افتراضا تدينت
والإهداء الى : كل متدين في تاريخ البشرية  هذه الفاصلة .
الهي والذي صنعته نفسي
 إلها ثم عقلي ضاق فيه
اعلمه التأمل في وجودي
فيخدعني بتأميلي اليه
 انا اوجدته مني إلها
ليعبدني فعبدني لديه
                                                                             








وكلمة لابد منها :
التزمت بالتدين قبل البلوغ وبعده فأيقنت انه لا بد من اتجاه مذهبي للحياة ولما كنت نشأت في بيئة اسلامية شيعية علوية واشبعت حبا بمحمد وآل محمد واستغرقت في نموذج علي بن ابي طالب ع وانني مواليا له ومارست شعائر وعقيدة منهجه ومذهبه التي استعقلتها بما يتناسب مع عظمته وصار يمثل عندي الإنسان المنشود في التمام والكمال وتكيفت مع ذلك فتدينت إفتراضا لأتابع الحياة مع ولمن احب وعليه اقدم خلاصة ما استجمعته فكرا وتدينا الى كل انسان .ولايغيب عن أحد ان علي هو الوجه الأنقى والأكفأ والأمثل في الإنسانية وما سواه لا يرقى اليه وكل النخب الإسلامية اتفقت على ان علي امره في كل شيء علي وما نال أحد مثل مظلومية علي وما أعطى او بذل تضحية وفداءا لأي دين مثل علي فلا يزاود أحد بذلك من الذين ينتقدون بنفس ديني وعقل بدائي لم يبلغ الرشد بعد .افتراضا تدينت

قيل في تعريف الدين : انه الاعتقاد بأمر مقدّس و قيل : هو الإيمان بموجودات روحانية، وقيل : إن الدين عبارة عن الاعتقاد بقوة أو قوى فوق البشرية، ينبغي إطاعتها وعبادتها.

وأقول هو اعتقادك بأنك مدان بشيء ما حاضر فيك لجهة ما غائبة عنك تستحضرها بالعبادة في شعورك لفائدتك وهي غائبة عنك ولا اتصال بينكما.

فالساحروالمؤمن يبغيان الاستجابة لما يمليه القلب و ما يحقق أمانيهما، فيرفعان أيديهما بالدعاء ويستمدّان العون من القوى المنشودة، مع فارق أنّ الأول يبحث عن القوة التي يستمدّ منها العون في الطبيعة، و الثاني يؤمن أنّها في ماوراء الطبيعة.

و ثمّة فارق آخر، هو أن الأول الساحر يتصرّف في الطبيعة لحيازة القوى المحيطة به، و يسعى لإخضاعها لرغباته، في حين أنه لاسبيل أمام الثاني المؤمن سوى التضرّع من أجل الحصول على رضا هذه القوى الغيبية. وان الساحر و المؤمن كلاهما يطلبان معاضدة القوى الطبيعية، لكن الأول الساحر ينطلق من مقام الأمر ، بينما ينطلق الثاني المتدين من موقع الاسترحام.
 ويرى العلماء أن الدين بدأ من السحر و عبادة الطبيعة و الشرك بعبادة آلهة متعددة ، و ختم بالتوحيد الإله الأقوى في نظرية الهيمنة وموضوع الإله الواحد نتيجة الإختلاف الكبير بين الآلهة الكبار فجاءت ما تسمى بالأديان السماوية ودعاتها الأنبياء يدعون الى مفهوم فكرة الإله الواحد بصور شتى ليس له مصداق حقيقي واقعي فنشأت عبادة الغيب لهذا الإله بمصداق واجب الوجود وكل دين فرز عليه أخلاقية مجتمعه وصاغها اسماءا وصفات لهذا الإله المجهول علميا وعمليا فاضطر الدعاة للمعاجز السحرية التي استطاعوا بمهاراتهم ودعاياتهم الإعلامية تسويقها وترويجها لتشكل مصداقا عما زعموه في التصور الها من خلال قدرة هذه الخوارق فسلكت هيمنة هذه الأساطير على باطن شعور الإنسان فأزعن لها بلا تفكير واستغربها وطبعت في نفسه ارهابا صار يتقيه بالنذور والقرابين ابتداءا من نفس الإنسان لتتخفف فيما بعد بالحيوان ، و قد لفتَ انتباه العلماء إلى ذلك وجود أنواع من الأديان البدائية في نقاط بعيدة و نائية من العالم ما زالت حتى اليوم كآثار روحية للدراسة مثلها مثل الآثار المادية .
ويرى الباحثون في العلوم الإنسانية، أنّ الدين ظهر منذ عصر مبكّر في النزوع إلى عبادة الطبيعة، وقد شوهدت اليوم نماذج من هذا النزوع عند جماعات بدائية تقطن في بقاع بعيدة و نائية من العالم، و يتجلّى في تعظيم القوى الطبيعية و استمداد عطائها و إحسانها. و تؤدّي الجماعات البدائية في عصرنا الحاضر طقوساً دينية خاصة، يرتدون خلالها ملابس عجيبة و غريبة، و يضعون أقنعة على الوجوه، و ينتظمون في رقصات معيّنة، ملتمسين في ذلك العون من القوى الطبيعية، فتراهم مثلاً يخاطبون السحابَ بإنزال المطر، و الأنهارَ و الجداول بإرواء الأراضي المجدبة بعيداً عن طغيان الفيضانات، و الأرض بالخصوبة، والمزارعَ بالبركة في المحاصيل، و أمثال ذلك كثير جدا حتى استقر بهم المطاف في آخر تطور ديني كالإسلام الى الإستسقاء من قبل رجال الدين بواسطة طقوس الصلوات والأدعية .
وينبغي أن يُعلم أن أصحاب الديانات يؤمنون بإله عظيم ذي علم و قدرة غير متناهيتين، و هو فوق تصوّر البشر، و إذا ورد في النصوص الدينية خلاف ذلك فلابدّ من تأويله. وهو من الجلالة والعظمة والتنزيه والتقديس بمكان، بحيث يصبح و كأنه بمنأى عن العالم المادي، و من هنا يجب ـ في اعتقادهم ـ التوسّل بالأرباب و الشركاء الذين أوكل إليهم مهمّة تدبير العالم، و الرجوع إليهم بدلاً عنه قياسا بالهيكليات الرسمية عند الحكام والملوك ، و هذا يشبه إلى حدٍّ كبير الرجوع إلى الأسباب التي توفّر حاجاتهم المعيشية واول مظهر للعبادة دينيا كان ما يسمى عبادة السلف حيث أسفر الخوف من الموت عن ظهور خرافات سادت أوساط الجماعات البدائية التي كانت تعتقد بوجود ارتباط بين الأموات و الأحياء، و قد ساور الخوف من رجوع الأموات بعض الجماعات قديماً، ممّا اضطرّها إلى تقييد الأموات بالحبال، و إحكام القبور، للحيلولة دون عودتهم مرّة أخرى إلى الحياة. وهذه المعتقدات تبدّلت تدريجياً إلى عبادة السلف التي تجسّدت في الأوثان ، و سادت في عصور مختلفة معظم أرجاء العالم، و تتجلّي مظاهرها اليوم في بقاع كثيرة في العالم وبصور مادية جسدية او مشاعر كلامية وتجذرت في تفكير الإنسان فتشكل التعصب الديني وكلما استغرق الإنسان في عبادة السلف كلما هيمن التعصب الديني عليه وتضاءلت الحرية العقلية والقدرة الفكرية لديه ويفقد شعوره بذاته عند حد ما !! فيبتذلها في اطار هذه العصبية ومن هنا نشأ اولا السحر الفكري الذي تحول الى سحر كلامي تقام فيه طقوس وشعائر لأجل الاستمداد من قوى الطبيعة والاستعانة بها، و يدير دفتها السحرة الذين يتميزون عن الآخرين باستخراج قوى دفينة فيهم يستغلون تلك القوى ليلفتوا انتباه الآخرين اليهم بغية النفع المادي فيعالج الساحرُ مريضُ المادة فيها مريضَ النفس المتعبدَ فتتلاقح المرضى في المعتقد وتقدم النذور والقرابين المهداة إلى الالهة بين الأقوام ، فمن إراقة الماء أو الشراب و إهداء الزهور و المحاصيل إلى ذبح الحيوانات و الأطفال و النساء، مروراً بإلقاء الأطفال في النار، و كان يُلجأ أحياناً وللحيلولة دون انخفاض عدد النفوس إلى الإغارة على بلاد أخرى لجلب الأسرى، و ذبحهم كقرابين أمام الالهة.وثمّة نوع آخر من القرابين راج بين مختلف الأقوام يُطلق عليه قرابين العفة، حيث تُمارس الدعارة احتراماً للأصنام ومراسم الاحتفال بتعاطي الشراب والمسكرات ومع الزمن صارت لفظة الخمرة رديفة للذات الإلهية وقد نُسخ اتخاذ الانسان كقربان في العصور اللاحقة، و بقي منحصراً في الحيوانات ، إلاّ أنه ظلّ يُمارس إلى عصر قريب من عصرنا. أما في العصر الحاضر فإن قوانين البلدان تمنع القيام بمثل هذا الفعل الشنيع، و لكن لم تزل بين الحين و الآخر ترد أخبار من مناطق نائية في الهند و بقاع أخرى مفادها أن وثنياً ذبح ابنه بعيداً عن أعين الشرطة قرباناً للالهة، أو أنه كاد يفعل ذلك لولامنع الناس إيّاه، و يُعدّ ارتكاب هذا الفعل اليوم جريمةً يعاقب عليها صاحبها، على الرغم من التبجيل والثناء الذي كان يناله في الماضي السحيق، و لعلّ ما أمرما يسمى اللّه به في اسطورة إبراهيم من ذبح ابنه إسماعيل ، كان اختباراً لمدى حبّه و إيمانه بمعبوده الحقيقي تعبر عن هذه الحالة أيضا. وبدأ الإنسان يتصور الهه ويرسم شكل معبوده حتى اليوم فبدأ بما يسمى تاريخيا  الطوطم في الأديان البدائية وهوعبارة عن: علامة تتجلّى في حيوان أو نبات أو جماد يتعبد بها مجتمعها وتتخذ علما لمكان تواجد المؤمنين بها، وقد حازت أنواع مختلفة من الحيوانات على احترام أقوام عديدة، حتى أنّ صورها تنعكس في بعض الأحيان على أعلام الدول، و تاريخ الشعوب حافل بذلك، و يمكن أن نستنتج من وحي عبادة الأسد في أفريقيا ، والنمر في الهند، و العُقاب و الدبّ و كلب البحر في أمريكا الشمالية، و الثور في اليونان و النسر في  مصر، و البقرة في الهند و أفريقيا و الدول الاسكندنافية، و الجاموس في جنوب الهند، والكنغر في استراليا ؛ انّ الحيوانات المذكورة كانت طوطماً لهذه الأقوام، و طوطم اصطلاح اقتُبس من لغة الهنود الحمر في أمريكا.ومازالت بعض الحيوانات كالطير و الثعبان تُقدس في الوقت الحاضرعند بعض الشعوب،وبعضها الآخر جعل الله يتكلم او يبدي خوارقا من بعض الحيوانات وبعضها يكون الحيوان او بعض عناصر الطبيعة قاعدة الدعوة الى الله وعليه بامكاننا ان نقول ان التدين واحد منذ القديم حتى النهاية ولكنه بأشكال وصور متعددة ومتباينة تتحكم فيها العوارض الحاضرة ويظهر تاريخيا ان بدايات  التحليل والتحريم عرفت بما يسمى التبو ومنه جاءت التوبة والتواب من اسماء الله وآخر تصور الهي وهوعبارة عن محرمات القبيلة، مثل مقررات الزواج و الغذاء، فقد يكون الزواج عند قبيلة مباحاً بين أفرادها، و عند قبيلة أخرى حراماً، الأمر الذي يُلزم أفرادها بالتردد إلى قبائل أخرى بحثاً عن الزواج، و جاء اصطلاح التَّبو من لغة القبائل البدائية التي تقطن جزر بولينيزيا في المحيط الهادي.ومسألة التقديس ما زالت قائمة حتى في ما يسمى بأديان التوحيد اليوم والتي تشكل آخر حالة تطور دينية وصل اليها الإنسان ويعتقد انه يوجد في بعض الأشياء كالحجر و الخشب و الشجر و الحيوان قوة خارقة للعادة، و لذا ينبغي طلب الحاجة منها و التبرك بها. هذه الأشياء ما زالت آثارها لائحة في كل دين. و قد جاء هذا الاصطلاح من لغة القبائل البدائية التي قطنت جزر بولينيزيا ايضا وأن الدين الإسلامي وهو آخر تنامي ديني شمولي ملحوظ اليوم قد أخذ هذه الفكرة فقال : ان كل شيء يسبح لله وتعني ان لكل شيء روح وخوارق وأنه ينطق الحيوان والشجر والحصى وغير ذلك مما يروى عند المسلمين وهي عينها فكرة الأرواحية التي اعتقدت فيها الشعوب الغابرة ومفادها .أن لجميع مظاهر الطبيعة روحاً يجب عبادتها والسجود لها، و قد سادت بين الأقوام القديمة عبادة الأرض، السماء و الأجرام السماوية، النار، الرعد، البرق، السحاب، البحار، الأنهار، العواصف، الغابات، النباتات، الحيوانات لاسيما البقر، و ثعبان الكوبرا، و كذلك عبادة رمز القبيلة و روح الأجداد و السلف، مع تفقد الأرواح الخبيثة كالشيطان و الجن و تعتقد الارواحية أن للطبيعة كما للإنسان شعوراً، و ما الأصنام إلاّ رموز لقوى الطبيعة، فينبغي عبادتها و تقديم القرابين لها، اعتقاداً منها بأن الطبيعة سترضخ لها.
وقبل مصطلح نبي او رسول كان الإنسان يتشبّث بالأساطير لتوضيح الظواهر حين يعجز عن كشف أسرار العالم، و كان يستلهم ذلك من قوة الخيال. و للأساطير أبعاد مختلفة: بنّاءة تارة كإشاعة الفضائل والكمالات و تحلّي الروح الإنسانية بهما، وتارة مخرّبة كتعطيل الفكر البشري عن تفسير الظواهر. ومع النمو والتطور وبالتكيف بين مكونات الطبيعة بقيت فكرة الإيمان مطاردة من قبل العقل الكشاف فكلما اعتمد الإله في صورة او فكرة او خارقة وتوصل العلم الى تفسير علتها دفع فكرة الله الى الأمام لتغطى بالمغيبات والمجاهيل التي تستحضر للمتدينين من المكتشفات ويبقى للمكتشف أثر في بعض النفوس فينشأ الصراع والتكفير والإختلاف وتظل الفلسفة ويبقى الدين هما اللاعبان الاساسيان في ذلك فالخيال الذي صنع هذه المعتقدات صار قسم منه بيد اصحابه الذين يضحون من اجله ويفتدونه  دينا . وبقي القسم الآخر الذي لم يجد من يفتديه اساطيرا ولما اطمأن المتدين لفكرته ووجد انصارا ومدافعين شركاء صار يستحلب الأساطير على فكرته فيتعبد الأتباع فيها لتستقوي فيهم نزعة التدين لزمن محدد حتى تغزوه فكرة أخرى فيتبدل دينا جديدا ويتكيف مع الإنسان وواقعه مع بعض تغيير ناسخ للذي لا يناسب امتداد الدين الجديد وبالفداء والتضحية يستقوي على المجتمع وهكذا في كل حالة تدين جديدة عبر تاريخ البشرية وهذه الوسيلة التي اعتمدها اصحاب كل دين لنشر فكرة الإعتقاد بموجودات غيبية ، و آلهة ذوات أسماء وصفات مختلفة، و لمابلغ عدد الآلهة من الكثرة بمكان، عمدوا إلى الحدّ منها بقوة اصطفاء الهيمنة للأقوى، و الاكتفاء في عهد قصير بإله واحد او اثنين او الهة متعددة يرأسها اله الآلهة . و راج الاعتقاد بألوهية حيوانات او تسمية الآلهة بأسماء حيوانات ويقدمون القرابين والنذور فقد قال قدماء المصريين إن اوزوريس (إله الخصب) تزوّج أخته (إيزيس) و انجبت حوريس (إله الشمس) ، وقُتل أوزوريس على يد أخيه ست (إله الجدب)، و ألقى جثّته في النيل، و جدّت ايزيس في البحث عن جثّة زوجها المقتول حتى عثرت عليها ثم أخفتها، و تمكّن –ست- بعد جهد من العثور على الجثّة، فقطّعها إلى أربعة عشر قسماً، ووزّعها على جميع مقاطعات مصر. ولما شبّ حوريس خاض حرباً ضدّ عمّه ثأراً لأبيه. كان النصر فيها حليفه، و اقتاد ست إلى أمّه مكبلاً بالأغلال ، فأشفقت عليه إيزيس ، ففكّت قيوده ، و أطلقت سراحه.ثمّ إنّ حوريس جمع أقسام جثّة أبيه . و أحياه بمعونة (إله الحكمة) إلا أن أوزوريس لم يبق طويلاً في الدنيا، بل تخلّى عنها لولده حوريس، وذهب إلى العالم السفلي ليصبح حاكماً لمملكة الموتى.
وهذه التي نراها اليوم  أسطورة كانت معتقدا وتعبدا في زمنها ولو تأملتها لوجدت كتب الأديان التي تسمى سماوية اليوم قريبة من هذا النهج جدا في فكرة صراع قوى الخير والشر والظلمة والنور  ولكن الأبطال في الكتب السماوية انبياء او حكماء او مؤمنين بينما كانوا في القديم آلهة .
كما إن لعبادة الكواكب في بقاع مختلفة من العالم  تاريخاً حافلاً يتوغّل في القدم، وصارت تعتبر جحودا وكفرا عندما رفع الإنسان ناظريه الى السماء متفكرا ورافضا للصور الحسية المرئية امام عينيه فانغمس في الغيب المطلق وعبد صورة مجهولة في الخيال وراح يؤطرها بما يستطيع واقعا وهو في الحقيقة لا يتفلسف في دينه  الا في نفسه وصار اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه بكل متفزلكات هذه العبارة  وبدلا من ان ينظر في الخارج صار ينظر داخل نفسه فعمي وهو يملك عينين لأنهما عطلتا عندما مد بصره بعيدا فلم يعد يرى الا سرابا لأن مجال الرؤية محدود وبهذا انتشرت عبادة الفراعنة في الماضي، و كان آخر أثر لها هو عبادة امبراطور اليابان الذي ألغاها بنفسه في نهاية النصف الأول من القرن العشرين ليؤسس لدين بديل أكثر قبولا  و ما زالت آثار هذه السنّة موجودة اليوم عند بعض الملوك و السلاطين كملك تايلند ليقدم مثالا واضحا يثبت ان الفكر الديني متنامي ومتكيف مع متطلبات كل عصر واكتشافاته وهو ما شهدته بابل العراق في الدين من الفتشية إلى الاعتقاد بعدد كبير من الآلهة ، و استغرق هذا السير التكاملي ما يقرب من اربعة آلاف سنة، ثمّ استقرّ الأمر أخيراً على عبادة عدد من الآلهة التي تنوب عن أرواح الشمس و القمر و بقيّة السيّارات واستجمعت بفعل الأقوى هذه العبادات المتعددة مع آلهتها في عبادة الإله الأقوى في زمانه اله الآلهة مردوك ويعتبر هذا الإله الأعظم لامبراطورية بابل.
وبرزت ظاهرة التثليث في العبادة فصنف العدد الضخم من الآلهة عند البابلين إلى مجموعتين ثلاثيتين ، هما مجموعة آنو (إله السماء) ، و أنليل (إله الهواء) ، و إيا (إله الماء) ، و مجموعة شِمِش (إله الشمس) ، و سين (إله القمر) ، و عشتار (إلهة الخصب). وكانت للآلهة المذكورة أزواج، و قد استحوذت عشتار (إلهة الخصب) على اهتمام خاص، و يطلق على زوجها اسم تمّوز.وبعد التقاتل استقلت العبادة للأقوى ، فأقبل البابليون على عبادة مردوك، ونقشت صوره في كل مكان، واعتبر سيد الآلهة أجمعين.
 هذا مثال في مكان من هذه الأرض مشابه لكل حالات التدين في كل مكان آخر ولو اختلفت في بعض التفاصيل الشكلية حيث لما سقطت بابل بأيدي أقوام آشور الشماليين حلّت عبادة آشور (إله الأشوريين) محل مردوك، وانتشرت صوره في كل مكان، و ما أن انتصر البابليون على الآشوريين حتى استعاد مردوك سابق مجده التليد، إلا أنه سرعان ما فقده عند سقوط بابل بيد كورش الفارسي و حلّ آهورامزدا محله وهذا يؤكد ان صراع الآلهة هو صراع سياسي للإنسان نفسه ليس الا وفي عصرنا الحالي بنهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين يتجلى هذا الصراع الديني سياسيا مع الملوك والحكام لأنه اليوم منحصر في عبادة الإله الواحد عند ما يسمى الأديان السماوية الأربعة المجوسية واليهودية والنصرانية والأسلامية فكلهم يقولون بإله واحد غيبي نسج كل دين منهم صورا متعددة ومختلفة لهذا الإله ومتخالفة لدرجة التقاتل والتكفير تحول فيما بينهم الى صراع ديني سياسي واشده فيما يلحظ بين النصرانية والإسلام وجعلوا اليهودية أداة صراعهم وواجهته ورموا عليها كل مشاكلهم وسينتهي هذا التصادم السماوي الى إتفاق على الأقوى ظهرت بوادره مع حوار الأديان الذي يمهد لإله الآلهة ولا غرابة في هذا رغم التطور والحضارة الراقية جدا جدا في هذا الزمان والحريات الممنوحة للإنسان فقد كانت بابل في اوج حضارتها عندما صار مردوك اله الآله وكذلك اشور وكذلك اليونان بعبادة زيوس والمصريين بعبادة حوريس فقمة هذا الجهل الغيبي مزروعة في ابهى مظاهر حضارة الفكر البشري وهذه مسؤولية علماء الإجتماع والنفس لبيان ماهية هذا الإلتحام المتناقض بينهما .
وفي اوج الحضارة الفكرية اليونانية لهم آلهة ذكور و إناث أعظمها شأناً زيوس الذي كان يُطلق عليه أحياناً اسم زيوس بتروس، أي زيوس الأب ، و يطلق قدماء الهندوس على هذا الإله اسم ديوس بيتار، و قدماء الروم اسم جوبيتر. و آلهة اليونان تشترك في أغلب الأحيان مع آلهة قدماء الآريين لأن الجنس العرقي يجمعهم وهو المؤثر الأقوى في التدين تاريخيا
ونرى اليوم ان العرب يحتكرون الدين الإسلامي ووظفوه على هواهم واعتبروا المسلم غير العربي تابع لهم ومن ينتقد هذه النزعة العرقية يعدونه شعوبيا حاقدا على العروبة وهذه الميزة استوظفوها من بعض القرآن والسنة وصار لها احزابا وحكومات سياسية تتبناها  وسعى الإنسان منذ القدم إلى إعطاء إجابات مقنعة للاستفسارات التي تُطرح من خلال خلق الأساطير  مستعيناً بقوة خياله و ذلك بهدف التخلص من دوّامة الشك و الحيرة التي تعتريه ، و ما الفلسفة و الأدب والأديان إلاّ نتاج الأساطير التي كان لها دور هامّ في حياة الإنسان الفكرية، و ما زالت هذه الأساطير تمدّ المجتمع تعبدا وتجلدا وينشغل الإنسان في الغالب بهذه الإمتدادات الغيبية المتكيفة مع التعصب وما زالوا يعبدون آلهتهم الأسطورية، و يقدّمون لها القرابين من الذبائح والأموال ، و من الصعب بمكان إحصاء أسماء جميع آلهة الشعوب القديمة والحديثة فكل قوي صنع الها على هواه افترضه بالتضحية والبذل على جماعته وكلما قويت هذه الجماعة سارت بدينها في الأرض لتكسب المال والسلطة من ورائه او لتلزمه بالإكراه على المستضعفين واستخدمت في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة والمناسبة لكل عصر فترى اليوم المسيحية في الغرب حملت اليه من الشرق وترى الإسلام في الشرق حمل اليه من الوسط وهناك الهة اليونان حملوا الى الشرق الآري وهكذا يحمل اصحاب الدين آلهة كانوا او انبياءا او من يبشر لهما وسيلة تنويمية يرتاح  المنتصر فيها على الشعوب المغلوبة ليمارس انتفاعه وهم مستسلمون للدين الذي حمله لهم مفصلا الهه على ثقافته التي كيفها مع الواقع الجديد ويؤيد ذلك اليونانيون حيث كانوا أناساً ذوي ذهنية وقّادة و بحّاثة، اضطرّوا لقصر باعهم في العلم إلى خلق الأساطير ، ولكي تركن ذهنيتهم الباحثة الى ساحل الأمان و الاستقرار، عبدوا أوثاناً كما اهتموا بالفلسفة أيضاً، و رفعوا لواءها في أعصارهم، في حين عجزت أقوام أخرى عن اللحاق بهم في هذا المضمار بينما العرب كانت تشغلهم الغزوات على بعضهم البعض ويعيشون حالات الرعب  فدرج فيهم الجهل والشعر الغنائي الذي لا يحتاج الى تركيز والى تفرغ وغابت عنهم العلوم الأخرى فكانوا يمارسون فكرا مزاجيا قائما على العرف ولكل منهم اله يصنعه ويعبده ولما جاء الإسلام صنع لهم الها مغيبا لا يعرفونه الا من خلال انفسهم فتركوا الآلهة المتعددة وعبدوا الها واحدا مجهول الهوية واختلفوا في توصيفه وتعددت الفكرة الإلهية في الإله الواحد اما الفرس فهؤلاء عرفوا الأساطير كاليونان فالفردوسي الفارسي كهوميروس اليوناني ولهم فلسفات اعتقادية استطاعوا ان يجعلوها اديانا كالزرادشتية والمانوية بينما اليونان حافظوا على وجهها الفلسفي بنسبة أكبر فعرفت جذور الفلسفة فيهم بينما تجذر الفكر الديني عند الفرس وأكبر مثال هم من صنعوا المذاهب السنية في الإسلام لأربعة قرون وهم من صنعوا المذاهب الشيعية بعدها والى الآن بيدهم مقاليد المسلمين سنة وشيعة والحركات السرية والباطنية واي جهة اسلامية ترى مؤسسيها من الفرس في كل مواطن المسلمين كما ان الفلسفة تهيمن عليها في العالم  الفلسفة الإغريقية كذلك كل دين في العالم تهيمن عليه العقيدة الفارسية وكل هذه الحضارات المتعددة والمتنوعة في العالم اليوم ورغم ضعف اليونان وايران نسبيا سيعود دولاب الدهر لنقطة الصفر ولا يتبقى الا حضارة الفرس والإغريق لأن كل شيء اذا مات سيعود للأرض التي نشأ منها. فقد شهدت اليونان منذ القرن الخامس قبل الميلاد ظهور فلاسفة كبار، طرحوا أفكاراً جديدة، و من أشهر هؤلاء الفلاسفة: سقراط ، و تلميذه أفلاطون ، و أرسطو تلميذ أفلاطون. و قد راجت أفكار أرسطو في المعاهد العلمية في أوروبّا و العالم الإسلامي ما يناهز الألفي سنة، و قلّ من وجد في نفسه الجرأة على نقدها. و على الرغم من أن فلسفة اليونان و أفكار أرسطو فقدت اليوم مقامها الشامخ الذي كانت عليه، إلاّ أنّ العلماء لايجدون بدّاً من التعريج عليها كلما استعرضوا الجذور التأريخية للنظريات الفكرية الجديدة.
وقد استفاد فلاسفة اليونان في صياغة أفكارهم من الأساطير استفادة كبرى، وثمّة آثار كاملة لأفلاطون متوافِرة اليوم، و تعجّ بأسماء عدد كبير من الآلهة. و كانوا يعترضون على نسبة صفات قبيحة إلى الآلهة في الأناشيد الحماسية القديمة. إنّ أفكار أفلاطون في حقل الإلهيّات جعلت منه إنساناً إلهياً، حتى أطلق عليه «أفلاطون الإلهي».كما أنّ أرسطو حينما طرح مبحث المحرك الأول ، أصبح حسب اعتقاد الفلاسفة الموحدين قريب الاعتقاد بإله الأديان التوحيدية. ورغم انه كانت الامبراطورية الرومانية من أعظم الدول القديمة سطوة وقوة، و قد توسعت لتشمل معظم أوروبّا و مصر و سوريا و آسيا الصغرى. واضطلع الرومانيون منذ الماضي السحيق بفنّ العمران و النحت والرسم و الأدب و إدارة البلاد، و قد اعتنقوا المسيحية بعد ثلاثة قرون من ميلاد المسيح وسعوا إلى نشرها من خلال الاستعانة بحضارتهم العريقة.
كانت الفلسفة اليونانية مصدر فكرهم الأساسي حيث عبدوا إلهة «ديانا» و اتخذوا لها هيكلاً في تلال قريبة من روما وهذه التلال كانت معابد  ورثوا فكرتها عن الفرس من معابد النار وصاروا يفدون إليها أثناء الاحتفالات السنوية، و كان من طقوسهم تناول الطعام المقدس الذي يطبخ على نار مقدسة، و كان لإعداد الطعام المذكور مراسم خاصة إلاّ أن تناوله مازال رائجاً عند بعض الديانات كالعشاء الرّباني في المسيحية فيتبين لك كيف تأثرت الرومانية بفلسفة اليونان ودين الفرس فالعمران والرسم والأدب من الإغريق والنار والطعام والمراسم والطقوس الدينية من الفرس .اما آلهة الرومان فقد انعكست على حياتهم الزراعية و العائلية و الحربية، واذا أرادوا النجاح في شيء رفعوا الصلاة إلى الإله المختص الذي عرفوه منذ القدم، كما تعتبر الهندوسية شكلاً متكاملاً للأرواحية، فهي دين متطور يتضمّن مجموعة من التقاليد والاّوضاع الاجتماعية والثقافية مقرونة بتهذيب النفس وترويضها. و كان لهذا الدين ثقافة وطقوس خاصة فعبدو الألهة القديمة واعتقدوا بالتناسخ ، ورعاية مقررات الطبقات الاجتماعية في أسلوب المعيشة والزواج، واحترام الموجودات الحيّة أيضاً لاسيما البقرة التي هي من أصول دينهم.وآمن الهندوس بعدد ضخم من الآلهة السماوية والأرضية، وذكروا لها أسماء وصفات عجيبة وغريبة، وأقاموا لكل منها هياكل عظيمة. وترتبط هذه الآلهة فيما بينها بروابط نسبية وسببية ولفظتي النسبية والسببية هاتين اعتمدهما الشرع الإسلامي بعينهما في احكام الزواج  .وقد نقلت كتب الهندوس المقدسة الكثير من التفاصيل عن الصفات الجسمية والنفسية لهذا العدد من الآلهة. ويعتبر الاعتقاد بتجلّي الآلهة على هيئة انسان أو حيوان في أدوار مختلفة من المعتقدات التي حازت على اهتمام واسع ورغم محاولات الإنسان نفي التجسيم عن معبوده إلا انه لم يستطع التخلص من ذلك حتى في نهاية الدور المتنامي للدين الإسلامي اليوم لأنه يقرأ في أناه التي صنعت هذا الإله  ويعتقد الهندوس أيضاً بأُلوهية –كالي- التي تعني كلب أسود قبيح المنظر، ويقدّمون إليه هدايا من عمليات السلب و النهب وليس من الصدفة ان يشار عند بعض الطوائف الإسلامية بألوهية كلب أهل الكهف ويسمونه ايضا الكالي ويجعلون هذه من اسماء الله الخاصة
وهناك حوارات بين المتصارعين في كل الأديان مشتركة ومازالت حتى آخر تطور تتمثل في مواجهة بين صاحب الخير الذي لا يرغب في القتال وبين صاحب الشر الذي يتحمس للقتال فنفس الحوارية التي جاءت في القرآن مع ابني آدم قابيل وهابيل هي عينها بين ارجنا وكريشنا الهنديين ولا يقر الهنود وقيل الفرس بآدم القرآن فلهم آدم يسمونه كيومرث وحسب تأريخ البشرية هو قبل آدم القرآن بثمانية آلاف سنة وهذا يؤكد ان الدين ليس الا تنامي للفكرة فقط ولا جديد في الإنتقاد الا من حيث الأشكال والأسماء والتصوير الذهني .وقد حازت مسألة وحدة الألوهية على اهتمام واسع منذ الهندوسية حتى برزت بشكل اساسي عند اليهودية اولا وتنامت حتى وصلت لفكرة الإسلام وفي العصر البراهمي الهندوسي بلغت طقوس القرابين حدّ الإفراط ، و طغى انتشارها على المسائل الدينية العميقة التي آلت إلى الأفول، وأسفر الإفراط في قرابين الخيول والحيوانات الأخرى إلى إلحاق أضرار بالغة باقتصاد البلد وإلى إفراغ خزينة الملك، ممّا دفع بالبراهمة إلى التفكير جدّياً في إصلاح الدين من خلال إعداد البراهمانات  وتنامت هذه الإصلاحات في المرحلة الأخيرة عند المسلمين في موسم الحج للكعبة في مكة بشكل منظم واختصرت بثلاثة انواع من الأضاحي من ذكور الحيوانات الأليفة فقط البقر والغنم والإبل بأنواعها مراعاة للإقتصاد ولا يعنى التنامي الديني تنامي المتدينين حيث ان بعض المعتقدات تداخلت في الإفكار الدينية اللاحقة للتي سبقتها فمثلا فكرة التناسخ الهندوسية ما زالت تعيش عند بعض الفرق الإسلامية التي ظهرت بعد قرون من ظهور الإسلام وبنفس المعنى لمفراداتها وهي الرسخ، ويعني حلول روح المتوفّى في الجمادات.والفسخ، ويعني حلول روح المتوفّى في النباتات.والمسخ، ويعني حلول روح المتوفّى في الحيوانات.والنسخ، ويعني حلول روح المتوفّى في الإنسان (التناسخ). ويعتقد حكماء وعلماء الهندوس أن الأعداد الهائلة من الآلهة، إنما هي مظاهر لإله واحد عظيم، وأن الموجودات قاطبة تشكل أجزاء هذا الإله العظيم. وهذا مطابق تماما لآخر فكرة عن الله لكن استبدلت كلمة آلهة بكلمة اسماء الله الحسنى وهي عينها فكرة وحدة الوجود التي تستجمع افعال الله في الوجود وتحتويها وحدة متكاملة تعني الله وهذا العالم بجميع ما فيه، ليس في الواقع إلاّ خيالاً في ظل الله المغيب فالمايا الهندوسية والنرفانا البوذية هي نفسها الرهبنة النصرانية وهي الصوفية الإسلامية بكل هذه الصور واشكالها وهيئة القائمين بها وهذا الإستغراق في التدين هو الذي ولد التطرف والتعصب في كل الأديان تاريخيا وانتج اليوغا والتقشف والزهد وهذا اساس التعطيل في حضارة البشرية فيعتقد الهندوس أن الوصول إلى الحقيقة أو الاتحاد بالإله القادر يتم عبر طريقة اليوغا وتعني وضع القيود، وهي رياضة صعبة وصارمة، يجلس فيها المرتاض جلسة القرفصاء، ويستغرق في السكون والتأمل طويلاً. وثمّة أساليب أخرى متداولة مثل الوقوف منكوساً، الانحناء وتعليق اليدين، الجلوس على سرير مشحون بالمسامير. وهذه الأعمال قد تستمر لعقود كثيرة ، يرافقها أُمور صعبة للغاية، منها وضع الماء أمامه، والبقاء في حالة الظمأ وكذلك في التقشف عند النصارى وامتناع رجال دينهم من الزواج والتفرغ للنصرانية وهو الزهد والتصوف في الإسلام وحرمان صاحبه من طيبات الحياة ومن هنا خرجت فكرة الصيام تاريخيا مع تنامي فكرة التدين وخضع الصيام الى التهذيب والتشذيب والقوننة والرسملة خلال مراحل تطوره وأكد آخر تطور له هذه الحقيقة حيث قال الإسلام فيه - كما كتب على الذين من قبلكم - وأما مسألة ما يسمى كرامات لنخب هذه الأديان ليس الا حالة مرضية تكبر وتصغر من شخص الى آخر وما من جماعة دينية الا ولها كرامات تتمسك بها وتزيد من ارتباطها في عقيدتها وتتشابه هذه الكرامات غالبا عند هذه الجماعات وما يختلف منها يكون مختصا بو جهة النظر الدينية التي تتبع لها ولذلك تظهر من البوذي اليوغي أعمال خارقة للعادة دون أن يلتفت اليها بل لا يعير لها أهميّة.ومن أمثلة ذلك سكون الدم في العروق على اثر التمرينات الشاقة، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض عملية التنفس، حيث يكتفي اليوغي بعدّة شهقات طيلة السنة. ويتمّ أيضاً عبر اليوغا التحكم بالنبض وسائر الأعمال الحياتية للبدن. في جميع هذه الحالات يختار الجسم أساليب أخرى جديدة ، ويظلّ حياً، وقد يتفق أن يُدفن اليوغي حياً لمدّة ستة أشهر، ثمّ يُنبش قبره ويُخرج منه، فتعود إليه الحياة بمجرد أن يأخذ شهيقاً واحداً، كما توفّرت لبعضهم قابليات أُخرى مثل التخلّص من الجاذبية الأرضية، أو إيقاف قطار متحرك، أو قابلية غلي الماء بإلقاء نظرة واحدة عليه، وغير ذلك وتبدو الهندوسية كشجرة قديمة اسست لهذه الحالة وبدأت تتنامى من بعدها وللفيل قصة عند الهندوس وصلت الى نزول سورة كاملة به في الإسلام آخر دين فيبحث الهندوس عن معرفة حقيقة هذا الحيوان في الليل الدامس بواسطة اللمس فعرفوه حتى جاء في الإسلام وسيلة حربيه يحملها ابرهة النصراني الدين السابق مباشرة للإسلام لتهديم كعبة العرب الإقتصادية وقبلة الدين اللاحق الإسلام فيما بعد واعتبرت اكبر كرامة لصاحب الكعبة وزعيم العرب وقبيل ظهور آخر تطور ديني عام والا كيف نرى النار التي صارت بردا وسلاما في الإسلام على ابراهيم النبي وهو قبل بوذا الذي يقول :إن الماء ينحدر نحو الأسفل دائماً، والنار حارة أبداً، والثلج بارد دائماً، فلو تضرعتم بين يدي آلهة الهندوس جميعها، لما أثر ذلك في تغير مجرى الماء نحو الاعلى، وفي جعل النار باردة والثلج حاراً. فقوانين هذه الظواهر لا تبطل، والتضرع والدعاء أمام الآلهة لا يجديان في إبطالها.وما زالت النظرة في ازلية الله وليس له بداية وليس له نهاية مستمرة في كل تطور ديني لأنها حكاية في المغيبات يسند المتدين ظهره عليها ليستريح من الحوار والنقاش عندما يتعبه التفكير مما جعل كل من يفكر في الدين انهزامي لجوج ولا يتفق متدينان على فكرة واحدة وان كانوا من عقيدة واحدة مهما صغر حجمها لشدة انغماسهم بالخيال ووسيلتهم اللغة التي ينطقون بها فتراهم يختلفون على حركة او حرف لغويين فيصير كل منهما في واد ولما كانت الكونفوشسية عقيدة مبسطة لا تؤمن بالغيبيات ومؤسسها سياسي محنك انتهى اتباعها بسهولة الى الغاء فكرة ما وراء الطبيعة في آخر تنامي لها واعتمدت المادية فقط ولا شيء وراءها وشملت بما يسمى الشيوعية اليوم  .
واتفقت كل الديانات على فكرة الغار التي اول ماعرفت عند المجوسية الإيرانية فقد ظهرت الإلهة ميترا من الغار على صورة انسان كما يعتقدون ومريم جاءت بعيسى نبي النصرانية من المغارة وهي الغار ومحمد نبي الإسلام جاءه الوحي في غار حراء بمكة وللدهليز اي الغار مكان عند الموعودين بظهور المخلص في آخر الزمان ومنهم من قال ولد في الدهليز بسامراء وهذه الفكرة الغيبية صار مغيبها وظهورها من الغار اي الخفاء او الإختفاء وتتجول في الدين عبر تاريخه الطويل لأنها ترضي نزوع الفكر الإنساني عندما يعيا في مرضه النفسي الذي يسمونه دينا وعليه لا يستغرب من رجالات الأديان قاطبة انهم يرضون ان يعيشوا على مآسي الناس ويرسملون ثراءهم من وراء الموجوعين والمنكوبين بما يفرضونه من نذور وقرابين على هؤلاء المرضى ليتكسبوا بهذه السرقة التي شرعها لهم التدين فانطلقت من الذبائح الآدمية وممتلكات الشعور التي تقدم للآلهة البشر وانتهت بأطايب الأغذية من اللحوم التي سمح بها الحكام حماية لإقتصادهم مع العملات الرائجة لكل جماعة وظل العقد محفوظا بين الحاكم ورجل الدين تاريخيا بكل صيغة من صيغه المتعددة واحدا او اثنان او كثرة فالأمر بقمة الإلتزام في كل المجتمعات ومن هذا ظهرت فكرة النور والظلام والخير والشر فإن كانت خالية من الصراع عبد النور والظلام معا كما هو عند الزرادشتية الإيراينة واذا جرى الصراع عبد الأقوى وفي النمو الأخير عبد النور وان انتصر الظلام عليه وتولدت فكرة المظلومية من ذلك وانتهت بما يسمى الجهاد والوقوف ضد الظالمين وفي حالة التقهقر المتمادي يستنظر المخلص المهدي وان لم يبق من الدنيا الا ساعة وهذه حالة يأس خطيرة يعيش المتدين فيها الأمل وهو اخطر انواع المرض ان يشعر المرء انه سقيم وهو بعافية وكما ان الإلهة ميترا عند المجوس صعدت الى السماء ايضا عمل كل مؤسس عقيدة انقلابية شاملة واسعة  يتبنى نفس فكرة الصعود الى السماء كعيسى عند النصارى وموسى عند اليهود ومحمد عند المسلمين وهذه فكرة تحسين صورة الإنهزام من واقع الحال فكما ان كل قطرة دم من ميترا خير وبركة وخصب صاردم المسيح شراب ابناء الله وكل كلمة لمحمد صارت سنة نبوية يهتدى بها وهكذا وهنا أحاول ان اذكر الأمثلة الكبرى لتوضح الفكرة والا كل قوم بما لديهم فرحون وللخبز والعسل اطيب الطعام في الدنيا والآخرة تقديس كبير منذ اول دين الى آخر دين وكان لموسى ولصالح ولزرادشت ولمحمد عشق مقدس في الناقة او البقرة وبلون واحد وهو اللون الأصفر لون الشؤم والحقد وهذا امتداد فكرة ثقافية لا غير عبر تاريخ التدين البشري وفكرة الملائكة سارت مع كل عقيدة وبكل صوره وبالشكل الذي يريدون واتفقت ما يسمى بالأديان السماوية وهي المجوسية واليهودية والنصرانية والإسلاميةعلى عدد كبارهؤلاء الملائكة فقالوا ستة يأتمرون بأمر الله ولا يعصونه ابدا وهناك ملائكة تأتمر وتساعد هؤلاء الستة وكلهم يقولون بخلود الروح واختلفوا في مكان الإحتفاظ بها بعد خروجها من الجسد الذي يفنى عند الجميع ولما كانت الأديان ناتجة عن واقع اجتماعي معين يخرج من بطون الفقراء ويكون حلا لظاهرة اجتماعية سياسية ادى ذلك الى تداخل هذه المعتقدات زمانيا لتنوع امكنة نشوئها فمثلا الإشتراكية المزدكية في ايران في القرن الرابع الميلادي ثارت من خلال الفقراء الذين هجموا على مخازن الملك واكلوها بدعوة من الههم مزدك وهذا يتوافق مع دعوات الفقراء في الإسلام آخر نمو ديني ولما يئس المعوزون من الحلول الدينية في بعض المجتمعات كفروا بالله الغيبي الذي صنعوه وتمسكوا بعقيدة اللاايمان لحل مشاكلهم الإقتصادية كثورة البلشفية الروسية أخيرا وقطعت كل الحبائل التي تربطها بالغيب واعتقدت ان الدين أفيون الشعوب ولما انهكت عادت لتستريح في مناخ الغيب الديني فعاد اتباعها للتدين بقوة كل حسب عقيدة مجتمعه وهذا مايؤكد ان كل دين ليس الا حالة سياسية اجتماعية مرضية واقتصادية يتكيف بها شرار العقيدة ويوظفونها لمنافعهم حتى تسقط في حفرة المغيبات التي لم تمتليء بعد واطلق الإسلام عليها جهنم التي كلما امتلأت قالت هل من مزيد ولا تملأها الا رجل الله فتقطقط هذه النار وذلك عند بعض المسلمين وهذا يعني نهاية الإعتقاد الغيبي في تنامي الأديان حيث تحترق قدم الساعين اليها وتخمد جهنم أي يبطل الدين وتضمحل ايضا هذه  العقيدة الغيبية التي يتمذهب بها المتهالكون اليائسون من آخر فكر ديني و يجدر بنا الوقوف عند مايسمى ظاهرة الأديان السماوية ليتضح لنا هذا المفهوم المتنامي جليا حيث نبدأ باليهودية هذه العقيدة التي احتكرت ثقافة البشر وحاولت ان تصوغها ببرامج اعتقادية فركزت على الثقافة التاريخية واستطاعت ان تكون فاعلة رغم اغراقها في الخرافة لذلك كان لا بد لمثيلاتها من النصرنية والإسلامية ان يتهمونها بالتحريف والتزوير ليجددوا عليها ولكن لقوتها ما استطاعوا الإنفلات عنها وكل ما عملته هاتين الديانتين هو تجويف وتمدد لهذا الغيب الأسطوري التوراتي واعتبر بطل هذه الأسطورة موسى نبيا قويا لأنه واجه اكبر قوة معاكسة له في عصره وهو ما يسمى فرعون الحاكم في زمن الحضارة المصرية وعلى هذا نتفهم ثلاثة تجديدات دينية من خلال استعراضنا لبعض هذه العقيدة اليهودية التي مدت جذورها الى شخصيات سبقتها كإبراهيم وجعلته ابا لهذه الديانات العالمية الشمولية وصنعت له اسطورة ابراهيم النبي والنمرود الحاكم في الحضارة العراقية ومشابهة لأسطورة موسى وفرعون  وبشرت بشخصيات لاحقة لها ايدتها بفكرة يوم الخلاص التي اعتمدتها النصرانية بالمخلص واعتمدها الإسلام بالمهدي ونسج عليها ما نسج كثيرا وكادت اليوم تعتبر ثقافة العصر الشاغلة للمتدينين وهي مسبوقة منذ اول تفكير بشري اتكأ على الغيب في حل مشاكله التي استعصت عليه فصنع اشكالا ونماذج لآلهة يتعبد بها تشاؤمه وفشله ويستقوي بها رجال دينه على ما ينتفعون به من آلام المرضى والمنكوبين والأشقياء لذك يتبين لكل عاقل قوة وفاعلية الكآبة والمحزونية في فطرة الإنسان التي تروض عليها زمنا طويلا واكتسبها تاريخيا حتى صارت من طبائعه وفي كل نمو ديني يستخرج عن هذه الطبائع تحريمات كانت محللة في السابق فتصدر احكاما تحريمية بما يتناسب مع ارضية واجتماعية وواقعية هذا الدين الجديد وعليه تجد في آخر تنامي ديني وهو الأسلام كثرة الأحكام والفتاوي واختلاف اهل الإسلام فيها لدرجة تكفير بعضهم بعضا في تفصيلات متدنية الحاجة والممارسة في كل تصور مما اضطرهم على ان يفعلوا الأفاعيل ارتكابا لما جعلوه محرما عليهم بقوة الدفع الذاتية والأنا الشهوانية لأنهم أغلقوا باب التدين بعد شخصه الأساسي محمد فخلت لديهم مذاهب كثيرة من هذا الإنفلات التحريمي وغدا محمد شخصا هامشيا بالنسبة لمؤسسي هذه المذاهب وراح كل يعبد هواه وهذا ما اشار كتابهم اليه قائلا - اتخذ الهه هواه - وفعلا هذه من ابداعات القرآن الثقافية التي تصور مستقبل التنامي الديني في الزمان والمكان وعليه جرت فكرة العبور فتسمى الموسويون بالعبرانيين وفكرة اجتياز المياه فتسمى النصاري بالمعمديين النصارى وفي الهجرة من مكة الى المدينة يثرب تسمى المسلمون بالمهاجرين والأنصار وهكذا تتجوف الأفكار وتتفرغ من المحتوى لتتسع الى محطات تستكمل قدسية هذه الحالة حتى غدا الماء نهرا مقدسا يختلف من جماعة الى جماعة . فنهرالنيل للعبرانيين ونهر الأردن للنصرانيين ونهر الفرات للمسلمين ولكن لما كانوا دينا واحدا تتنامي منه هذه الأفكار في منطقة واحدة اتخذت  هذه الأنهار من منطقة واحدة ويبدو للمتابع ان مدينة حران المختلف على موقعها كانت مقرا ثقافيا للأساطير الدينية يقوم على هذا المركز اليهود لأن التوراة ذكرت ان ابراهيم النبي قامت دعوته فيها وابراهيم هذا محل تنازع عند ما يسمى الديانات السماوية فكل يدعيه وظهرت تاريخيا في القديم والحديث حران هذه منشا لعقائد كثيرة في هذه الأديان ومن هذه العقائد من خرج عن الحد الأدنى عن المنسوب الديني وذلك على يد اشخاص دلت آثارهم المتبعة كمذاهب انهم اقرب للفكر اليهودي او انهم من صنع هذا الفكر واساؤوا للدين الذي ينتسبون اليه فترى الحرانيين في كل تشويه ولهم اتباع في العصر الحديث وتطرفوا فأجرموا ويعملون قتلا وتكفيرا وارهابا في المجتمعات كالوهابية التي تعتمد في ثقافتها على ابن تيمية الحراني وما لحق بها من تنظيمات القاعدة في كل مكان وهذه المسألة تحتاج الى دراسة واسعة ليس محلها الآن ولكن اشرنا اليها فقط وفي آخر نمو ديني اعتبر ابراهيم هو باني ما يسمى بالكعبة عند المسلمين وهذه كانت قبل الإسلام مركزا لأصنام العرب المحيطين بها ومركزا اقتصاديا وتجاريا صاغوا لها قدسية ومنسكا شعائريا يحج اليها ويتاجر في مدينتها مكة وتشكل موردا اقتصاديا للحكام واليوم استولى عليها الحرانيون الوهابيون وقد أثرت معتقدات القرابين والذبائح القديمة في المذاهب الحديثة وخصوصا في منسوجة رؤيا ابراهيم لذبح ولده اسماعيل والتي لم تتم وكان فداءها كبش السماء أي ظاهرة الإتكاء على الغيب واستبدلت في الدين الغيبي الأخير الإسلام مع والد نبيه محمد وهوعبد الله الذي كان سيذبحه جد محمد والد عبد الله واسمه عبد المطلب قربانا عن اولاده العشرة الآخرين وقرع على ذبحه بمائة ناقة ووقعت السهام على النوق واستبدلت بعبد الله الذي ولد محمد له وتطورت هذه الفكرة عند الأمويين فذبحوا حفيد محمد من ابنته فاطمة وهو الحسين من اجل السلطة وتوارث هؤلاء الحرانيون بتحريض الفكر اليهودي السلطوي عملية الذبح هذه فشكلوا ظاهرة ارهابية في العالم اليوم ضد كل من يعترض عليهم وأكثر اجرامهم ينفذ ضد اتباع الحسين امتدادا للماضي وانتقاما في الحاضر لأن الرعب الذي يشكله الحسينيون عليهم كبير فيخوفون من أي قوة لهم ويدعم هذا التخوف التحريض اليهودي والنصراني والأموي السني لأن الحسينيون او ما يسمى بالشيعة اليوم هم اقرب الجميع لتطبيق الثقافة المحمدية التي لا تناسب هذه الجهات اطلاقا وخصوصا الحالة الأخلاقية فيها والصراع قوي وشديد ولا ينقطع لأنه تحول الى عقيدة ومصير ومحمي لدى الجميع من انظمة سياسية دولية تأسست على هذا الصراع لذلك فإنك لا تجد قصة ذبح اسماعيل في كتاب التوراة والإنجيل الإسرائيليين بل انها كانت على اسحاق ابن ابراهيم الأصغر من اسماعيل تلويحا وليست مفصلة كالقرآن عند المسلمين الذين يصادر هويتهم العرب الأمويون  واسحاق ولد زوجة ابراهيم سارة  الاسرائيلية بينما اسماعيل ابن ضرتها العربية هاجر الجارية وكل يسوق الحادثة اليه عرقيا  بينما يصورها كتاب القرآن اسطورة رائعة تتمثل فيها طاعة الإنسان للإله الغيبي تفتقد الرواية التوراتية لجماليتها لأن العرب اهل شعر وخيال يتفوقون على اهل الصناعة والتجارة والمال من الإسرائيليين ويعود الفارق الى عيش الصحراء وعيش المدنية لكن هناك تشابها كبيرا بين التوراة والقرآن في رواية موسى النبي ومواجهته للحاكم فرعون في زمانه وموسى هو اكثر اسم ورد في القرآن وقصصه مليئة فيه مع بعض التدوير الذي يناسب تنامي الفكر الديني مع الواقع مما سجل صراعا وعداءا قويا ما زال مستمرا بين اليهود والمسلمين لليوم رغم التداخل بين الفكرين واستفاد من هذا الصراع الفكر النصراني الذي اعتبره الإسلام بمتن القرآن أقرب اليه من اليهود واحتسب اتباعه من المؤمنين وينبغي التوادد معهم لذلك ترى الأسطورة النصرانية مهيمنة على العالم اليوم أما فكرة لقاء الرب وجها لوجه تمت في التوراة لموسى لكن القرآن نفاها فجاء في القرآن لن تراني بينما تمت لمحمد عند المسلمين في الإسراء والمعراج والصلب لعيسى عند النصارى وعليه قامت رواية اسطورتهم العقدية بينما نفى الصلب القرآن عند المسلمين واعتبره تشبيها والمصلوب كان احد تلامذة عيسى وهو يهوذا الإسخريوطي الذي لم يترك يهوديته وظل ينافق مع عيسى ومسألة النفاق ملأت آثار المسلمين الثقافية بما فيها القرآن لكنها هدأت بعد وفاة محمد مما جعل بعضهم يعزو السبب ان المنافقون هم الذين استلموا المال والسلطة بعدوفاة النبي محمد فلم تعد هناك حاجة للنفاق فجمل ذكره وحل محله التلون الفاضح في كل مرحلة يتنامى فيها هذا الدين الذي أغلق عند اتباعه باب النبوة من بعد محمد ولا بد من ذكر الشجرة عند هذه الأديان فهي شجرة طوبى المقدسة في التوراة وهي شجرة الرطب الجني عند النصارى وهي شجرة الزيتون المباركة عند المسلمين وهذا يدل على ارتباط هذه الأديان بالزراعة قبل تطور الصناعة وكله امتداد لما سبق من تعلق الإنسان صانع الآلهة في الطبيعة من نبات او حيوان وفي ظل الرومان ذاق اليهود اشد انواع المرارة والقسوة مما هيء للإسرائيلية سياسيا جوا جديدا يساير الضغوط الرومانية عليهم وخصوصا في فلسطين مركز اليهودية في حينها فبدأوا يروجون للمخلص الذي عرف فيما بعد بعيسى ابن مريم ونسجوا عليه اسطورة ادت الى قتله مصلوبا في النهاية لوقوفه ضد المستبدين من رجال الدين اليهودي والمستغلين وهم الذين كانوا يبشرون به ولما خالف مصالحهم قتلوه وصلبوه رغم وقوف قيادتهم معه كزكريا زوج خالة امه وغيره من الأحبار الكبار وهذه التضحية وضعت في الميزان عند المستضعفين وجذرها في نفوسهم ظلم وطغيان الرومان ومن كان في بلاطهم من احبار اليهود المنتفعين وهذه الظاهرة تتكرر دائما متشابهة في كل تنامي ديني في المحتمعات ولا تتفاوت الا بأسماء الشخصيات او الأمكنة الجغرافية وصيغت اسطورة عيسى وأمه وبني فيما بعد عليها تاريخ من الأخلاقيات العالمية المتكيفة والمتلونه مع كل مجتمع ومع كل بيئة ويعود ذلك لأن هذه الديانة ليس لها تشريع معتمد  وتقنين مبوب كالتي سبقتها كاليهودية والتي لحقتها كالإسلام فالحلال والحرام في النصرانية يحدده رجال دين النصرانية في كل مجتمع وفي كل منطقة مما اضطرهم مؤخرا ليشكلوا مراكز كنسية لكل فرقة منهم تؤطر هذا التطور الديني سياسيا واقتصاديا بهذه الليونة وبالتفلت من قيم اخلاقية ثابتة وبتزلفهم لكل سلطان موافق لهم او مخالف مماجعلهم الأكثرية في المجتمعات ويديرون حكام المجتمعات التي هم فيها أقلية والتهموا المجتمعات التي لا يهمها الدين الا لبوسا وقلة التكاليف الشرعية في هذه العقيدة لعله العامل الكبير في زيادة عدد التابعين لها عالميا فالصلاة مثلا لمن يحب وفي كل اسبوع مرة عند الضحى وبعدها لتغدوا تقطيع وقت عند فارغي الأشغال ولا يكفر تاركها كاليهود والمسلمين وفي العصر الحديث زاد من اتباعها القوة الإقتصادية والعسكرية عند الدول الغربية التي تزعم بإعتقادها لهذه الديانة المتلونة مع كل شيء ولا تتصادم الا في مصالحها المادية والسياسية فقط ولا تعنيها الحالة الروحية رغم ما يشار اليها عكسا انها ديانة روحانية بحتة  وانها ديانة التسامح والروح وتسوق افكار انقطاعها عن الجسد وهي التي نشأت من فكرة اسطورة صلب الجسد لخلاص الروح التي هي اساس كل اعتقاد نصراني ويسمون عيسى ابن الله الذي في السماء كما ورد في كتابهم الإنجيل أن العذراء أي مريم ام عيسى تحمل فتلد أبنا يسمونه -عما نوئيل - أي الله معنا واسطورة اليهود تخالف اسطورة المسلمين في عيسى ابن مريم حيث يرى اليهود ان له ابا واخوة بينما المسلمون وافقوا اتباع النصرانية نوعا ما فقالو ليس له اب وليس له اخوة ولكنهم خالفوا النصارى في القتل والصلب وتتفق هذه الديانات المتطورة عن بعضها البعض بفكرة الرقم اثني عشر فاليهود اثني عشر اسباطا والنصارى اثني عشر حواريا والمسلمين اثني عشر خليفة او اماما ولكنه في العصور الوسطى ولما قويت شوكة المسلمين اتحد اليهود والنصارى عليهم سياسيا واقتصاديا وتبلور هذا التوحد بكتاب واحد سموه الكتاب المقدس  جمعوا فيه التوراة العهد القديم مع الإنجيل العهد الجديد وبرأ باباوات النصارى اليهود من دم المسيح وهي الفكرة القديمة حيث اتهموا اليهود بذلك . ومن تسلم زمام الأمور في الدين الإسلامي المتنامي عنهما كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بوحدة اليهود والنصارى حيث ما يسمى خلفاء في الإسلام كلهم صناعة اسرائيلية يهودية ونصرانية ارتبطوا قبل الإسلام فيهم واستمر بعد الإسلام معهم كالأمويين الذين وظفوا ابو بكر وعمرلسياستهم ونصبواعندما سنحت لهم الفرصة عثمان ومعاوية حكاما سياسيين وادى ذلك لتضحيات كبيرة وكثيرة من المعارضين لهم حتى ذبحوا حفيد نبي المسلمين محمد – الحسين-  وبقروا بطن ابنته فاطمة واسقطت وقتلوا كل ملتزم بديانة محمد طيلة قرون توطيدا بعد تمهيد لتنامى مذاهب دينية جديدة تتكيف مع سلطتهم وسمى هؤلاء المتحدون مع اليهود والنصارى من اجل السلطة والمال انفسهم بأهل السنة والجماعة التي اطلقها عليهم الرجل البارز فيهم معاوية بن ابي سفيان وما زال هذا الإتحاد النصراني واليهودي والسني قائما لليوم وكلما لحظوا قوة نمت لخصومهم الذين يسمون بالشيعة تاريخيا الراغبون في اعادة النهج المحمدي الذي يناسب ادارتهم ونفوذهم  يتوحد هذا الاتحاد ضدهم ويحاولون قمعهم وتصفيتهم بكل قسوة وذبحهم لأنهم يشايعون الرجل الأكفأ والأقرب الى محمد وهو علي بن ابي طالب الذي على يديه كانت تصفية نظامهم البالي وبقوته توطد الدين الجديد وهذا الرجل ينال احتراما عند كل عقلاء الإنسانية جمعاء ومن جميع الأديان والمذاهب رغم ان حكام المسلمين شتموه ولعنوه وسبوه تاريخيا خلال ازمان تسلطهم على العباد ورغم ذلك تجدهم يقدمون اشكال الإحترام لهذا الرجل حتى اليهود والنصارى بل والملحدين وفي كل دين لعلي بن ابي طالب نصيب كبير من الحب والإحترام فسمي الحاقدون عليه بالنواصب أي اهل النصب والمكر والإحتيال مما جعل شيعته يشتمون كل من شتمه وآذاه في نفسه وبيته وحقه فسماهم اهل السنة والجماعة بالرافضة لأنهم يرفضون الخلفاء الذين وظفهم اليهود والنصارى حكاما على المسلمين وهذا الصراع أدى في المسلمين خصوصا وبالناس عموما الى حالة اليقين ان حق و شخصية علي بن ابي طالب لا مراء فيها وخوف الناس من الحكام الظالمين لا جدل فيه وهذه الحقيقة صنعت مذاهبا واديانا لا حصر لها خرجت كلها من رحم الإسلام وما زالت تتجدد في كل يوم ومنها ما نتج من رحم الإتحاد اليهودي النصراني السني واستقوى فيه فكانت مذاهب معلنة بفعل المال والسلطة كالوهابية والقاديانية والبهائية ومنها ما كانت مخفية سرية كالحركات الباطنية الإسماعيلية والدرزية والنصيرية والمرشدية ومنها حركات معارضة عسكرية كالإباضية والسلفية وفرق الخوارج عموما وفي آخرالقرن العشرين وبداية الواحد والعشرين قرنت عوامل وحدة السنة واليهود والنصارى مقولة الإرهاب بالمسلمين عالميا واصبحت الفرق السنية المتطرفة تغذي هذه المقولة بعمليات اجرامية قاسية ضد الشيعة المعارضة عالميا وفي كل فترة يوجه هذا الإتحاد تلك الفرق الإرهابية لتنفيذ عملية معينة في مجتمعات نصرانية او محايدة للتمويه على مشروعهم الأساس ولكن دون ان يسمح لهم بأي عملية في اسرائيل اليوم وذلك ليسوقوا بين اهل السنة انهم مجاهدون يقاتلون اهل الكفر ويصادرون رسالة المسلمين ليلونها اليهود والنصارى على هواهم مقابل سلطة هنا او مال هناك وتروج لهم اسواق الدعارة والعهر والمجون والخمور والفجور في ديارهم او ديار اليهود والنصارى فقطع العقلاء والمفكرون والعلماء بهذه المؤمرات الدينية حتى صارت مؤخرا كلمة متدين مقيتة عند كل حر وصادق مع نفسه والنصرانية اليوم تدعي انها الأفضل والأصح وهذا ليس الا ارتباطا اسطوريا أخيرا في البدايات حيث لاحظ المفكرون الغربيون النصارى انفسهم في القرون الأخيرة أنّ ثمّة تشابها عجيبا بين المسيحية و الأديان الهندية، و رأوا أنّ كثيرا من عقائد المسيحية كالتثليت والفداء وقصة الصلب هي بعينها موجودة في الأديان الوثنية دون أن يكون لها جذور تاريخية في عقائد بني إسرائيل.مما يؤكد التنامي والتداخل الديني في المجتمعات البشرية الناجم عن تلاقح الثقافات الحاضرة والموروثة وممّا زاد في حيرة و دهشة هؤلاء المفكرين أنهم عثروا على جمل في الإنجيل تشبه الى حد كبير جملاً في كتب الهندوس والبوذيين، كما أنّ بعض الألقاب التي أطلقت على المسيح مثل حمل الله، وابن الله، والفادي وغيرها كانت تطلق على غيره في تلك الأديان. ومسألة المخلص او المنقذ في المجتمعات البشرية عامة لا استثناء بها ويعتقد كل مجتمع بمخلص يخرج من ثقافة عقيدته وينطبق ذلك حتى في أقسام الدين الواحد فمثلا، فميترا كانت منقذة للبشرية، و كذلك تموز و أدونيس و أوزوريس والمسيح والمهدي الخ وإنّ المسيح الذي كان ينتظره اليهود و النصارى القدامى ليس هو ابن اللّه ، و إنما هو نبي مبعوث من قبل اللّه تعالى، و لم يكن من المقرر أن يُقتل تكفيرا عن خطايا البشر، بل كان من المقرر أن يؤسس حكومة على الأرض ينقذ بها البشر، و لم يتطلع المسيحيون القدماء إلى عيسى بإعتباره منقذاً يمنحهم الإذن بالدخول إلى السموات، بل باعتباره مؤسسا لنظام سياسي جديد على الأرض، وهذا هو غاية آمالهم وهذه فكرة المهدوية عند المسلمين وهذه العقيدة توائم تماما ماسبقها من أديان خرافية لاسيما ديانة ميترا، فكما يحتفل في الخامس والعشرين من كانون الأول (الانقلاب الشتوي) بذكرى مولد ميترا، فإن المسيحيين يحتفلون فيه بذكرى مولد المسيح اليوم ، و حتى يوم السبت الذي هو سابع الأيام لدى اليهود و الذي حظي في شريعة موسى (التوراة) بتقديس اللّه ، قد تمّ استبداله بيوم الأحد نتيجة التأثر بالأفكار الميترائية التي تذهب إلى اعتبار اليوم الأول (الأحد) يوم الشمس الفاتح.وفي زمن انتشار المسيحية لم يبق محل في حوض البحر المتوسط إلاّ و راج فيه التفكير بالأم العذراء وابنها الذي قتل تكفيرا عن خطايا البشر، وهذا مقتبس بأسلوب ماهر من أسطورة الهة الأرض العذراء ونجلها فاكهة الأرض الذي يخرج إلى الدنيا لكي يموت ثم يتحول في التراب إلى بذر للفاكهة القادمة، وتبدأ عندها دورة جديدة.وهذه توائم ما يسمى قدسية فاطمة بنت نبي المسلمين محمد وان حفيدها المهدي سيملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا وظلما وكما ذهب حوروس ضحية وفداءا لخلاص البشرية من الخطايا كذلك كانت فكرة صلب المسيح وهي عينها فكرة قتل الحسين عند المسلمين وهكذا تتنامى الأديان حسب واقعيتها لتظل فكرة المظلومية كابحة ومهدأة في مشاعر الناس ليحتاجون اليها أدبيا واخلاقيا ويستعبدهم الحكام بكل هدوء استطاعوا اليه والا فالقسوة والسيف وعملت قوة المال والسلطة في تسجيل بعض هذه الأساطير الشعبية بأنها خرافات وحكايا وبعضها الآخر بانها حقائق الهية بغية التمويه والتغطية  والزمن له دور كبير في هذا التصنيف فكلما تقادمت الدهور وانتج الواقع تطورا قويا كلما سجل هذا العتيق اسطورة وهذا الجديد دينا مقدسا وتذخر الأديان بفكرة الفداء والتضحية فصاغها آخر تطور ديني وهو الإسلام ركنا من اركانه وسماها الجهاد ووضع لها أطرا ونظما توزعت في بابين جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر وجهاد الدفاع او جهاد الخارج وهو الجهاد الاصغر وهذا عندما تدعواحاجة هؤلاء الحكام لحماية ممتلكاتهم الجفرافية والبشرية والتاريخية والتي قسموها في بداية النصف الثاني من القرن العشرين بالدول وشكل كبارهم عصبة الأمم ومجلس الأمن للسيطرة على هذه الأوطان واستغلالها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وحتى تستمر فكرة الفداء هذه في نفوس الأتباع جعلت هناك مذابح خاصة لتقديم الأضاحي أسست في مركز الانطلاق الاول لكل عقيدة ففي اورشليم مذبح اليهود وفي الناصرة في فلسطين مذبح النصارى وفي الكعبة في مكة مذبح المسلمين وكذلك مذبح ميترا وغيره منذ اول عقيدة حتى آخر عقيدة وكان لها ايام ومواسم لهذه المذابح تعتبر اعيادا عند كل عقيدة حتى الوثنين كانت لهم انصابا للذبائح وفي قصة إله ما يسمى التوحيد في آخر نمو ديني هي ابتكار عقل بشري فموسى تقول التوراة انه اله فقد ورد في التوراة الحالية:«فقال الرب لموسى انظر قد جعلتك إلها لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك»وهكذا في المسيح وهكذا في الإسلام يعطى محمدا اسماءا وصفاتا تطلق على الله ككريم ورحيم وعظيم وغيره كثير ونحن اذ نذكر ذلك فقط من هذه الأديان التي تسمى اديانا سماوية لأنه من المسلم لدى الناس ان غيرها من الأديان جعلت رموزها آلهة كجوبتير وميترا واوزيس وغيرهم في كل دين ليتبين انها كلها واحد سماوية او غير سماوية ولكن التحرر العقلي احيانا يخاطب البشر بما يتلائم مع اذواقهم المقبولة ليسهل قيادة هؤلاء بهذه الخلفية الباطنية التي تتحكم بما وراء شعور الإنسان فيصعب تبديلها ولذلك نشاهد ان اصحاب اي عقيدة يتوارثونها عن ابائهم وامهاتهم الا القليل النادر الذي يتمرد عليها بظروف لحقت به يفرضها الواقع الحياتي عليه تارة او باستمالات فكرية وتارة مادية واقول استمالات وليس قناعات لأنه ليس في الدين شيء يقنع حيث كل يقين ديني ليس الا حالة اكتفاء الحجج في العقل المشكك فليس هناك من يقين مطلق لأحد ما وتجد في مصنفات المتدينين ما يوافق مرض النرجسية الذاتية ونقرأ من هذا الكثير فمثلا يقول يوحنا وهو اكبر من يسمون الحواريين عن عيسى بن مريم  «أما الذين قبلوه، وهم الذين يؤمنون باسمه، فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء اللّه » وعشرات الشواهد الواضحة في ذلك مزروعة في كل دين لأنها تنبع من عقل المتدين الباطني الذي استغرق في عقيدته فأعماه بريق دينه ونقرأ أيضا في القرآن «وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء اللّه و أحبّاؤه» مستنكرا عليهم ذلك لكنه متيقنا بمثيلات هذا كقبوله بيد اللّه ، و بيت اللّه ورؤية الله ونفس الله في آيات كثيرة من القرآن وهل يختلف هذا عن ابن الله إلاّ أنّه حرّم استعمال ماستخدمه غيره واتهمه فيه وكلهم يوحدون انفسهم على صورة الله بانه تشبه بصورة الإنسان الذي كان اول اله يعبد في البشرية لكن ليس اي انسان انما هو انسان المال والسلطة القاهر لسواه من الناس فيستعبدهم شريرا كان كالنمرود او فرعون او خيرا كان كالذين يسمونهم انبياء ومنهم من اشار بألوهيته الى اله مغيب مجهول يتوكل هو عنه في تحكم البشر وربما يضع منهجا يصير كتابا مقدسا كما هو عند ادعياء الدين السماوي وتشترك هذه الأديان بفكرة لقاء العبد بالمعبود فالنصرانية تروي عن المسيح قوله في الأناجيل انجيل يوحنا مثلا -«إني صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» والمسلمون يسردون اسطورة الإسراء والمعراج كملحمة ادبية أخلاقية في لقاء الله مع محمد في السماء متجاوزا من سبقه من الأنبياء في السماوات التي مر بها وقد جاز سدرة المنتهى ووصل الى الله على عرشه وخطف اليهود بريق هذه الأسطورة فجعلوا محمدا يتنقل بين موساهم وبين الله للمشورة والتوجيه فسبقوهم بلقاء موسى مع الله في جبل الطور وكل هذا استمرار للأفكار الوثنية وعبادة البشر لحكامهم وملوكهم الذين لا يلتقون الا بالمميزين من اتباعهم لينقلوا عنهم مملياتهم وضمنت عقيدة التثليث كل تاريخية الأديان وان اختلفت صور هذه الثلاثية من عقيدة لأخرى وكل صورة عندما تهمل تموت مما أدى الى موت او اضمحلال كثير من هذه العقائد وصار الإرتباط بها قليل جدا وقلت اتباعها وهذا يؤكد ان الدين عموما صناعة بشرية لمتقن عرف كيف يوظف هذه الفكرة وهذا مطابق للمناهج الحزبية السياسية هذه التي ابتدأت اول ما ابتدات باسم الأديان ولكن مؤسسوها او فاعلوا هذه النظم السياسية النفعية وبما أشار المتدينون عليهم فقد وجهوا إصبع الإتهام عليهم لما انفلتوا عنهم وصار الظالمون منهم شياطينا بعرف العاجزين عن مواجهتهم ومن الحكام او السلاطين او الملوك اذا تماهى مع النخب الدينية جعلوه نبيا او صالحا او مصلحا وهذا ما جعلهم يستثمرون رجالات الدين لأغراضهم ويدفعون لهم بسخاء واحيانا يقهرون المعارضين بأبشع الأساليب وبفتاوي المتدينين وإنّ بعض الأديان مثل اليهودية لاتعمل بالتبليغ، إيماناً منها بأن كثرة الأتباع لا يعزّز كيانها، بينما أولت أديان أخرى كالإسلام والمسيحية اهتماما ًكبيراً بالتبليغ، فالوفود والهيئات التبشيرية المسيحية بعثت قديماً إلى معظم أرجاء العالم لنشر الدين المسيحي، وفي القرون الأخيرة وعلى إثر ازدهار الحضارة الغربية وظهور الاستعمار والغزو الثقافي أخذت المسيحية تنتشر في الشرق أيضاً.وبهذه الطريقة تبلور علم اللاهوت المسيحي وتعلم منهم المسلمون هذا الفن السياسي فبرعوا بالتبشير للإسلام وخصوصا من يسمون السنة او الشيعة ويتباهون على بعضهما بمن يستجمع انصارا له اكثر من الأخر وفي العصر الأخير تغلب الشيعة على السنة في ذلك فاتهموهم بالغزو الشيعي في اوساطهم وصارت حالة سياسية تبناها الحكام من الجهتين وكما كان في الماضي تخضع عملية اتساع كل دين بالنظام الحاكم فإن هذه الظاهرة تتجدد في العصر الحديث بما يسمى المذهب الذي تعترف به السلطة او الدولة .وتتعامل هذه الأديان المتداخلة مع بعضها اجتماعيا وسياسيا حسب الظروف المفروضة وهذا يؤكد ان الدين ظاهرة سياسية اجتماعية من صنع الإنسان ولو ان الأمر كما يزعمون الهيا لما برر للمتدينين التكيف والتلون حسب الواقع وجعلوا لهذا التلون نصوصا كل على مصالحه التي تسمح له بالتكيفات فمثلا عندما كان الإسلام حاكما مهيمنا سياسيا كتب يوحنا الدمشقي النصراني  كتابا في العقيدة الإسلامية ولما تبدلت المصالح السياسية والإقتصادية قامت الحروب الصليبية ضد المسلمين وانتهكت فيها الحرمات وما زال هذا الصراع قائما لإستمرار التوازن بينهما ويظهر على الواقع كلما سمحت الفرص له وهو يعمل على اتفاق دائم وربما اتحاد بين السنة من المسلمين والنصارى الغربيين او الشيعة والنصارى الشرقيين بينما بقي هذا الصراع اقوى بين السنة والشيعة من المسلمين وزاد اتباع السنة على اتباع الشيعة من غلبة الغربيين على الشرقيين  وسهولة تلون السنة بما يرضي اولياءهم من اليهود والنصارى الغربيين بالأسباب التبعية السياسية والاقتصادية وتذرعوا بعوامل مذهبية دينية للتعتيم والتمويه وطمس حقائق الصراع على النفوذ فرضي السنة بالصغار والذلة والمسامحة مع هؤلاء الأولياء في معتقداتهم فبدلوا وغيروا وفق ارادة النصارى الأقوى بينما ازدادوا شراسة وعداوة استقواءا على شركائهم في الدين الشيعة ما أدى لكثرتهم وقلة هؤلاء وليست محاولة ذوبان مذاهب السنة في شكل واحد ورضوخهم لسلطة الحاكم ولو بالإكراه وتشريع ولاية الأمر له أيا كان ولو خالفهم في الدين وعدم قبول فكرة القيام عليه مهما أفسد  كان عاملا لكثرة عددهم لأن من طبع الإنسان المداهنة والمسامرة وخصوصا اذا جرد من الإلتزام بفكرة معينة ولو استفاد منها كثيرا فلو ان الإيمان يقوم على فكرة اليقين بالله لما ظهرت هذه الحالات المرضية الناتجة عن الذلة والصغار السياسيتين العابرة لتاريخ الأديان منذ فكر الإنسان بذلك فقالوا ان المتدين عقب للسياسي وتلعب القوة العسكرية بيد الحاكم الدور الكلي في اي انشقاق ديني فمثلا عند النصارى تجد الغرب متوحد في سلطة كنيسة واحدة في روما تسمى البابوية اما في الشرق الأضعف انشقت هذه الكنسة لسلطة خمس كنائس جغرافية تتساوى في السلطة هي أورشليم و أنطاكية و روما و الإسكندرية والقسطنطينية وبنفس الوقت تهيمن عليها البابوية الغربية وكذلك في الإسلام الأضعف صارت المراكز الإسلامية موزعة جغرافيا بفعل السياسة ايضا وكما هو الحال بين النصارى الذين انقسموا لفئتين كبيرتين القسطنطينية وروما او كاثوليك وارثوذكس كذلك المسلمون انقسموا الى النجف والأزهر او سنة وشيعة في كل البلدان الإسلامية ومما لاشكّ فيه أن أغلب الانشقاقات كانت تنشأ لأسباب سياسية،واذا تحول الخلاف السياسي الى خلاف عقيدة فإن الأكثر تلونا يتساهل مع الأقل منه كما هو الحال في النصرانية فالكاثوليك يجارون الأرثوذكس في عدم قبول اضافة – الإبن –للثالوث الذي طوروه عن ثنائية الأرثوذكس الآب وروح القدس وكذلك السنة رغم ايمانهم بعدالة كل اصحاب نبيهم محمد إلا انهم يجارون الشيعة في خصوصية اهل البيت لكن الفارق بين النصارى والإسلام في ذلك ان الأولى حصرت هذا الجدل برجال الدين فقط بينما الثانية انزلته لعامة المسلمين فظهر الكره والبغض بينهم أشد بكثير مما عليه في النصرانية وساعد في ذلك ان هذه الأخيرة فصلت بين الدين والسياسة بينما المسلمين جعلوا السياسة والدين متلاقيان بنسبة كبيرة وعند الشيعة السياسة عين الدين والدين عين السياسة وهذان مثالان لأكثر الأديان حيوية في هذا العصر وإلا فكلها متشابهة ومتنامية عن بعضها البعض رغم تداخلها فيما بينها عقائديا وجغرافيا وتاريخيا وفكريا وينشط الجميع للتوحد ولكن دون جدوى وفي وسط هذا الإزدحام ما زالت الأفكار الدينية تتفرخ في كل يوم عن اديان جديدة تتفاوت وتتقاتل أحيانا مع امهاتها كما تفرخت من هذا الضجيج الإلحادية  والعلمانية وأخيرا العولمة بالتفلت من كل القيم الأخلاقية التي حملها واقع الإنسان العاقل المتباين فمنهم من جعل هذه الأخلاق قادمة اليه من الخارج وسماه الله او الغيب او ماوراء الجسد ومنهم من جعلها من داخل الجسد وهكذا ينطبق على الأخلاق ما ينطبق على الأديان . ولكن الأخلاق لما صارت بيد الأديان مجها هذا الإنسان لسوء سلوك المتدينين فطرحت مع الأديان ارضا ولم يعبأ بها الإنسان الذي هو نفسه يتسابق بجمعيات الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة الجمادية وتعقد لذلك منتديات ومؤتمرات يبتعد الدين عن مواضيعها واحتقر المفكر الديني واتهمت ثقافته بالطفولية والفطرية الثمجة المماثلة لخامة اي عنصر كيميائي واستقوى الجميع على الجميع فأرهقت المجتمعات وفرخت ما يسمونه اليوم بالعلمانية والحرية واليمقراطية والعولمة وغيرها من المفاهيم الناتجة عن حالة الإرهاق الديني والسياسي ويزداد نمو هذه الحال يوما بعد يوم فيتنادى المتدينون الى فكرة المخلص التاريخية ويزداد اوار هذه الفكرة النارية كلما تمردت البشرية عن واقعها وتتوظف فكرة المخلص بأشكال شتى منذ اول عقيدة حتى آخرها وما زالت تتنامى رغم فتور التنامي الديني او انعدامه في بعض المجتمعات والشواهد كثيرة لكل واحد في هذه الأيام ولا تحتاج الى توجيه او دليل حيث يصطدم فيها المرء في ممارسة الحياة حين تباع المراتب الدينية بالمال في كل مجتمع من قبل الذين يتحكمون بها والشاري قد يتحكم يوما فيتاجر في سلعة الوظائف الدينية ولولا هذا الكسب ما وجدت مؤمن بهذا الإله المغيب والحاضر روحيا والذي صنعه هذا المشاهد الواقعي ماديا وأحاديث صكوك الغفران وقصور الجنان تتوزع اليوم في ثقافة ما يسمى بالأديان السماوية ....... والخلاصة ان كل دين هو منتوج الفكر البشري المستنبط من واقعه المعاش ولما تعقدت عليه المفاهيم جمعها في حصالة الغيب وخلفها وراءه واصبح يعود اليها بشعائره الدينية تعبدا وتخلقا ويشكل لها حماة ودعاة احتموا بالسلطة والمال وتسموا برجال الدين يتبادلون السياسة مع الحكام ويشرعون عقائدا لخدمة مشروعهما وكلما واجهوا طريقا مسدودا اجتمعوا ليثقبوا كوة صغيرة في حائط فسادهم وخبثهم المسدود أمامهم في وعي الأتباع الذين بدلوا واختلفوا لتكون بمثابة تغيير او تطوير في الدين او العبادة القائمة لفترة من الوقت فيخرج كامل هذا الدين السابق من الكوة كما تخرج الرخويات من الثقب لتتمدد بعده وتهيمن كالأخطبوط على نوازع الفكر الإنساني وتحمل معها من رواسب المتروك شيئا كثيرا يتفاعل في أوحال الجديد .. وهكذا حتى اليوم رغم كل التصفيات المتنامية عبر التاريخ ما زال كثير من القديم في الجديد اما رموزا او مسميات او تصرفات او اخلاقيات تتوزع في الجميع وباستطاعتنا ان نقول انه رغم رؤية العقل اليوم برجعية وتخلف الدين والمتدينين إلا انهما أكثر شيء ليونة وميوعة يتكيفون مع الزمن والمكان ويتلونون بكل الالوان في هذا الوعاء ويأخذون شكله كالمزيج اللزج اللازب الملوث في كل شيء ولا يعرف الصفاء العنصري والجوهري وبالتالي يبقى ويستمر فاسد الطعم واللون والرائحة ولا يجوز للشرب ولا للطهور وكلما اتسع هذا المستنقع كلما زاد ضرره وخطره وتكثر فيه التماسيح والأفاعي والحشرات والطفيليات وتفسد الطبيعة منه ويتغير صفاء الكون فيه ويتكيف الإنسان مع هذا الفساد في هذا الجو الملوث ليصنع إلهه ويعبده ويكره الآخرين عليه ويستنظر المخلص مع القلق والشكوى والظلم والعناء والجور وهو يتغنى بالعدل والقسط والحساب ولن يكون هذا الا في آماله وأوهامه وينسج لها حكايات وروايات اسطورية فيكذب ثم يكذب ثم يكذب حتى يصدق نفسه فيحارب من اجل افتراء صدقه وويل لمن يخالفه ويدغدغه الحاكم والمتدين باسم الدين ويطعمانه ويسقيانه حتى يغدو اضحية سمينة تليق فيهما فيقرباه لنفسيهما باسم الدين وباسم الله . والسلام على من اهتدى .   30 حزيران 2010م 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة