أربعين الشيخ بدر ياسين –المصطبة
قال الله تعالى في القرآن المجيد /فلولا نفر من كل فرقة طائفة منهم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ./صدق الله العلي العظيم .وصدق رسوله النبي محمد الكريم وأنا على ذلك من الشاهدين إن شاء الله والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله الحي القيوم الدائم الباقي العلي العظيم .والصلاة والسلام على أمينه وحبيبه ونجيبه أبي القاسم محمد بن عبدالله وآله العترة الطاهرين والأئمة المعصومين .ونفعنا الله بهذا في الدنيا والدين .أما بعد :
أسيادي وإخواني في الله والدين والولاء :أتقدم إليكم بأجمل العزاء بغية الثواب والجزاء برحيل أخ مؤمن الى رضوان الله تغمده بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا بد من استحضار عالم الحزن الأصيل الذي ينبغي أن لا يغيب عن قلوب وعقول المؤمنين ألا وهو حزن أهل البيت عليهم أفضل الصلوات والسلام هذه العصارات التي تستقي منها الإنسانية مواعين الدعاء  والفداء والتضحية والجهاد والآلام الى يوم الدين وهي تستعجل الفرج عبادة وقوة // اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك اللهم عليه وعلى آبائه الطاهرين في هذه الساعة وكل ساعة وليا وناصرا وقائدا وحافظا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين .//
ومن هذا المعين الثر نغرف في كل حزن من أحزانناعلى مؤمن موالي ومستمسك بولائه وحبه للمصطفى وآله حيث الولاء شرف وسلوك عمل وقول وواجب على جميع المسلمين./ان الله يحب كل قلب حزين/.
قال /ص/ إذا فقد المؤمن ثلم في الدين ثلمة لايسدها غيره / واليوم نجتمع لنقيم الرحمة والأربعين لروح
الشيخ الراحل هو الشيخ بدر بن الشيخ ياسين بن العلامة الشاعر التقي العلم الكبير الشيخ عبد الكريم محمد قدسه الله.. الغني عن التعريف الذي تتشرف بذكره الأفهام وتتألق بحبره الأقلام وتنضر بروضه الأنسام وتزدهي بربعه الأيام .دوحة من العلم والمعرفة والهدى والتقوى حاملة ثمرات الإيمان والأخلاق والأداب والحكمة والموعظة الحسنة. ومن غابت عنه تلك النضارة عمي عن الهدى لايستبين فأقل ما يقال بهذا العلم الكبير أنه ربط سابق ولاحق أساطين هذه الملة بالحب والصدق والاستقامة في تاريخنا المعاصر .فشعره بني على التقى ونثره نسج على الهدى وفقهه تقلد الرضى .رضوان الله عليه كان وما زال منهج الوئام والسلام والتواصل والانسجام النبع الغذير تنساب منه عذوبة الأغادير لتملأالجبال والسهول روعة وسلسبيلا
كنت قد وقفت من عشرين عام ونيف على هذا التراب وفي هذه البقعة وعند هذه القبة المناره لأرثي والد الفقيد سماحة الشيخ ياسين قدسه الله ويحضرني من عين ذلك الرثاء ما لربما يروي ظمأ هذا المقام حيث قلت :
نشر المقام أريج عشق إذ به     ماج النعيم وماس حول الناشر .
عبد الكريم محمد شمس الدنى    قمر السما فلك الوجود الدائر
مولا إذا حضرت نضارة ذكره     خشع العظيم وخر هام الذاكر
غمر الجميع عبادة وطهارة        للدين أشرق بالنصيب الوافر
والحديث في تراث هذا الفرع الباسق كبير وعريض وواسع وجليل وموضع اهتمام عند أهل النهى والتقى فقد علمنا الشيخ عبد الكريم محمد كيف نتأثر بواقعنا وآلامنا وهمومنا تيمنا بشريعة النبي الأعظم محمد /ص/ حيث يقول :/من لم يهتم بأمور المسلمين ليس منهم /. ويقول /من لامروءة له لا دين له /.
وبناءا عليه أيها السادة والإخوة الكرام يستوقفني الداء القاتل والسموم الفاتكة التي لا بد من الاشارة لها بالبيان والبنان لعل بلاسم الشفاء تهتم بها طلائع الأحرار المخلصين إنه :
مصادرة الآراء والأفكار بالهوى والعصبية والإتهام والبهتان هذا الواقع المؤلم الذي عاناه الجميع من الآخرين  في التاريخ وعندما تخفف كابوس الظلم عنهم بدؤوا يمارسونه على بعضهم البعض متجاهلين متناسين بفعل قوى وهمية وأوهام وزعت أدوارها ليبقى الجميع ضعيفا مهانا فانشغل القيمون بمنافعهم عن الدور التربوي المستنير ليعيش الصغير والكبير والرجل والمرأة في فراغ مطبق تسده الفضائيات الساخرة وثقافة الآخرين وتجاهلوا حقوق الجماعة التي تقدم لهم ثراءهم تحت الأرض وفوق الأرض فأي حماية هيئت للقادم المخيف وأي رعاية للشباب وأي ثقافة للهوية فمع الغير هينون لينون ومع بعضهم فتاكون مستوحشون .نصبوا أنفسهم أوصياء وهيمنوا مستكبرين متسلطين مستفزين مستقوين عليكم بكم وبغيركم عليكم يتهمون أبناءكم أمام أعينكم إذا انتقدوهم لصالحكم .
واقعة واحدة أذكرها لكم مثالا حتى لا تحسبون كلامي في الخيال .أيها الأحباب :
في الثمانينات اتفق بالإجماع ما يزيد على ثمانين علم من شيوخ هذه الجماعة على ميثاق أعلنوا فبه :( أن العلويين هم شيعة أهل البيت )وكتبوا بالحرف الواحد أن (الألفاظ علوي وشيعي وامامي وجعفري واثني عشري خمس مسميات لطائفة واحدة )ووقعوا على ذلك بأسمائهم وألقابهم ومهنهم وهذه الحقيقة لمسنا الحاجة والضرورة لها اليوم ويترسخ ذلك يوما بعد يوم .
وافتعل الشيطان وأعوانه لعبتهم آنذاك ليهولوا ويشوهوا لأنه لامكان لهم في ذلك الميثاق فطاروا غربا وشرقا ويمينا وشمالا يطبلون ويذمرون ويوسوسون ويهمزون ويلمزون ويدعون ان بعض الموقعين في الميثاق تراجعوا ولا دليل معهم الا الافتراء لتمضي فتنتهم بخدمة هيمنتهم التي لم تأت الا بالجهل والتقوقع والضعف والكبت على حرياتكم وآرائكم .ولكن رغم كل ما استقووا به آنذاك ما زالت فكرة الميثاق للحب والتعاون والوئام بين المستمسكين بالولاء تعيش أروع وأحلى قيمها في النفوس الحرة المؤمنة بالوحدة والإخاء فكل هيمنتهم ذهبت زبدا جفاءا .فولاء أهل البيت /ع/ تستجمعه البيوت العامرة وبالحب غامرة .
الجميع الذي لايستهويهم متهم وقميص عثمان بأيديهم على الجميع والاتهامات لا حصر سهلة عليهم ويدعون أنهم مؤمنون وبلا مسؤؤلية فلان درويشي وفلان حيدري والآخر دهري وغيره شيعي او سني او اسماعيلي او ماخوسي او غيبي او اسحاقي او....او....او..اذن منهم هل هم شعب الله المختار كأقرانهم الذين يعملون بخدمتهم على أقل رأي يخرج الحر من قميصهم الذي بامكاننا اليوم ان نسميه قميص الحريري بدلا من قميص عثمان .
فهؤلاء الذين لا نعرف لهم موقعا رغم العمر الذي نعيشه معهم على الدوام ولا نعرف لهم موقفا الا اللا موقف واللا موقع .فنحن نفتخر بكل هذه المسميات التي يحتويها الاسلام ونعتز بولائنا لأهل البيت /ع/ لكنهم مااتهموا أيا منا باليهودية والنصرانية والمجوسية والوثنية لحكمة يريدها الله لتبقى محل رضاهم وشرف للمتهمين /ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا /. وهذا محل شرف أن الإتهامات التي لحقت بالأحرار سواءا كانوا هنا أو هناك لأن عصابة الإتهام تتوزع بين الجميع بأشكال مختلفة  غير نصراني أو يهودي ...فالمهم كل هذه الإتهامات ضمن دائرة أشهد أن لا إله إللا الله وأن محمدا رسول الله واحتفظوا كما ذكرنا باليهودية والنصرانية .......ولكن الله يقول عز وجل //ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما //.//إن أولى الناس بإبراهيم لهذا النبي والذين اتبعوه //.وعليه فإن اتهاماتهم لا يجمعها إلا إبقاء الجماعة على التخلف والجمود والقهر والحرمان ليحلبوا ويوجهوا ويسيسوا وفق منافعهم الإنانية التي صارت مفضوحة اليوم للذكر والأنثى فهم ضد كل عدالة ومعرفة ومساواة بين الجميع ومن هنا فسروا لفظة الشيخ والعامي على ما يشتهون بما يخالف القوانين والقواميس ومفاتيح منح هذا الحافز للمريدين بيد أي منهم لغرض شخصي نفعي وبأبخس الأثمان ولهذا موضوع آخر في مكان آخر . 
ايها السادة ايها الإخوة : المتهمون عندهم طلائع هذه الجماعة الأحرار الذين يدعون الى الشريعة والمسجد والقرآن الواضح المبين وحق المستضعفين والشباب والنساء والمريدين فكل واحد من هؤلاء متهوم في شخصه ودينه ومعتقده حتى غدت اتهامات ابن تيمية والحامدي لا شيء عندهم .
فالشيخ محمود صالح عمران متهم لأنه بنى مسجدا واسس جمعية النهضة وذاق الأمّرين ليقابل الرئيس جمال عبد الناصر في مصر ليسمح لاخوانكم ان يدفنوا موتاهم في مدينة حمص والمدينة اليوم عز وحصن من حصونكم فهذا من المتهومين وأمثاله الكثيرون منهم للذكر لا للحصر الشيخ محمود صالح الزلو والشيخ يوسف ناجي والشبخ فضل غزال والشيخ عبد الكريم حسن والشيخ احمد سلمان الخطيب والشاعر التقي احمد علي حسن والاستاذ محمد جديد والشيخ ابراهيم جنيدي والشيخ احمد الطرابلسي والشيخ محمد علي العيلي والشيخ حمدان الخير والشيخ احمد الصالح والشيخ حبيب عيد والشيخ حامد يوسف والأستاذ حامد حسن والشيخ يونس سليمان والشيخ علي خليل  والشبخ علي ابراهيم والأستاذ الدكتور اسعد على والأستاذ محمد علي اسبر والدكتور جميل علي الاسد ومن الماضين الشيخ ابو سلامة الحدا والشيخ موسى جباب والشيخ سليمان الأحمد والشيخ علي عباس والشيخ حسين احمد والشيخ احمد حيدر و..و..و..و..و الى سلسلة لا تبقى الا هم وحواشيهم والذين يخافون منهم .ولا لشيئ الا لأن بعض أقوالهم لا تعجبهم وأهم من كل ذلك المتهم الشهيد الشيخ يوسف صارم قدسه الله امام جامع الامام الصادق/ع/ في اللاذقية حيث عندما افتعلت المواجهة الدموية في السبعينات استهدف امام جامع يقيم الشريعة الطاهره الغراء ولم يستهدف غيره منهم فعندما يتطلب الدفاع عن الجماعة ليس بيدهم سلاح الا المسجد والشريعة والعاملين بهما وعندما يختلون يشتمون ويسبون ويتهمون هذا السلاح العظيم فهل يقبل العقل والمنطق ذلك والعياذ بالله ولا عجبا ايها الأحباب فهم لا يملكون مقومات العدالة والتضحية والمقاومة فليسوا أحرارا بالحقيقة فهم عبيد دنياهم ليس الا .
يريدون قمع كل متحضر واعي عامل لدينه مهتم بنفسه متحرر لايقبل اساليبهم وجشعهم واطماعهم يقول الحق ويتواصل مع كل الناس غير عصبي ولا يدعوالى عصبية يحب الوطن والأمة والاسلام وغيور على الجماعة بما يرضي الله هذا متهم خارجي وهويقدم نفسه وقلمه وعمله للكل وهم الحماة الكماة الذين يفرون من كل جهة اذا شعروا بأقل صيحة يتلونون ويداهنون على كل شيء حتى مع الشيطان!!!!!!!!! .نحن على علم انهم يستطيعون ان يسيؤا لنا مستقوين علينا بغيرهم وبذاتهم وهناك قوى تؤيدهم من الذين يريدون منهم عملهم او يشكلون امتدادا لهم او يوظفونهم لأغراضهم ومنهم الذين يفسدون في الأرض ولا يشعرون ولكن هذه الغلبة الوهمية لاترعب ولا تخيف لأن الباطل زاهق لامحالة اين النمرود اين فرعون اين يزيد اين الحجاج اين صدام أين....وألف أين لم يبق منهم الا التاريخ المظلم .
متىكانت الشريعة وكان المسجد يشكلان خطرا على المؤمنين  فالله يقول /انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة  ولم يخش إلا الله / وقال عز وجل فيهم وبأمثالهم من الظالمين /ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب عظيم /.وفعلا ما رأيت أحدا منهم دخلها إلا خائفا من موقف مع الآخرين لأنه بالأساس لايرى في المسجد والصلاة فيهما أجرا من الله فكيف يتحمس لنواله.. والرسول/ص/ يقول بحديث قدسي يحكيه عن الله عز وجل :/ إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لمن زارني في بيتي ......../ ويقف يوما /ص/بين أصحابه مندهشاغاضبامن بعض المقصرين من حوله فيقول وهو يقسم بالله :/والله !والله!والله لن يدخل الجنة من لم يصل بالمسجد بدون علة /.  والصادق/ع/  يقول /من استخف بالصلاة ليس منا / وأول بناء بناه الرسول /ص/ هو المسجد ....الخ .  وعليكم بالرسالة الخاصة للشيخ حسين احمد/ الزبدة الرابية /لتستبينوا الدليل لإقامة الشريعة المحمدية وكان الشيخ سليمان الأحمد يعتز بلقائه مع علماء الشيعة وكذلك الشيخ عبد اللطيف ابراهيم والشيخ عيد الخير وغيرهم الكثيرين فمتى كانت اقامة المساجد والشريعة اتهاما الا عند معاوية ومروان لخدمة أعداء الدين الاسلامي الحنيف ومن يستعيد هذا الفكر الأموي العباسي العثماني السياسي فهو يسيءلنفسه ولدينه إن كان من المسلمين  حيث كان الأول معاوية/  على شرفة قصره يوما فسمع نداء الله الخالد من المسجد/الله أكبر/ فدخل الى مهجعه مكفهرا غاضبا صارخا وقال: كل رجل ذهب وأثره إلا إبن أبي كبشة ويقصد به رسول الله /ص/. /  ويوما كان في المسجد مع المصلين فرفع تربة بيده  وقال هذه قرميدة كان يسجد عليها محمد وهي صنم شيعة علي/ فمن يسمي تربةالحسين اليوم بغير اسمها هو يقتدي بسادته معاوية ومروان وأمثالهم أيا كان وكذلك الذي يغضبه المسجد وشريعة النبي محمد /ص/  هو منهم .وهذه الروايات من الكتب التي تؤيد صحبة معاوية ومروان لرسول الله وليس كل صاحب صدوق. وليست منقولة عن خصومهم حتى لا يدعي مدعي .
واعلموا ايها السادة والإخوة انه بمقدوري ان أذكر لكم اسماء بعض هؤلاء المعاصرين الذين عرّضت بهم وربما تعلمون أكثر مني عنهم ولكنه اكراما لهذا المقام ولكم ورغبة في ان يعودوا لرشدهم ووحدة الجماعة الصالحة لم اسمهم .
وفي الختام يشرفني اني وقفت اليوم امامكم بقولي وفي اربعين الشيخ بدر ياسين رحمة الله عليه وعلى كل المؤمنين واشكر السادة الكرام الذين وفروا لي هذه الوقفة مع الحق والمروءة .وارجو منكم الفاتحة بعد الصلاة على محمد وآل محمد لروح من نحن بسببه مجتمعين .والحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ولرحمة الله وبركاته

20-5-2006 الموافق الى 23-4-1427

الفقير لله تعالى الحاج الشيخ سلمان آل سليمان –حماه –التويم





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة