علي بن ابي طالب /ع/ أذن الله الواعية
قال الله تعالى / وتعيها اذن واعية /
انها اذن علي ابن ابي طالب ع هي أذن الفهم الحق والوعي المستقيم  والعمل الصادق المسموع من معلمه ومربيه وسيده رسول الله محمد ص  .
ان امير المؤمنين علي ع عندما نزلت هذه الاية قال/ ما سمعت شيئا من رسول الله قط فنسيته
امير المؤمنين علي هذه الشخصية الكونية التي اقل ما قيل فيها باجماع اهل الكلام والعلماء واهل التاريخ والعظماء ما قالوه / علي امره في كل شيء علي /
ولا اريد ان اعدد الفضائل والمناقب لانها اكثر من أن تحصى فصارت بيانا وسلطانا على كل لسان انما ساقف عند خاصة واحدة في علي فما كتب عنه /ع/ من قبل رسول الله واعظم الصحابة والتابعين واشهر العلماء والمؤرخين لا يمكن جمعه في مجلدات ضخمة مهما كانت المحاولة
 حيث قال اكثر الواقفين على اقوال علي /ع/ لمدة ثلاثة وعشرين عام الفيلسوف والمؤرخ والحكيم ابن ابي الحديد اذ قال /كتب اهل القلم وروى اهل العلم عن ثلاثة القران الكريم ومحمد رسول الله وعلي بن ابي طالب لم يكتب عن غيرهم ما يوازيهم بل ما يقاس بهم /
ولعلي خاصة نامية متطورة تواكب العصور في الماضي والحاضر والمستقبل وهي خصوصية المنهج التربوي للامام المرتضى علي بن ابي طالب ع فمن نظرات الهية ونبوية الى علي بن ابي طالب ع ووقفات عقلائية وعلمائية في الذكر معه اقتداء واكتفاء في متابعة صادقة لهدى علي وخصوصا اذا تفرقت السبل في كل زمان منذ الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين فهو صاحب الاية الكريمة .
فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون . وهو صاحب حديث رسول الله . انا مدينة العلم وعلي بابها . وعندما نتابع مسيرته /ع/ الإسلامية في ثلاثة مراحل أساسية من دوره مع رسول الله /ص/ ودوره مع حكومات الصحابة ودوره في حكومته /ع/
فمع النبي/ص/ كان أخا فهو منه كنفسه واضافة لكونه اماما ووليا ووصيا للأمة فهو لمن سبقه من الحكومات كان وزيرا ومشيرا ونصيرا يعمل لوحدة وقوة وصيانة الإسلام ودولته.
أما في ولايته وحكومته فهو الإمام الذي أعاد الإسلام المحمدي الأصيل وشده بعد تراخيه وعضده بعد هوانه بالقوة والبأس والإستقامة وما كان هذا ليتحقق الا عندهما النفس الواحدة محمد وعلي وقد عجز العباقرة العظماء وفطاحل العلماء ان يجولوا في بحور هذا الامام فافضلهم واعظمهم واكبرهم لم يتجاوز الشطآن فمن سمات منهجه التربوي نموذج التربية الاسلامية في كل زمان ومكان
فكلما ظهرت في الناس علوم حديثة وجدت لها في تراث الامام علي جذورا فكان وريثا شرعيا ليس له كفؤ  للقائد العظيم  النبي الكريم صاحب رسالة الاسلام محمد /ص/
ولما كانت لكل رسالة تربية تختص ببعض مكونات الامة جاء الاسلام بمنهاج التربية الجامع لكل مقوماتها الاساسية فللفكر التربوي عند الامام علي مصادرصالحة لكل الأمم لمطابقتها مع رسالة الناس كافة  فهو اولا تربى في احضان النبوة وقد أوجز الامام علي هذه التربية بقوله / وضعني ويعني محمد رسول الله ص في حجره وكان يضمني الى صدره وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل واتبعه اتباع الفصيل أمه وانه يرفع لي كل يوم من اخلاقه علما ويامرني بالاقتداء به /
فهذا من تاثير التربية المحمدية في الشخصية العلوية وثاني نشاته في احضان الرسالة الاسلامية وهذا الجانب غني عن التعريف وفيه من الاثر الاسلامي في شخصية علي اقل ما يقال انه كان أكفأ المجاهدين العاملين في الاسلام وكان علمه من ينبوعه يرتوي وقال رسول الله /ص/ لم يستقم الاسلام الا بسيف علي. وثالث خصائصه التربوية القران الكريم ينبوع الفكر التربوي لمحمد وعلي فكانت علاقة علي /ع/ بالقران يجسدها رسول الله /ص/ بقوله / علي مع القران والقران معه لن يفترقا حتى يردا علي الحوض /
فمن هذه المصادر التربوية جاء المنهج الرسالي عند الامام علي بمكوناته وعناصره في مرحلة ما قبل المهد الى مرحلة ما بعد اللحد فنظر الامام علي في هذا الإطار الى مستووين مستوى التربية المقصودة و تعني الواجبات والفروض الشرعية  ومستوى التربية غير المقصودة وتعني العلاقات العامة في كل ميادين الحياة ومع كل المخلوقات ومن كل الأصناف فقد عمل علي واسس لتنظيم هذه المستويات التربوية بخلقه النبوي العظيم .
إذن وفي اشرف بقعة على الارض الكعبة التي جعلها الله قبلة للعالمين فتح علي ع عينيه للوجود وتنامى بين عبدة الأوثان والشيطان والأصنام وكرم الله وجهه عنهم فلم يعرف قط عبادة من دون الله فياله من مولود مبارك محفوظ رافقته الفضائل من حين ولادته وفي جميع ادوار حياته
فكان مثالا للعدل والورع والشجاعة والعبادة ومعدنا للكلمة والعلم
فعلى كل مسلم ان يحي ذكرى هذا الامام ويستنشق من مواعظه ويرشف من عبره وخطبه و دعائه/ علي مع الحق والحق مع علي حيثما دار يدور/ .
لقد ولد صاحب الوجه المقمر النوراني المبهر علي  ابو تراب حيدرة بن عبد مناف من أمه فاطمة بنت اسد اول هاشميين كريمين ومولودها علي فهو امير المؤمنين ويعسوب الدين واول المسلمين ومن حمل الاسلام على عاتقه يوم انطرح اوكاد في مكة وهاجر النبي وأبقى علي الفتى في الفراش وما أدراك ما الفراش في ساعة لم يكن اشد منها ساعة ولا أخطر من اعدائها جماعة فهو امير المؤمنين الذي رفع الاسلام على زنده في بدر وأحد والخندق وحنين ففي كل المواقف والمنعطفات كان مع رسول الله /ص/ فلاتحصى محاسنه ولاتستقصى مناقبه فصلى الله عليه صلاة تملا القلوب بالايمان وتمد الارواح بالنور وبالقوة والعزة والامتننان
علي من قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين والجاحدين  والمنافقين والفاسقين والكافرين والمشركين ليظهر الله الدين القويم الإسلامي الحنيف .
فسيفه ذو الفقار قال فيه رسول الله / ما قتل به الا كافر او مشرك او باغي /  فسلام الله عليه يوم حمل ويوم عمل ويوم نقل ورحمة الله وبركاته عليه يوم يبعث يوم القيامة قسيما للجنة والنار
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين  وجعلنا الله من المستمسكين بولاية علي امير المؤمنين  وولده المعصومين ونبوة محمد والقرآن الكريم .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة