من القول ان الاسلام وقف عند حد البلوغ الجنسي ووضع له شروطا وعاقب من تجاوزه وكبح جماح المراهقة عند الذكر والأنثى بضوابط أخلاقية قائمة على الوعي والحب والرضى والحياء والحجاب والاداب والانعزال للضرورة 0
فأمراض التناسل بين الناس بتأثير الإنفعالات والقوى الغريزية اذا استمرت بلا وعي فتشتد الحاجة إلى الإيمان والتدين فعلى المرء أن يدرك ذلك فالإنسان السوي قوي مؤمن متناغم يعيش لشعوره المطمئن ولمشاعره التي تسوقه إلى ارضاء حاجاته بالفضيلة
ومن هنا تنمو الغيرة المعتدلة في الذات نموا صحيحا فاضلا وهي التي يدعو الإسلام إليها وهي غيرة الحب والإمتثال للحلال دون الحرام في المجتمع ويتولد التكافل والتضامن مع المحبوب وتطرد السلطوية والأنانية وتدعم العمارة الزوجية والعلاقة الأسرية والبنية الإجتماعية
اما فقدان الشعور بالغيرة يقتل حب الآخر وهو استنزاف لقوى الروح الإعتبارية والذاتية وبالتالي يعني الضعف في دفاعية المرء عن وجوده واسرته وبالتالي عن وطنه .
وفي النهاية يجب أن نعلم أن الإيدز هذا داء العصر يتولد من الإفراط الجنسي والتغافل عن الطهارة البدنية والروحية وضعف الإحساس بطمأنينة المجامعة وصحتها والتعدد والتنوع الفوضوي الذي يقوم على قواعد غير صحيحة والشذوذ المرضي فهذه الأشياء وغيرها مسببات التوتر والجنون وأعراض الأمراض العضوية كالإيدز لاوقاية ولاعلاج لها إلا بالإيمان واتباع الأصول الشرعية والعقائدية والطبية في حسن العلاقة الجنسية والرابطة الأسرية 0
وأن الإديان السماوية بمجملها تقف بالمرصاد ضد الإباحية والشذوذ وتضع القوانين المنظمة والضامنة للأمن والسلامة والإزدهار ولابد من القول أن القوى المعادية للبشرية تعمل جاهدة لدعايات الشذوذ والتفكك الإجتماعي راسمة مقاييس باطلة معادية لميزان الحياة الفاضل والمعافى وما فلحت تلك القوى الشريرة بطمس عيون الحضارة الإيمانية
وبهذا البساط الروحي الموحد والواحد المرتبط بقواعد الهدى والتقى والعقيدة والإيمان يتامن الخير والمعافاة والراحة للجميع من الأوبئة والإرهاق شرعا وقانونا وتصديق بقوة الامان وتوفيق الله ضد كل المؤامرات والموبقات والإنحرافات المعادية للوحدة والإيمان والإخاء 000000والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بانياس الساحل الإثنين /4/12/1995م/
/11/رجب/1414هـ /
الحاج الشيخ الحاج سلمان آل سليمان
إمام وخطيب جامع الزهراء( ع) في بانياس
تعليقات
إرسال تعليق