كتاب غربال الشيعة
سلسلة من الحلقات المتتابعة اعمل على نشرها في قنوات التواصل الاجتماعي
لتكون الفائدة اشمل واعم والله المستعان
باب الانتقاد والتعليق والتوجيه مفتوح على مصراعيه بكل الرضى والحب ومهما اوجعنا
ولست مباليا بلصوص الفكر حتى لو نسبوها لانفسهم فحقوق النشر غير محفوظة ويكفيني منها الفكرة ان تنتشر عن أي كان والحفظ عند العليم الحفيظ .
تاليف الشيخ سلمان آل سليمان
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين لا سيما الامام الحجة المهدي عج
شرعت في كتابة هذا الكتاب لما رايت اتباع آل محمد يتفرقون ويتغربلون حتى لم يتبق في الغربال الا الحصى الكبيرة التي لا تسقط تحت الغربال واثقل من خلاصة البر في الغربال على عكس اتباع الآخرين الذين يجمعون كل منتوج مواسمهم بلا غربلة مستفيدين من الحصى ومن الزوان حتى غدوا الكثرة واتباع آل محمد القلة . وسأبدأ من اول غربلة في عصر النبي محمد ص لأصل الى عصرنا الحاضر بعد خمسة عشر قرنا من الزمن لنرى مساويء هذه الغربلة التي اضعفت ولم تقو وجعلت الاجيال تشعر بالدونية وهي السيدة الأعلى ولعلنا نلملم ما سقط تحت الغربال بعد هذه القرون وكان تراثنا الفكري اقسى علينا من غيرنا لكسب الود والرضا علما ان كلنا يفدي روحه وماله في حب ورضى علي ع واسطة عقد الشيعة والكل تحت مقصلة اعداء علي شاؤوا ام ابوا لكن كل جماعة تقوقعت في زاوية مظلمة ليتسلى فيها فيها الخصوم ضد قريباتها واصبحت تدعي انها الموكلة الوحيدة عن الله ومحمد وعلي في هذا الوجود واذا قويت يوما ما في التاريخ توجع قريباتها حتى يستنجدوا بخصومهم والكل يخدعون حتى يستضعفون متناسين انهم كلهم يقولون يا علي لبيك يا علي .. والله المستعان .
في عصر النبي محمد ص :
لماذا لا نتساءل عن الاسلوب الذي تعامل فيه النبي مع المنافقين وصلى على زعيمهم ابن سلول ولماذا تمت تصفية الخلافات والمؤاخاة بين الانصار والمهاجرين وبين المهاجرين والمهاجرين وبين الانصار والانصار ولماذا قال لاهل مكة اذهبوا فانتم الطلقاء ولماذا المسامحة ولماذا الفداء ولماذا الهجرة ولماذا صلح الحديبية ومن دخل دار ابي سفيان كان آمنا وعشرات الاسئلة التي تعني عدم الغربلة وهل من رفض الاستكانة والاستهانة بالدين الجديد كالنبي يمكن ان يداهن او يماري مع أي كان عندما يرى مصلحة الاسلام هي الغاية فقويت الشوكة وانفرش الدين بكل من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له والتزم الجميع بالايمان المتفاوت بين طبقة وطبقة وبين شخص وشخص من الذي شغل الايمان كله كعلي ع في القمة الى الذي لايشغل الايمان الا لسانه كمعاوية واحتضن حتى الذين لم يظهروا من الدين الا اسمه ومن القرآن الا رسمه وكلما انفلتت جماعة سارع النبي الى اعادتها لبساط الامة ولو ادى ذلك الى ترقيع البساط . واترك تفصيل البحث الى من يرغب وابدأ بغربال الشيعة الذي ما ترك الا الحصى والحب الكبير ونبدأ مع علي ع مع النبي وما بعد النبي وعندما تدعو الاشارة الى الرواية فسآتي بها في محلها عن النبي او العترة او التاريخ :
فيكتب في كتابه الشيعة في التاريخ العلامة محمد امين الزين في (قِدم تكوّن الشيعة في الإسلام بأمر نبيّ الإسلام:فيقول : ذهب الكثيرون من المؤرّخين والكتّاب غير الشيعة، إلى أنّ بدء نشأة الشيعة وزمان تكوّنها كان بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم). ولكن الّذين ذهبوا هذا المذهب في تحديد الزمان، الذي حصل فيه التكوّن، قد اختلفت أقوالهم في التحديد. فمنهم من يميل إلى أنّ تكوُّن الشيعة كان في يوم (السقيفة)، ذلك اليوم الذي صرّح به رهط من أعلام الصحابة بتقديم أمير المؤمنين عليّ(ع) على غيره في الإمامة، وأولويّته فيها، معتقدين ذلك متديّنين به ومنهم من مال إلى أنّ الشيعة تكوّنت أيام فتنة (الدار)؛ أي أيّام مقتل الخليفة عثمان  ويظهر من ابن حزم الميل إلى هذا القول؛ حيث يقول (ج2/ ص78 من فصله): فإنّ الروافض ليسوا من المسلمين (؟)، إنّما هي فِرق حدث أوّلها بعد موت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بخمس وعشرين سنة...إلخ). ومنهم من مال إلى أنّها تكوَّنت يوم وقعة (الجمل) في البصرة، كما يظهر من ابن النديم عند قوله في فهرسته (ص249): (لمّا خالف طلحة والزبير على عليّ (رضي الله عنه)، وأبيا إلاّ الطلب بدم عثمان، وقصدهما عليّ (عليه السّلام) ليقاتلهما حتّى يفيئا إلى أمر الله، تسمّي مَن اتبعه على ذلك باسم الشيعة، فكان يقول: شيعتي). ومنهم من مال إلى أنّها تكوّنت يوم خروج الخوارج بصِفِّين. وعلى كلٍّ... فالحقيقة بعيدة عمّا ذهبوا إليه جميعهم؛ لأنّ من عرف معنى الشيعة الذي تقدّم ذكره، لا شكّ أنّه يخالف أولئك على طول، ولا يوافقهم البتّة؛ بمساعدة أنّ معنى الشيعة ـ سواء كان الموالاة، أم المحبّة، أم التقديم، أم المتابعة، أم التمسّك بالكتاب والعترة ـ قد تكوَّن قبل ذلك الزمان الذي حدَّدوه؛ أي في أيّام نبيّ الإسلام الأقدس، أيّام كان يغذّي بأقواله عقيدة التشيّع لعليّ (ع) وأهل بيته ويمكّنها في أذهان المسلمين، ويأمر بها في مواطن كثيرة، آخرها يوم (غدير خم)، 18 ذي الحجة، سنة 10 من الهجرة، بعد حجّة الوداع، وبعد أن أمره الله سبحانه وتعالى بقوله الكريم: (يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ). قال الفخر الرازي (ج3/ ص428 من تفسيره الكبير): (نزلت هذه الآية في فضل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ولمّا نزلت أخذ رسول الله بيد عليّ بن أبي طالب وقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهُم وآل من والاه وعاد من عاداه)) فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب؛ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عبّاس والبراء بن عازب ومحمّد بن عليّ). و روى سبط ابن الجوزي (ص32 من تذكرته): (أنّه لمّا قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، نزل قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) وذكر للمولى عشرة معان، عاشرها الأولى). ثُمَّ قال: (وجميع المعاني راجعة إليه؛ لقوله(ص): ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم))، وهذا نصٌّ صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته. إلى أن قال: وقد أكثرت الشعراء في ذكر غدير خم،  فأنت ترى أنّ الذي بلّغه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمّته، بأمر من الله تعالى شديد، هو موالاة عليّ(ع) وأولويّته بالإمامة. وهي أظهر معاني التشيّع، وقد جعلها تعالى في كتابه العزيز، وقرنها بموالاته وموالاة نبيه الكريم عند قوله جلّ اسمه ( سورة المائدة): (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله: (فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ). قال الزمخشري (ج1/ ص422 من كشّافه): (إنّها نزلت في عليّ (كرّم الله وجهه) حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه(1)، ثُمَّ قال: قلت: كيف صحّ أن تكون لعليّ (رضي الله عنه) واللّفظ لفظ جماعة؟، قلت: جيء به على لفظ الجماعة وإِن كان السبب واحداً ليرغب الناس في مثل فعله). وقال سبط ابن الجوزي كمقالة الزمخشري هذه  وأشار بذلك إلى قول ابن عبّاس: ما أنزل الله آية في الإِيمان إِلاّ وعليّ رأسها وأميرها)وكما أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بولاية عليّ، أَمر بحبّه وحبّ العترة الطاهرة، وبالتمسّك فيها وبتقديمها ومتابعتها، وغير ذلك من صفات التقديم والتفضيل. فكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: ((عليّ مني وأنا من عليّ، وهو وليّكم بعدي)) وينذر: ((كأنّي قد دعيت فأجبت. إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟، فإِنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، سألت ربي ذلك لهما، فلا تتقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإِنّهم أعلم منكم)) وعن ابن عمر: (إنّ آخر ما تكلّم به النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((اخلفوني في أهل بيتي )) وقال: (( من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله)) وقال: (( عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب)). وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق)) وفي رواية: هلك. وقال(صلّى الله عليه وآله وسلّم):((النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمّتي.)) وفي رواية: لأهل الأرض . ((ألزموا مودّتنا أهل البيت. والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا)). وقال: ((إنّ وزيري وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز مواعيدي، عليّ بن أبي طالب)) وقال أيضاً ـ وهو آخذ برقبة عليّ ـ: ((إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا)) وروى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: إنّه قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((من سَرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن، فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعده، فإنّهم خلقوا من طينتي ورزقوا فهماً وعلماً، فويل للمكذّبين من أمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي)) (وهذه الأخبار الخاصّة، التي رواها علماء الحديث الذين لا يُتَّهمون فيه ـ وجُلّهم قائل بتفضيل غيره عليه (أي على عليّ) ـ توجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم  وهناك أخبار خاصّة وعامّة غير هذه، مذكورة في كتب الفريقين، وإليك بعض ما جاء في كتب الفريق غير المتَّهم (بالرفض)؛ ليتّضح لديك النصّ على الأئمّة واحداً بعد واحد، ويثبت عندك فضلهم وقِدَم تكوّن شيعتهم وحسن عاقبتهم في جوار الصادق الأمين(عليه السلام) وعترته الميامين: عن كتاب السمطين، للشيخ محمد الحمويني؛ المحدّث الشافعي، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر؛ أوّلهم عليّ وآخرهم المهدي)). وعن كتاب مودّة القربى، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للحسين: ((أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة، وأنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة أبو حجج تسع، تاسعهم قائمهم)) وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ: ((إنّك ستقدم على الله؛ أنت وشيعتك، راضين مرضيّين، ويقدم عليه عدوّك غضاباً مقمحين)). ثُمّ جمع يديه إلى عنقه يريهم كيف الإقماح. ذكر هذا الحديث ابن الأثير في نهايته (ج3/ ص276). ثُمّ فسّر فيها الإقماح بـ: رفع الرأس وغضِّ البصر. يقال: أقمحه الغل، إذا ترك رأسه مرفوعاً من ضيقه). وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((يا عليّ، أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرّيّتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرّيّتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا)). ولمّا نزلت هذه الآية: (إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ)، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ: ((هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين)) وروى المسعودي: أنّ العبّاس بن عبد المطلب قال: كنت عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل عليّ بن أبي طالب، فلمّا رآه النبيّ أسفر في وجهه، فقلت: يا رسول الله، إنّك لتسفر في وجه هذا الغلام؟، فقال: (( يا عمُّ، والله، لله أشدّ حبّاً له منّي. إنّه لم يكن نبيّ إِلاّ وذرّيّته من صلبه، وإنّ ذرّيّتي بعدي من صلب هذا. إنّه إِذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم وأسماء أمّهاتهم ستراً من الله عليهم، إِلاّ هذا وشيعته؛ فإِنّهم يدعَون بأسمائهم وأسماء آبائهم )) ولو أردنا التبسّط في الأخبار الدالّة على قِدَم التشيّع والآمرة به، لاحتجنا إلى كتاب ضخم، ولاضطررنا إلى الخروج عن خطّتنا في الاختصار. ولذا اجتزأنا بهذه الأخبار الصحيحة المشهورة المتواترة وبخبر أبي حاتم الرازي، المنقول (كما في ص88/ روضات الجنّات) عن كتاب (الزينة)، قال: إنّ أوّل اسم ظهر في الإِسلام على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو: الشيعة. وكان هذا لقب أربعة من الصحابة؛ وهم أبو ذرّ وسلمان والمقداد وعمّار. إلى أن آن أوان صِفّين فاشتهر بين موالي عليّ (رضي الله عنه). فإِذا علمت ما قدّمناه؛ من ظهور الشيعة في عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ ومن أنّه أوّل المنوّهين بفكرة التشيّع والمغذّين إياها بأوامره المطاعة، وأنّه ـ وهو الذي لا ينطق عن الهوى ـ قد بشّر عليّاً وشيعته بمرضاة الله تعالى ودخول الجنة عن يمين النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشماله. إذا علمت ذلك، فلا شكّ أنّك تحكم بسخف ما زعمه بعض المرضى بداء التعصّب الذميم؛ من أنّ فكرة التشيّع من مخترعات عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء، وأنّها فكرة سبأيّة لا مساس لها بدين الإسلام، أو أنّها فكرة سياسيّة أحدثها الفرس بعد قرن؟! والّذين تشيّعوا في عهد النبيّ والّذين ثبتوا على تشيّعهم بعده: من الثابت المتيقَّن، أنّ كثيراً من الصحابة قد أحبّوا عليّاً في حياة أخيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). وكان حبّه لديهم من علائم الإيمان، وبغضه من علائم النفاق.  وكانوا يقدّمونه على أنفسهم ويفضّلونه على جميع الصحابة. وكانوا يوالونه أَشدّ موالاة بعد ما بايعوا النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ـ كما في الدرجات الرفيعة ـ على النصح للمسلمين والائتمام بعليّ بن أبي طالب والموالاة له. وكان عدد الذين بايعوا، يوم غدير خم، أربعين ألفاً، وقيل سبعين ألفاً، ويقول سبط ابن الجوزي: (إنّ الّذين بايعوا عليّاً كانوا مائة وعشرين ألفاً). وكلُّ هؤلاء كانوا شيعة (بمعنى الموالاة لعلي(ع) ). ولكن اسم الشيعة قد تغلّب واختصّ يومئذ ـ كما علمت ـ بأبي ذرّ وسلمان وعمّار والمقداد (رضي الله عنهم) لكونهم أخصّ الصحابة بعليّ (ع)، وأشدّهم تظاهراً بحبّه وموالاته. وقد كان جميع الهاشميّين، وقتئذٍ، وفي مقدّمتهم العبّاس بن عبد المطلب، من الشيعة. وكذلك خذيفة بن اليمان، والزبير بن العوّام، وخزيمة ذو الشهادتين، وابن النبهان، وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المعروف بهاشم المرقال، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري القائل: (ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب) وخالد وأبان الأمويّان، وأبو رافع، وعدي بن حاتم الطائي، وحجر بن عدي الكندي، وسعيد بن جبير، وعثمان وسهل أبنا حنيف، وأُبيُّ بن كعب، والبراء بن عازب، والأحنف بن قيس، وثابت بن قيس بن الخطيم، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبوه أيضاً، وخباب بن الأرت، وبلال مؤذّن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وعبد الله ومحمد أبنا بديل، وقُرَظة بن كعب الخزرجي، وسليمان بن صُرد الخزاعي، وحسّان بن ثابت، وأنس بن الحرث، وأبو قتادة الأنصاري، وأبو دجانة الأنصاري، وسعد بن مسعود الثقفي عمّ المختار، ويزيد بن نويرة (وهو أوّل قتيل قتل من أصحاب عليّ بالنهروان، وشهد له رسول الله بالجنّة مرّتين) ونافع بن عتبة بن أبي وقّاص، وأبو ليلى الأنصاري واسمه يسار ويقال داود بن بلال، وكان أبو ليلى خصيصاً بعليّ (عليه السّلام) يسمر معه ومنقطعاً إليه، وورد المدائن في صحبته وشهد صِفّين معه. وفي ولْده جماعة يُذكَرون بالفقه ويُعرَفون بالعلم وعَدَّ غير هؤلاء من الصحابة المتشيّعين لعليّ(ع)، كلٌّ من صاحب الدرجات الرفيعة، وصاحب الاستيعاب والإصابة، فراجع. وجلّ هؤلاء قد ثبتوا على التشيّع والموالاة لعليّ بعد وفاة النبيّ الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ ولذلك امتنعوا معه عن مبايعة أبي بكر (رض) في بدء الأمر؛ لاعتقادهم أنّ عليّاً أولى بالإمامة من غيره وأنّه الإِمام الحقّ والخليفة الشرعي لرسول الله الذي عقد الولاية لعليّ يوم الغدير، وحكم أنّه أقضى الأمّة، وأنّه باب مدينة علمه، وأنّ الحقّ يدور معه حيثما دار. وكان يخلفه على المدينة إذا غاب عنها، ولم يخلّف غيره. يؤمّره على غيره في الوقائع، ولم يؤمّر عليه أحداً. وقد خصّه الله بالتبليغ عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم أرسل أبا بكر(رض) ليبلغ سورة براءة، فأهبط عليه جبرائيل(ع) وبلّغه: أنّه لا يبلّغ عنك إِلاّ أنت أو رجل منك فأرسل حينئذٍ عليّاً، ليرجع أبا بكر ويتولّى هو بنفسه ـ وهي نفس الرسول بنصّ آية المباهلة ـ تبليغ الوحي. انتهى الاقتباس عن العلامة الزين في تاريخ الشيعة ).
فأقول ان هؤلاء كلهم من الصحابة الشيعة فغربلتهم كانت غربلة ذاتية لمنافع دنيوية ومصالح شخصية وليست عدائية وبقي جلهم على تشيعه الا ان الروايات واكثرها المدسوسة والمؤرخين في السلطات الحاكمة عملت على شطب الكثيرين منهم وساعد اتباع اهل البيت ع لأسباب معروفة شطب آخرين حتى لم يصفو الا اربعة او خمسة منهم وبذلك يسقط الاجماع وتثبت ذريعة اتباع السلطة المناوئة لعلي ولو ان هذا الشطب كان كله صحيحا لما قاتل مع علي في الجمل وصفين والنهروان عشرات الصحابة ولما بويع بيعة جماهرية لم تسبق في الاسلام بعد سقوط السلطة في عهد عثمان بن عفان من قبل الجماهير الاسلامية وأعني بالشيعة كل من يوالي عليا والامامية الاثني عشرية اليوم هي واحدة من الشيعة وليست كلهم وان كانت هي الاكثر والاغلب والكل يحاول ان يستظل بها ويدور في فلكها لولا قسوتها وتكفيرها للشيعة الآخرين كما سنرى في متابعة هذه الغربلة الخطيرة التي اضعفت الجميع واستقوى الفريق الآخر عليها والاهم من ذلك ان دولا وجماعات مؤثرة وفاعلة في تاريخ الاسلام جرى استبعادها عن التشيع لمواقف انتقامية اضطرت اليها نكاية بالآخرين الذين ما زالوا يصرون على انهم من الشيعة بينما نجد المغربلين يستبعدونهم عن التشيع وكأنهم خزان الجنة والنار حتى غدت البراءة منهم اليوم شعورا بالدونية عند المؤالف والمخالف وزرع الحقد على الشيعة المغربلين من قبل هؤلاء وراح البعض الضعيف منهم يفضل السنة على الشيعة ويحاول بناء شخصية وهوية خاصة بها رغم التطابق الكبير والكل يحاربون لولائهم لعلي واهل البيت على السواء وهل بعد النفس شيء وقد امتزجت الدماء بالدماء اليوم وعبر التاريخ ولاننسى ان المغربلين انفسهم متصارعون ويحاولون غربلة بعضهم البعض والمسؤولية تقع على الامامية الاثني عشرية الاقوى اليوم النافرة عن كل غربلة في التاريخ وربما كانت بفعلها او مشاركة مع المتغربلين مدعومة بالجهة المقابلة التي لا تريد وحدة الشيعة سياسيا على الاقل حتى اصبح التشيع عيبة ويحتاج لبيان عقيدته وولائه امام من هم احوج من الشيعة لاثبات اسلامهم وانتمائهم بعدما ابتعدوا كثيرا عن الاسلام والقرآن واصبح الشيعة اليوم يعملون للحصول على صكوك اسلامهم من قبل هؤلاء بينما الاساس ان يحصل الطرف الاخر على هذه الصكوك من اتباع علي بن ابي طالب واهل بيته ويكتب ما يملا القفار ورقا ومدادا واثيرا في استحصال هذه البراءة ولا لضعف او وهن والآخرون يزيدون بطرا واتهاما وابهة وغرورا ولماذا اعطيناهم هذه القيمة وهم الاحوج لها رغم السلطة والا لماذا كانوا يصنعون الاباطيل والافاعيل ليحصلوا على بيعة علي واصحابه وابناء علي واتباعهم فيما بعد لآن دولهم لا تقوم الا بهؤلاء وان تنكروا لهم وفي الحقيقة ان كل الدول الاسلامية التي قامت في التاريخ لولا الشيعة ما كانت لتكون حتى التي حاربت الشيعة هي قامت بالشيعة وانحرفت عن التشيع والا ما كانت لتقبل من الشعوب لولا الرضا من آل محمد وما ان يستقر الامر لهم حتى يغدروا وهذا كله تتحمل الشيعة مسؤوليته وسنرى شواهده لا حقا ان شاء الله . وبقيت كفة الشيعة بيد علي ع ناشطة على مستوى المسلمين كافة رغم المحاولات الجادة من حكام المسلمين ويده الطولى في تعبئة المسلمين حتى استشرى الانحراف كثيرا في حكم عثمان بن عفان وبقي علي ع يعمل جاهدا لتهدئة الامور التي انتهت بمقتل عثمان من قبل المسلمين وما كان بمقدور علي وشيعته فعل شيء حتى جرح ولداه الحسن والحسين في دفع الناس عن عثمان وآل الحكم لعلي ع من قبل معظم المسلمين ونخبهم في كل الامصار فاصطدم علي وشيعته مع المارقين فهزمهم في الجمل ثم مع الفاسقين في صفين فهزمهم ثم مع القاسطين في النهروان فهزمهم ايضا وكانت الشيعة هي الدولة الغالبة والقوية فلجأ المهزومون بكل فئاتهم ومن وراءهم من بقايا المنافقين والمشركين الى اسلوب التخفي والعمل المدسوس للقضاء على دولة الاسلام التي يمثلها شيعة علي فاغتالوه في صلاته ساجدا وزعر ضعفاء الشيعة من الحدث واستمر هذا الضعف في عهد ولاية الدولة من قبل الامام الحسن ووصل الى نهاية وهنه في عهد الامام الحسين وغدا خصوم الشيعة هم الاقوى وحكموا الدولة الاسلامية بعد شهادة الامام الحسين ع وناس ضوء التشيع بعاملين احدهما ظلم الحكام الذي يفوق كل تصور حيث غدت العقيدة الاسلامية عقيدة انتقام وليست عقيدة اسلام وثانيهما غربلة الشيعة لبعضهم البعض لاسباب متعددة سنبين كل مجموعة بسببها وفق ما نستطيع والله الموفق .
الحلقة الثانية : ( التوابون والكيسانية او المختارية او البترية )
ومن نفس مصدر الشيعة في التاريخ للزين يقول (وقد ندم كثير من أهل الكوفة الذين تخاذلوا عن نصرة الحسين (ورأوا أنّ لا يغسل عارهم والإثم عليهم إلاّ قتل من قتل الحسين، فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة من رؤساء الشيعة، أجلّهم سليمان بن صُرد الخزاعي، وكانت له صحبة مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فخرجوا (سنة 65 هـ)، فقتلوا). ثُمّ قام من بعدهم المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وجرى على يده (سنة 66) القصاص الإلهي من قاتلي سبط رسوله وريحانته.) وقال الخطيب البغدادي ( تاريخ بغداد، مجلّد1، ص200): (وسليمان بن صرد الخزاعي أمير التوّابين، ويكنّى أبا المطرف، صحب النبيّ (ص) وكان اسمه يسارا فسمّاه الرسول سليمان. وكان له سن عالية وشرف في قومه. ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون، وشهد مع علي صِفّين. وكان فيمن كتب إلى الحسين بن عليّ (عليهما السلام) يسأله قدوم الكوفة، فلمّا قدمها ترك القتال معه. فلمّا قتل الحسين ندم هو والمسيّب بن نجبة الغزاري، وجميع من خذله ولم يقاتل معه، ثُمّ قالوا: (ما لنا توبة ممّا فعلنا إلاّ أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه)، فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة 65، وولّوا أمرهم سليمان بن صرد الخزاعي، وخرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين، فسمّوا التوّابين. وكانوا أربعة آلاف رجل، فقتل سليمان في هذه الوقعة بعين الوردة بالجزيرة، رماه يزيد ببن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه إلى مروان بن الحكم). اذن في هزة الغربال الاولى نزل التوابون الشيعة تحت الغربال وهل فوق فدية النفس من عطاء فمنهم التوابون فأذكر ملخصا عنهم يقول الدكتور ابراهيم بيضون في كتابه التوابون (والواقع ان حركة التوابين التي قامت بزعامة سليمان ورفاقه من قادة الحزب الشيعي، هي طراز فريد بين الحركات السياسية العديدة التي شهدتها تلك الفترة المهمة من التاريخ العربي، ذلك انها لم تتضمن شيئاً من برنامج الحركة الشيعية السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي على غرار ما ظهر قبل ذلك في ثورة الحسين او ما ظهر من ملامح فيما بعد في حركة المختار الثقفي، وانما انحصرت في ظل اطار التكفير عن الذنب واتخذت من الثأر للحسين شعاراً رئيسياً لها، وانعكس عليها سلوك زعمائها المثالي وشخصياتهم المرتفعة التي زهدت بالمناصب ورفضت المساومات، ونبذت كل موقف لا يتلاءم مع المبدأ العام للحركة، الذي لخصه سليمان بالعبارة الآتية : «انه لا يغسل عنهم ذلك الجرم الا قتل من قتله او القتل فيه». وانطلاقاً من هذا المفهوم نجد أن حركة التوابين كثورة سياسية لا تبتعد بذلك عن الخط المبدأي لحركة المعارضة الشيعية اثناء مراحلها النضالية المتلاحقة من أجل استلام الحكم. فالتخلي عن هذا المطلب - كان بنظرهم - تخلياً عن حق شرعي وخرقاً لعهد الهي. ونتيجة لذلك لم يكن طلب السلطة عندهم للتحكّم، وانما لتنفيذ مبدأ هو الاسلام. الى ان يقول بيضون :( بدأ الزعماء الخمسة يمارسون نشاطهم في الخفاء ويبشرون بدعوتهم الانتقامية في أوساط الحزب الشيعي، بعيداً عن مراقبة السلطة وجواسيسها المنتشرين في كل مكان، فكان ان أثمرت جهودهم وشكلوا منظمة سرية نواتها نحو مائة من العناصر المتطرفة (بولائها للتشيع )، لم تلبث أن تحولت الى منظمة كبرى تحمل اسم التوابين، وقد صارت هذه التسمية هي الغالبة على حركة سليمان ورفاقه، وهي أصلاً منبثقة عن الآية الكريمة التي أصبحت الشعار الرئيسي لهم وهي : (فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم) .ثم يقول بيضون (سارت الحركة في اتجاه عملي، محافضة على سريتها التامة التي استمرت طيلة خلافة يزيد الاول، وهي فترة حاسمة دأب فيها التوابون بكل امكاناتهم على تعبئة المقاتلين وجمع الاسلحة واستمالة الناس، واتفقوا على ان يعقدوا لقاءات دورية لتقويم النشاطات التي قاموا بها والانجازات التي حققوها، ومن ثم لتحديد موعد للخروج واعلان الثورة. واستقر الرأي أخيراً على أن يكون التجمع في النخيلة في نهاية ربيع الآخر من سنة 65 للهجرة. كانت أولى الخطوات التنفيذية التي قام بها سليمان، هي محاولة استقطاب زعماء الكوفة واستمالة أكبر عدد من جماهيرها، والكتابة الى رجالات الحزب الشيعي في البصرة والمدائن وسواهما من المدن العراقية. وكانت هذه الاتصالات تتضمن المفاهيم العامة للحركة ومنطلقاتها، ثم الدعوة الى المشاركة في مؤتمر النخيلة المذكور. فقد كتب أمير التوابين الى عامل المدائن، سعد بن حذيفة بن اليمان : «اما بعد، فان الدنيا دار قد أدبر منها ما كان معروفاً، وأقبل منها ما كان منكراً وأصبحت قد تشنأت الى ذوي الالباب وأزمع بالترحال منها عباد الله الاخيار وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى بجزيل مثوبة عند الله لا يفنى. ان أولياء الله من اخوانكم وشيعة آل نبيكم نظروا لانفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دُعي فأجاب ودعا فلم يُجب، وأراد الرجعة فحبس وسأل الامان فمنع وترك الناس فلم يتركوه وعدوا عليه فقتلوه ثم سلبوه وجردوه ظلماً وعدواناً وغرة بالله وجهلاً... فلما نظروا اخوانكم وتدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا أن قد خطئوا بخذلان الزكي واسلامه وترك مواساته والنصر له خطأ كبيراً ليس منه مخرج ولا توبة دون قتل قاتليه او قتلهم حتى تفنى على ذلك أرواحهم». كان وقع هذا الكتاب مؤثراً جداً على شيعة المدائن، خاصة وأن عدداً من الكوفيين قد نزحوا اليها، وهؤلاء ظهروا شديدي الحماس للاستجابة الفورية الى دعوة التوابين. وما لبث ان جاء الرد ايجابياً من عامل المدائن وشيعتها والاستعداد الكامل للتحرك في اليوم الموعود الى النخيلة «اما بعد، فقد قرأنا كتابك وفهمنا الذي دعوتنا اليه من الامر الذي عليه رأى الملأ من اخوانك، فقد هُديت لحظك ويُسرت لرشدك، ونحن جادون، مجدون، معدون، مسرجون، ملجمون ننظر الامر ونستمع الداعي فاذا جاء الصريخ أقبلنا ولم نعرج ان شاء الله». وكان سليمان قد أرسل نسخة ثانية من كتابه الى المثنى بن محربة العبدي في البصرة لكسب تأييده مع الشيعة هناك فأجابوا جميعاً الى دعوته. وقد جاء في رد المثنى «قرأت كتابك وأقرأته على اخوانك فحمدوا رأيك واستجابوا لك، فنحن موافوك ان شاء الله للاجل الذي ضربت وفي الموطن الذي ذكرت». وبذلك أخذت دعوة التوابين تتسع في أوساط الناقمين على الحكم الاموي والمطالبين بدم الحسين، وتستجيب لها الجماهير بحماسة ملتهبة «فكان يجيبهم القوم بعد القوم، والنفر بعد النفر من الشيعة وغيرها».
فهل من المقبول وبعد هذا العرض الموجز جدا عن التوابين واخلاصهم يصح ان يغربلوا خارج الشيعة ليرضى اعداء الشيعة وان لا يكون التوابون من الشيعة ولما لم يسلط الضوء القوي على تشيعهم بكل فخر واعتزاز وان اختلف معهم ببعض التفاصيل هنا وهناك وربما تكون مدسوسة عليهم او مزروعة من قبل اعداء الشيعة قاطبة .
وفي كتاب الدولة الشيعية لمؤلفه نجاح الطائي الذي يذكر فيه فرق الشيعة يعرف الشيعي فيقول (فالشيعة هي التسمية القرآنية والنبوية الوحيدة للمتحصنين بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام). وكل من تابع الإمام علياً (عليه السلام) وآمن بولايته واعتقد بامامته بأنه وصي المصطفى وخليفته وتابع خطه فهو شيعى . ومن ثم يبدأ بتفصيل الفرق الشيعية بعد كتابته عن العلويين التي أذكرها في محلها فيقول :
الكيسانية :
 وهم الشيعة الذين كانوا بقيادة المختار بن عبيدة الثقفي وثاروا للانتفام من قتلة الامام الحسين وانتصروا ولم يبقوا لهم باقية وثورتهم اثلجت وتثلج صدر كل شيعي على مدى العصور والدهور وعند الرب الغفور الا المراوغون والجبناء الذين يدعون ويفتنون وبالعودة الى كتاب دولة الشيعة ( قيل : ان كيسان مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) .وقيل : هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي، والصحيح هو الوزيروالمشير وامير الثورة مع المختار الفارسي المعروف بكيان الذي يماثل بالشتر مع علي ع وبسلمان الفارسي مع رسول الله ص وليس في ذلك أي غلو فالمتابع لثورة المختار يجد دورا مماثلا لكيان او كيسان رغم انف الظالمين ونتابع المؤلف حيث يقول : وهم الذين يعتقدون بامامة محمد بن الحنفية بعد أمير المؤمنين(عليه السلام) وقيل لا بل بعد الحسن والحسين وكان كيسان يدعو الناس إليه وقد نسب إلى تلك الفرقة كذباً عقائد سخيفة في كتاب الملل والنحل.ونقول لهؤلاء الكذبة متى دعا كيسان لامامة محمد ابن الحنفية او الحسن او الحسين وهو الذي استشهد قبل ان تنتهي الثورة فلعنة الله على الناصبين  والمعروف عن الشهرستاني مؤلف كتاب الملل والنحل تسننه المفرط وعداوته للشيعة وافتراءه عليها ودفاعه المستميت عن المنافقين . ثم إن الكيسانية تفرقوا إلى هاشمية، إلى بيانية، وإلى رزاميخ، ولا حاجة إلى البحث عن عقائدهم ومن أراد فليراجع إلى محاله اذا استطاع ان يفرز نثرات الحق من الكوام الزيف والباطل والاتهام ) وفي الحقيقة ان المختار رضوان الله عليه كان في المدينة مسجونا واول ما افرج عنه جاء الى من بقي من اولاد امير المؤمنين علي ع وهو محمد بن الحنفية وشاوره في ثاراته واستأذنه في ذلك ومضى رضوان الله عليه بانتصاراته التي كان يهديها للامام زين العابدين ع والامام يباركها اما الجبناء والحساد هم الذين صاروا يوشوشون ويتخرصون ان المختار كان يدعو لمحمد بن الحنفية وتارة يدعو لنفسه واخرى كانت ثاراته لمصالحه السياسية ومن الشيعة من يردد هذه الاقوال ارضاءا للنواصب الذين اذاقهم المختار شرا مستطيرا فاذا غربلنا هذه الحركة التي ثارت انتقاما للحسين وباركها الائمة ع وامثالها فماذا يتبقى غير البكاء والنحيب ياموالي علي ع الا التباهي بالنواصب الذين ما كان لهم شيء الا الفجور والخمور وهتك الستور والمال والسلطة اللذين ظلم العباد بهما واقول لمن يغربل هؤلاء الثوار عن الشيعة هل يرضى السنة تشيعك رغم تزلفك وهل ميزوا بالتكفير بين شيعي واخر وهل شفيت صدور قوم مؤمنين بهرائك حتى تتنكر لمن شفا صدور الائمة والمؤمنين .

الحلقة الثالثة : الزيدية والجارودية

وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)اتبعو الامام زيد في ثورته ومقاومة الظالمين وبذلوا المهج في سبيل الله ولما قتل زيد بن علي وصلب سنة 121، قام بالامامة بعده يحيى بن زيد ومضى إلى خراسان واجتمعت عليه جماعة كثيرة، وقد فوَّض الامر بعده إلى محمد وإبراهيم اللذين خرجا بالمدينة، ومضى إبراهيم إلى البصرة واجتمع الناس عليه وقُتل أيضا فزيد بن علي قُتل بكناسة الكوفة، قتله هشام بن عبد الملك، ويحيى ابن زيد قُتل بجوزجان خراسان، قتله أميرها، ومحمد الامام قُتل بالمدينة، قتله عيسى بن ماهان، وإبراهيم الامام قُتل بالبصرة أمر بقتله المنصور . والزيدية أصناف ثلاثة : الجارودية، والسليمانية، والبترية . والصالحية منهم والبترية على مذهب واحد . وكان ابو حنيفة النعمان أحد أتباع زيد بن علي فضرب وسجن بسبب ذلك . فكانت ثورة الشهيد زيد الذي ملأ الدنيا بعلمه وفضائله وشمم آبائه نشأ في بيت النبوة والإمامة وتغذى بلباس الأدب وروح الحكمة وآثر رضا الله وطاعته على كل شيء وللباقر أثر فعال في سلوكه وتكوين شخصيته ولما بشر أبوه الإمام زين العابدين بولادة زيد ع أخذ القرآن الكريم وفتحه متفائلاً به فخرجت الآية الكريمة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) وفتحه ثانية فخرجت الآية: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) ثم فتح القرآن ثالثة فخرجت الآية (وفضل الله المجاهدين على القاعدين) وعندها بهر الإمام وقال: (عزيت عن هذا المولود وأنه لمن الشهداء) فقام بثورة عارمة ضد الجائرين والظالمين والمستبدين لكن خيانة المتآمرين وغدرهم عملت ضده ولما رأى التخازل راح يقول: (فعلوها حسينية).لقد آثر زيد عز الممات على ذل الحياة كما آثر ذلك آباؤه من قبله فلم يخضع للذل والعبودية ومات عزيزاً كريماً تحت ظلال السيوف.ولما رثاه الإمام الباقر وصلى عليه قال تمنيت ان اكون جنديا معه اقتل دونه في سبيل الله وقد كان الباقر الرائد الأكبر للحركات العلمية والثقافية والمعلم الأول وقد اتخذ المسجد النبوي مدرسة له يلقي فيه محاضراته القيمة على طلابه إنه الإمام الذي بقر العلم بقراً وأظهره إظهاراً فملأ الدنيا بعلمه وحديثه ومحاوراته واماما معصوما وقف لجانب ثورة الامام زيد فلماذا تمت غربلة الزيدية يوما ما عن الشيعة وحاول السنة ان يتلقفوها لكن ولاءهم لعلي واهل بيته ترك علائق قوية مع الشيعة رغم من حاول تقطيع هذه الاواصر من الشيعة انفسهم يا للاسف ونراهم اليوم يجذرون التشيع في بلادهم بالدماء الزاكيات رغم القسوة التي يعانونها من النواصب الوهابية التكفيرية وجازى الله كل الخير لمن يقف بجانبهم قولا او فعلا او قولا وفعلا وسامح الله المغربلين السابقين لعلهم يتقون في هذا الزمن العصيب واذا كنا نغربل دولنا وثوراتنا يوما بعد يوم ليفرح المجرمون آن لنا ان نستفيق
واليك هذا المثال عن ظلامتهم (منهم الجارودية أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر، وقد نقل عنهم الشهرستاني على هواه وحقده على شيعة علي ع فقال بأنهم زعموا أن النبي نص على علي بالوصف دون التسمية، وقد خالفوا في هذه المقالة إمامهم زيد بن علي، فإنه لم يعتقد هذا الاعتقاد وقد وردت في ذم أبي الجارود روايات في رجال الكشي وقال النجاشي : «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي . . كان من أصحاب أبي جعفر وروى عن أبي عبد الله(عليهما السلام) وتغير لما خرج زيد رضي الله عنه إلى أن قال : له تفسير القرآن، رواه عن أبي جعفر(عليه السلام) وتفسيره هذا هو الذي بثه تلميذ القمي في تفسيره، والرجل انحرف عن إمامة أبي جعفر بعد خروج زيد أخيه، وأسس مذهب الجارودية .والسليمانية (وهم أصحاب سليمان بن جرير، وكان يقول : إن الامامة شورى في ما بين الخلق، ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين، وأنها تصح في المفضول مع وجود الافضل، وقالوا إن الامة أخطأت في البيعة لهما (الشيخين) مع وجود علي (عليه السلام)) عنه خطأ لا يبلغ درجة الفسق، وذلك الخطأ خطأ اجتهادي، غير أنه طعن في عثمان للاحداث التي أحدثها وكفره بذلك.) وهؤلاء مثال على تقرب السنة من بعض الزيدية بخلط العقائد والمفاهيم وليس لشيء الا للسلطة والمال وتفتيت الشيعة وغربلتها ومنهم الصالحية والبترية (الصالحية، أصحاب الحسن بن صالح بن حي، والبترية، أصحاب كثير، وهما متفقان في المذهب وقولهم في الامامة كقول السليمانية، إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان أهو مؤمن أم كافر . قال عبدالقاهر بن طاهر البغدادي : «فأما الزيدية فمعظمها ثلاث فرق وهي : الجارودية والسليمانية وقد يقال الجريرية أيضا، والبترية، وهذه الفرق الثلاث يجمعها القول بامامة زيد بن علي بن الحسين في أيام خروجه،- لاحظ مؤرخي النواصب كيف يؤرخون لفظة خروجه ولم يكتبوا ثورته على الظالمين والهادمين للاسلام لان النواصب يعتبرون خلافة هؤلاء شرعية رغم اغتصابهم لحق اهل البيت ع -  وكان ذلك في زمن هشام بن عبد الملك. ثم إن النوبختي مؤلف «فرق الشيعة» وهو من أعلام القرن الثالث ذكر فرق الزيدية في كلام مبسوط . الناووسية وهم الذين قالوا إن جعفر بن محمد(عليهما السلام) حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر ويلي امور الناس، وأنه هو المهدي(عليه السلام) وزعموا أنهم رووا عنه أنه قال : «إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فلا تصدوقوه، فإني أنا صاحبكم». وأنه قال لهم : «إن جاءكم من يخبركم عني أنه غسلني وكفنني فلا تصدقوه، فإني صاحبكم صاحب السيف» وهذه الفرقة تسمى الناووسية، وسميت بذلك لرئيس لهم من أهل البصرة يقال له فلان بن فلان الناووس وقال عبدالقاهر : «وهم أتباع رجل من أهل البصرة كان ينتسب إلى (ناووس) بها وهم يسوقون الامامة إلى جعفر الصادق بنص الباقر عليه وأنه المهدي المنتظر. وقال الشهرستاني قريبا منه ; غير أنه قال : «هم أتباع رجل يقال له ناووس» طبعا انا انشر لكم اقوال النواصب السابقين لسببين اولاهما قسوة الظلم الذي عاناه الشيعة من اهلهم ومن اعدائهم وثانيهما لتقارنوا نواصب اليوم بنواصب الامس لا فرق الا بالتسميات والفضائيات وشكل الارهاب والافعال والعداء واحد في كل زمن فلربما تتوقف الغربلة عند الشيعة ونتضامن بقوة واخوة صادقة في دنيانا والحساب عند الله يوم الدين وكفى بعلي ع وفاطمة ان يكونوا لنا شافعين اجمعين .وانا خادمكم اذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين لا اريد الا الاجر من الله العلي القدير .

الحلقة الرابعة :الاسماعيلية وتفرعاتها
هم طائفة يقولون إن الامام بعد جعفر الصادق(عليه السلام) هو ابنه إسماعيل، إلا أنهم اختلفوا في موته في حال حياة أبيه، فمنهم من قال : لم يمت إلا أنه أظهر موته تقية من خلفاء بني العباس، ومنهم من قال : موته صحيح، والنص لا يرجع قهقري، والفائدة في النص بقاء الامامة في أولاد المنصوص عليه دون غيرهم، فالامام بعد إسماعيل هو محمد بن إسماعيل، وهؤلاء يقال لهم المباركية ثم منهم من وقف على محمد بن إسماعيل وقال برجعته بعد غيبته . ومنهم من ساق الامامة في المستورين منهم، ثم في الظاهرين القائمين من بعدهم وهم الباطنية. قال عبدالقاهر البغدادي : «إن الاسماعيلية ساقوا الامامة إلى جعفر وزعموا أن الامام بعده إسماعيل وافترق هؤلاء فرقتين : فرقة منتظرة لاسماعيل بن جعفر مع اتفاق أصحاب التواريخ على موت إسماعيل في حياة أبيه . وفرقة قالت : كان الامام بعد جعفر، سبطه محمد بن إسماعيل بن جعفر، حيث إن جعفرا نصب ابنه إسماعيل للامامة بعده، فلما مات إسماعيل في حياة أبيه علمنا أنه إنما نصب ابنه إسماعيل، للدلالة على إمامة ابنه محمد بن اسماعيل وإلى هذا القول مالت الاسماعيلية من الباطنية.وقال النوبختي : «فرقة زعمت أن الامام بعد جعفر بن محمد، ابنه إسماعيل بن جعفر وأنكرت موت اسماعيل في حياة أبيه، وقالوا : كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس، لانه خاف فغيبه عنهم، وزعموا أن إسماعيل لا يموت حتى يملك الارض ويقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم لان أباه أشار إليه بالامامة بعده، وقلدهم ذلك له وأخبرهم أنه صاحبه، والامام لا يقول إلا الحق، فلما ظهر موته علمنا أنه قد صدق وأنه القائم وأنه لم يمت وهذه الفرقة هي الاسماعيلية الخالصة وإنما الناس كانوا يزعمون ذلك لكبره وما تسالموا عليه من أن الامر في الاكبر ما لم يكن به عاهة وقتل حكومات العامة المستمر لرجالات الشيعة المخلصين ودعمهم الطالحين أوجدوا المذاهب المنحرفة عندهم . انتهى النقل ويليه العقل بدءا من هذه العبارة الاخيرة ( وقتل حكومات العامة المستمر لرجالات الشيعة المخلصين ودعمهم الطالحين اوجدوا المذاهب المنحرفة عندهم ) فهل نرضخ لاختيارات القاتلين الظالمين التي تسببت بالانحراف ونغربل هذه الجماعات الكثيرة والكبيرة والتي تزيدنا قوة ام نسوي امورنا جميعا حيث كنا المستهدفين وما زلنا وهناك اصوات بيننا تريد ان تسوي الامور مع القاتلين والظالمين اليوم فمن الاولى ان نصلح ذات بيننا ونقوي شوكتنا ولا يخفى علينا ان هذه الجماعات دفعت ثمنا غاليا لتشيعها وما زالت تدفع حتى النفس الاخير لانها توالي عليا ع ومهما بذلنا من جهد لتبرير العلاقة معهم لن يصدقنا الذين هم استهدفونا تاريخيا ةنبقى عندهم كفارا منافقون مرتدون ولا يستحون فلماذا نتعب انفسنا بهذه الوسيلة الضعيفة ونحن الاقوى والله القوي العزيز ونلهث لارضائهم اما يكفي ما ضحى به ائمتنا لحماية الدين فكل شيء صار متخشبا لا يصلح الا للحرق او النشر لا يسمن ولا يغني من جوع .وللعلم كل ما انقله لكم منقول عن مؤرخي الظلمة الذين سطروا هذه الخلافات بين الشيعة واتابع في فرق اخرى ليتبين الرشد للعاقلين المجردين من المنافع والمصالح والمكبلين بروايات ان صحت لها ظروفها وكثيرا ما تكون مكذوبة عن المعصومين من هنا وهناك ثبتها على الشيعة كلهم الظالمون . فمثلا الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من الصادق إلى ابنه عبد الله الافطح، وهو أخو إسماعيل من أبيه وأمه وكان أسن أولاد الصادق، زعموا أنه قال : الامامة في أكبر اولاد الامام، وهو ما عاش بعد أبيه إلا سبعين يوما ومات وله ولد ذكرا سماهم عبدالقاهر في (فرق الشيعة) باسم العمارية، وهم منسوبون إلى زعيم منهم يسمى عمارين، وهم يسوقون الامامة إلى جعفر الصادق(عليه السلام) ثم زعموا أن الامام بعده ولده عبد الله وكان أكبر أولاده ولهذا قيل لاتباعه (الافطحية). وقال النوبختي : «هذه الفرقة هي القائلة بامامة عبد الله بن جعفر، وسموا الفطحية لان عبد الله كان أفطح الرأس ( عريضه ) إلى أن قال : ومال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة وفقهائهم ولم يشكوا في أن الامامة في عبد الله بن جعفر وفي ولده من بعده . فمات عبد الله ولم يخلف ذكرا، فرجع عامة الفحطية عن القول بإمامته سوى قليل منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وقد كان رجع جماعة منهم في حياة عبد الله إلى موسى بن جعفر(عليهما السلام) ثم رجع عامتهم بعد وفاته عن القول به . وبقي بعضهم على القول بإمامته، ثم إمامة موسى بن جعفر من بعده وعاش عبد الله بن جعفر بعد أبيه سبعين يوما أو نحوها» هذا نموذج واضح الا ان ما يميزه ان واسطة عقدهم المام جعفر الصادق عليه السلام فاين انتم تذهبون . ثم الواقفة : وهم الذين ساقوا الامامة إلى جعفر بن محمد، ثم زعموا أن الامام بعد جعفر كان ابنه موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وزعموا أن موسى بن جعفر(عليه السلام) حي لم يمت، وأنه المهدي المنتظر، وقالوا إنه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها وقد علمنا إمامته وشككنا في موته فلا نحكم في موته إلا بتعيين، هذا مع أن مشهد موسى بن جعفر معروف في بغداد. وقال الشهرستاني : «كان موسى بن جعفر(عليه السلام) هو الذي تولى أمر الصادق(عليه السلام) وقام به بعد موت أبيه ورجع إليه الشيعة واجتمعت عليه مثل المفضل بن عمر وزرارة بن أعين وعمار الساباطي، ثم إن موسى(عليه السلام) لما خرج وأظهر الامامة حمله هارون الرشيد من المدينة، فحبسه عند عيسى بن جعفر، ثم أشخصه إلى بغداد عند السندي بن شاهك، وقيل إن يحيى بن خالد بن برمك سمه في رطب فقتله، ثم اخرج ودفن في مقابر قريش واختلفت الشيعة بعده إلى أن قال : ومنهم من توقف عليه وقال : إنه لم يمت وسيخرج بعد الغيبة ويقال لهم الواقفية» . وقال النوبختي : «إن وجوه أصحاب أبي عبد الله ثبتوا على إمامة موسى بن جعفر(عليه السلام)، حتى رجع إلى مقالتهم عامة من كان قال بامامة عبد الله بن جعفر فاجتمعوا جميعا على إمامة موسى بن جعفر(عليه السلام)، ثم إن جماعة المؤمنين بموسى بن جعفر بعد ما مات موسى (عليه السلام)في حبس الرشيد صاروا خمس فرق، فمن قال مات ورفعه الله إليه وأنه يرده عند قيامه فسموا هؤلاء الواقفية» غير أن هؤلاء لم يشيروا إلى أنه كيف برزت تلك الفرقة ولكن أبا عمرو الكشي صاحب الرجال المعروف قد كشف الستر عن كيفية نشوء هذه الفرقة وقال ما هذا خلاصته : «كان بدء الواقفية أنه كان اجتمع ثلاثون ألف رجلا عند الاشاعثة لزكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوها إلى وكيلين لموسى بن جعفر(عليهما السلام) بالكوفة، أحدهما حنان السراج وآخر كان معه وكان موسى(عليه السلام) في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقارا واشتريا الغلات، فلما مات موسى(عليه السلام)وانتهى الخبر إليهما، أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت، لانه القائم، فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى(عليه السلام) واستبان للشيعة أنهما إنما قالا ذلك حرصا على المال» - اذن دقق بكلمة حرصا على المال وليس موضوع ولاية لغير الائمة ع فهل نغربل الجماعة وقد تغربل المال ولم تبق له باقية وربما اخذه النواصب كما اخذوا غيره واستحلوه فان خسنا المال نخسر الرجال - واعلم أن إطلاق الوقف ينصرف إلى من وقف على الكاظم(عليه السلام) ولا ينصرف إلى غيرهم إلا بالقرينة . نعم ربما يطلق على من وقف على الكاظم من الائمة في زمانه(عليه السلام)، ويستفاد من الروايات المروية في رجال الكشي في ترجمة يحيى بن أبي القاسم إطلاق الوقف في حال حياة الكاظم(عليه السلام) وبهذا يعلم أن الواقفية صنفان، صنف منهم وقفوا على الكاظم في زمانه واعتقدوا كونه قائم آل محمّد(عليهم السلام) وماتوا في زمانه كسماعة، وصنف وقفوا عليه بعد موته ولا يصح تضليل من وقف على الكاظم في زمان حياته – واضيف بعد مماته - لشبهة حصلت له، لانه عرف إمام زمانه . وها هنا كلمة قيمة للوحيد البهبهاني، يرشدنا إلى علة حصول شبهة الوقف في بعض الشيعة وهو أن الشيعة من فرط حبهم دولة الائمة وشدة تمنيهم إياها وبسبب الشدائد والمحن التي كانت عليهم وعلى أئمتهم، كانوا دائما مشتاقين إلى دولة قائم آل محمد(عليهم السلام)، متوقعين لوقوعه عن قريب، ولاجل ذلك قيل إن الشيعة تربي بالاماني، ومن ذلك أنهم كانوا كثيرا ما يسألون عن أئمتهم عن قائمهم، فلربما قال واحد منهم فلان يعني الذي يجئ بعد تسلية لخواطرهم، تصوروا أن المراد هو الذي يجئ بعد ذلك الامام بلا فاصلة وهم من فرط ميل قلوبهم وزيادة حرصهم ربما كانوا لا يتفطنون. ( اذن الشهرستاني الناصبي قال ونحن نصدق وربما هو من اختار جماعة اليوم الذين يقولون هذا القول وتركناهم ولم ننشر الوعي بينهم بل حاربناهم اكثر مما حاربهم الشهرستاني وجماعته حتى صار منهم من يفضل السنة على الشيعة من تصرفنا غيرالحكيم وكله نعزوه الى المعصوم وهم ايضا يعزون ذلك للمعصوم حتى من يبغض المعصوم كالنواصب يروون عن المعصوم عندما يريدون التبرأ من الشيعة كليا والشواهد كثيرة ) وكان الشهرستانى قد جد واجتهد للنيل من شيعة آل محمد بكل الصور الممكنة وسعى لرفع لواء رجال الحزب القرشي وأتباعهم، فحاول الشهرستانى التشكيك في تبعية الشيعة للائمة المعصومين، وزاد في اختلافاتهم وصنوفهم . وحاول اظهارهم بصورة مُشكك فيها وانهم بعيدون عن الدين رغبة منه للانتصار لمذهبه السني فخرج عن الانصاف والعدالة . وكانت اختلافات السنة أكثر من ذلك فستر عليها الشهرستانى وباقى مؤرخى السنة . وكان طبيعياً في تلك العصور ظهور مجموعات متناحرة ومختلفة في المذهب الواحد . وما ذكره الشهرستانى من الصنوف وما نسب إلى الشيعة من الآراء السخيفة غير ثابت جدا، خصوصا ما زعم من الفرقة السبائية التي أصبحت اسطورة تاريخية اختلقها بعض المؤرخين ونقلها الطبري بلا تحقيق وأخذ عنه الآخرون وهكذا ساق واحد بعد واحد. ويتلوه في البطلان ما نسبه إلى هشام بن حكم من الآراء الكاذبة كالتشبيه وغيره، فإن هذه الآراء مما يستحيل أن ينتحل بها تلميذ الامام الصادق(عليه السلام)الذي تربى في أحضانه، ومن الممكن جدا، بل هو الواقع أن رمي هشام بهذه الآراء إنما جاء من جانب المخالفين والحاسدين له والمنكرين لفضل بحثه، فلم يجدوا مخلصا إلا تشويه سمعته بنسبة الاقاويل الباطلة إليه. ومثله ما نسبه إلى محمد بن نعمان أبي جعفر الاحول الملقب بمؤمن الطاق وإن لقبه مخالفوه بشيطان الطاق هذه ليست أول قارورة كسرت في التاريخ، بل لها نظائر وأماثل كثيرة، فكم من رجال صالحين شوه التاريخ سمعتهم، وكم من أشخاص طالحين قد وزن لهم التاريخ بصاع كبير، وعلى أي تقدير فلا نجد لاكثر هذه الفرق بل جميعها مصداقا في أديم الارض، ، انتهى النقل عن صاحب كتاب تاريخ الشيعة للعاملي واكتفي بهذا القول الذي يصرح بالعدوان من قبل الظالمين للشيعة ككل ولكني لست مع المؤلف بهذه الغربلة التي يشاطر فيها المعتدين فعلينا ان نكون اقوياء ولا نخاف من المعتدي رغم الضعف ونتحمل مسؤولية جرائرنا التي ربما نحن سببها ونرميها اما على المعصوم والاخباريين منا اولا لان لهم سهما قاتلا فينا كسر ظهورنا باسرائيلياته التي ربما زرعها النواصب فينا عن السنتهم واذا دققنا بوقائعها نجدها لتبرير اعتداءاتهم على ائمتنا اولا وعلى اتباعهم ثانيا فالذي كان يدعو لالوهية المعصوم ان كان صحيحا ما كان له ان يستمع ويصحح منه فيرحمه بدل من ان يلعنه واولها قصة ابن سبأ الخيالية والكثيرون اقروا بهذه الاسطورة الا النواصب يصرون عليها ليس لتكفيرهم ابن سبأ وجماعته وربما هم شاركوا الاسرائيلية بنوعيها القديمين بصناعته انما لتكفير كل جماعة علي ع والاسخفاف باسلوب علي في معالجة هذه القضية وطمس النواصب غلو كعب الاحبار اليهودي وتميم الداري النصراني ووهب ابن منبه وربيبه نوف البكالي وزعيم الناصبية ابو هريرة شيخ المضيرة وسمره وغيرهم لا مجال لحصرهم  وادعاءتهم الباطلة المزيفة التي ارادوا بها سرقة الحقيقة ولكنه الظلم والضعف ما اقساهما ان اجتمعا وخصوصا اذا ظلم الضعيف نفسه . وفي غربلة هذه الشريحة عن الشيعة نكون قد غربلنا دولة عاشت قرنين ونصف تحسب لهم وان لم تكن كلها لهم فحتما كلها للشيعة ورفعت شعارات الشيعة واعتزت بانتمائها وكل معالمها لاهل البيت ولو استطاع اعداء الشيعة ان يمحونها من التاريخ لفعلوا لكثرة ما اساؤوا لها في تواريخهم الحاقدة الكاذبة حتى اطلقوا عليها الدولة العبيدية وهذه شنشنتهم لا يعتد بها حيث يزيد والحجاج واسيادهم بالظلم والجبروت والارهاب عندهم خير من الدولة الفاطمية بل قصر عبد الملك الاموي خير من الكعبة ولا لشيء الا لأنها تحمل وسام علي وفاطمة عليهما السلام وللاسف جاريناهم وصرنا اقسى على الاسماعيلية ودولتها اكثر منهم فغربلنا ثورة هنا ودولة هناك وجماعات هنا وهناك حتى صار اعداؤنا يقولون ليس لديكم في التاريخ شيء والتاريخ كله كتب بدمائنا ورجالنا فشيعة علي ع في عهد الرسول ص قام الاسلام بهم وسامحوا بمنافعه الدنياوية  للقاعدين وهل اساطير تبجحهم كانت الا زورا وبهتانا فهل كان جيش صلاح الدين الا فاطميا جهزه المعتضد الفاطمي وسلمه له فغدر بالمعتضد وقتله وقتل ابنته وتزوج زوجته رغما عنها هذا الاسطورة الذي يتغنون به لم يكتفي بسرقة الملك بل سرق الازهر الفاطمي وسرق المذهب الجعفري واقام قلاعه بجماجم الشيعة هذا لا يسلطون الضوء عليه وخصوصا يتغافلون ان هذا الغدار كان قد طلب المعتضد من عمه نور الدين الزنكي ان يرسل له قائدا امينا صادقا ليعطيه قيادة جيشه لمقاتلة الصليبيين فقال عماد الدين الزنكي سارسل لك ابن اخي صلاح الدين فتامل الغدار الذي غدر بعمه وبمن استأمنه هذا مثل يدلك على من سبقه ومن لحقه وصار هو محرر القدس من الصليبيين وعن قصد نسي واهمل الجيش الفاطمي  لعنة الله على الظالمين وهو من هادن الصليبيين  ليتركوا له القدس والقصة طويلة في متون التواريخ ختى الحاقدة منها بقي فيها اشعة تدل على الحقيقة يا لهذه الغربلات التي نقدمها خدمة لاعداء علي ع / وسنتابع في الحلقة الخامسة والاخيرة عن العلويين النصيريين اذا شاء الله ونختم لعل الفائدة تعم لكل ذي قلب والقى السمع وهو شهيد / .

الحلقة الخامسة  العلوية او النميرية او النصيرية
ان العلويين هم مسلمون، إماميون، جعفريون، يعتمدون أصول الشريعة الاسلامية عقيدة لهم ويطبقون أحكامها وفقا لمذهب الامام السادس أبي عبد الله جعفر الصادق ((عليه السلام) ) قولا وعملا، وسلوكية، وسيرة، ولا يرون بديلا عن الاسلام على الرغم من التعذيب، والتنكيل، التشريد، والذبح والقتل، بدءا من العصر الاموي ومرورا بالعباسي وانتهاءا بالعثماني البائد، لا لسبب إلا لانهم رفضوا الولاء كلية لائمة الجور، والضلال، والفساد واسوة بائمتهم وقدوة بهم على مر العصور والازمنة ومن هنا انهالت عليهم التهم الباطلة، والافتراءات الكاذبة، والصقوا بهم ما لا يليق ولم يسلموا من أذى الحكام الظالمين إلا في ظل الدولة الحمدانية في حلب الشهباء في القرن الرابع الهجري، لانسانية هذه الاسرة وأخلاقيتها العظيمة، وسيرتها العطرة، ، وتسامحها الاسلامي، فهم إذن مسلمون، موحدون، يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر . وبمحمد(صلى الله عليه وآله) نبياً ورسولاً، وبالقرآن دستورا ومنهجا صالحا لكل عصر، ومكان، وزمان،ويقيمون الصلاة الى ذلك سبيلا وهم يتعبدون فقهيا واحكاما على مذهب الامام الصادق(عليه السلام)والذي اعترف به مؤخرا من قبل شيخ الازهر الشريف محمود شلتوت سابقا ولا زال معمولا به حتى الآن في مصر، وما نسب إليهم من ارتكاب الموبقات، وإباحة المحرمات، والكفر، والالحاد، فكله باطل ولا أساس له من الصحة وعار عن الحقيقة أولا وأخيرا، ويفتقر هذا الزعم الى دليل قطعي ويحتاج إلى برهان موضوعي، وانما واقعهم الصحيح وما هم عليه يفند هذه المزاعم المفتعلة، والاراجيف المختلقة من قبل المغرضين والحاقدين، وانما كانت هذه الاقوال وتلك المقالات مجرد اهواء، وعواطف، وميول، ورغبات من الآخرين لا تمت الى أصول الاسلام وفروعه باي حقيقة أو موضوعية، وما أكثر هذا الضرب من الاقوال في أذهان العامة والهوى دائر لا علاج له، والعصبية مرض فكري موروث لا مناص منه ولا مفر الا من رحم ربي وحكم عقله وترك هواه، ورفض موروثاته، وكان المسالة لديهم أمر مستساغ وطبيعي، يعطون الايمان لمن يريدون، ويلصقون التكفير لمن يشاؤون وهذه الفتاوى التي الصقت بهم من قبل الآخرين في أيامنا هذه، والتي هدفها التمزيق، والتفرقة، وخدمة النواصب والتكفيرين والاستعمار والامبريالية، والصهيونية، فهي ليست في صالح الاسلام والمسلمين أبدا. وقد حدثت لهم هذه الضجة المفتعلة في أيام الاستعمار الفرنسي البغيض رغم رفضهم الشديد وحاربتهم لهذا الستعمار ووقوفهم ضده عندما ظهر بعض المنتفعين من بينهم لتقسيمهم عن سوريا والحاقهم في لبنان ، وما يعرف بالانتداب المكذوب على غرار هذه الصيحة الموهومة في الوقت الراهن، ولكن علماءهم كعادتهم انبروا بشدة وعنف للرد على هذه وتلك بقول صريح للعالم الاسلامي للحقيقة والتاريخ، والاسلام، وهذه صورة الجواب من قبل علماءهم آنئذ في تلك الفترة المريرة والمؤلمة، والتي نشرت في حينها في مجلة المرشد العربي لمنشئها الشريف عبد الله آل علوي الحسني ابن المغفور له الامير الشريف حسن بن فضل باشا أمير ظفار، مطبعة الارشاد، اللاذقية، عام 1357 هـ ، 1938 م، وهذه هي فتوى السادة العلماء لهم نسوقها الى المنصف الكريم الحر حرفيا، أمانة ووفاء منا : (إن الدين عند الله الاسلام) .
(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون). القرآن الكريم . قرأنا هذا البهتان المفترى على العلويين طائفة أهل التوحيد ونحن نرفض هذا البهتان أيا كان مصدره، ونرد عليه بان صفوة عقيدتنا ما جاء في كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، (بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد). وان مذهبنا في الاسلام هو مذهب الامام جعفر الصادق(عليه السلام) والائمة الطاهرين(عليهم السلام)سالكين بذلك ما أمرنا به خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حيث يقول : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . هذه عقيدتنا نحن العلويين، أهل التوحيد، وفي هذا كفاية لقوم يعقلون . مفتي العلويين في قضاء صهيون يوسف غزال، المحامي عبد الرحمن بركات، قاضي طرطوس على حمدان، صالح ابراهيم ناصر، عيد ديب الخير، كامل صالح ديب، يوسف حمدان عباس، مفتي العلويين في قضاء جبلة على عبد الحميد، الفقير لله تعالى صالح ناصر الحكيم، حسن حيدر، قاضي المحكمة المذهبية في قضاء مصياف محمد حامد، في 9 جمادي الآخرة 1357 هـ . وهذه صورة أخرى عن فتوى الرؤساء الروحيين في صافيتا المنشورة في جريدة النهار أنقلها حرفيا أمانة وحقيقة لله، وللتاريخ وللانصاف . طالعنا في جريدتكم الغراء المؤرخ في 31 تموز سنة 1938 عدد 1448، مقالة لمراسلكم في اللاذقية تحت عنوان هل العلويون مسلمون تتضمن المفتريات الكافرة التي نسبها المحامي إبراهيم عثمان لعقائد العلويين وتكفيره لهم بادعائه وزعمه أنهم ليسوا بمسلمين ينكرون - والعياذ بالله وناقل الكفر ليس بكافر - شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنتم تدينون بدين غريب يقوم على فكرة التثليث، وتنكرون فكرة التوحيد . لذلك فقد اجتمعنا نحن الرؤساء الروحيين في قضاء صافيتا، واصدرنا الفتوى الآتية راجين نشرها بنفس الصحيفة التي نشرتم بها كلمة المراسل عملا بقانون المطبوعات، إن تصريحات المحامي الموما إليه هي محض الكفر الصريح، وان المسلمين العلويين باجماعهم المطلق يستنكرونها أشد الاستنكار، ويبرأون منها ومن مثيريها الى الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، يعلنون في الدنيا والآخرة إنهم على شهادة لا إله إلا الله، وان محمدا عبده ورسوله شهادة حق وصدق، فمن آمن منهم بالشهادتين والوحدانية، فهو منهم ومن جحدها فهو غريب عنهم كافر بهم، ومن يتخذ من أتباع المسلمين العلويين مذهب الامام جعفر الصادق(عليه السلام) سببا لابعادهم عن الدين الاسلامي الحنيف نعتبره بدعواه جاحدا للحق، ناكرا للصدق، عاملا بالباطل . التواقيع : صافيتا في 3 آب 1938 الشيخ ياسين عبد اللطيف ياسين يونس، الشيخ على حمدان قاضي المحكمة المذهبية الشرعية بطرطوس، الشيخ يوسف إبراهيم قاضي المحكمة المذهبية الشرعية بصافيتا، الشيخ محمد محمود، الشيخ محمد رمضان، شوكت العباسي، الشيخ عبد الحميد معلا . وهذه أيضا صورة عن البيان الذي نشره زعماء العلويين في جريدة النهار في العدد 1454، آب، سنة 1938 : المفتريات الكافرة التي نسبها المحامي إبراهيم عثمان لعقائد العلويين وتكفيره لهم بادعائه وزعمه أنهم ليسوا بمسلمين، ينكرون - والعياذ بالله وناقل الكفر ليس بكافر - شهادة ان لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنهم يدينون بدين غريب يقوم على فكرة التثليث، وينكرون فكرة التوحيد هي محض الكفر الصريح، وأن العلويين باجماعهم يستنكرونها الى أقصى حدود الاستنكار، ويبرأون منها، ومن مثيريها، إلى الله وإلى رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ويعلنون في الدنيا والآخرة أنهم على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، شهادة حق وصدق، فمن آمن منهم بالشهادتين والوحدانية، فهو منهم ومن جحدها فهو غريب عنهم وكافر بهم، ومن يتخذ من اتباع المسلمين العلويين مذهب الامام جعفر الصادق(عليه السلام) سببا لابعادهم عن الدين الاسلامي الحنيف وعن الشيعة يكون بدعواه جاحدا للحق ناكرا للصدق عاملا بالباطل وللباطل . التواقيع للزعماء : سلمان مرشد، شهاب ناصر، منير العباس، صقر خير بك إبراهيم الكنج، على محمد كامل، أمين رسلان . وهذه أيضا صورة عن الفتوى التي أفتى بها العلامة الشيخ سليمان الاحمد في حينه ووقعها العلامتان الشيخ صالح ناصر الحكيم، والشيخ عيد ديب الخير . هذا من جهة النقل عن المؤرخين ومن ثم اقول لاهل العقل : وكم رحنا نتخوف من المؤرخين المعادين للشيعة عندما يتهمون جماعة من الشيعة بالكفر او الغلو وكأنما نصبناهم او نصبوا انفسهم مشرعين وصرنا نتباهى باقوالهم ضد جماعات الشيعة فتمادوا علينا كثيرا ولم ينجو احد من الشيعة من ترهات هؤلاء المتمأرخين في بلاط السلاطين فهم يعملون من اجل سياسة السلطان ونحن نحولها بدلا من السياسة عقيدة لنغربل بعضنا بعضا واليك هذا المثال الذي ورد في كتاب الشيعة والتاريخ (وكما كان الغلو في القول بإِلهية جماعة من المخلوقين كان في القول بنبوَّة جماعة منهم بعد خاتم الأنبياء محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فالخابية زعموا أنَّهم كلُّهم أنبياء، وكذلك المنصورية. وقد حكم المقريزي: (بأنَّ الغالية ليسوا بمسلمين، ولكنَّهم أهل ردَّة وشرك) ومع ذلك عدَّهم في عداد الشيعة. وهكذا فعل الشهرستاني، وهكذا فعل ابن خلدون، رغم قوله: (وقد كفانا مؤنة الغلاة أئمَّةُ الشيعة؛ فإنَّهم لا يقولون بها ويبطلون احتجاجاتهم عليها) اما المشكلة في بعض علماء الشيعة الذين غربلوهم بقسوة اكثر من اصحاب السلطة الغاصبين وهذه اما محاباة للظالمين ام مداراة لهم ومهما قال مناصروا الخلافة العباسية في تشويه مسيرة الخلافة الفاطمية هو طبيعي لانهم مستفيدون وما كانت الرسالة الاسلامية تعني لهم الا غرضا انتفاعيا ليس الا اما ان يكتب الشيعة لفسخ هذه الدولة من تاريخهم واستمرت اضعاف الدولة الاموية الناصبة الظالمة التي يتباهى بها اهل السنة فهذا ليس الا شعورا بالدونية وهروبا اقل ما يقال فيه من المواجهة بذريعة العقيدة والتدين وهذه غربلة خطيرة وربما تكون الاخطر لانها جعلت من شريحة واسعة وجماعات شيعية عديدة تتقارب من السنة كردة فعف على عداوة ذي القربى بل منهم من ارتضى بعض مذاهب العداء لاهل البيت بسبب هذه التصرفات والاسرائيليات الموضوعة في الاحاديث والروايات المزروعة من قبل الامويين والعباسيين اصحاب السلطان الجائر في التاريخ وللحقيقة يجب ان نعلم ان العلويين والشيعيين والجعفريين والاماميين والاثني عشريين هي الفاظ خمسة لطائفة واحدة ويحقق ذلك ان المرجع الاول للعلويين الشيخ ابي عبد الحسين بن حمدان الخصيبي كان من رجالات الدولة الحمدانية التي تسمى دولة شيعية احيانا ودولة علوية احيانا وهذا يدل على ان الشيعة والعلوية هوية واحدة يتبع لوحدة الدولة السياسية وعبر عن هذه الوحدة سياسيا واجتماعيا وعقديا في اكثر من دولة منذ ايام ولاية حلب واميرها علي بن مقداد الحلبي وصولا الى الدراوسة في اللاذقية ولا ننفي ان بعض الشخصيات العلوية ارادت ان تاخذ الجماعة الى مصالحها الشخصية في بعض الاحيان وخصوصا ايام العبودية والتبعية والضعف ليستقوون بالخارج ولكنهم فشلوا وبقي العلويون مثالا عظيما للتوحد والتعلق بولاية امير المؤمنين علي ع والى الان توجد رواسب لهذه المحاولات الفاشلة رغم القوى الداعمة لها مثل النواصب والتكفيريين والمستكبرين والاسرائيليين بهدف اضعاف الشيعة بشكل عام وما يجري في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن وغيرهم امثلة واضحة لنزعة التفتيت وبعض الشيعة ساعد سابقا ويساعد اليوم على غربلة العلويين وشاهده ان تواجد العلويين في هذا العصر هو بين السنة والمسيحيين بعيدا عن الشيعة وهذا يفسره امران الاول بفعل شخصيات علوية انتفاعية ساقت هذه الجماعة بعيدا عن تراثها وجغرافيتها وحاول امثال هذا النوع من الاشخاص المنتفعين ان يفصلوا العلويين عن وطنهم سوريا في القرن العشرين ولو صح لهم لفعلواكما صح لاسلافهم ففعلوا . والثاني قسوة فقهاء الشيعة وضيق افق علمائهم في التاريخ فلم يتوسعوا لتطاير الفكر الشيعي ويستوعبوه اما خوفا من السنة او تزلفا لهم مما ساق كل هذه الغربلات لاضعافهم بينما لا نراها في السنة رغم حروبهم واختلافهم فيما بينهم  الذي يضاعف ما جرى عند الشيعة فكانت السلطة والمال بايدهم بينما يجب ان يكون بايدينا حتى صرنا نصور للتاريخ ان انصار علي ع هم قلة بينما هو الوحيد عمن سواه الذي بويع بيعة جماهيرية جهارا نهارا وغيره كان يتلقفها خلسة . وربما يكون هذا الموضوع الذي اتطرق اليه الآن عريضا وفضفاضا لدرجة ان يخزقه المنتفعون والمتعصبون اليوم ولكنه هو الحقيقة والارض التي امتلأت بالدماء المضرجة الممتزجة للشهداء الذين يرتقون في هذه الازمات لا لشيء الا لأنهم ينادون لبيك يا علي لبيك يازهراء لبيك ياحسين لبيك يا زينب وقد افتى كبار القوم بقتل من ينادي بهذه المشاهد والمقامات والاسماء فتجعل جماعات الشيعة يقتنعون بحقيقة بعدت عنهم وربما صدقوا انفسهم ان لكل جماعة منهم هوية منفصلة قادرة على الحياة فهذا وهم حقيقي واستباحة لتاريخ ائمتهم واسترخاصا بدولهم عبر التاريخ وهو اكبر الفائدة لخصومهم الذين يكفرونهم ويعافونهم ولا يقبلون اي هوية فيهم ولو حافظوا على هويتهم الشيعية الواحدة لتزلف الغير لهم وارضاهم وخافهم وكانوا هم الاقوى والاكثر عددا وهناك امكانية لقيام ذلك بقوة وسهولة وخصوصا ان الدولة الاقوى بالشيعة تدعو لذلك في دولة المستضعفين الممهدين لدولة الامام الحجة المهدي عج
واختم بالاعتذار عن اي خلل او قسوة عن هذه الحلقات الخمسة التي لها نفوذ واسع ووجود حي وارض مبسوطة في الخير واليمن والبركة راجيا اللتدبر في الامر وكونوا مع الصادقين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خادمكم الشيخ سلمان ال سليمان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة