بمناسبة يوم المعلم
انشر هذه المقالة مع التهنئة والمباركة لكل
معلم صالح ناجح
العلم والوقت
العاقل هو الذى يدرك شرف زمانه
وقدر وقته،
ولا تراه في ساعة من عمره إلا
منشغلاً بعمل وعلم نافع للدنيا، ونافع للآخرة.
ونبينا يعلمنا أن الإنسان سيسأل عن عمره كله حيث قال: ( لا تزول قدما عبد
يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه،-وفي لفظ:
وعن شبابه فيما أبلاه-، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل
فيه ).
وبين يدي الملك الجليل يوم القيامة سيعلم الذين خسروا أنفسهم وضيعوا
أوقاتهم وأعمارهم أنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا ساعة او يوماً أو بعض يوم، {
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا
قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا
خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * وعليه فقد جعل الله
العلم ليملأ وقت العبد بالعمل الصالح والتقوى فلا تضيع الأوقات باللهو والطرب
وسماع الآلات وكلمات المضحكين فإن الفرح في الدنيا جنون والحزن فيها عقل وكمال
ومن عرفوا الوقت وقدروا قيمته هم الأنبياء والأوصياء والعلماء والأولياء ولهذا
نجد أنهم قادة الناس في الإيمان والعلم، وفي العمل الصالح، وأما غيرهم فبمقدار ما
يضيع وقته عن طلب العلم ومعرفته يكون خسرانه ونقص عمله. وإن كان الشيطان أشد
إغراءا،فهناك عوائق امام الإنسان يخسر فيها علمه ووقته كاتباع الهوى، والهوى مَلِكٌ
ظلوم غشوم جهول، يهوي بصاحبه إلى الشر في الدنيا، والهلاك في الآخرة ولذلك جعل
الله سبحانه اتباع الهوى والانقياد له عبادة لغير الله فقال جل شأنه (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)
وجعل الله اضاعة الوقت عبادة للشيطان
فقال: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان)
وقال أمير المؤمنين ع : ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتين اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فيصد
عن الحق ، وطول الامل ينسي الآخرة ويضاف الى العوائق التي تعمل ضد العلم والوقت بل
من أخطرهذه العوائق: الفتن،ونحن نعيش هذه الأيام فتنة شديدة بل مؤامرة فظيعة
نسجتها قوى الإستكبار والطغيان والرجعية والظلم والعدوان على بلدنا وشعبنا
وقيادتنا وسلب ارادتنا ولا لشيء الا لأننا كنا الأكثر أمانا ونموا وتحررا وارادة
نعيش بذاتنا مكتفين قانعين نتطلع لحفظ حضارتنا التي تمتد لآف السنين ونواصلها
لصدارة التاريخ والبشرية حبا وعدالة ومساواة فاغتاظ الرجعيون والحاقدون والطامعون
فكادوا ودبروا في غفلة وفي ليل بهيم هذه الفتنة في البلد الخطأ وفي الزمن الخطأ
ولذلك هم منهزمون وفاشلون وان الله مع الصابرين .
واختم ان الله جعل الوقت لطلب العلم والعمل في مثل هذه الظروف مع الصبر
والتماسك والوحدة والحب كل ذلك اهم القوى الرادعة لأعدائنا والكفيلة بخلاصنا من
هذه الأزمة الطارئة على وطننا الزائلة بعون الله ونصره ونعود أقوى مما كنا عليه
ولله الأمر من قبل ومن بعد فالوقت والعلم والعمل اولا وآخرا لرضى الله عز وجل .
وجلباب ذلك كله يتجلى بالحياء وقال
المصطفى ص الحياء شعبة من شعب الإيمان فالمؤمن حييٌّ من نفسه ومن ربه ويستصغر كل
شيء من فعله امام الله تبارك وتعالى . أسأل الله لي ولكم ان لا يضيع لنا عمل ولا
علم ولا وقت يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .
تعليقات
إرسال تعليق