المبعث والإسراء والمعراج
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين / سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنرية من اياتنا انه هو السميع البصير /
يصادف في السابع والعشرين من هلة رجب في كل عام ذكرى المبعث الشريف والإسراء والمعراج
التي جرى اعجازها قبل هجرة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم الى المدينة المنورة .
هذه المعجزة حجة ايد الله سبحانه وتعالى خاتم الأنبياء بها فجاءت متميزة عما ايد انبياءه السابقين من معجزات .
اذ تميزت بعلو الشان وقدسية المكان وكمال التواصل بين الله والانسان وأمانة الرسالة المسلمة للمبلغ من أعلى مصادرها للمبلغين وللناس كافة .
فقد حدثنا القران الكريم عن تواصلات بين الله وانبيائه اكتسبت خصوصية ليست بالدرجة تلك فمنهم من كلمه الله تكليما ومنهم من رفعه اليه وعلم ادم الاسماء كلها ونادى نوحا وذا النون مستجيبا لهما وأعطى سليمان وداوود ملكهما واتخذ ابراهيم خليلا ورفع ادريس مكانا عليا . أما مقام النبي الخاتم والأفضل كان منفردا حيث الله مع محمد بن عبد الله /ص/ في السموات العلى متجاوزا سدرة المنتهى الى الملأ الأعلى .
حيث تنوعت الصلات بين الباري والانبياء بصيغ شتى في بعضها العلم والكلام وفي بعضها المكان والقربى وتميزت اثنتان في كل ذلك هما في الاولى عند ما تجلى الله لموسى/ع/ على جبل الطور فتدكدك الجبل وخر موسى صعقا وكان التجلي بقبس ما استطاع موسى الثبات لعظمة هذا المتجلي.
وفي الثانية عندما رفع الله عيسى عليه السلام اليه ففي هذه الرفعة توارى عن العالمين في السموات .
فاذا نظرنا الى هاتين الناحيتين في عيسى وموسى/ع/ بالمقارنة مع اسرار الرسول الاعظم محمد /ص/ ومعراجه فنجد ان التجلي بين الرسول و الله عز شانه كان بتلقى عماد دينه مباشرة منه وعاد من ليلته ليصلي بالقوم صلاة الصبح فلم يتوارى ولم يصعق وكان بارتفاعه فاتحة المبعث الشريف و بدايات طوافه بالرحمة للعالمين.
فصلى الله عليك وآلك وسلم ياسيدي يامحمد يااكرم النبيين وخاتم المرسلين .
هذه الواقعة التي تميزت بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم/ وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله او تاتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يؤمنون/.
فبعد ان تواصل الرسول الكريم بالمسلمين مع الله العشاء حمل من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ليتواصل بالأنبياء جماعة مع الله فيه
فكانت أول رابطة مقدسة بين المسجدين وبيان ملكية لنبي الإسلام
بهما فقد نسخت الوثنية والصنمية القرشية من المسجد الحرام ونسخت النصرانية واليهودية الإسرائيلية من المسجد الأقصى في هذه المعجزة المنفردة
فالحرام والأقصى قبلتين كفر المتهاون بأي منهما فكيف لمن يتهاون بهما معا للصهيونية المتنصرنة لحماية كرسيه او مصالحه فيتهافت أمام عيون العالم بلا حياء ولا خجل ليستطبع ويسترضي المستكبرين والغاصبين والظالمين ويتمشدق بحمايتهما وهو يتفرج على الأشلاء المتبعثرة في فلسطين ويغذي القتلة في كل مكان من هذا العالم ويكفر بالمقاومين وبالمجاهدين في كل مكان
ويحرض على الحروب بين الناس والمسلمين مذهبيا في كل حين .
فمن اول قبلة عرج الرسول المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله مع الامين جبريل/ع/ الى السموات العلى فمر عليهن واحدة واحدة وفي كل منهن شاهد من فيها وسلم على حاميها وواليها من الانبياء الى ان بلغ سدرة المنتهى فراى ربه على العرش استوى /فأوحى الى عبده ما أوحى / وسئل الإمام جعفر الصادق /ع/ عن معنى هذه الآية فقال /سر الحبيب مع الحبيب ولا يعلم سر الحبيب إلا الحبيب /
وجرى الحديث الالهي النبوي في ليلة مباركة تسلم فيها القرآن /إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم /
فكانت ليلة المبعث قبل أن تكون ليلة المعراج التي بلغ المصطفى رسالته لأهل السماء في شهر رمضان الذي فرض صيامه على العالمين وقبل أن تكون ليلة الإسراء بداية تبليغ القرآن للناس على عشرين عام ونيف / ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى
وهو بالأفق الأعلى (المبعث مع الحق )
ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ( في المعراج في السموات العلى )
فأوحى الى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى ( في الإسراء للناس أجمعين )
أفتمارونه على ما يرى /نعم أيحتاج الى تصديقكم وهل يقدم أو يؤخر أن صدق فلان أوكذب فلان )
فالرسالة بدات وستملأ الخافقين بل كاد الأمر بين التصديق والتكذيب أن يذهب بريق ووهج هذه المعجزة التي ليس لها مثيل
فجاءت روايات المسخ والتسطير فهذه تقول لاتحدث القوم وهذا يقول صدق وهذا يسأل عن القوافل حتى يصدق وهذا يصف البراق فوق الحمار ودون البغل وهذا يقول كلف بخمسة وخمسين صلاة فاستنجد بموسى ليعيده لله حتى يخفف عنه عدة مرات حتى غدا حديث هذه المعجزة حكاية من حول رسول الله وليست قرآنا من الله تجاوزوه.
فالله يقول /مازاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى / وهم يقولون ويحللون ويستوهمون الروايات والحكايات فصارت المعجزة اسطورة الرواة اللإسرائيليين وأضافوا على القرآن آيات في السورة التي نزلت بهذه المعجزة (سورة النجم ) صارت مادة دسمة لسلمان رشدي وأمثاله فبعد/ لقد رأى من آيات ربه الكبرى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الكبرى/ فقد أرخ الطبري وغيره عمن يراهم صحابة عبارة – تلك الغرانيق العلى فشفاعتهن ترتجى –فهلل المشركون وقالوا آمن محمد بأصنامنا
فهل ؟عن عبث أزيدت هذه العبارة وفي السورة التي ذكرت المعجزة فيها !! فأولئك الرواة والمؤرخون المنافقون الذين احتموا بسلاطين الإمبراطورية الإسلامية فشوهواالإسلام ونبي الإسلام ولا حرج ونعتز بهم ونترحم عليهم ونلعن سلمان رشدي والبابا بندكتس وأمثالهم الذين يحتمون بالإمبراطورية الأمريكية تلميذة الامبراطورية الإسلامية .
فاذا أردنا ديننا الحنيف يجب كشف الحقائق المدفونة وشطب التزييف وإلا ستبقى رؤوسنا في التراب كالنعائم وستستمر الهزيمة والمجتمع الإسلامي اليوم في صحوة ينبغي أن نستفيد منها فهذه الحكايات الي شوهت الإسراء وجعلتها واحدة من الإسرائيليات التي تستخدم لتكذيب الرسالة المحمدية الإسلامية الحنيفة ونحن رواتها ونحن مؤرخوها لأن الأمة ابتعدت عن المنهج الصحيح الذي جاء به النبي ووصى به لأهل بيته الذين إئتمنهم على ذلك دون سواهم فظلموا وحوربوا وأقصوا وسجنوا وقتلوا
ونحن اليوم بذكرى استشهاد واحد منهم في سجن رئيس شرطة الحاكم العباسي هارون ويقولون عنه الرشيد بدلا من الضال ويتباكون على ابو غريب وغوانتناموا فلماذا لايقولون بوش الرشيد فهارون الذي قتل بالسم المثل العالي للدين الإمام الكاظم يسمى رشيدا مكافاة له وبوش الذي يسجن التكفيريين الذين شوهوا الدين الحنيف ليس برشيد والحق لا هارون ولا زميله بوش برشيدين بل هما حاكمان ضالان ظالمان لجهنم مع امثالهم من الظلمة وبئس المصير .
فمن ضرورات الأمة اليوم وغدا أن تتفهم مصداقية تاريخها الظالم وتتنحى عنه وتتحرر من رواسبه الثقيلة التي أقعدت الأمة عن طموحاتها وتقدمها وتعود للنور المحمدي الأصيل مهما كلفها ذلك فالتضحية أقل بكثير جدا مما يلحق بها اليوم من خسائر لا فائدة منها ولا جدوى فهي خسائر تقدم لحماية الظالمين من حكامها وقادتها بعيدة عن أي نفع للشعوب المسلمة المظلومة وهذه مسؤولية الجميع لايعفى منها أحد ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا قادرا أو عاجزا غنيا أو فقبرا قويا أو ضعيفا .